![]() |
https://scontent-b-mad.xx.fbcdn.net/...f6&oe=551A46F0 يا أولى القبلتين ربي سبحانه وتعالى نزل عليك المطر لحتى يغسلك من دنس الخنازير ياللي عم يجتاحوك وامة العربان صايبهن الشلل والصمم والبكم تاركين المرابطات ليختطفوهن الخازير ويدنسوا طهارة الاقصى بأقدامهن القذرة وصلواتهن الكريهه وين مدعين الخلافة عنك يا اقصى؟!! وين جيوش الفتح تبعهن والجهاد ياللي عم يدعوه ؟! وين امة النيام عنك؟ واليهود عم يقيمو الهيكل حصاة حصاة على ارضك؟! حسبنا الله ونعم الوكيل بس بأمة حرقتها الفتن ضيعت أقصاها وعراقها وشامها ولسه عم يتابعو فسان هيفا وخريطة التقسيم للشرق الاوسط الجديد بوش أحلام بعد التجميل في عرب ايدول!!! |
|
|
|
|
|
|
https://scontent-b-lga.xx.fbcdn.net/...06&oe=55200414 عبثاً أطلق سراح نزواتي الغجرية من حضورك المهيمن اللاملموس عبثاً أنهال بفأسي على ظلك فوق جدار عمري فينهدم الجدار، ويبقى الظل!… لست من اللواتي يحوّلن الحب إلى مروحة صدئة لا تتقن غير الدوران في سقف الانتظار وحبك يطلق سراحي حتى من حبك لكنني كنت أشتهي أن يكون وجهك أول وجه يطالعني مع زفرات أنفاس العام الجديد! لغادة السمان |
|
|
|
|
|
https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.n...e7d726a204dd23 في هذه الأوقات الماطرة والباردة... لا تبخل بدعوة الى المشردين في فلسطين وغزة وغيرها من بلاد المسلمين.. |
|
في هذا البرد . . لا #تنسى أن تحمد #الله على جدران #بيتك ؛ و على #غطاء يحميك . . #قل : يآآآآآآربً إرحم #فقيراً من شدة البرد #يتألم https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.n...a6b6d790838f44 |
https://scontent-b-cdg.xx.fbcdn.net/...7e&oe=551DF9DB قولوا هذا موعدي وامنحوني الوقت. سوف يكون للجميع وقت، فأصبروا. إصبروا عليَّ لأجمعِ نثري. زيارتُكم عاجلة وسَفَري طويل نظرُكم خاطف وورقي مُبعْثَر محبّتُكم صيف وحُبّيَ الأرض. مَن أُخبر فيلدني ناسياً إلى مَن أصرخ فيُعطيني المُحيط؟ صــار جسدي كالخزف ونزلتُ أوديتي صـارت لغتي كالشمع وأشعلتُ لغتي، وكنتُ بالحبّ انسي الحاج |
https://scontent-b-cdg.xx.fbcdn.net/...5b&oe=5503F229 لامرأةٍ أنهَضتُ الأسوار فيخلو طريقي إليها. جميلةٌ كمعصيةٍ وجميلةٌ كجميلة عارية في مرآة وكأميرةٍ شاردة ومُخمَّرة في الكرْم ومَن بسببها أُجليتُ وانتظرتُهاعلى وجوه المياه جميلةٌ كمَركب وحيد يُقدّم نفسه كسريرٍ أجده فيُذكّرني سريراً نسيتُه جميلةٌ كنبوءة تُرْسَل الى الماضي كقمر الأغنية جميلةٌ كأزهارٍ تحت ندى العينين كسهولة كلّ شيء حين نُغمض العينين كالشمس تدوس العنب كعنبٍ كالثّدْي كعنبٍ ترْجع النارُ عليه كعروسٍ مُختبئة وراء الأسوار وقد ألقتْ عليَّ الشهوة جميلةٌ كجوزةٍ في الماء كعاصفةٍ في عُطلة جميلةٌ أتتني أتت إليّ لا أعرف أين والسماء صحو والبحر غريق انسي الحاج |
https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.n...a5559206253b78 من كفاح الأحلام أقبلتْ من يَناع الأيّام وفاءً للنذور ومكافأةً للوَرد ولُمّعتُ منها كالجوهرة. سوف يكون ما سوف يكون سوف هناك يكون حُبّنا أصابعه مُلتصقة بحجار الأرض ويداه محفورتان على العالم. انسي الحاج |
https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.n...f31905e39611fc أُنقلوني الى جميع اللّغات لتسمعني حبيبتي أُنقلوني الى جميع الأماكن لأحْصرَحبيبتي لترى أنّني قديمٌ وجديد لتسمَعَ غنائي وتُطفىء خوفي. لقد وَقعْتُها وتهتُها لقد غِرْتُها أعيروني حياتكم لأنتظر حبيبتي أعيروني حياتكم لأُحبّ حبيبتي لأُلاقيها الآن والى الأبد. انسي الحاج |
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...1e&oe=55142EAC لَكُم أنتم لتدقَّ الساعات من سراجكم ليؤخذْ نور الصباح فأنا بريءٌ وحبيبتي جاهلة آه ليُغدَق علينا لنُوفَّرْ لنُجْتنَبْ وليُغدَقْ علينا فحُبّي لا تكفيه أوراقي وأوراقي لا تكفيها أغصاني وأغصاني لا تكفيها ثماري وثماري هائلةٌ لشجرة. أنا شعوبٌ من العُشّاق حنانٌ لأجيالٍ يقطر منّي فهل أخنق حبيبتي بالحنان وحبيبتي صغيرة وهل أجرفها كطوفانٍ وأرميها؟ |
لا أسئلة شائكة في بيت غسّان كنفاني: آني وليلى في نضال الماضي والحاضر http://palestine.assafir.com/Medias/...2550a39f9a.jpg آني تتوسط ليلى (اليسار) وفايز وابنته (إلى اليمين) في 8 تموز العام 1997، خلال حفل وضع حجر الأساس لمركز "مؤسسة غسان كنفاني الثقافية" في مخيم نهر البارد في الشمال اللبناني، تزامناً مع إحياء ذكرى استشهاد غسّان الخامسة والعشرين (أرشيف العائلة) يدخل المرء إلى منزل عائلة غسّان كنفاني في ساقية الجنزير في بيروت، شاعراً بالهيبة. ففي هذا البيت التي تسكنه الزوجة آني والإبنة ليلى، لم يتحوّل النضال إلى ذكريات. هنا، التتمة تسبق الذكرى. السياسة لم تتوقف عند زمن الفدائيين الأوائل، وإنما استمرت في الطباعة والنشر، في التعليم والتربية، وفي المقاطعة والعيش. هنا، لا يتهيّب الحديث أمام توازنات الحاضر والأسئلة الشائكة، من شروط التطبيع إلى يد الثقافة في السياسة، ومن جواز السفر الأجنبي إلى المخيّم. وعند الخروج من بيت كنفاني المتوسط الحال، المليء بالـــلوحات الآســــرة والتفاصيل الدافئة، لا مفر من فكرةٍ تخطر على البال: بينما نكبر نحن، يبقى هو متيناً في شبابه. مَن عرفوا اســــمه أطـــــفالاً كأديبٍ شهيد، باتوا اليــوم أكبر منـــه في الــــسنّ.. هو الــــذي بلغ استشهاده فــــي السادسة والثــــلاثين من عمره. نحن وآني وليلى، نكبر. أما هو فتراه يستمر في الصورة شاباً حادّاً، وعلى الدرب رفيقَ نقاش. رجلٌ في الشمس - فلنبدأ من أعماله. هي كلها هنا؟ليلى: لدينا الطبعات الأولى من كتب غسان. ولكن لدينا عدد محدود من المخطوطات. أنا أتصور أنه كان يرسلها للطباعة، ولا يكترث بعدها لطلبها من المطبعة. وكان الظرف حرباً.. ولدينا الأغلفة الأولى كلها. هو رسم أغلفة «أم سعد»، و«أرض البرتقال الحزين»، و«رجال في الشمس». لكننا نفتقد الكثير من اللوحات.. لدينا هنا هذه («المسافر في الصحراء»، معلّقة على الحائط)، وهذه («القارئ»).. آني: أتعرفين لماذا؟ كان غسان يرسم وكانت تلك هوايته. ثم كان الناس يأتون ويُعجبون برسومه، فيهديهم إياها. أهدى معظم رسومه. بقي لنا بعض منها، وأعاد لنا الأصدقاء رسوماً أهداهم إياها. - هل كان يختار الرسم في أوقات أو فترات معينة؟ آني: عندما كان يريد فعلياً أن يرتخي من توتره، كان يرسم. لكنه كان أيضاً يصنع تصاميم للصحف التي اشتغل فيها، وكان يخطط كلمات، كما فعل مع كلمة «فلسطين». وصمّم ملصقات للثورة، لوغوهات، أغلفة، بلا إشارة إلى أنه هو الذي رسمها. في الماضي، لم يكن يذكر للمصمّم اسم. أنظري، هذا غلاف «عائد إلى حيفا»، رسمه له بهجت عثمان (الفنان المصري الراحل)، ما كنت لأعرف ذلك لولا أن بهجت ترك توقيعه الصغير هنا. - «رجال في الشمس» كتبها ورسمها في أثناء احتجازه في المنزل لمدة شهر، أليس كذلك؟ إن لم يكن للرواية أساسٌ في قصص الناس، تراه يُوجِد الأساس في استعارات من حياته هو.. آني: أنظري، كان العام 1962. ووقعت محاولة من «القوميين السوريين» لإحداث انقلاب. فجال عناصر الجيش على المباني، يفتّشونها. كنا حينها نعيش في بناية «صيدلية المدينة» في الحمراء. فلما وصلوا إلى بنايتنا، سألوا الناطور عن بيتنا فأبلغهم بأن سيدة أجنبية تقطن فيه وحدها. ذهبوا.. لكن غسان لم يكن يمتلك أوراقاً رسمية تخوّله الإقامة في البلد. كان وجوده غير شرعيّ. لشهرٍ، بقي في البيت. وخلال هذا الشهر، كتب «رجال في الشمس». إلى حالة الأسر، استحضر جزءاً آخر من حياته. فهو كان يعمل في الكويت، ويقضي الصيف في دمشق. فكان يقود سيارته أو يستقل الباص إليها، تحت شمس الصيف في الصحراء. ليلى: في قصصه القصيرة أيضاً يوجد الكثير منه. «عالمٌ ليس لنا» و«موت السرير رقم 12»، .. لو يعرف المرء قصته، كان ليستشعر وجوده في أماكن كثيرة من قصصه. آني: «ورقة من غزّة» (قصة قصيرة في «أرض البرتقال الحزين») لها علاقة بأخيه، غازي، عندما انتقل إلى سكرمنتو.. - كان يقضي وقتاً طويلاً مع الناس؟ متى كان يكتب؟ آني: خلال عمله الصحافي إن في «المحرر» أو «الأنوار» أو «الهدف»، كان مكتبه دائماً مليئاً بالناس، صحافيين من العالم ومراسلين وطلاب، ... وكانت لديه قدرة مدهشة على أن يكتب مقالاته بينما الناس حوله. وكان سريعاً جداً في الكتابة. وفي الليل، كان يكتب الرواية والقصة القصيرة. ليلى: وكانوا يقولون لي إنه كان قارئاً سريعاً أيضاً، ويتذكّر كل ما يقرأه. الكثير من أصدقائه يقولون إنهم لا يفهمون كيف وجد الوقت ليكتب هذا كله، علماً أنه مات عن عمر 36 سنة. يعني، عملياً، أنجز ذلك كله في 16 عاماً. 18 رواية، ناهيك عن الدراسات، والرسوم، والمقالات، والأوراق التي قدمها في المؤتمرات، والبيانات، ... - كيف كان يومه العادي ليكون؟ متى يستيقظ؟ آني: لم يكن عادةً يستيقظ باكراً، وإنما حوالي العاشرة صباحاً، فعمله كصحافي كان يبدأ متأخراً. ولا تنسي، كان مريضاً بالسكّري. فأول ما يفعله في الصباح هو شرب القهوة، ثم يذهب ليتلقى حقنته. كان يأخذ حقنتين، كل يوم. ليلى: في تلك الأيام، كان يجب أن تغلي الحقن، وتخلطي الأنسولين، .. لم يكن العلاج مثل اليوم. وهو أصيب بالسكري باكراً، في الثانية والعشرين من العمر، كان في الكويت. هو وعمّتي فايزة، أم لميس، أصيبا به. النوع الأول من السكّري. وللمفارقة، كانا مقرّبين جداً أحدهما من الآخر. آني: لم يكن أحد في عائلتهما قبلهما يعاني منه، لا الأب ولا الأم ولا الجدود. لكنه أحياناً ينام في الجسم عبر الأجيال، حتى إصابة الشخص بصدمة توقظه، أو مثلاً، في حالة فايزة، أصيبت به بعدما أنجبت لميس. «الباسبور الأجنبي» - هل ذهبتم يوماً إلى فلسطين، بجواز السفر الدنماركي؟آني: أنا زرت فلسطين لكن قبل العام 1967، برفقة أهلي وفايز. ذهبنا إلى أريحا، بيت لحم، الخليل، ذهبت إلى كل مكان. زرنا أصدقاء غسان، وكانت رحلة سعيدة. واليوم، الجميع يقولون لنا: هيا تعالوا، وأشقاء غسان يعيشون في رام الله يعزموننا. لكني لا أمتلك الشجاعة لأذهب، لأن مجرد فكرة الحواجز تفقدني صوابي من الغضب. ليلى: صعب. صعبة الزيارة لمّا تعرفين أنك تذهبين إلى مكانٍ محتلّ. وأنا لا أعتبر زيارة شبيهة محقّة، أو صائبة: فقط لأننا نحمل جوازات سفر أجنبية يمكننا أن نفعلها. وكل الناس هنا الذين يقتلون أنفسهم ليعودوا، مستعدين يناموا على الطريق بس تكون أرضهم إلهم، لا يقدرون على الذهاب. لا أشعر بأن الزيارة هي فعل صائب، أو صحيح. - وماذا عن الرأي القائل بإمكانية إغراقهم في حال العودة بالجوازات الأجنبية؟ ليلى: هذا غير صحيح. بالباسبور الأجنبي، لا يمكنك العودة. تبقين زائرة، لا تستقرين، يجب أن تخرجي من البلاد كل ثلاثة أشهر، لا يحق لك أن تسكني، هناك إجراءات كاملة تسجنك في وضعية الزائرة. تبقى من الجواز الأجنبي رمزيته، وتسمعين الناس يحتفون بها: ذهبت إلى فلسطين، وبرمتها كلها.. طيب، حسناً، يمكنك أن تذهبي إلى اليونان وتبرميها كلها، تلك ليست المسألة. في «عائد إلى حيفا»، يقول جملة تعليقاً على مفاجأة فتح الإسرائيليين للمعابر مباشرةً بعد حرب 1967، وأنا دائماً أستخدمها: يجب على كل الأبواب ألا تُفتح إلا من جهةٍ واحدة. وهي بالنسبة إليّ تعني فكرة التحرير: مش هني اللي بيفتحولنا. نساء فلسطين - دور النساء محوري في اليوميات الفلسطينية.ليلى: لمّا كنا في برج البراجنة، وكان كفاح وفادي يتحدثان عن التاريخ والمخيمات، ورد ذكر جوع الناس في حصار العام 1986، وأتذكر أن أم حسين (أم سعد) اخبرتني أنهم كانوا يقتلعون الحشيش ويغلونه بالماء ويأكلونه. في نهاية الأمر، النساء كنّ مَن فكّ الحصار عن المخيم. إذ حملن أطفالهن، واتجهن إلى الحاجز، وقالوا: نحن جوعانين، نحتاج أن نأكل. بالطبع، كان هناك تنسيق أمني، لكنهن كن المبادرات. وقتلت منهن 42 إمرأة قنصاً، لمنعهن من الخروج. - كيف كان يرى غسان المرأة وحريّتها في المجتمع؟ آني: أذكر نقاشات كثيرة كان يخوضها غسان مع مجموعات اسكندنافية ناشطة في مجال حقوق المرأة. كان يقول لهم إنه لا يمكن تحرير المرأة من دون تحرير الرجل. رأى تحرير المرأة كجزء من تحرير الإنسان، كجزء من تحرير الفلسطيني. ولكن هذا لا يعني أنه لم يكن يدعم المطالب النسوية. وكان هناك عملٌ كثير يحصل أيضاً. تعليم النساء في المخيمات كان متقدّماً. و«اتحاد المرأة الفلسطيني» كان قوياً جداً. وأذكر عين الحلوة في العام 1982، النساء كن اللواتي قاومن في المخيم واحتفظن به، الرجال كانوا من عمر 13 حتى 65 في معتقل أنصار. ليلى: في حرب المخيمات أيضاً، مخيم برج البراجنة كان خالياً من الرجال. آني: ثم أن الرجال كانوا ممنوعين من العمل، فيجلسون في البيت أو في المقهى، ينتظرون مرور الوقت. أما النساء فكنّ يصنعن كل شيء: يعملن، يأتين بالمال، يشترين الحاجيات، ينظفن، يطبخن، يهتممن بالأطفال، بالتعليم، .. ليلى: بيقولولك اليوم: روحي الساعة 7 الصبح على المخيم، بتلاقيه كله نسوان بالشارع، رايحات ع أشغالهن. آني: والنساء يعملن أيضاً بكثافة في المنظمات غير الحكومية. معنا، النساء يشكّلن نسبة 90 في المئة من فريق العمل، ويعشن في المخيم. وغسان كان يرى هذا كله، فهو أيضاً يساريّ وقوميّ عربيّ، كما أنه قرأ الكثير من الكتب الأجنبية، واحتكّ بالفكر العالمي جيداً. |
لائحة غولدا مائير - من قصّتك الشخصية، يخيّل للمرء أن اختيارك النضال من أجل القضية الفلسطينية سَبَقَ اختيارك لغسّان زوجاً، وليس العكس.آني: أتعرفين، في أوروبا، بعد العام 1948، كان الجميع يعرفون أنه قد بات لليهود وطن وأسّسوا فيه دولة هي إسرائيل والجميع سعيدٌ بذلك بعد الحرب العالمية، لكن أحداً لم يعرف أي شيء عمّا أصاب الفلسطينيين، أبداً. أتيت من عائلة طبقة عاملة ومناضلة ويسارية، ولكننا لم نعرف شيئاً عن ذلك رغم انغماسنا في قضايا عالمية كثيرة آنذاك! عندما شاركت بمؤتمرٍ في يوغوسلافيا، كان مؤتمر الطلاب العالمي، أخبرني طالبان فلسطينيان بما جرى، وكانا يمتلكان الوثائق الكافية لتأكيد أقوالهما. شعرت بغضبٍ شديد لأني لم أعرف شيئاً قبلها. صدمت، فقد كان ذلك بعد مرور 12 عاماً على إعلان دولة إسرائيل! العالم كان قد تمكّن من دفن القضية الفلسطينية. جسدياً، في المخيمات. وعقلياً وفكرياً، عبر عدم ذكرهم أبداً. - وكيف وصلت إلى هنا؟ آني: خلال مراسلاتي مع الشباب الفلسطينيين الذين تعرفت إليهم في يوغوسلافيا، وعدتهم بأن آتي لزيارتهم في دمشق. وفعلاً، زرت المدينة لأسبوعين، ثم كانت بيروت الخطوة الثانية. ولمّا التقيت غسان فيها، كان التواصل في سياقٍ نضاليّ، ونمت العلاقة الشخصية بعدها. وكانت خطتي تقتضي أن أكمل بعد بيروت إلى القاهرة، لكنها توقفت في بيروت (تضحك). أتيت إلى هنا في أيلول 1961، وتزوّجنا في تشرين الثاني 1961. بدأت العمل في روضة أطفال لبنانية في بيروت، بعدما طلب مني غسّان أن أبقى. كما عملت لسنتين في السفارة الدنماركية مع الملحق الزراعي. ثم في العام 1967، عملت في روضات «بابا رشاد»، و«مس قمر». وبعد اغتيال غسّان، عملت لسنة في «مؤسسة الدراسات الفلسطينية» مع أنيس الصايغ، وكان محمود درويش هناك أيضاً.. وفي العام 1974، بدأت تجهيز روضة غسان الأولى، في برج البراجنة. - اليوم، تغيّر المشهد في العالم. الغرب الأوروبي الأميركي بات أكثر اطلاعاً على القضية الفلسطينية. كيف تم هذا التغيير، بحسب مراقبتك؟ آني: طبعاً، كانت هناك حركة لتأمين المعرفة. أذكر العمل في العام 1967 مع لجنة المرأة العربية للإعلام التي أمّنت توثيقاً جيداً لما جرى حينها. كما كثرت اللجان الإعلامية، أضف إليها الصحف. أتعرفين، كانت لي صديقة اسكندينافية لم تتفاعل مع القضية بالقدر الذي توقعته منها لما أخبرتها عن فلسطين، ولكن، في العام 1975، تمت ترجمة «رجال في الشمس» إلى السويدية. قرأتها، وكتبت لي: الآن فهمت. ما أود أن أقوله هو أن العمل السياسي ساهم طبعاً في التغيير، لكن العمل الثقافي كان له أثر كبير، مع ناس مثل محمود درويش الذين تمت ترجمتهم باكراً إلى اللغات الإسكندينافية. في الستينيات والسبعينيات، كان الناس منخرطين جداً بالقضايا العالمية من فيتنام إلى جنوب أفريقيا، فقرأوا وتأثروا وشكّلوا حركة تضامن صلبة. وكان هناك دور بارز للمؤرخين الإسرائيليين الذين كتبوا الحقيقة، مثل ايلان بابيه وغيره. ثم، أتى الكثيرون إلى هنا ليروا، ورأوا المخيمات.. لا أذكر أحداً أتى من اسكندينافيا، ولو كان ضمنياً متحمّساً لإسرائيل، وخرج من المخيم من دون أن يبدّل رأيه. حتى جنرالات الأمم المتحدة المتقاعدين: معظمهم يأتي متحمّساً لإسرائيل، ويذهب متحمّساً للفلسطينيين. فالإجابة هي المعرفة. الخطر الأكبر هو الجهل، التجهيل. - ما يذكّر بـــــلائحة المفكــــــرين الفلســـــطينيين المقرّر قتلُــــــــهم، وهي لائحة تُنســـــَب إلى غـــــولدا مائير، وفيها اسم غسان. آني: كان غسان الاسم الأول على اللائحة. وفعلاً، بعده كرّت سبحة الاغتيالات. ولكن الحركة الثقافية الفلسطينية استمرّت بالنشاط والتقدّم! أنظري اليوم في السينما، والأدب، الرسم، وحتى الرقص الشعبي، وصولاً إلى كرة القدم. النضال له وجوهٌ عديدة، وأذكر شعاراً للجبهة الشعبية تقول فيه إن كل مثقف هو فدائي وكل فدائي هو مثقف. ليس من الكافي أن تتدرّب على القتال، ولكن يجب أيضاً أن تدرّب العقل فكرياً. - وفي المخيمات، اليوم؟ آني: هي العين التي يختار المرء أن يلقيها على المخيم. يُصوّر على أنه مليء بالمجرمين والسلاح، يُسمّى بؤرة في معظم وسائل الإعلام المحلية والعالمية، غير أن الواقع أكثر تعقيداً من ذلك بكثير. توجد مدارس، روضات، متاجر، نوادٍ صغيرة، ورش خياطة وتطريز، ميكانيك، ... هو مجتمع، يوجد كل شيء في المجتمع. هم يحتاجون ذلك ليستمروا بالحياة. الحركة موجودة، لكن الكاميرا تختار ما ترى. - ولكن أثر الثقافة يبدو منحسراً اليوم في الواقع الفلسطيني. هل للسياسة يدٌ في ذلك؟ ليلى: في الستينيات، كان الوضع مختلفاً. كانوا مخلوطين أكثر ببعض، الثقافة والسياسة والسلاح والناس. نتجت عن ذلك أخطاء، وكانت تجربة تُراجع، لكني أتكلم عن المجتمع. الآن، أصبحت الكتل مستقلة. قبل، كان الحراك شمولياً أكثر. قد يُقال: لكنه عاد علينا بالحال التي وصلنا لها. ولكن، فعلياً سلوك منحى المفاوضات وصل إلى نتائج مأساوية أيضاً! |
العلاقة بالإسرائيليين - غسان كان يستقبل صحافيين أجانب كثراً. ومنهم من كان مناصراً للصهيونية.آني: (تضحك) وكان حادّاً جداً معهم! أذكر مرة، أتته صحافية بجنسية أجنبية، اكتشف الأمن الفلسطيني بعد تفتيش غرفتها سراً في الفندق أنها إسرائيلية. استقبلها، وقال لها: أنظري أنا لست ضدك لأنك إسرائيلية، وإنما ضدك بسبب ذوقك السيئ جداً بالرجال. فقد اكتشفوا أيضاً أنها كانت حبيبة موشي ديان. (تضحك). لقد جعل من «الهدف» مقصداً للصحافيين الأجانب، وأذكر مؤتمراً صحافياً عقده حول أحداث أيلول 1970 في الأردن، إذ سأله صحافي: ألا تخشون أن ينقلب الرأي العام ضدكم؟ فأجابه غسان: اسمع، حتى الآن، لم نخطف درّاجة هوائية، ومع ذلك، فإن الرأي العام العالمي ضدنا. ليلى: وكان يؤمن بأنه من الواجب علينا أن نتعلم عن عدونا. لذلك، أنجز دراسة عن الأدب الصهيوني. وفي زمنٍ كان العرب يعتبرون فيه أهل 48 غير وطنيين، كان غسان من قدّم للرأي العام العربي محمود درويش، وتوفيق زياد، وسميح القاسم. وأنجز دراسة عن الأدب المقاوم تحت الاحتلال، ... كان يفعل ذلك يوم كان يُعتبر ذلك خيانة. - كيف يمكن فهم ذلك والاستلهام منه اليوم في النقاش حول تطوير مفهوم التطبيع؟ هل يجب أن نبقى على قرار بعدم التواصل مع أي إسرائيلي لأي سبب؟ آني: لا، لا يمكن قول ذلك. فهناك إسرائيليون مثل إيلان بابيه وسواه، يدافعون عن القضية الفلسطينية! ليلى: ثم إن المقاطعة اليوم لها أسس دقيقة. «حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وإنزال العقوبات» كما المقاطعة الأكاديمية هدفها هو إيذاؤهم وليس إيذاء الفلسطيني. لكن الإسرائيليين يضخون كمية هائلة من الأموال في العالم لمصلحة تجميل الصورة، وينتجون صوراً وسياقات يتجاور فيها الفلسطيني والإسرائيلي في علاقة متساوية. هذه إنتاجات تجب مقاطعتها، لأن هدفها الترويج للصهيونية. - طبعاً.. ولكن، مثلاً، إذا طلب صحافيّ إسرائيلي مقابلة. هل تقبلين؟ آني: من هو؟ أيّ صحافي؟ هل برهن أنه مؤيد للقضية الفلسطينية؟ أو على الأقل أنه معادٍ للصهيونية؟ الأمر يختلف تبعاً للشخص. فهناك أيضاً محامون إسرائيليون يدافعون عن الأسرى الفلسطينيين. ولو أنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية ويقيمون في الأرض، فهم ليسوا بالضرورة صهاينة. ليلى: وآني رفضت مقابلات كثيرة مع صحافيين ليسوا يهوداً ولا هم إسرائيليون، لكنها استكشفت نياتهم من الحديث، وعرفت ما يريدون تظهيره بواسطتها عبر تحوير كلامها. تعرف الهدف من الحوار، فترفضه. الأمر ذاته ينسحب على الإسرائيليين: ماذا يريد أن يفعل صحافيّ صهيوني بحوار معنا؟ فهو يمتلك النص الأخير، ويمكنه أن ينشر ما يشاء. آني: أتعرفين، والد عازف الكمان الأشهر عالمياً يهودي منوحين، اسمه موشيه منوحين. أتى موشيه مع عائلته من روسيا واستقر في فلسطين قبل إعلان تأسيس إسرائيل. وكان منتسباً لحركة تعمل من أجل تأمين التعاون ما بين اليهود والبقية. ولكن لما تحوّلت الأمور نحو المجرى الذي نعرفه، غادر إسرائيل. وبعدما كتب كتاباً اسمه «انحطاط اليهودية في عصرنا» وفُقدت نسخه، أعاد طباعته مع «مؤسسة الدراسات الفلسطينية» هنا. بنينا أنا وغسان تواصلاً مستمراً معه، بدأ منذ الستينيات واستمر معي. نحن لسنا ضد اليهود لكونهم يهوداً. أما الإسرائيليون فيمكن أن ينوجد بينهم من ولد إسرائيلياً لكنه اختار مناهضة الصهيونية. ومع أن حركات السلام في إسرائيل أضعف بكثير اليوم مما كانت عليه منذ عشرين سنة، يبقى من الممكن إيجاد إسرائيلي يدعم القضية الفلسطينية ويعادي الصهيونية صراحةً. وبرأيي، أول سؤال يجب أن يطرحه الشخص على نفسه أمام الإسرائيلي: هل هو صهيوني؟ وهو سؤال يجب طرحه عند مقابلة أي شخص، وليس فقط الإسرائيلي. أتعرفين، كتاب غسان «رجال في الشمس» ترجمه إلى العبرية الجنرال ماتيتياهو بيليد. كان جنرالاً إسرائيلياً وصار مناهضاً للصهيونية، يلف العالم ليحكي عن أحقية القضية. إبنه كتب كتاباً اسمه «إبن الجنرال»، وابنته أيضاً مؤيدة شرسة للقضية، أكثر من والدهما حتى. أظن أن ابنة إبنته، أي حفيدته، قتلت في عملية استشهادية في باص. وراحت العائلة زارت عائلة بيت الاستشهادي، إذ شعروا بأن الظلم لا بد أن يكون هائلاً ليقرّر شاب أن يفجّر نفسه. - إذاً، اختيار التواصل تبعاً للشخص ممكن أن يكون مفيداً للقضية؟ آني: أنظري إلى فيليشيا لانغر. ترافعت عن الكثير من الفلسطينيين في إسرائيل، ثم لم تحتمل الأمر، تركت إسرائيل وعاشت في ألمانيا. (تبتسم) أذكر لما التقينا وتعارفنا مرة في الدنمارك، قالت لي: أتعرفين كم من الفلسطينيين ترافعت عنهم لأنهم قرأوا روايات زوجك؟.. كثيرون مثلها لا يتحملون البقاء في إسرائيل. - ومن تجربتك أنت ليلى، أتشاركين آني الرأي حول الإسرائيليين؟ ليلى: أنا أتوقف عند الملاحظة الأخيرة التي قالتها آني، عن الإسرائيليين مناهضي الصهيونية الذين حاولوا إحداث تغيير فلم يجدوا بدّاً من التخليّ عن جنسيتهم، ومغادرة الأرض المحتلة. بالنسبة إليّ، من الصعب معالجة مستويات الاختلاف كافة بين الإسرائيليين. ومن الصعب جداً أن أتفهم الإسرائيليين الباقين في إسرائيل. ففي ذلك عدم اعتراف بأن هناك احتلالاً، وأنه موجود بشكل غير شرعي، ناهيك عن المستوطنين! لكن، حسناً، الموجودين منذ ما قبل العام 1948، كانوا فلسطينيين في فلسطين، كالصحافي أمنون كابلويك مثلاً. لكن الآتي من بولندا أو نيويورك، وباقٍ على امتيازاته في الأرض المحتلة، فلا. |
https://scontent-b-cdg.xx.fbcdn.net/...f1&oe=55064A95 للأسف الاوفياء اصبحو عملة نادرة جدا..وخصوصا بالافتراضي!! |
|
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...jF5fefzP1NxwD2 يقول نزار قباني عن نشأته "ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923 في بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري. امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية". رحمة الله عليك نزار قباني... |
|
|
دمشق، بيروت، القاهرة، بغداد، الخرطوم، الكويت، الجزائر، أبو ظبي وأخواتها.. هذه هي شجرة عائلتي.. كل هذه المدائن أنزلتني من رحمها وأرضعتني من ثديها.. وملأت جيوبي عنباً، وتيناً، وبرقوقاً.. كلها هزت لي نخلها.. فأكللت.. وفتحت سماواتها لي.. كراسةً زرقاء.. فكتبت.. لذلك، لا أدخل مدينةً عربيةً.. إلا وتناديني: "يا ولدي"... لا أطرق باب مدينةٍ عربية.. إلا وأجد سرير طفولتي بانتظاري.. لا تنزف مدينةٌ عربيةٌ إلا وأنزف معها... فهل كان مصادفةً أن تموت بيروت.. وتموت أمي في وقتٍ واحد؟... نزار قباني.. |
|
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف لكني عارف بإني ابن #رضوى_عاشور أمي التي حملها ما ينحسب بشهور! الحب في قلبها والحرب خيط مضفور تصبر على الشمس تبرد والنجوم تدفى ولو تسابق زمنها تسبقه ويحفى تكتب في كار الأمومة م الكتب ألفين طفلة تحمّي الغزالة وتطعم العصفور وتذنب الدهر لو يغلط بنظرة عين وبنظرة أو طبطبة ترضى عليه فيدور! وأمي حافظة شوارع مصر بالسنتي تقول لمصر يا حاجة ترد يا بنتي! تقولها احكي لي فتقول ابدأي إنتي وأمي حافظة السِيَر أصل السِيَر كارها تكتب بحبر الليالي تقوم تنوَّرها وتقول يا حاجة إذا ما فْرِحتي وحزِنتي وفين ما كنتي أسجل ما أرى للناس تفضل رسايل غرام للي يقدَّرها أمي وأبويا التقوا والحرّ للحُرَّة شاعر من الضفة #برغوثي واسمه #مريد قالولها ده أجنبي، ما يجوزش بالمرَّة قالت لهم يا عبيد إللي ملوكها عبيد من إمتى كانت رام الله من بلاد برَّة يا ناس يا أهل البلد شارياه وشاريني من يعترض ع المحبة لما ربي يريد كان الجواب إن واحد سافر اسرائيل وانا أبويا قالوله يللا ع الترحيل دلوقت جه دوري لاجل بلادي تنفيني وتشيب أمي في عشرينها وعشريني يا أهل مصر قولولي بس كام مرة ها تعاقِبوها على حُبَّ الفلسطيني #رضوى_عاشور #تميم_البرغوثي رحمة الله عليك يا رضوى عاشور |
|
|
|
|
|
|
خرائط جديدة للأرض العربية: دول الطوائف بعد الديكتاتوريات؟ تتهاوى «الدول» في الوطن العربي، بمشرقه ومغربه، وتتساقط «مؤسساتها» التي كان يختصرها «الفرد» الحاكم باسم «حزب» سرعان ما جرى تذويبه في قبيلة أو عشيرة أو حتى عائلة اتخذت لنفسها لقب «الجبهة» الوطنية أو القومية أو التقدمية، لكن التمويه سرعان ما تلاشى مع الصراعات أو المواجهات، لتبقى «الدولة» لصاحب الدولة بوصفه ولي الأمر فيها. حتى «الدول» التي لمّا تسقط تماماً وإن كان «النظام» فيها قد التهم «مؤسساتها» الوليدة، تهتز هذه الأيام وقد تعلق مصيرها بصحة الرئيس القائد، أو بـ»الدول» ذات المصلحة في دوامها واستقرارها، لأسباب تتصل بالنفط والغاز أساساً، وبالتالي فمن الأفضل حفظ «الكيان» ولو بحكم ضعيف، تحاشياً لتفجر حرب أهلية قد تلحق الأذى بالمصالح، كما قد تمتد نيرانها إلى الجوار المتهالكة «دوله» والتي تتطلب التوازنات في الإقليم بقاءها حتى إشعار آخر. فأما المشرق العربي فقد بات الحديث عنه يتجاوز وجود «دوله» للبحث في صيغ جديدة لكياناته التي قد لا يكون استمرارها على ما هي عليه مناسباً لصاحب أو أصحاب الحل والربط وخططهم لمستقبل المنطقة بحسب ثرواتها وليس بحسب مكوّناتها القديمة التي كان توحيدها ملفقاً أو مؤقتاً... وواضح أن مصالح الخارج تأخذ إلى اعتماد «تصغير» الكيانات القائمة (بما يزيد عدد الأصوات العربية في الأمم المتحدة وسائر المنتديات الدولية!!). لم تعد الأحاديث أو التكهنات أو حتى التقارير الرسمية عن محاولة تقسيم سوريا إلى كيانات على قاعدة طائفية أو مذهبية قد تجمعها دولة فيدرالية سراً حربياً، بل بات مشروعاً يطرح ويناقش في «دوائر» محددة في عواصم القرار، جنباً إلى جنب مع مشروع آخر لتحويلها إلى كونفدرالية بمركز قوي مع لامركزية واسعة تحقق مصالح كل طائفة بحسب قوة من يدعمها أو صاحب المصلحة في الكيان الجديد... فإذا ما ظهرت صعوبات غير متوقعة فلتكن كونفدرالية طوائفية لكل طائفة كيانها بقرارها المستقل فيها، ولكن مصالح الجميع تتلاقى في إطار دولة تجمع هذه الكيانات لأسباب قد تتصل بالجغرافيا (داخل وساحل، زراعة وصناعة، نفط وغاز بحاجة إلى مصاف ومعابر آمنة إلى البحر) الخ.. كذلك فإن صورة العراق كدولة فيدرالية تكاد تتكامل على قاعدة طائفية في الغرب (السنّة) وعنصرية في الشمال (الأكراد) وفي الشرق والجنوب (الشيعة) مع اعتماد بغداد عاصمة فيدرالية للأطراف جميعاً، بضمانات دولية، قد تتخذ شكل المشاركة متعددة الطرف في مواجهة «داعش» من الجو أساساً مع مشاريع قواعد عسكرية مموهة أقله في الشمال والغرب، ومركز استخبارات معزز في بغداد يكون شريكاً في القرار السياسي عبر الدعم العسكري المفتوح، على قاعدة خطة طوارئ دائمة. أما اليمن فالبحث جار عن «صيغة عملية» لحماية وجودها كدولة.. وقد تفرض هذه الصيغة إعلان اليمن دولة فيدرالية يتمتع كل «إقليم» فيها (الجنوب أساساً، ثم الغرب فالشمال والشرق) باستقلال ذاتي واسع، مع ضمانات للجارة الكبرى (السعودية) وكذلك لمصر (بقناة السويس فيها التي يشكل باب المندب مدخلها الإجباري من جهة الجزيرة والخليج والمحيط الهندي). وإذا كان النفط وسائر المصالح الاستراتيجية للغرب تبعد النقاش عن مستقبل السعودية وإمارات الخليج في اللحظة الراهنة، فإن الضغط لتثبيت مجلس التعاون الخليجي قد يتطور في اتجاه دفع هذه الدول جميعاً نحو «كونفدرالية» من نوع خاص، بما يحفظ مصالح «دولها» جميعاً مع مركز ممتاز ـ بطبيعة الحال ـ للمملكة المذهبة. ولعل الأزمة الأخيرة التي عصفت بهذا المجلس وهددت بانفراطه بسبب من «تمرد» قطر يؤكد أن وحدة القرار داخله ضرورية ولا نقاش فيها حتى لو ظلت دوله «مستقلة» تحت أمرائها وشيوخها وأعلامها متقاربة الألوان. الجديد في الأمر أن أوضاع بعض الدول العربية في شمال أفريقيا وتحديداً ليبيا باتت موضع نقاش مفتوح في بعض دوائر القرار دولياً... وهذا يؤثر بطبيعة الحال على أوضاع الجزائر (التي يحكمها رجل قد يكون في النزع الأخير)، وكذلك على تونس، وقبل هذه وتلك مصر التي تعيش مرحلة انتقالية، يجهد الحكم الجديد فيها لإعادة بناء الدولة. ويقول العارفون بشؤون الجزائر إن الجيش وهو مركز القرار فيها، ممثلاً بجنرالات المخابرات، يستعد لمرحلة ما بعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ومع الشلل العام الذي تعيشه «جبهة التحرير»، وضعف التنظيمات السياسية الأخرى، وتواري أحزاب التيار الإسلامي (إخوان وسلفيين) فمن الواضح أن القرار سيعود إلى الأقوى في صياغة المستقبل السياسي لهذه الدولة المؤثرة وذات التاريخ الجهادي الناصع، أي الجيش بمخابراته ورجلها القوي. ومن الممكن فهم الارتباك الذي تعيشه انتفاضة البوعزيزي في تونس، والذي عززته الانتخابات الرئاسية التي جرت جولتها الأولى قبل أيام، والتي سوف تُستكمل بعد أيام، عبر التنافس الديموقراطي الذي حسم بداية لمصلحة «العهد القديم ـ أي ذلك الذي يجمع بين بورقيبة وربيبه الذي خلعه زين العابدين بن علي» والمعلق الآن على نتائج الجولة الثانية التي قد تحمل مفاجآت غير متوقعة... فالفارق في أصوات المرشحين الأساسيين قد تحمل مفاجأة، على ما يقول مناصرو تيار «الإخوان المسلمين». فإذا ما حدث ذلك فلسوف يكون انقلاباً خطيراً في نتائجه على دول الجوار (الجزائر أساساً، وليبيا حيث يخوض الإسلاميون المعركة معززين بدعم بعض دول الخليج، ثم مصر التي لمّا تتخلص تماماً من شبح الإخوان المسلمين الذين ما زالوا يقاومون مستندين إلى دعم تركي مفتوح ودعم خليجي تجري الآن محاولة لتجفيفه..). لا بد هنا من الإشارة إلى أن التيار الإسلامي في المغرب، وإن هو تمايز عن «إخوان» المشرق، يمسك بالسلطة الآن عبر الحكومة وتحت رعاية أمير المؤمنين. هذا كله يفتح باب الاحتمالات على مصراعيه في دول شمال افريقيا العربية.. لا سيما إذا ما استذكرنا أن بعض التنظيمات الإسلامية في هذه الأقطار قد أعلنت مبايعتها لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش»، وكذلك فعلت المجموعات الإرهابية التي تخوض حرباً شرسة ضد مصر.. بما يوحي بأن بحر الدماء المهدورة في هذه المساحة الشاسعة من الأرض سيتمدد مستولداً نتائج سياسية يصعب تقديرها، مع غياب القوى السياسية المؤهلة ببرامجها وشعبيتها للنزول إلى الميدان ومواجهة ومن ثم الانتصار سياسياً (وبمعزل عن العسكر) على «داعش» ومن معه... ومن هنا تكتسب معركة الإعادة في الانتخابات الرئاسية في تونس أهمية استثنائية: فالمهم أن يُهزم مرشح الإسلاميين ولو بفوز المرشح المتحدر من صلب البورقيبية. الخلاصة: إن «الوطن العربي» في صورته «القديمة» يتفسخ أكثر فأكثر، فالصراع بين العروبة، ممثلة في الهوية الوطنية لكل بلد، والقوى حاملة الشعار الإسلامي بمعزل عن تطرفها أو اعتدالها، يهدد «الدولة» في كل من هذه الأقطار ويفتح الباب أمام «مشاريع انفصالية» على قواعد متعددة، بينها العرق (عرب وبربر وشاوية، بدو وحضر) قبل أن نصل إلى مواقع النفط والغاز جغرافياً، وعلى خريطة الصراع الدولي الذي قد يغري بعض الأقليات المتحكمة بمواقع الثروة على الانفصال، أو ـ أقله ـ على المطالبة بإعادة النظر في الكيان السياسي في اتجاه اعتماد الفدرالية أو الكونفدرالية الخ.. إن «الدولة المركزية» مهددة الآن في العديد من الأقطار العربية.. هل علينا أن نستذكر أن الكثير من «الدول» قد أقيمت بقرار من الخارج وتأميناً لمصالحه (سايكس ـ بيكو في لبنان وسوريا والأردن والعراق) أو بقرار بالقوة (مثل توحيد اليمن، أقله كما يرى أهل جنوبه)... وأن دولاً أخرى كانت اتحادية (مثل ليبيا الملكية بولاياتها الثلاث)، وثمة من يحن إلى الماضي في ضوء حاضر الحرب الأهلية التي تغطي أرض هذه البلاد الغنية بالدماء؟ وهل علينا أن نستذكر أن الصراع الراهن بالشعار الإسلامي يحمل في طياته خطر تفسيخ الكيانات السياسية القائمة، مزكّياً من جديد «استقلال» كل طائفة عن الأخرى، كما يلوح في أفق العراق الآن، وفي سوريا، ويمكن إضافة اليمن مع عدم استبعاد انتقال العدوى إلى فدرالية الطوائف القائمة الآن في لبنان. إذا ما استذكرنا هذه المخاطر التي تلوح في الأفق، مغطاة بالشعار الإسلامي، أو بحقوق الأقليات (طوائف وأعراق)، لانتبهنا إلى أن «عالمنا القديم» يعيش حالة قلق مصيري، قد تستولد المزيد من الحروب الأهلية. ... وتبقى مصر هي الضمانة، إذا هي استكملت إعادة بناء دولتها العميقة، وتيسر لها أن تعود إلى دورها الذي لا بديل منها فيه بوصفها الدولة المركزية لهذه المنطقة جميعاً، بأكثرياتها وأقلياتها، بالمذاهب والطوائف والأعراق. وفي انتظار مصر سنعيش مرحلة من القلق المصيري على غدنا في أرضنا، بينما العدو الإسرائيلي يعلن ما استولى عليه من فلسطين «دولة يهود العالم»، ملغياً شعبها الذي كان عنواناً لنضال الأمة. طلال سلمان |
الساعة الآن 05:31 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.