منتديات بنات فلسطين

منتديات بنات فلسطين (http://www.bntpal.com/vb/index.php)
-   ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈● (http://www.bntpal.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   متجدد/ وقفات تأمل في حياة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (http://www.bntpal.com/vb/showthread.php?t=18284)

صمت المحابر 05-04-2014 03:32 AM

جمع الله الأنبياء والرسل السابقين لمحمد صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء في المسجد الأقصى، ومنهم أنبياء ورسل بني إسرائيل، فصلى بهم صلى الله عليه وسلم إمامًا اعترافًا من هؤلاء الرسل بفضله ومنزلته صلى الله عليه وسلم، وتسليمًا منهم بأنه أفضل الخلق وأكرمهم وأقربهم إلى الله سبحانه فهو إمام الخلق أجمعين وإمام الأنبياء والمرسلين، كما أنه إقرار بختم النبوة والرسالة بنبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم وإقرار بنسخ رسالاتهم برسالته ونسخ كتبهم بكتابه ودعوة هؤلاء الأنبياء والمرسلين، وبخاصة أنبياء بني إسرائيل، لأقوامهم وأتباعهم بالدخول في الإسلام والإيمان بالقرآن، وأخيرًا كان هذا تسليمًا من هؤلاء الأنبياء والمرسلين لمفاتيح الأرض المقدسة إلى النبي محمد العربي صلى الله عليه وسلم وأمته فمعظم هؤلاء عاشوا على الأرض المقدسة، وكانوا هم المسئولون عنها والراعون لها والخلفاء عليها وأنوار رسالاتهم انتشرت عليها وبقيت حلقات النبوة والرسالة والخلافة تتابع على الأرض المقدسة إلى أن ختمت هذه الحلقات بنبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم الدائمة حتى قيام الساعة

صمت المحابر 05-04-2014 03:32 AM

وفي ليلة الإسراء جاء الأنبياء وسلموا محمد صلى الله عليه وسلم المسؤولية والخلافة والأمانة والعهد وأوكلوا له ولأمته من بعده مهمة الأرض المقدسة ورعايتها وحمايتها والخلافة فيها واستمرار الإيمان عليها حتى قيام الساعة، ولقد كان هذا إعلانًا عالمياً بانتهاء استخلاف أقوامهم من اليهود والنصارى وانتهاء مسؤولية هؤلاء الأقوام على الأرض المقدسة وتحويل هذه الخلافة والمسؤولية لأمة محمد صلى الله عليه وسلم حتى قيام الساعة.

صمت المحابر 05-04-2014 03:33 AM

وجعلت الصلاة ميدانًا ومجالًا لهذا الانتقال وجوًا مناسبًا للتسليم والتسلم ليعطي دلالة واضحة على أهمية الصلاة والعبادة ووجوب تعمقه في أمة الإمامة والخلافة التي تناط بها مسؤولية الإشراف على الأرض المقدسة.

إن الأقوام السابقين من اليهود والنصارى ليسوا مصلين لله صدقًا ولا عابدين له حقا، ولذلك انتزع الله منهم هذه الخلافة والإمامة وجعلها في أمة العبادة والصلاة وتسلم رسولها محمد صلى الله عليه وسلم هذه المهمة والمسؤولية من إخوانه الأنبياء في الصلاة (واقدساه، د. سيد العفاني ج1 ص 134- 137 عن د/ صلاح الخالدي)

صمت المحابر 05-04-2014 03:35 AM

القرآن في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

لا يوجد مسلمًا كان أكثر حرصًا وحبًا وعلمًا وعملًا بالقرآن من شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ملك حب كلام خليلة شغاف قلبه فكانت معه وقفات ووقفات وصفتها السيدة عائشة رضي الله عنها بقولها الجامع "كان خلقه القرآن" استجابة لدعوة صادقة خرجت من فمه الشريف صلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي».

صمت المحابر 05-04-2014 03:36 AM

حرصه صلى الله عليه وسلم على القرآن
قال تعالى: {وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه:114].

{لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة:1619]. {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَى . إلا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى} [الأعلى:6،7].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {لَا تُحَرِّ‌كْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة:16]. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، وكان مما يحرك شفتيه، فقال ابن عباس: "فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما"، فأنزل الله تعالى: {لَا تُحَرِّ‌كْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ . إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْ‌آنَهُ} [القيامة:16،17]. قال: جمعه لك في صدرك وتقرأه: {فَإِذَا قَرَ‌أْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ} [القيامة:18]. قال فاستمع له وأنصت {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } [القيامة:19]. ثم إن علينا أن تقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه (1)

صمت المحابر 05-04-2014 03:37 AM

وكان النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداء أمر الوحي إذا لقن القرآن نازع جبريل القراءة ولم يصبر حتى يتمها مسارعة إلى الحفظ لئلا ينفلت منه شيء، فأمر بأن ينصت حتى يقضى إليه وحيه ووعد بأنه آمن من تفلته منه بالنسيان أو غيره فقد نزل القرآن لحكمة ولن يضيعه.

يقول سيد قطب رحمه الله تعالى: "جاءه صلى الله عليه وسلم هذا التعليم ليطمئنه إلى أن أمر هذا الوحي، وحفظ هذا القرآن وجمعه وبيان مقاصده.. كل أولئك موكول إلى صاحبه ودوره هو، هو التلقي والبلاغ فليطمئن بالًا وليتلق الوحي كاملًا، فيجده في صدره منقوشًا ثابتًا.. وهكذا كان.. فأما هذا التعليم فقد ثبت في موضعه حيث نزل.. أليس من قول الله؟ وقول الله ثابت في أي غرض كان؟ ولأي أمر أراد؟ والإيحاء الذي تتركه هذه الآيات في النفس هو تكفل الله المطلق بشأن هذا القرآن وحيًا وحفظًا وجمعًا وبيانًا وإسناده إليه سبحانه وتعالى بكليته..

صمت المحابر 05-04-2014 03:38 AM

ليس للرسول صلى الله عليه وسلم من أمره إلا حمله وتبليغه ثم لهفة الرسول صلى الله عليه وسلم وشدة حرصه على استيعاب ما يوحى إليه وأخذه مأخذ الجد الخالص، وخشيته أن ينسى منه عبارة أو كلمة مما كان يدعوه إلى متابعة جبريل عليه السلام في التلاوة آية آية وكلمة كلمة يستوثق منها أن شيئًا لم يفته، ويتثبت من حفظه له فيما بعد!"‍

صمت المحابر 05-04-2014 03:40 AM

الحب النبوي للقرآن والشغف به:
ما قام أحد بالقرآن قيام رسولنا صلى الله عليه وسلم وما تدبره أحد تدبر رسولنا صلى الله عليه وسلم، وما بكى أحد من تلاوته أو استماعه ما بكى سيد الخائفين، وما اقتدى بهديه أحد اقتداء سيد العالمين، حتى قالت عائشة رضي الله عنها: "كان خلقه القرآن" (4).

صمت المحابر 05-04-2014 03:41 AM

فعن حفصة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها" (5).

وعن أم هانئ رضي الله عنها قالت: "كنت أسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ وأنا نائمة على فراشي، يرجع القرآن" (6).

قال الحافظ في الفتح: "هو تقارب ضروب الحركات في القراءة وأصله الترديد، وترجيع الصوت: ترديده في الحلق، وقال أيضًا والذي يظهر أن في الترجيع قدرًا زائدًا على الترتيل"، وقال الشيخ أبو محمد بن أبي حمزة: "معنى الترجيع تحسين التلاوة لا ترجيع الغناء لأن القراءة بترجيع الغناء تنافي الخشوع الذي هو مقصود التلاوة" (7). وقال المناوي: "وذلك ينشأ غالبًا على أريحية وانبساط" (8).

صمت المحابر 05-04-2014 03:42 AM

ولا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحصل له من ذلك حظ وافر، قال النووي: "قال القاضي عياض: أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقراءة وترتيلها. قال أبو عبيد والأحاديث الواردة في ذلك محمولة على التحزين والتشويق".

قال واختلفوا في القراءة بالألحان فكرهها مالك والجمهور لخروجها عما جاء القرآن له من الخشوع والفهم، وأباحهما أبو حنيفة وجماعة من السلف للأحاديث، ولأن ذلك سبب للرقة وإثارة الخشية وإقبال النفوس على استماعه، قلت -أي النووي-: "قال الشافعي في موضع: أكره القراءة بالألحان، وقال في موضع: لا أكرهها". قال أصحابنا ليس له فيها خلاف وإنما هو اختلاف حالين فحيث كرهها أراد إذا مطط وأخرج الكلام عن موضعه بزيادة أو نقص أو مد غير ممدود، وإدغام ما لا يجوز إدغامه ونحو ذلك. وحيث أباحها أراد إذا لم يكن فيها تغير لموضوع الكلام والله أعلم (9).

صمت المحابر 05-04-2014 03:43 AM

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ علىّ، قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري، فقرأت النساء حتى إذا بلغت {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء:41]. قال لي: كف أو أمسك فرأيت عينيه تذرفان» (10).

وعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال:" أتيت رسول الله وهو يصلي، وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء" (11). وقال صلى الله عليه وسلم: «شيبتني هود وأخواتها قبل المشيب» (12).

صمت المحابر 05-04-2014 03:44 AM

في جوف الليل:
عن حذيفة رضي الله عنه قال: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت: يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلًا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع، فجعل يقول: «سبحان ربي العظيم» فكان ركوعه نحوا من قيامه ثم قال سمع الله لمن حمده ثم قام طويلا قريبا مما ركع ثم سجد، فقال: «سبحان ربي الأعلى» فكان سجوده قريبا من قيامه" (13).

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال حتى هممت بأمر سوء، قيل وما هممت به، قال هممت أن أجلس وأدعه" (14)

صمت المحابر 05-04-2014 03:45 AM

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ‌ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:18]. فلما أصبح قلت: يا رسول الله، ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت تركع بها وتسجد بها. قال: «إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي فأعطانيها، وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله عز وجل شيئًا»" (16).

صمت المحابر 05-04-2014 03:46 AM

آيات في صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم:
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "أنه بات ليلة عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خالته، فاضطجع في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه ثم قام يصلي... الحديث" (17).

وفي الصباح والمساء كان صلى الله عليه وسلم يقرأ آية الكرسي، فمن قالها حين يصبح أجير من الجن حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي أجير منهم حتى يصبح (18).

صمت المحابر 05-04-2014 03:47 AM

وعن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه قال: خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا، قال: فأدركته فقال: «قل» فلم أقل شيئًا، ثم قال: «قل» فلم أقل شيئًا، قال: «قل» فقلت: ما أقول؟ قال: «قل» «قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء» (19).
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة" (20).

صمت المحابر 05-04-2014 03:49 AM

وفيمن أصابه كرب أو حزن قال صلى الله عليه وسلم: «دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له» (22).

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات (23).

وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ عند النوم أيضا آية الكرسي، فمن قرأها إذا آوى إلى فراشه لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح (24).

وعن أبي مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» (25).

وكان صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ {الم.تَنزِيلُ } [السجدة:1،2] و {تَبَارَ‌كَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ } [الملك:1]،

صمت المحابر 05-11-2014 09:56 PM

(1)

بناء المسجد الأعظم بالمدينة

كان أول ما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة بناء المسجد، وذلك لتظهر فيه شعائر الإسلام التي طالما حوربت من قبل، فبناه حيث بركت ناقته صلى الله عليه وسلم وكان الصحابة يرتجزون وهم يبنونه: "اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة".



(2)

المؤاخاة بين الأوس والخزرج



والمهاجرين والأنصار

كان من أولى الدعائم التي اعتمدها الرسول صلى الله عليه وسلم في برنامجه الإصلاحي، والتنظيمي للأمة الاستمرار في الدعوة إلى التوحيد والمنهج القرآني، وبناء المسجد، وتقرير المؤاخاة الأوس والخزرج وبين المهاجرين والأنصار وقد كانت هذه الأخوة عقدًا نافذًا لا لفظًا فارغًا، وعملا يرتبط بالدماء والأموال لا تحية تثرثر بها الألسنة.

وقد نشّأهم دينهم الذي اعتنقوه على أن يقولوا ويفعلوا، وعلّمهم الإيمان والعمل جميعًا، فهم أبعد ما يكونون عن الشعارات التي لا تتجاوز أطراف الألسنة.

وهنا برزت أهمية العقيدة في إزالة العدوان والضغائن حيث كان لها أثرٌ في التأليف بين القلوب والأرواح، حين وحدت بين الأوس والخزرج، وأزالت آثار معارك استمرت عقودًا وأغلقت ملف ثارات كثيرة في مدة قصيرة، بمجرد التمسك بها والمبايعة عليها، ثم أثرها في نفوس الأنصار، حين استقبلوا المهاجرين بصدور مفتوحة، وتآخوا معهم في مثالية نادرة وإيثار غير مسبوق.



(3)

الوثيقة أو الصحيفة
نظم النبي العلاقات بين سكان المدينة، وكتب في ذلك كتابًا أوردته المصادر التاريخية واستهدف هذا الكتاب أو الصحيفة توضيح التزامات جميع الأطراف داخل المدينة، وتحديد الحقوق والواجبات وكذلك تحديد العلاقة بين المسلمين وغيرهم من المشركين واليهود بالمدينة حينذاك.



(4)

دروس وفوائد من الوثيقة

تحديد مفهوم الأمة
تضمنت الصحيفة مبادئ عامة، درجت دساتير الدول الحديثة على وضعها فيها، وفي طليعة هذه المبادئ تحديد مفهوم الأمة، فالأمة في الصحيفة تضم المسلمين جميعا مهاجريهم وأنصارهم ومن تبعهم، ممن لحق بهم وجاهد معهم أمة واحدة، من دون الناس وهذا شيء جديد كل الجدّه في تاريخ الحياة السياسية في جزيرة العرب.

وقد نصت الوثيقة على أن الحريات مصونة، كحرية العقيدة والعبادة وحق الأمن...فحرية الدين مكفولة: للمسلمين دينهم ولليهود دينهم ،كما نصت الوثيقة على تحقيق العدالة بين الناس وتحقيق مبدأ المساواة وإفساح المجال وتيسير السبل أمام كل إنسان يطلب حقه أن يصل إلى حقه بأيسر السبل وأسرعها.

التصنيف: السيرة النبوية

صمت المحابر 05-11-2014 09:57 PM

(1)

انتظار الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم

لما سمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله من مكة، كانوا يغدون كل غداة إلى الحرة، فينتظرون حتى يردهم حر الظهيرة، فانقلبوا يومًا بعد ما أطالوا انتظارهم، فلما آووا إلى بيوتهم بصر رجل من يهود برسول الله فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: "يا معاشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون"، ولما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم طفق من جاء من الأنصار، ممن لم ير رسول الله يُحيي أبا بكر، حتى أصابت الشمس رسول الله فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك.

وقد روى الإمام مسلم بسنده قال: "عندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، صعد الرجال والنساء فوق البيوت، وتفرق العلماء والخدم في الطرق ينادون: "يا محمدُ، يا رسول الله، يا محمد، يا رسول الله" حتى استقر عند الصحابي أيوب الانصاري رضي الله عنه.



(2)

دروس وفوائد من الهجرة

من أهم الدروس المستفادة من الهجرة النبوية ما يلي:

1-أن الصراع بين الحق والباطل قديم وممتد وهو سنة إلهية من سنن الله تعالى ولابد ألا يستسلم أهل الحق لأهل الباطل.

2-المتأمل في حادثة الهجرة يجد دقة التخطيط ودقة الأخذ بالأسباب ويدرك أن التخطيط المسدد بالوحي في حياة رسول الله كان قائمًا، وأن التخطيط جزء من السنّة النبوية وهو جزء من التكليف الإلهي في كل ما طولب به المسلم وأن الذين يميلون إلى العفوية، بحجة أن التخطيط ليس من السنّة مخطئون ويجنون على أنفسهم وعلى المسلمين.

3-وقد لمع دور المرأة في الهجرة النبوية؛ فعائشة رضي الله عنها حفظت لنا القصة ووعتها وبلغتها للأمة، وأم سلمة المهاجرة الصبور، وأسماء ذات النطاقين التي ساهمت في تموين الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار بالماء والغذاء، وكيف تحملت الأذى والمشقة في سبيل الله -رغم حملها- واخفت سرّ النبي وصاحبه عن أبي جهل حين لطمها قائلًا أين أبوك يا بنت أبي بكر؟

4- وحين أعطى أبو بكر رحاله للنبي ليهاجر عليها لم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يركب الراحلة حتى أخذها بثمنها من أبي بكر، واستقر الثمن دينًا بذمته، وهذا درس واضح بأن حَمَلة الدعوة ما ينبغي أن يكونوا عالة على أحد في وقت من الأوقات، فهم مصدر العطاء في كل شيء وإن كانت يدهم ليست تكن العليا، فلن تكون السفلى.

5-تظهر أثر التربية النبوية في جندية أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أثناء الهجرة فأبو بكر عندما أراد أن يهاجر إلى المدينة وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبًا» فقد بدأ في الإعداد والتخطيط للهجرة؛ فابتاع راحلتين واحتبسهما في داره يعلفهما إعدادًا لذلك، لقد كان يدرك بثاقب بصره أن لحظة الهجرة صعبة قد تأتي فجأة؛ ولذلك هيأ وسيلة الهجرة، ورتب تموينها، وسخر أسرته لخدمة النبي صلى الله عليه وسلم.

صمت المحابر 05-11-2014 09:58 PM

(1)

فشل خطة المشركين لاغتيال النبي ثم هجرته

فقد تشاورت قريش بمكة فقال بعضهم: "إذا أصبح محمد فأثبتوه بالوثائق ثم اتفقوا على قتله، وأن يتولى ذلك المنكر فتية من القبائل جميعًا، ليتفرق دمه في القبائل، ويعجز بنو هاشم عن قتال العرب كلها، فيرضوا بالدية وينتهي الأمر.

ولكن الله تعالى أبى ذلك وحفظ الله النبي صلى الله عليه وسلم من مكرهم وكيدهم، وقرر النبي صلى الله عليه وسلم الهجرة إلى المدينة.

فقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر تقول عائشة رضي الله عنها: "فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عند أبي بكر إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه قد أذن لي في الخروج والهجرة.» قالت: فقال أبو بكر: "الصحبة يا رسول الله؟" قال: «الصحبة» قالت: فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أحدًا يبكي من الفرح، حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ.



(2)

عروض قريش في طلب النبي

أعلنت قريش في نوادي مكة بأنه من يأتي بالنبي صلى الله عليه وسلم حيًّا أو ميتًا، فله مائة ناقة، وانتشر هذا الخبر عند قبائل الأعراب الذين في ضواحي مكة، وطمع سراقة بن مالك بن جعشم في نيل الكسب الذي أعدته قريش لمن يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم.



(3)

سراقة من حال الى حال

فخرج سراقة في طلب النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه لينال الديّة التي وعدت بها قريش وحين اقترب منهما زلت ناقته مرة وثانية، وكلما اقترب منهما تزل الناقة فأحس أن بالامر شيئ وما أن رأي النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول له «كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟» حتى انفرجت أساريره وانقلب من عدو إلى صديق يخبرهم بأمر قريش ويخفي نبأهم وخبرهم عن كفار مكة.

صمت المحابر 05-12-2014 03:23 PM

الرحمةُ والرِّفقُ بالصغار

الكثير من الآباء ينتهجِون الصرامة في معاملة الأبناء ظنًا منهم بأنهم بذلك يُحسِنون تربيتهم وتأديبهم..! فتجِد الوالد قليل الابتسامة كثير الأوامر كأنه قائد يَسوس أفراد كتيبة.

نفس الصورة نراها في المسجد من تعنيفِ بعض كبار السِن للصغار لمجرَّد تواجدهم بالمسجد أو صدور أي خطأ غير متعمَّد منهم، فتجد المسارعة في التكبيت والتشديد الذي قد يتسبَّب إما في كره الطفل للمسجد أو عزمِه الأكيد على عدم دخوله مرةً أخرى.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: "جاء أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تُقبِّلون الصِّبيان فما نُقبِّلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَو َأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ» (رواه البخاري: [5998]).

قال ابن بطال: "رحمة الولد الصغير، ومعانقته، وتقبيله، والرِّفق به، من الأعمال التي يرضاها الله ويُجازِي عليها، ألا ترى قوله عليه السلام للأقرع بن حابس حين ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم أن له عشرة من الولد ما قبَّل منهم أحدًا: «مَن لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ»؟ (رواه البخاري: [5997]).

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا ويُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» (رواه الترمذي، ورواه أحمد، برقم: [6643]، وهو في السلسلة الصحيحة: [5/230]).

عن أَبِي بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُنَا.. إِذْ جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمِنْبَرِ فَحَمَلَهُمَا وَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «صَدَقَ اللَّهُ {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}[1] فَنَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهُمَا» (سنن الترمذي).

صمت المحابر 05-12-2014 03:25 PM

وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه: "قَدْ رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سَاجِدٌ فَيَرْكَبُ ظَهْرَهُ فَمَا يُنْزِلُهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْزِلُ، وَيَأْتِي وَهُوَ رَاكِعٌ فَيُفَرِّجُ لَهُ بَيْنَ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَخْرُجُ مِنَ الْجَانِبِ الآخَرِ".

ويُطيل الصلاة أحيانًا لأن أحد ولديه على ظهره كراهة أن يُعجِّله حتى يقضي حاجته.. وهذه من رواية عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهما قَالَ: "خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِحْدَى صَلَاتَيْ الْعَشِيِّ الظُّهْرِ أَوْ الْعَصْرِ وَهُوَ حَامِلُ حَسَنٍ أَوْ حُسَيْنٍ، فَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ، فَصَلَّى فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَيْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً أَطَالَهَا. قَالَ: إِنِّي رَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَرَجَعْتُ فِي سُجُودِي فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ؛ قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَيْ الصَّلَاةِ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ.. أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ! قَالَ: «كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَه»".

صمت المحابر 05-12-2014 03:27 PM

من شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم

تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: "ما رأيت أحدًا كان أشبه سمتًا ودلاً وهديًا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها" (الألباني: صحيح أبو داود:5217)، فما أحن منك من أب يا حبيبي يا رسول الله، وقال صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» (رواه الترمذي وقال:حسن صحيح)، والأهل هنا تشمل الزوجات والأولاد.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم خلقاً» (سنن الترمذي:1162،حسن صحيح)، وكان صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بزوجاتهم خيراً ويقول: «إنما هن عوان عندكم» (رواه الترمذي)، أي أسيرات وللأسير حق على من أسره، فقد حبسها له وحده وحقًا على الزوج أن يحسن لزوجته ويرأف بها بحق حبسها وأسرها، فلا يسفه ولا يقبح ولا يضرب الوجه، وهذا من هديه عليه الصلاة والسلام في الحفاظ على المرأة وصون كرامتها.

وسُئلت أمنا عائشة رضي الله عنها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: "كان يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة" (صحيح البخاري:676)، وقالت رضي الله عنها: "كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم" (صحيح الجامع:4937)، وهذا دليل على إعانته لأهله وخدمته في بيوت زوجاته.. لا كما يتوهم بعض الناس من أن ذلك نقصاً وعيباً أن يعين الرجل أهله في أعمال البيت، وهذا التعاون يولد الألفة والمحبة بين الزوج وزوجته، ففداك نفسي وأهلي يا حبيبي يا رسول الله.

صمت المحابر 05-13-2014 09:24 PM

رِفق النبي

مدرسة فريدة هي أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم.. وفصل الرِّفق منها قل من يدخله لينهل من رِفق النبي صلى الله عليه وسلم.. هل يُعدُّ هذا زهدًا في التعلم بتعاليمه أم من ركون إلى الدنيا وخضوع للنفس والهوى.

إليكم بعض ما يُدرَّس في مدرسة الأخلاق العليا.. مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم في باب الرِّفق:

- عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: "بينا أنا أُصلِّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله. فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثُكْلَ أُمِّيَاه، ما شأنكم تنظرون إليَّ؟! فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلمَّا رأيتهم يُصمِّتونني لكني سكت، فلما صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي، ما رأيت مُعلِّمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فوالله ما كهرني[1]، ولا ضربني، ولا شتمني. قال: «إنَّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام النَّاس، إنَّما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» (صحيح مسلم: [537]).

صمت المحابر 05-13-2014 09:25 PM

كما أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يُبيِّن للناس الأمور بالرِّفق، ومن ذلك الشاب الذي طلب منه أن يأذن له بالزنا، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: "إن فتى شابًّا أتى النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مَهْ مَهْ. فقال: «ادْنُه»، فدنا منه قريبًا، قال: فجلس، قال: «أتحبُّه لأمِّك؟» قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: «ولا النَّاس يحبونه لأمهاتهم»، قال: «أفتحبه لابنتك؟» قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال: «ولا النَّاس يحبونه لبناتهم»، قال: «أفتحبه لأختك؟» قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: «ولا النَّاس يحبونه لأخواتهم؟» قال: «أفتحبه لعمتك؟» قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: «ولا النَّاس يحبونه لعماتهم»، قال: «أفتحبه لخالتك؟» قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: «ولا النَّاس يحبونه لخالاتهم»، قال: فوضع يده عليه، وقال: «اللهم اغفر ذنبه، وطهِّر قلبه، وحصِّن فرجه»، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء"

صمت المحابر 05-13-2014 09:25 PM

- وعن عبادة بن شرحبيل قال: "أصابنا عام مخمصة، فأتيت المدينة، فأتيت حائطًا من حيطانها، فأخذت سنبلًا ففركته فأكلته، وجعلته في كِسائي، فجاء صاحب الحائط، فضربني وأخذ ثوبي، فأتيت النَّبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقال للرجل: «ما أطعمته إذ كان جائعًا، أو ساغبًا، ولا علَّمته إذ كان جاهلًا»، فأمره النَّبي صلى الله عليه وسلم، فردَّ إليه ثوبه، وأمر له بوسقٍ من طعام، أو نصف وسق

شــام 05-13-2014 09:26 PM

( ما لكم لا ترجون لله وقارا )
قال ابن القيم/ الفوائد
من أعظم الظلم والجهل أن تطلب التعظيم والتوقير من الناس وقلبك
خال من تعظيم الله وتوقيره فإنك توقر المخلوق وتجله أن يراك في حال لا توقر الله أن يراك عليها
قال تعالى: ما لكم لا ترجون لله وقارا
أي لا تعاملونه معاملة من توقرونه و التوقير العظمة
و منه قوله تعالى: و توقروه
قال الحسن :ما لكم لا تعرفون لله حقا و لا تشكرونه
و قال: مجاهد لا تبالون عظمة ربكم
و قال :ابن زيد لا ترون لله طاعة
و قال: ابن عباس لا تعرفون حق عظمته

صمت المحابر 05-13-2014 09:26 PM

وكان صلى الله عليه وسلم رفيقًا بقومه رغم أذيتهم له، فعن عروة رضي الله عنه: أنَّ عائشة رضي الله عنها زوج النَّبي حدثته أنَّها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: "هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أُحد؟ قال: «لقد لقيتُ من قومك ما لقيت، وكان أشدَّ ما لقيتُ منهم يوم العقبة، إذ عرضتُ نفسي على ابن عبد يَالِيلَ بن عبد كُلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعتُ رأسي، فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلتني، فنظرتُ فإذا فيها جبريل فناداني، فقال: إنَّ الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلَّم عليَّ، ثُمَّ قال: يا محمد، فقال ذلك فيما شئت، إن شئت أن أُطبق عليهم الأخشبين[4]؟»، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا» (رواه البخاري: [3231]، ومسلم: [1795]).

صمت المحابر 05-13-2014 09:27 PM

وكان صلى الله عليه وسلم رفيقًا في تعليمه للجاهل، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَهْ مَهْ. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تُزْرموه[5] دعوه»، فتركوه حتى بال، ثُمَّ إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه، فقال له: «إنَّ هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنَّما هي لذكر الله عزَّ وجلَّ والصلاة وقراءة القرآن»، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فأمر رجلًا من القوم فجاء بدلوٍ من ماءٍ فشنَّه[6] عليه" (رواه مسلم: [285]).

صمت المحابر 05-13-2014 09:28 PM

وكان صلى الله عليه وسلم رفيقًا بنسائه، فعن أنس رضي الله عنه: "أن النَّبي صلى الله عليه وسلم أتى على أزواجه، وسَوَّاق يسُوقُ بهنَّ يُقال له: أَنْجَشَة، وكان يَحْدُو للإبل ببعض الشعر حتى تسرع على حِدَائه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ويحك يا أَنْجَشَة، رُوَيدًا سَوْقَك القوارير» (رواه مسلم: [2323])

صمت المحابر 05-13-2014 09:28 PM

كما أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يرفق بأبناء المسلمين، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الآخر، ثم يضمهما، ثم يقول: «اللهم ارحمهما، فإنِّي أرحمهما» (رواه البخاري: [6003]).

وجع الروح 05-14-2014 07:10 AM


كان عبد الله أكرم شباب قريش أخلاقًا، وأجملهم منظرًا

وأراد والده

عبد المطلب أن يزوجه، فاختار له زوجة صالحة، هي السيدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة

أطهر نساء بني زهرة، وسيدة نسائهم، والسيدة آمنة تلتقي في نسبها مع عبدالله والد النبي صلى الله عليه وسلم في كلاب بن مرة،

وتمر الأيام، ويخرج عبدالله في تجارة إلى الشام، بعد أن ترك زوجته آمنة حاملا ولحكمة

يعلمها الله، مات عبد الله قبل أن يرى وليده.

وجع الروح 05-14-2014 07:10 AM

http://img.tgareed.com/imgcache/801780.jpg

وجع الروح 05-14-2014 07:11 AM


عند عرض الفلم المُسيء لحضرة النبي الاكرم
صل الله تعالى عليه وسلم
دخل على كوكل وعلى مواقع اسلامية
عشرات الالوف من الاوربيين
حتى يقارنوا بين السيرة العطرة وبين محتويات الفلم
وبذلك كان الفلم المسيء نافعا
وكما قيل
رُب ضارة نافعة ..
ولكم اخوتي واخواتي هذه الالاف من الاوربيين
يقرأون السيرة ,,
لانهم يعرفون مسبقا انه النبي الاكرم
وهو رقم واحد على كل عظماء الزمن

اللهم صل وسلم وزد وبارك وانعم واكرم
بنور وجهك الكريم ياربي
على فخرنا وتاج رؤوسنا وقرة عيوننا
وملاذنا وشفيعنا وملهمنا واسوتنا
وسيدنا رسول الله
المصطفى المختار
وعلى اله الطيبين الطاهرين
وصحابته الغر المحجلين الميامين
وسلم تسليما الى يوم الدين


وجع الروح 05-14-2014 07:13 AM




السيرة النبوية :
٣٦٨- ثم نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم هديه ، ونحر الصحابة رضي الله عنهم ، فهذه عمرة الحديبية الشهيرة ، والتي تم فيها الصلح مع قريش .


وجع الروح 05-14-2014 07:14 AM




السيرة النبوية :
٣٦٩- ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من جيشه البالغ ١٤٠٠ مقاتل من أصحابه إلى المدينة ، فنزلت عليه سورة الفتح وهو في الطريق .

وجع الروح 05-14-2014 07:14 AM



السيرة النبوية :
٣٧٠- ففرح بها النبي صلى الله عليه وسلم فرحاً عظيماً ، وقال : " لقد أُنزلت علي آية هي أحبُّ إليَّ من الدنيا جميعاً ".
رواه الإمام مسلم .

وجع الروح 05-14-2014 07:14 AM


السيرة النبوية :
٣٧١- قال الله تعالى :
" إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما "

وجع الروح 05-14-2014 07:14 AM

السيرة النبوية :
٣٧٢- قال الإمام الطحاوي : أجمع الناس أن الفتح المذكور في الآية " إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً " هو صُلح الحُديبية .
#نشر_سيرته

وجع الروح 05-14-2014 07:15 AM

السيرة النبوية :
٣٧٣- لماذا صُلح الحُديبية هو الفتح العظيم للإسلام ؟
١- من بعثته صلى الله عليه وسلم إلى الحُديبية سنة ٦ هـ ١٩ سنة عدد جيش النبي صلى الله عليه وسلم ١٤٠٠ مقاتل

وجع الروح 05-14-2014 07:15 AM


السيرة النبوية :
٣٧٥- وجهد سنتين من صُلح الحُديبية إلى فتح مكة أثمرت ١٠ آلاف مقاتل ، فما الذي تغير ؟؟
#نشر_سيرته
#اللؤلؤ_المكنون


الساعة الآن 03:20 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.