![]() |
~~ثواب من وصل صفا أو سد فرجة ~~ عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : كان رسول الله "صلى الله عليه وسلم" يأتي الصَّفَّ من ناحيةٍ إلى ناحِيةٍ فيمسحُ مناكبنا أو صدورنا ويقولُ :"لَا تَخْتَلِفـــوا فَتَخْتَلِفَ قُلــوبُكُمْ" قال: وكــان يقول:" إنَّ الله وَمَلائكَتَهُ يُصَّــلونَ عَلى الذينَ يَصِلــونَ الصُفوفَ". رواه أحمد وابن ماجه، و زاد:"وَمَن سدَّ فُرجَةً رَفَعَهُ الله بهَا دَرَجةً ، وما مِنْ خطوَةٍ أحبُّ إلى الله مِنْ خُطوةٍ يَمشيهَا يَصِلُ بها صفَّا" [رواه أحمد (4/285)]. |
ثواب الصلاة في الصف الاول - قال صلى الله عليه وسلم (يأتي ناحية الصف ويسوي بين صدور القوم ومناكبهم ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول) رواه ابن خزيمة في صحيحه عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال الشيخ الألباني: ( صحيح) أنظر: صحيح الترغيب والترهيب [1 / 119 ] |
((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ )) (صحيح البخاري) الشيء الذي يلفت النظر أن هذا السواك الذي خلقه الله خصيصاً لتنظيف الأسنان هو يفوق الفرشاة، في مواد أكثر من خمسين مادة معقمة ومطهرة ومغذية وأنا إن شاء الله آتيكم بوقت آخر ببحث علمي قرأته في مجلة رصينة، ملخص هذا البحث أن مستشرقاً بريطانياً كان يسخر من السواك ويراه أنه عود ليس غير، وأن هؤلاء الذين يستخدمونه جهلة له صديق ألماني هذا الصديق طلب منه عود أراك أن يأتي به إلى بريطانيا، الطبيب الألماني محلل جرثومي وجد أن السواك لا يمكن أن يتلوث، الموضوع الآن لا يحضرني تفاصيله لكن إن شاء الله آتيكم به في بحر الأسبوع القادم حول موضوع السواك، فالسواك من خلق الله عز وجل، وقد صمم خصيصاً لهذا الإنسان والخلة من خلق الله عز وجل وقد صممت خصيصاً لهذا الإنسان، وفي ليف طبيعي، يعني شيء واضح أن هذا الليف لتنظيف الجسم له وجه خشن ووجه ناعم وهو نبات يزرع في بلادنا، فالليفة نبات والسواك نبات والخلّة نبات وكلمة نبات ورد في بعض الآيات: ﴿ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ﴾ (سورة الأنعام) |
اللهم صلي على اشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم.. صلى الله عليه وسلم. |
http://www.wathakker.info/designs/download/1591/image أخرج أحمد في مسنده والنسائي في سننه الصغرى وابن خزيمة في صحيحه عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ قُبِضَ وَفِيهِ النَّفْخَةُ وَفِيهِ الصَّعْقَةُ فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فِيهِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ يَقُولُونَ بَلِيتَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ. صحيح فقد أمر الله سبحانه في كتابه العزيز عباده المؤمنين بالصلاة على نبيه وصفوته من خلقه محمد صلى الله عليه وسلم، فقال جل ثناؤه:إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56]. وقد جاءت أحاديث كثيرة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.. منها ما أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فإنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا. وأخرج أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: صلوا علي فإنها زكاة لكم، وسلوا لي الوسيلة من الجنة. وعن عبد الرحمن بن عوف : قلت يا رسول الله، سجدت سجدة خشيت أن يكون الله قد قبض روحك فيها. فقال: إن جبريل أتاني فبشرني أن الله عز وجل يقول لك: من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه. فسجدت لله شكراً. رواه أحمد وغيره. وأفضل الأوقات للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها، لحديث أوس الثقفي رضي الله عنه قال: من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه قبض، وفيه النفخة وفيه الصعقة. فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي. رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وصححه. والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور الواجبة في العمر.. قال ابن كثير في تفسيره: وحكى بعضهم أنه إنما تجب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في العمر مرة واحدة امتثالاً لأمر الآية، ثم هي مستحبة في كل حال. وهذا هو الذي نصره عياض بعدما حكى الإجماع على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الجملة. وعلى العموم فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن كونها امتثالاً لأمر الله بها فهي أيضاً مرغب فيها لما لها من الفضل والخير، والمحروم بل والبخيل من سمع ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليه، لقوله صلى الله عليه وسلم: البخيل من ذكرت عنده ثم لم يصل علي. رواه أحمد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأما بخصوص ما ذكرت من تحديد الدعاء بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو تحديدها بعده بعدد معين، فلم يرد فيه شيء، وإنما الثابت طلبها قبل الدعاء وبعد حمد الله عز وجل، لما رواه أبو داود والترمذي والنسائي عن فضالة بن عبيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمع رجلاً يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: عجل هذا. ثم دعاه فقال له: أو لغيره إذا صلى "دعا" أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه عز وجل والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بما شاء. |
(1) قصة التحكيم 2/1 والمتأمل في تلك القصة سطرًا سطرًا يتأكد أن قريش قبل البعثة كانت تعرف الحق وإن أنكرته أحيانا، فحين بلغ سنه صلى الله عليه وسلم 35 عاما جاء سيل جارف صدع جدران مكة فاضطرت قريش إلى بنائها من جديد وقرروا ألا يدخلوا في نفقتها إلا طيبًا، فلا يدخلون مهر بغي، ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد، وهابوا عقاب الله على هدمها، فبادر الوليد بن المغيرة بالهدم قائلًا لهم: "إن الله لا يهلك المصلحين" ثم بدأ يهدم فتبعوه في هدمها ثم أخذوا في البناء. (2) قصة التحكيم 2/2 وضاقت النفقة الطيبة عن إتمامها فأخرجوا منها نحو ستة أذرع من الشمال وبنوا عليها جدارا قصيرا علامة على أنه من الكعبة، وهذا المعروف "بالحجر" و"الحطيم" ولما وصل بناء الكعبة إلى الحجر الأسود أراد كل رئيس أن يتشرف بوضعه في مكان فوقع النزاع خمسة أيام وكاد يتحول لحرب دامية لولا إقتراح أبا أمية المخزومي بأن يحكِّموا أول رجل يدخل عليهم فقبلوا ذلك وكان هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد حكمهم في الجاهلية فارتضوا بحكمه قائلين: "هذا الأمين رضيناه، هذا محمد"؛ فأخذ رداءًا، ووضع فيه الحجر وأمرهم بأن يمسك كل منهم طرفًا من الرداء ويرفعه. (3) عصمته قبل البعثة أجمع العلماء على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الكفر قبل البعثة وبعدها، أما الكبائر فقد أجمع العلماء على عصمته بعدها، والوقائع التاريخية في السيرة تدل على عصمته من الكبائر قبل البعثة أيضا، فإنه عُصم من سماع وحضور أعراس الجاهلية وشرب الخمر، ولم يأكل مما ذُبح على النصب، ولم يمس صنمًا قط، ولم يكن يصبرعلى سماع الحلف باللات والعزى، أما الصغائر فكما يقول الإمام بن تيمية: "القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام وجميع الطوائف". (4) مقدمات النبوة وتباشير السعادة ولما كانت عصمته صلى الله عليه وسلم من شوب الجاهلية فقد اتسعت الفجوة الفكرية والعملية بينه وبين قومه وطفق يقلق مما يراه عليهم من الفساد، فحُبِّب إليه الخلاء، وكان بغار حراء يتعبد على بقايا دين إبرهيم عليه السلام. ويتفكر في بديع ملكوت السماوات، والآيات الكونية، وبدأت تباشير النبوة بالرؤيا الصالحة فلا يرى رؤيا إلا وتجيئ كفلق الصبح، وكذا حديث الكائنات إليه؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن.» (المحدث: مسلم خلاصة الدرجة: صحيح) |
(1) الرعيل الأول وهم السابقون الأولون من الصحابة رضي الله عنهم وصل عددهم إلى مائة وثلاثين صحابيًا، تقريبا لكن لا يعرف بالضبط أنهم كلهم أسلموا قبل الجهر بالدعوة أو تأخر إسلام بعضهم الى الجهر بها. وأول من أسلم منهم خديجة بنت خويلد وأبو بكر الصديق وعلي بن إبي طالب وزيد بن حارثة رضي الله عنهم أجمعين، قيل أسلموا في أول يوم من أيام الدعوة ثم تلاهم جعفر بن أبي طالب وامرأته وزيد بن عمرو وامرأته وعبد الله ن مسعود وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين . (2) الشباب هم حملة الرسالة لقد استجاب صفوة من شباب مكة أسلموا على يد أبي بكر، كم كانت أعمارهم؟ عثمان بن عفان وكان عمره 34 عاما، عبد الرحمن بن عوف كان عمره 30 عاما، سعد بن أبي وقاص كان عمره 17 عاما، الزبير بن العوام وقد كان عمره 12 عاما، وطلحة بن عبيد الله كان عمره 13 عاما. هؤلاء الأبطال الخمسة وغيرهم من شباب مكة كانوا الدعامات الأولى التي قام عليها صرح الدعوة، فلا تستهن أخي الكريم بحداثة أسنان الشباب فلرب همة أحيت أمة. (3) عبادة المؤمنين وتربيتهم وذلك خلال السنوات الأولى أول ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من العبادات الصلاة: (ركعتان بالغداة وركعتان العشي)، و نزل بذلك جبريل فعلمه الوضوء والصلاة وكانوا يقيمونها في أماكن بعيدة عن الأنظار فيقصدون الشعاب والأودية. وكان الوحي يبين لهم جوانب شتى من التوحيد وتزكية النفوس ويصف لهم الجنة والنار، ولم تبالي قريش بالدعوة في هذه الفترة؛ ربما لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعرض لدينهم ولا آلهتهم . (4) المرحلة الثانية (الجهر بالدعوة) أولا: الأقربين {وأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[الشورى الآية:214] يروي علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بني عبد المطلب فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتى شبعوا قال: "وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا وبقي الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب" فقال: «يا بني عبد المطلب إني بعثت لكم خاصة وإلى الناس بعامة وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟» فهل تعلم عدد الذين استجابوا له؟ يقول علي رضي الله عنه: "فقمت إليه وكنت أصغر القوم قال: فقال: «اجلس» قال: ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي". (حديث صحيح رواه احمد في مسنده). وهكذا بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بعشيرته الأقربين فلم يستجب منهم غير على بن أبي طالب رغم مشاهدتهم لتلك الآية الظاهرة من تكثير الطعام والشراب وبقائه بعد أكلهم وشربهم وكأنه لم يمس . |
1) ثانيا: الصدع بالدعوة {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}[الحجر الآية:94] لما أنزل الله عز وجل {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَر}، صعد النبي صلى الله عليه وسلم على جبل الصفا هاتفا «ياصباحاه» ثم نادى يا بني فهر، يا بني عدي، يا بني فلان...فلما اجتمعوا قال: «أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟» قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقا قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ثم دعاهم إلى شهادة أن لا اله لا الله وأن محمد رسول الله»، فماذا كانت ردة فعلهم؟ (2) ردة فعل أهل مكة ولما تم هذا الإنذار انفض الناس وتفرقوا، ولا يذكر عنهم أي ردة فعل، سوى أن أبا لهب واجه النبي صلى الله عليه وسلم بالسوء، وقال: "تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟" فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}[المسد الآية:1] أما عامة قريش فقد أصابتهم الدهشة والإستغراب ولم يستطيعوا أن يختاروا موقفا، لكنهم لما أفاقوا استكبروا في أنفسهم وبدأوا بالسخرية والاستهزاء. (3) مواقف تربوية مماسبق إن الامر بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم للأقربين به حِكما عظيمة فهم محل حكم الناس على الداعية فإن لم ينجح مع أقربائه كان في ذلك أثرا في الصد عن دعوته. وثانيا: فالدعوة بر وإحسان وأولى الناس بذلك الأقربين. وثالثا: فقد قال لهم صلى الله عليه وسلم في دعوته لهم «فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها.» فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أبقى على صلته مع أقاربه الكفار فمن باب أولى لعموم المسلمين أن يبقوا على صلتهم بأقاربهم المسلمين المخالفين لهم في الكثير من أمور الدنيا، على براءتهم لهم مما يعضب الله تعالى والدين، فقد تكون هذه الصلة يوما سببا في هدايتهم، ولا تدري لعل الله تعالى يهد قلوبهم ويصلح أحوالهم ويرزقهم من التقوى بعد أن حادوا الله ورسوله. (4) أساليب شتى لمجابهة الدعوة بعد الجهر بالدعوة بدأ عدد المسلمين في الزيادة وكذلك بدأت أساليب قريش تتنوع لمجابهة الدعوة، ومن ذكر تلك الأساليب يتبين للحصيف تشابه دعوى الباطل بين اليوم والأمس، والتي كان من أهمها: أولا: إثارة الشبهات وتكثيف الدعايات الكاذبة لصـــد عامة الناس عن التدبر في دعوته صلى الله عليه وسلم والتفكير فيها، وساعدهم في ذلك أهل الكتاب بتوسيع مجال الاسئلة بما عندهم من خبر في كتبهم فرد الله كيدهم في نحروهم. ثانيا: السخرية والتحقير، والإستهزاء والتكذيب والتضحيك لتخذيل المسلمين، وتوهين قواهم المعنوية فرموا النبي صلى الله عليه وسلم بتهم هازلة، وشتائم سفيهة ومعلوم أنّ الطعن في الرسول طعن في الرسالة كلها. ثالثا: الحيلولة بين الناس وبين سماعهم القرآن ومعارضته بالقصص وأساطيرالأولين المثيرة وإثارة الشغب وإلهاء الناس بالغناء واللعب إذا رأوه يصلى ويتلو القرآن، ظنا منهم أن هذا بديلا لكلام الله عز وجل. |
(1) الحرب على الثوابت الحرب على الثوابت، فكانت ثمة ثلاث ثوابت ركز المشركون علي زعزعتها صدًا عن دين الله، وهي التوحيد والرسالة والبعث -وما أشبة اليوم بالبارحة- (أ) فأما البعث: فقد رد القرآن ردًا شافيًا فالله عز وجل عادل فلابد ان يكون هناك بعث آخر يؤخذ فيه للمظلوم حقه وللضعيف نصرته ثم ضرب لهم أعظم الأمثال برهانا على أن البعث حق كإحياء الأرض الميتة وكخلقهم الأول من عدم، وأن إعادة الخلق أهون عليه جل وعلى. (ب) وأما الثابت الثاني: وهي رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فضحد الله كيدهم وأثبت أن جميع الرسل كانوا بشرا يمشون في الأسواق ويأكلون الطعام ودحض شبهتهم في أن الرسول لابد أن يتوفر له الجاة والمال والحشم والأبهة بأن هذا ينافي تبليغ الرسالة في عامة الناس من الصغير والكبير والضعيف والقوي.. الخ. (جـ) وأما الثابت الثالث: فهو التوحيد فقد اتفقوا على أن الله عز وجل خالق السموات والأرض وهو مدبر الكون وما عبدوا أصنامهم إلا كوسيلة للتقرب إليه واخترعوا لذلك أعمالا كنحت الأصنام للأنبياء والصالحين ليتبركوا بها، فدحض الله كفرهم حين تحداهم فقال تعالى: {فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [الأعراف من الآية: 194]، وبين أنهم لا يستجيبون لهم بشئ إلا كالذي يبسط كفيّه إلى الماء ليبلغ فاه وأنهم لا يخلقون شيئا ولا يملكون ضرا ولا نفعا لأحد ولا يمكلون موتا لا حياة ولا نشورا . (2) تعذيب المسلمين ولما كان المسلمون غرباء في ضعف فقد قرر المشركين في النيل منهم بالعنف فعذب الفقير والغني، العبد والشريف من الصحابة في سبيل الله، فعذب خباب بن الأرت رضي الله عنه بالنار وكانت سيدته تضع الحديد المحمى على ظهره ليكفر، وعذبت أم زنيرة حتى عميت فقيل لها أصابتك اللات والعزى فقالت: "لا والله ما أصابتني"، فأصبحت في الغد وقد رد الله بصرها، ودخنت النار تحت عثمان بن عفان في حصير كان يلفه عليه عمه، وأوذي أبو بكر وطلحة بن عبيد الله حتى سميا بالقرينين حيث شدا في حبل واحد ليمنعهما أخو طلحة من الصلاة فما زادهم ذلك إلا إيمانا وتثبيتا. (3) موقف المشركين من النبي صل الله عليه وسلم ولما كان للنبي صلى الله عليه وسلم من هيبة ووقار فقد وقاه الله عز وجل من اعتداءات الناس وكان يمنعه عمه أبو طالب لذا فقد مشى رجال من أشراف قريش إليه ينذرونه تارة ويساومونه تارة أخرى في أن يكفف ابن أخيه. حتى هددوه أن (ننازله وإياك حتى يهلك أحد الفريقين .) فبلغ أبو طالب هذا الكلام لابن أخيه فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ضعفه قال: «يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك فيه». فقال يا ابن أخي فقل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشيئ أبدا. (4) اقتراح غريب ورد طريف ذلك الذي أراده كفار قريش من أبو طالب حين يئسوا أمام ثبات النبي صلى الله عليه وسلم فجاؤا إليه ومعهم عمارة بن الوليد أنهد فتى في قريش وأجمله فقالوا: "يا أبا طالب خذ هذا الفتى فلك عقله ونصره واتخذه ولدا فهو لك وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الذي خالف دينك ودين آبائك"، قال لهم أبو طالب: "والله لبئس ما تسومونني عليه أتعطوني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه؟ هذا والله ما لا يكون أبدا." |
(1) اعتداءات على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما فشلوا في الإنذار ويئسوا من المساومة ما بقى سوى إيذائه صلى الله عليه وسلم، وتولى ذلك صناديد قريش، فآذاه جيرانه فكانوا يطرحون عليه رحم الشاة وهو يصلى فكان رحيما حليما فيقف على بابه قائلا: «با بني عبد مناف اي جوار هذا؟!» وفتَّ أمية بن خلف اللعين عظاما رميم ونفخها في وجهه الشريف وواعد أبو جهل رفقته ليعفرن وجه محمدا فجاء اللعين يطأ رقبته الشريفة وهو يصلي ففر ناكصا على عقبيه ويتقي بيديه فقالوا: "مالك؟"، قال: "إن بيني وبينه خندقا من نار، وهولا وأجنحة". فقال صلى الله عليه وسلم" «لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا». (2) خطوتان هامتان الخطوة الأولى: اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خطوتان إيذاء كل هذه الاحداث المتتالية كان أولها: إنشاء أول مركز للدعوة ومقرا للتربية وهي: "دار الأرقم بن أبي الأرقم" فيجتمع فيها والصحابة سرا يتلوا عليهم آيات الله ويزكيهم. وبهذا التدبير وقى أصحابه من الكثير من الأحداث التي قد تحدث لو اجتمع بهم جهرا أما هو صلى الله عليه وسلم فكان يدعو إلى الله جهرا بين ظهراني المشركين لا يصرفه عن ذلك ظلم ولا عدوان الخطوة الثانية: الهجرة الى الحبشة، وكانت الخطوة الثانية في رجب سنة 5 من النبوة حيث هاجر المسلمون الهجرة الأولى إلى الحبشة وكانوا 12 رجل و4 نساء ركبوا سفينة من جدة الى الحبشة حيث الملك العادل الذي لا يظلم أحدا عنده، أما قريش فاسرعوا في طلبهم حتى يلقوا القبض عليهم لكن المسلمين فاتوهم إلى البحر فرجع الكفار خائبين فماذا فعل المشركون؟ (3) سجود المشركين هناك حيث قدسية المكان وروعة الآيات التي أخذ يتلوها سيد ولد آدم أمام جمع كبير من كبراء قريش والذين على بلاغتهم وفصاحتهم ظلوا مبهوتين ساكتين تشدهم معجزة الكلم في سورة النجم حتى تلا في خواتم السورة زواجر وقوارع طارت لها القلوب وتلا في الأخير {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا}[النجم الآية: 62]، وخرّ صلى الله عليه وسلم ساجدا فما بقى من أحد من القوم إلا سجد. و في هذه الأثناء سمع مهاجري الحبشة بذاك الحادث فماذا كان أثره عليهم وماذا حدث؟ (4) عودة المهاجرين إلى مكة لقد كان لسجود المشركين لله الواحد الأحد عند الكعبة أبلغ الأثر في حنين الصحابة المهاجرين الى الحبشة للعودة إلى ديارهم؛ حيث وصلهم الخبر بصورة تختلف عن الواقع فقيل لهم أن قريش أسلمت فرجعوا مستبشرين إلى مكة فلما وصلوا مكة عرفوا حقيقة الأمر فمنهم من رجع إلى الحبشة ومنهم من دخل مكة سرا أو في جوار* أحد من قريش. ـــــــــــــ جوار*: أي حمى |
(1) الهجرة الثانية للحبشة اشتد البلاء على المسلمين من قريش ندمًا منهم على ما فرط منهم من السجود مع المسلمين –عقب سماعهم لسورة النجم- وانتقامًا لما بلغهم عن حسن جوار النجاشي للمهاجرين، ونظرًا لظروف المسلمين القاسية أشار النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة مرة أخرى فهاجر (82 رجلا و18 إمرأة)، وكانت تلك الهجرة أشق من الأولى حيث تيقظت قريش لحركات وسكنات المسلمين إلا أن المسلمين كانوا أكثر منهم تيقظا ففاتوهم إلى الحبشة رغم كل الجهود...فهل سكت المشركون عن ذلك ؟ (2) مكيدة قريش بمهاجري الحبشة لما شقّ على المشركين إفلات المسلمين وهجرتهم الثانية للحبشة فأرسلوا في طلبهم اثنين من أذكيائهم وأكابرهم هما "عمرو بن العاص"، و"عبد الله بن ربيعة" وكانا إذ ذاك مشركيْن, وتحت خطة مدبرة ساقا الهدايا أولا للبطارقة واقنعوهم باسترداد المسلمين -وذلك قبل دخولهم على النجاشي "أصحمة"- فلما دخلا عليه أخبراه أن هؤلاء أغيلمه هربوا إليكم، يتركون آلهتهم ويرفضون دينكم، وقد جئنا في طلبهم فأيدهم البطارقة فيما قالا حسب الخطة, لكن العدل حينما يعرف البشر يضيئ بشاشته فتتضح معالم الحق -ولو كان المتحدثين أكابر القوم- فماذا فعل النجاشي الحصيف؟ (3) خصمان في دار عادل إنهما أول خصمين في أول محكمة بين الإسلام والكفر في تاريخ الإسلام، رفض فيها الحاكم العادل ألا يسمع من الطرفين فدعا المسلمين وسمع منهم كلمة الحق الصراح وآيات النور من سورة مريم فجلجلت أركان قلبه الأسيف على حال قومه فأخذ يبكي حتى أخضلت لحيته وبكى الأساقفة حتى بلو مصاحفهم ليقل كلمة الحق في وجه مندوبي الوزر، "انطلقا فلا والله لا أسلمهم إليكما ولا يُكادون." (4) تخبط المشركين وحيرتهم كان هذا هو وصفهم في تعاملهم مع المسلمين بعد فشلهم في استرداد مهاجري الحبشة فمن ترغيب إلى ترهيب وتعذيب لكن الرواس الشم من الصحابة الكرام استوى عندهم مجموع المعاملات فلم يجدي مع وجيههم الترغيب ولا مع فقيرهم التعذيب, لو اطلعت عليهم تراهم كسبيكة الذهب في نفاستها وتماسك ذراتها فلما انكشف الفشل حينها أدار الكفر وجهه لينكل بخير الناس دينا ومنصبا بأبي هو وأمي تراهم نكلوا به ؟ في المرة القادمة سيتضح لنا تخبطهم ما بين ايذاء النبي صلى الله عليه وسلم ثم عرض الرغائب ثم طرح مساومات. |
(1) إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم تخبط المشركون في كيفية التعامل مع النبي صلى الله عليه وسلم ما بين ثلاثة أمور: (محاولة الإيذاء وما بين الترغيب وما بين عرض المساومات وسنتناول بداية محاولات إيذائهم للنبي صلى الله عليه وسلم.) فقد مدت أطراف الشرك وتمادت في إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أن عقبة بن معيط وطئ برجله على رقبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، وعاهد أبو جهل أصنامه ليحملن حجر لا يطيق حمله فيفضخن به رأس النبي صلى الله عليه وسلم فما أن أقبل على فعلته حتى رجع مرعوبًا منتقع اللون، قائلا لقريش: "ما إن هممت حتى عرض لي بفحل من الإبل ما رأيت مثل هامته وقصرته وأنيابه وقد هم ان يأكلني" فقال صلى الله عليه وسلم: «ذاك جبريل لو دنا لأخذه». وما بعد الشدة إلا الفرج فماذا حدث؟. (2) سَبَق اللسان فأطاعت الجنان إنها أحرف لقصة إسلام أسد الله حمزة بن عبد المطلب لما سمع عن إيذاء أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم، فخرج حمزة يسعى حتى قام على أبي جهل وقال له: " أتشتم ابن أخي وأنا على دينه؟"، ثم ضربه بالقوس فشجه شجة منكرة، وثار الحيَّان (بنو مخزوم وبنو هاشم)، فقال أبو جهل: "دعو أبا عمارة -يعني حمزة- فإني سببت ابن أخيه سبا قبيحا"، فكان إسلام سيد الشهداء أنفة كأن اللسان قد سبق إليه دون قصد، ثم شرح الله صدره للإسلام فتأمل رعاك الله ولا تيأس من هداية أحد. (3) "أما تنتهي يا عمر؟!" أول ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بعد مغادرته بيت أخته التي أسلمت؛ فخرج من عندها يدق الباب على رسول الله وصحابته الكرام فلما لقيه النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بمجامع ثوبه وحمائل سيفه، وجبذه بشده قائلًا له: «أما تنتهي يا عمر حتى ينزل الله بك الخزي والنكال ما نزل بالوليد بن المغيرة؟». ثم قال: «اللهم هذا عمر بن الخطاب اللهم أعز الإسلام بعمر.»، فشهد عمر الشهادتين وكان هذا هو الفرج الثاني بعد إسلام حمزة قبله بثلاثة أيام فقط. (4) "قوة على قوة" انه أصدق تعبير حق أن يقال في عمر الفاروق رضي الله عنه بعد إسلامه؛ فعقب إسلامه ذهب إلى أشد قريش عداوة وهو أبو جهل فدق بابه قائلًا له: "لقد جئتك لأخبرك أني آمنت بالله ورسوله" فأغلق أبو جهل الباب في وجهه. ثم ذهب لأكثر الناس نشرًا ووشايةً للخبر فأخبره أنه قد أسلم، فنادي الرجل بأعلى صوت أن ابن الخطاب قد صبأ، ثم خرج بالمسلمين في صفيْن هو وحمزة ولهم كديد ككديد الطحين حتى دخلوا المسجد الحرام. |
(1) الحصار "عطش وجوع تحت الحصار، أكل أوراق الأشجار، وأكل الجلد، صراخ أطفال رضع وبكا نساء". ربما كلمات غريبة أن تقرأها في أحرف السيرة... لكن هذا ما حدث لنبي الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام في حادثة المقاطعة والحصار التي فرضها المشركين على بني هاشم وبني المطلب حتى يسلموا النبي صلى الله عليه وسلم لقتله. بل قطعوا على أنفسهم ألا يناكحوهم، ولا يبايعوهم، ولا يجالسوهم، ولا يقبلون صلحًا أبدًا، وكتبوا بذلك صحيفة علقوها في جوف الكعبة ومضت الثلاث سنين وهم على ذلك. (2) فك الحصار وبعد ثلاث سنوات من الحصار انتهى العدوان عى يد خمسة من أشراف قريش. اتفقوا سرًا بالاجتماع صباحًا على رأي واحد أمام الجمع، وذلك: بنقض ذلك العهد الجائر. فأصبح أولهم وهو "زهير بن أمية" قائلا في الناس: "يا أهل مكة نحن نأكل ونلبس وبنو هاشم والمطلب هلكى لايبيعون ولا يبتاعون؟! والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة"، فقام ثانيهم وثالثهم و.. يؤيدون ذلك. فقال أبو جهل: "هذا امردبر بليل"، ثم جاء أبو طالب يخبرهم أن الله سلَّط "الأرضة" على الصحيفة فأكلت ما فيها إلا "باسمك اللهم" من هنا انتهى الحصار على النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين. (3) فائدة من الحصار-1- كانت تعليمات الرسول صلى الله عليه وسلم لأفراد المسلمين ألاَّ يواجهوا العدو، وأن يضبطوا أعصابهم، فلا يُشعلوا فتيل المعركة أو المواجهة, فالتزم الصحابة بذلك. وهذا يدلك على عظمة الصف المؤمن, في التزامه بأوامر قائده، وبعده عن التصرفات الطائشة بل لقد كانت أعظم تربية في هذه المرحلة هي صبر أبطال الأرض على هذا الأذى, دون مقاومة، مثل حمزة وعمر، وأبي بكر وعثمان رضي الله عنهم. (4) فائدة من الحصار-2- كانت هذه السنوات الثلاثة زادًا عظيمًا في بناء وتربية الجيل الاول, بالصبر على الابتلاء، والتحمل آلام الجوع والعطش، ورغم ذلك فلم تتوقف الدعوة في تلك الفترة، ولم يتوان الصحابة في ذلك رغم اشتداد البلاء عليهم، بل كانت تحقق انتصارات رائعة في الحبشة، وفي نجران، وفي دَوْس، وفي غفار, بل يمكن أن نقول إن حادثة المقاطعة كانت سببًا في خدمة الدعوة والدعاية لها بين قبائل العرب، وفي موسم الحج, ولفتت الأنظار إلى هذه الدعوة التي يتحمل أصاحبها الجوع والعطش والعزلة كل هذا الوقت |
(1) عام الحزن وفيه فقد النبي صلى الله عليه وسلم أحب الناس له فقد أبو طالب السند الخارجي الذي يدفع عنه القوم، ثم فقد خديجة رضي الله عنها السند الداخلي الذي يخفف عنه الأزمات والمحن، وتجرأ كفار قريش على رسول الله ونالوا منه ما لم يكونوا يطمعون به في حياة أبي طالب وابتدأت مرحلة عصيبة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم واجه فيها كثيرًا من المصاعب والمحن. (2) زواجه بسودة ثم عائشة وبعد فترة من وفاة السيدة خديجة تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بسودة بنت زمعة رضي الله عنها، وبعدها بعام تزوج عائشة بنت الصديق المبرأة من السماء رضي الله عنها بمكة ودخل بها في المدينة وكانت أحب أزواجه إليه وأفقه نساء الأمة ولها مناقب عدة وفضائل وافره. (3) الرسول في الطائف وفي ظل حالة الاضطهاد الذي أدمرته مكة لرسول العالمين، قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف رجاء أن يستجيبوا لدعوته او يناصرونه على قومه فخرج إليها متخفيًا راجلًا على قدميْه هو ومولاه "زيد بن حارثة" رضي الله عنه، يتنقل بين القبائل ورؤسائها ولم يترك أحدًا من أشرافها إلا وكلمه وقضى في ذلك عشرة أيام لم يجبه أحد بل قالوا: "أخرج من بلدنا"، وأغروا صبيانهم يسبونه ويرمونه بالحجارة حتى أدموا كعبيه وقدميه واختضب نعلاه بالدم صلى الله عليه وسلم. (4) مساندة الخلائق له لقد أعرض البشر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن ثمة خلق آخرون يُقدِّرون مكانته ويحفظون قدره، فها هو ملك الجبال يسأل رسول الله أثناء عودته من الطائف: "أن يطبق عليهم الأخبشيْن" (وهما جبلا مكة: جبل أبو قبيس والذي يقابله)، ولكن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بقومه كانت أوسع حين قال له: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله» وتلكم الجن تُسلم إلى الله حين تسمع كلام الله يُتلى من خير البشر وهو يتلو آياته في طريق عودته لمكة، كل هذا سرّى عنه صلى الله عليه وسلم وهو في طرق العودة من الطائف. وكل هذا يجعلنا ننظر للعالم نظرة شاملة وليست مادية دنيوية، فليس البشر هم كل الخلائق، بل هناك دومًا من يساندون اللذين آمنوا من الملائكة الذين ينبغي أن نستشعر وجودهم وهم إيعاذ الخير للمؤمنين، يثبتونهم بالدعاء والاستغفار وفي منازل الجهاد، وفي مشاركتهم حلق العلم والذكر. ثم كانت حادثة كونية أخرى تربطنا أيضًا بعالم الغيب وتبعدنا عن عالم الشهادة وعنائها كما سنرى إن شاء الله |
(1) الطواف على القبائل طلبًا للنصرة فبعد رجوعه صلى الله عليه وسلم من الطائف، بدأ يَعرِض نفسه على القبائل في المواسم، مثل المواسم التجارية والحج. يشرح لهم الإسلام، ويطلب منهم الإيواء والنصرة، حتى يبلغ كلام الله عز وجل، وكان يتحرك وفق خطة سياسية دعوية واضحة المعالم، ومحددة الأهداف، وكان يصاحبه أبو بكر الصديق، الرجل الذي تخصص في معرفة أنساب العرب وتاريخها وقد سهّل ذلك طريق الدعوة، وكانا يقصدان عظماء الناس ووجوه القبائل. (2) صورة من أذى المشركين أثناء طوافه على القبائل يروي أحدهم قائلا: "رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سوقِ ذي المَجازِ وعليه حُلَّةٌ حمراءُ وهو يقولُ : «يا أيُّها النَّاسُ قولوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ تُفلِحوا»، ورجُلٌ يتبَعُه يرميه بالحجارةِ وقد أدمى عُرقوبَيْهِ وكعبَيْهِ وهو يقولُ : "يا أيُّها النَّاسُ لا تُطيعوه فإنَّه كذَّابٌ"، فقُلْتُ: "مَن هذا؟" قيل : "هذا غلامُ بني عبدِ المُطَّلبِ" قُلْتُ : "فمَن هذا الَّذي يتبَعُه يَرميه بالحجارةِ" ؟ قال : "هذا عبدُ العزَّى أبو لَهَبٍ". (صحيح بن حبان، بوقم: [6562].) وفي رواية: "رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وهو يقول: «يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا»، فمنهم من تفل في وجهه، ومنهم من حثا عليه التراب، ومنهم من سبه، حتى انتصف النهار، فأقبلت جارية بِعُسٍّ من ماء فغسل وجهه ويديه، وقال: «يا بنية لا تخشي على أبيك غلبة ولا ذلة» فقلت:"من هذه"؟ قالوا: "زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي جارية وضيئة". (3) أساليب النبي في دعوة القبائل ولم يكن ييأس نبي الهدى صلى الله عليه وسلم في ابتكار أساليب جديدة لدعوة القبائل كان منها: - مقابلة القبائل في الليل بعيدًا عن قريش، والتي كان على، أثرها بعد ذلك بيعتي العقبة الأولى والثانية ليلا. - وكذلك ذهابه إلى تلك القبائل في منازلهم. (4) إنَّهُ لا يقومُ بدِينِ اللهِ إلا من حاطَه من جميعِ جوانبِه كانت هذه كلمة النبي صلى الله عليه وسلم لبني شيبان حين عرض عليهم الإسلام على أن يمنعوه وينصروه فكانت موافقتهم مشروطة بأن تكون المنعة والنصرة مما يلي مياة العرب أما من ناحية كسري فلا طاقة لهم بذلك فكان هذا هو رده عليهم بقوله: «ما أسأتمُ الردَّ إذ أفصحتم بالصدقِ، إنَّهُ لا يقومُ بدِينِ اللهِ إلا من حاطَه من جميعِ جوانبِه». (رواه علي بن أبي طالب،السلسة الضعيفة للألباني، برقم: [6457] خلاصة حكم المحدث: ضعيف) |
الحدث الأبرز في السنة الأولى من الهجرة: هو هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في ربيع الأول من هذه السنة: هاجر النبي صلي الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة. الشرح: ثم رد الله تعالى كيد المشركين واستطاع النبي صلي الله عليه وسلم أن يخرج ومعه أبو بكر من مكة متوجهين إلى المدينة لم يرهما أحد. وتعود بداية هذه الرحلة المباركة عندما كان أبو بكر جالسا في بيته وقت الظَّهِيرَةِ قَالَ له قَائِلٌ: هَذَا رَسُولُ الله صلي الله عليه وسلم مُتَقَنِّعًا فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا، فَقَالَ أبو بَكْرٍ: فِدَاءٌ لَهُ أبي وَأُمِّي، وَاللَّهِ مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا أَمْرٌ، قَالَتْ عائشة: فَجَاءَ رَسُولُ الله صلي الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَ، فَأُذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم لِأبي بَكْرٍأَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ ، فَقَالَ أبو بَكْرٍ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ بِأبي أَنْتَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ رسول الله صلي الله عليه وسلم : «فَإِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ ، فَقَالَ أبو بَكْرٍ: الصَّحَابَةُ بِأبي أَنْتَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ رَسُولُ الله صلي الله عليه وسلم : «نَعَمْ ، قَالَ : «أبو بَكْرٍ: فَخُذْ بِأبي أَنْتَ يَا رَسُولَ الله إحدى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ، قَالَ رَسُولُ الله صلي الله عليه وسلم : «بِالثَّمَنِ ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الْجِهَازِ وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بنتُ أبي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا فَرَبَطَتْ بِهِ على فَمِ الْجِرَابِ فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ، قَالَتْ: ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ الله صلي الله عليه وسلم وَأبو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ، فَكَمَنَا فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عبد الله بن أبي بَكْرٍ وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ ثَقِفٌ لَقِنٌ فَيُدْلِجُ مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ فَلَا يَسْمَعُ أَمْرًا يُكْتَادَانِ بِهِ إِلَّا وَعَاهُ حتى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلَامُ، ويرعى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بن فُهَيْرَةَ مولى أبي بَكْرٍ مِنْحَةً مِنْ غَنَمٍ فَيُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنْ الْعِشَاءِ فَيَبِيتَانِ فِي رِسْلٍ وَهُوَ لَبَنُ مِنْحَتِهِمَا وَرَضِيفِهِمَا حتى يَنْعِقَ بِهَا عَامِرُ بن فُهَيْرَةَ بِغَلَسٍ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثِ (صحيح البخاري؛برقم:3905). وفي تلك الأثناء تفطَّن المشركون أن رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبا بكر قد خرجا فأخذوا يبحثون عنهما في كل مكان حتى وصلوا إلى الْغَارِ وهما فيه، ثم قربوا منه بشدة حتى إن أبا بكر رضى الله عنه سمع صرير أقدامهم حول الغار فرفع رأسه فَإِذَا هو بِأَقْدَامِ الْقَوْمِ فقال: يَا رسول الله لَوْ أَنَّ بَعْضَهُمْ طَأْطَأَ بَصَرَهُ رَآنَا، قَالَ: «اسْكُتْ يَا أَبَا بَكْرٍ اثْنَانِ الله ثَالِثُهُمَا» (متفق عليه). ثم اسْتَأْجَرَ رَسُولُ الله صلي الله عليه وسلم وَأبو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بني الدِّيلِ وَهُوَ مِنْ بني عبد بن عَدِيٍّ هَادِيَا خِرِّيتًا وَالْخِرِّيتُ الْمَاهِرُ بِالْهِدَايَةِ قَدْ غَمَسَ حِلْفًا فِي آلِ الْعَاصِ بن وَائِلٍ السَّهْمِيِّ وَهُوَ على دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ فَأَمِنَاهُ فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ بِرَاحِلَتَيْهِمَا صُبْحَ ثَلَاثٍ. ثم انتظروا حَتَّى قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ وَخَلَا الطَّرِيقُ لَا يَمُرُّ فِيهِ أَحَدٌ. فانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بن فُهَيْرَةَ وَالدَّلِيلُ فَأَخَذَ بِهِمْ طَرِيقَ السَّوَاحِلِ. يقول أبو بكر رضى الله عنه : فأَسْرَيْنَا لَيْلَتَنَا كُلَّهَا حَتَّى قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ وَخَلَا الطَّرِيقُ فَلَا يَمُرُّ فِيهِ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَتْ لَنَا صَخْرَةٌ طَوِيلَةٌ لَهَا ظِلٌّ لَمْ تَأْتِ عَلَيْهِ الشَّمْسُ بَعْدُ فَنَزَلْنَا عِنْدَهَا فَأَتَيْتُ الصَّخْرَةَ فَسَوَّيْتُ بِيَدِي مَكَانًا يَنَامُ فِيهِ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم فِي ظِلِّهَا ثُمَّ بَسَطْتُ عَلَيْهِ فَرْوَةً، ثُمَّ قُلْتُ: نَمْ يَا رَسُولَ الله! وَأَنَا أَنْفُضُ لَكَ مَا حَوْلَكَ فَنَامَ وَخَرَجْتُ أَنْفُضُ مَا حَوْلَهُ فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ مُقْبِلٍ بِغَنَمِهِ إلى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا الَّذِي أَرَدْنَا فَلَقِيتُهُ فَقُلْتُ لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ؟ فَقَالَ: لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قُلْتُ: أَفِي غَنَمِكَ لَبَنٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: أَفَتَحْلُبُ لِي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَخَذَ شَاةً، فَقُلْتُ لَهُ: انْفُضْ الضَّرْعَ مِنْ الشَّعَرِ وَالتُّرَابِ وَالْقَذَى فَحَلَبَ لِي فِي قَعْبٍ مَعَهُ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، قَالَ: وَمَعِي إِدَاوَةٌ أَرْتَوِي فِيهَا لِلنَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم لِيَشْرَبَ مِنْهَا وَيَتَوَضَّأَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ وَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُ مِنْ نَوْمِهِ فَوَافَقْتُهُ اسْتَيْقَظَ فَصَبَبْتُ على اللَّبَنِ مِنْ الْمَاءِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله اشْرَبْ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قَالَ: «أَلَمْ يَأْنِ لِلرَّحِيلِ؟» ، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَارْتَحَلْنَا بَعْدَمَا زَالَتْ الشَّمْسُ وَاتَّبَعَنَا سُرَاقَةُ بن مَالِكٍ، قَالَ: وَنَحْنُ فِي جَلَدٍ مِنْ الْأَرْضِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أُتِينَا فَقَالَ: «لَا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا» ، فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ الله صلي الله عليه وسلم فَارْتَطَمَتْ فَرَسُهُ إلى بَطْنِهَا فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ، أَنَّكُمَا قَدْ دَعَوْتُمَا عَلَيَّ فَادْعُوَا لِي فَاللَّهُ لَكُمَا أَنْ أَرُدَّ عَنْكُمَا الطَّلَبَ فَدَعَا الله فَنَجَا (متفق عليه) - درس كبير أوجزه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم (لا تحزن إن الله معنا) فالمؤمن يطمئن قلبه بالله ويواجه الشدائد بعزم ثابت وهو متوكل على الله سبحانه وتعالى وإن كان الخطر قاب قوسين أو أدنى. |
فلما نجا سراقة قصَّ على رسول الله صلي الله عليه وسلم أخبار قريش وأنهم جعلوا فيه الدِّيَةَ، وَأَخْبَرَهُمْ أَخْبَارَ مَا يُرِيدُ النَّاسُ منهِمْ ثم عَرَضْ على النبي صلي الله عليه وسلم الزَّادَ وَالْمَتَاعَ يقول سراقة: فَلَمْ يَرْزَآنِي، وَلَمْ يَسْأَلَانِي إِلَّا أَنْ قَالَ: أَخْفِ عَنَّا، فَسَأَل سراقة النبي صلي الله عليه وسلم أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ أَمْنٍ فَأَمَرَ عَامِرَ بن فُهَيْرَةَ فَكَتَبَ فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدِيمٍ(متفق عليه). وكان من شأن سراقة رضى الله عنه أنه كان جالسا فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمه بني مُدْلِجٍ يقول سراقة: فأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ فَقَالَ: يَا سُرَاقَةُ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوِدَةً بِالسَّاحِلِ أُرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، قَالَ سُرَاقَةُ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلَانًا وَفُلَانًا انْطَلَقُوا بِأَعْيُنِنَا ثُمَّ لَبِثْتُ فِي الْمَجْلِسِ سَاعَةً، ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تَخْرُجَ بِفَرَسِي وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ فَحَطَطْتُ بِزُجِّهِ الْأَرْضَ وَخَفَضْتُ عَالِيَهُ حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُمْ فَعَثَرَتْ بِي فَرَسِي فَخَرَرْتُ عَنْهَا فَقُمْتُ فَأَهْوَيْتُ يَدِي إلى كِنَانَتِي فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الْأَزْلَامَ تُقَرِّبُ بِي حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ الله صلي الله عليه وسلم وَهُوَ لَا يَلْتَفِتُ وَأبو بَكْرٍ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ سَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الْأَرْضِ حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ فَخَرَرْتُ عَنْهَا ثُمَّ زَجَرْتُهَا فَنَهَضَتْ فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً إِذَا لِأَثَرِ يَدَيْهَا عُثَانٌ[11] سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَانِ فَاسْتَقْسَمْتُ بِالْأَزْلَامِ فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ فَنَادَيْتُهُمْ بِالْأَمَانِ فَوَقَفُوا فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمْ وَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِنْ الْحَبْسِ عَنْهُمْ أَنْ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ الله صلي الله عليه وسلم. ثم ذكر سراقة رضى الله عنه الحوار الذي دار بينه وبين النبي صلي الله عليه وسلم. -في حادثة سراقة إعجاز للنبي صلى الله عليه وسلم بوعده له سوار كسرى وتحقق ما وصف النبي ووعد في فتوح العراق وهذه من معجزات الرسل فما يقولون الا الحق ولا يصفون الا الحق. |
ثم مضى رسول الله صلي الله عليه وسلم فلقي في الطريق الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارًا قافلين من الشام فكسا الزبيرُ رسولَ الله صلي الله عليه وسلم وأبا بكر ثياب بياض. ومرَّ النبيُ صلي الله عليه وسلم وأبو بكر رضى الله عنه ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن أريقط على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحمًا وتمرًا ليشتروا منها فلم يصيبوا عندها شيئًا من ذلك، وكان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال: «ما هذه الشاة يا أم معبد قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم قال: «هل بها من لبن قالت: هي أجهد من ذلك، قال: «أتأذنين لي أن أحلبها قالت: بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبًا فاحلبها، فدعا بها رسول الله صلي الله عليه وسلم فمسح بيده ضرعها وسمى الله تعالى ودعا لها في شاتها فتفاجت عليه ودرت فاجترت فدعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجًا حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم حتى أراضوا ثم حلب فيه الثانية على هدة حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها ثم بايعها وارتحلوا عنها، فقل ما لبثت حتى جاءها زوجها أبو معبد يسوق أعنزًا عجافًا يتساوكن هزالاً مخهن قليل، فلما رأى أبو معبد اللبن أعجبه، قال: من أين لك هذا يا أم معبد والشاء عازب حائل ولا حلوب في البيت؟ قالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا قال: صفيه لي يا أم معبد، قالت: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة ولم تزريه صعلة وسيم قسيم، في عينيه دعج وفي أشفاره وطف وفي صوته صهل وفي عنقه سطع، وفي لحيته كثاثة، أزج أقرن إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سماه وعلاه البهاء، أجمل الناس وأباه من بعيد وأحسنه وأجمله من قريب، حلو المنطق فصلاً لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة لا تشنأه من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا وأحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به إن قال سمعوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود لا عابس ولا مفند، قال أبو معبد: هذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر، ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلاً، وأصبح صوت بمكة عاليًا يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول: جزى الله رب الناس خير جزائه***رفيقين حلا خيمتي أم معبد هما نزلاها بالهدى واهتدت به***فقد فاز من أمسى رفيق محمد فيا لقصي ما زوى الله عنكم***به من فعال لا تجازى وسؤدد ليهن أبا بكر سعادة جده***بصحبته من يسعد الله يسعد وليهن بني كعب مقام فتاتهم***ومقعدها للمؤمنين بمرصد سلوا أختكم عن شاتها وإنائها***فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد ودعاها بشاة حائل فتحلبت***عليه صريًا ضرة الشاة مزبد فغادره رهنًا لديها لحالب***يرددها في مصدر بعد مورد فَقَالَ: يَا نَبِيَّ الله مُرْنِي بِمَا شِئْتَ قَالَ: « «فَقِفْ مَكَانَكَ لَا تَتْرُكَنَّ أَحَدًا يَلْحَقُ بنا» قَالَ: فَكَانَ أَوَّلَ النَّهَارِ جَاهِدًا على نَبِيِّ الله صلي الله عليه وسلم وَكَانَ آخِرَ النَّهَارِ مَسْلَحَةً لَهُ (صحيح البخاري؛برقم:3911). |
وكان النبي صلي الله عليه وسلم قد أشرف على الْمَدِينَةِ وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ، وَأبو بَكْرٍ شَيْخٌ يُعْرَفُ وَنَبِيُّ الله صلي الله عليه وسلم شَابٌّ لَا يُعْرَفُ قَالَ: فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ، فَيَقُولُ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هَذَا الرَّجُلُ يَهْدِينِي السَّبِيلَ، قَالَ: فَيَحْسِبُ الْحَاسِبُ أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي الطَّرِيقَ وَإِنَّمَا يَعْنِي سَبِيلَ الْخَيْرِ. وَسَمِعَ الْمُسْلِمُونَ بِالْمَدِينَةِ مَخْرَجَ رَسُولِ الله صلي الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ فَكَانُوا يَغْدُونَ كُلَّ غَدَاةٍ إلى الْحَرَّةِ فَيَنْتَظِرُونَهُ حَتَّى يَرُدَّهُمْ حَرُّ الظَّهِيرَةِ فَانْقَلَبُوا يَوْمًا بَعْدَ مَا أَطَالُوا انْتِظَارَهُمْ فَلَمَّا أَوَوْا إلى بُيُوتِهِمْ أَوْفَى رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ على أُطُمٍ مِنْ آطَامِهِمْ لِأَمْرٍ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَبَصُرَ بِرَسُولِ الله صلي الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ مُبَيَّضِينَيَزُولُ بِهِمْ السَّرَابُ فَلَمْ يَمْلِكْ الْيَهُودِيُّ أَنْ قَالَ بِأَعلى صَوْتِهِ: يَا مَعَاشِرَ الْعَرَبِ هَذَا جَدُّكُمْ الَّذِي تَنْتَظِرُونَ فَثَارَ الْمُسْلِمُونَ إلى السِّلَاحِ فَتَلَقَّوْا رَسُولَ الله صلي الله عليه وسلم بِظَهْرِ الْحَرَّةِ (صحيح البخاري؛برقم:3906). |
أخلاقه : فقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على مكارم الأخلاق، وكان أفضل الخلق أخلاقًا وأحسنهم آدابًا، وبيَّن رسول الله أنه ما بُعِثَ إلا ليتمم مكارم الأخلاق، فلقد كانت في الجاهلية أخلاق كريمة فأتى الرسول ليتممها، وذلك بإصلاح ما فسد منها، والثناء على ما كان فاضلًا، والحث عليه حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق» (هكذا رواه الإمام أحمد، وورد بلفظ: «مكارم الأخلاق» وصححه الألباني، ورواه الإمام مالك بلفظ: «حُسْنَ الأخلاق»). لقد امتدح الله نبيه على كمال الأخلاق فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4] وذلك يظهر من خلال معاشرته للناس ومخالطته لهم، ولقد سُئِلَت عائشة رضي الله عنها كيف كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: "كان خلقه القرآن" (رواه الإمام أحمد ومسلم والنسائي)، فلقد كان -بأبي هو وأمي- قرآنًا يمشي على الأرض، أي أنه عمل بأخلاق القرآن، وتمثل آداب القرآن، وذلك أن القرآن أنزل للتدبر والعمل به، فكان أولى الناس عملًا به وامتثالًا لأوامره سيد الخلق. ومما ذكر من الأخبار في حث الرسول على الأخلاق، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» (رواه الإمام أحمد والترمذي والدارمي. وقال الترمذي: حسن صحيح). |
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء: «واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت» (رواه مسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حديث طويل برقم [1290]، وهو حديث جليل فيه دعاء شريف أرجو ممن يطلع على هذا الحديث العمل به وتدبر معانيه، ورواه أيضًا الترمذي والنسائي وأبو داود وأحمد والدارمي). وقال: «إن الله عز وجل كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق، ويبغض سفسافها» (رواه الحاكم في المستدرك وأبو نعيم في الحلية، والحديث صحيح كما ذكر الألباني في السلسلة الصحيحة [1378]). وكان أول من امتثل تلك الأخلاق وعمل بها رسولنا، ونحن نذكر من الأخلاق الحميدة التي تخلق بها لنقتدي به في ذلك تحقيقًا لقول الله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21]. |
ومن تلك الأخلاق الرفيعة: 1-الصدق في الكلام، والصدق في النيات، والصدق في الأعمال كلها، فهو الذي اتصف بذلك الخلق العظيم، وشهد بذلك أعداؤه قبل أصحابه، وقد كان يسمى الصادق الأمين، وهو القائل: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا» (رواه مسلم والترمذي وأبو داود). وهكذا عاش رسول الله صادقًا في كلامه، وصادقًا في عمله، وصادقًا في نيته، وصادقًا في مبادئه... لم يصل إلى ما وصل إليه بالكذب والحيلة والمكر، بل إن كل حياته وضوح وصدق، حتى مع أعدائه الذين آذوه وأرادوا قتله وأسره... هكذا فليكن المسلم -يا عباد الله- مقتديًا بنبيه في خلق الصدق، وأن يتقي الله في كلامه وحياته كلها... إن الصدق نجاة والكذب هلاك... إن الله عز وجل امتدح الصادقين فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة:119]. |
2-ومن أخلاق الرسول السماحة والعفو: روى البخاري ومسلم عن جابر أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم قِبَل نجد، فلما قفل رسول الله قفل معهم، فأدركتهم القائلة -أي نوم القيلولة ظهرًا- في واد كثير العضاه (شجر) فنزل رسول الله وتفرق الناس يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله تحت سمرة (نوع من الشجر) فعلق بها سيفه، ونمنا نومة؛ فإذا رسول الله يدعونا، وإذا عنده أعرابي فقال: «إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم، فاستيقظت» وهو في يده صلتًا (أي جاهزًا للضرب) فقال: «من يمنعك مني؟» قلت: "الله، ثلاثًا" ولم يعاقبه وجلس (رواه البخاري ومسلم وأحمد). وفي رواية أخرى (عند الإمام أحمد): فسقط من يده فأخذ رسول الله السيف، فقال للأعرابي «من يمنعك مني؟» فقال: كن خير آخذ، فقال صلى الله عليه وسلم: «تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟»، قال: لا، ولكني أعاهدك ألا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، فأتى الرجل أصحابه فقال لهم: جئتكم من عند خير الناس! فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم عفا عن الرجل في موقف حرج يدل على شجاعته... لذا كان أفضل العفو عند المقدرة. ثم إن الرسول لا يغفل في هذه اللحظة الحرجة عن القيام بواجب الدعوة، واستغلال الموقف لصالح الرسالة التي يحملها، فيقول للرجل: «تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟». ثم ينادي أصحابه ليعطيهم درسًا عمليًا في فضائل الأخلاق لا ينسونه أبدًا يتعلمون منه الشجاعة مع الحلم والعفو عند المقدرة...! فأين ما عليه أدعياء الحلم والعدل، مما كان عليه سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم؟! |
3-التواضع وخفض الجناح للمؤمنين: وقد أمر الله رسوله بذلك فقال: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء:215]. وذلك أن التواضع يتألف القلوب ويملكها بالمحبة، وقد كان رسول الله -كما أدبه الله- متواضعًا، خافض الجناح، لين الجانب، إذا جلس بين أصحابه كان كأحدهم، لا يتعالى ولا يترفع عليهم ولا يعطي لنفسه امتيازًا إلا ما تقتضيه طبيعة القيادة من الأمر والنهي (الأخلاق الإسلامية للميداني). وعن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود المريض، ويشهد الجنازة، ويركب الحمار، ويجيب دعوة العبد، وكان يوم بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف عليه إكاف من ليف (رواه الترمذي في سننه)، (الإكاف: ما يوضع على ظهر الحمار من وقاء للركوب عليه). وفي رواية: وكان يوم قريظة والنضير على حمار ويوم خيبر على حمار مخطوم برسن من ليف وتحته إكاف من ليف (رواه ابن ماجه، انظر السلسلة الصحيحة رقم [2112]). وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله يخصف نعله ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته" (رواه أحمد، وروى نحوه البخاري والترمذي)، (يخصف: أي يخيِّط ويرقِّع). وقالت: "كان بشرًا من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه" (رواه أحمد) وعن أنس قال: "إن كانت الأمَة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت" (رواه البخاري). وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: "كان رسول الله يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة" (رواه النسائي والدارمي بإسناد صحيح). هكذا كانت أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم! فأين المسلمون اليوم منها، وأين طغاة الأرض الذي عاثوا فيها فسادًا بكبرهم وعتوهم، وظلمهم للفقراء والمساكين، وإهانتهم لكرامة الإنسان في كل مكان؟! |
قال صلى الله عليه وسلم: «تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء» [رواه البخاري]. |
السيرة النبوية : 701- ولما تكاملت الدعوة ، وسيطر الإسلام على كل الجزيرة العربية ، ودخل الناس في دين الله أفواجا ، أحس النبي صلى الله عليه وسلم بدُنُوِّ أجله السيرة النبوية : 702- علامات دُنُوِّ أجل النبي صلى الله عليه وسلم : 1- نزول سورة النصر 2- مدارسته صلى الله عليه وسلم القرآن 3- اجتهاده صلى الله عليه وسلم في العبادة 4- مضاعفته صلى الله عليه وسلم اعتكاف رمضان السيرة النبوية : 703- بدأ مرض النبي صلى الله عليه وسلم الذي قبضه الله فيه في أواخر ليالي صفر ، وكانت مدة مرضه صلى الله عليه وسلم 13 يوم ، وأول ما بُدئ به صلى الله عليه وسلم من مرضه الصُّداع السيرة النبوية : 704- وكان النبي صلى الله عليه وسلم عند عائشة رضي الله عنها لما بدأ معه الصداع في رأسه ، ثم إنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يطوف على أزواجه . #نشر_سيرته السيرة النبوية : 705- فلما وصل صلى الله عليه وسلم إلى بيت ميمونة رضي الله عنها اشتد به المرض ، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه أن يُمرض في بيت عائشة ، فأذنَّ له السيرة النبوية : 706- اشتدت وطأة المرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت عائشة رضي الله عنها ، وبدأت الحُمَّى تشتد عليه ، وارتفعت حرارة جسمه صلى الله عليه وسلم . السيرة النبوية : 707- قال أبوسعيد الخدري : يارسول الله ما أشدها عليك - أي الحمى - فقال صلى الله عليه وسلم : " إنا كذلك يُضعَّف لنا البلاء ويُضعف لنا الأجر " السيرة النبوية : 708- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي بالناس ، فلما اشتد عليه المرض لم يستطع الخروج إلى المسجد ، فأمر أبا بكر الصديق يُصلي بالناس . السيرة النبوية : 709- أحس النبي صلى الله عليه وسلم بِخِفَّة ، فخرج إلى المسجد مُتوكأ على الفضل بن العباس ، وصعد المنبر ، وخطب الناس وهي آخر خطبة خطبها صلى الله عليه وسلم . السيرة النبوية : 710- فذكر صلى الله عليه وسلم في خطبته فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وفضل الأنصار وأوصى بهم ، وفضل أسامة بن زيد وأنه أهْلٌ للإمارة . السيرة النبوية : 711- وقع في دلائل النبوة للبيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض نفسه للقصاص في خطبته ، وهي رواية لا تثبت إسنادها ضعيف جداً . السيرة النبوية : 712- وحَذَّر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من أن يتخذوا قبره مسجداً ، وأخبرهم أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد . |
السيرة النبوية : 730- فقالت فاطمة : واكَرْبَ أبتاه ، فقال صلى الله عليه وسلم : " لا كَرْب على أبيك بعد اليوم ، إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتاركٍ منه أحداً ". السيرة النبوية : 731- وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعالج سكرات الموت ، وعائشة رضي الله عنها مُسندته صدرها ، وبين يديه صلى الله عليه وسلم إناء فيه ماء . السيرة النبوية : 732- فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يُدخل يَدَيه في الماء فيمسح بهما وجهه ، ويقول : " لا إله إلا الله إن للموت سكرات ". #نشر_سيرته السيرة النبوية : 733- ثم نَصَبَ صلى الله عليه وسلم يَده ، فجعل يقول : " في الرفيق الأعلى "، فَقُبض ، ومالَتْ يده صلى الله عليه وسلم . #نشر_سيرته #اللؤلؤ_المكنون السيرة النبوية : 734- وفي رواية قالت عائشة : كنت مُسندته إلى صدري ، فدعا بطَسْت ، فلقد انْخَنَثَ - أي مال - في حِجْري ، فما شعرت أنه مات . السيرة النبوية : 735- وفي رواية الإمام أحمد قالت عائشة : فبينما رأسه صلى الله عليه وسلم على منكبي إذ مال رأسه نحو رأسي ، فظننت أنه غُشي عليه . السيرة النبوية : 736- وفي رواية أخرى قالت عائشة : قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ورأسه بين سَحْري ونَحْري ، فلما خرجت نفسه لم أجد ريحاً قط أطيب منها . السيرة النبوية : 737- وكانت وفاته صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ضُحى يوم الإثنين 12 ربيع الأول سنة 11 هـ ، وعمره 63 . #نشر_سيرته |
السيرة النبوية : 753- فقال أبوبكر رضي الله عنه: " أيها الناس مَن كان يعبد محمداً فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ." السيرة النبوية : 754- قال الله تعالى : " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ...". #نشر_سيرته السيرة النبوية : 755- قال ابن عباس : والله لكأنَّ الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر رضي الله عنه . #نشر_سيرته السيرة النبوية : 756- وأخذ البكاء والنشيج في المدينة على موت النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم تَمر بالأمة مُصيبة أعظم من موت النبي صلى الله عليه وسلم . #نشر_سيرته السيرة النبوية : 757- فلما بُويع أبو بكر الصديق بالخلافة ، وذلك يوم الثلاثاء ، أراد آل النبي صلى الله عليه وسلم غَسْله ، واختلفوا في ذلك. #نشر_سيرته السيرة النبوية : 758- فقالوا : والله ماندري كيف نَصنع ، أنُجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نُجرد موتانا أم نَغْسِله وعليه ثيابه . #نشر_سيرته السيرة النبوية : 759- فأصابهم كلهم النُّعاس فناموا جميعا ، وسُمِع صوتٌ يقول لهم : اغْسِلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه . #نشر_سيرته السيرة النبوية : 760- فلما استيقظوا ، أخبر بعضهم بعضاً بالذي سَمِعوا ، فقاموا إليه ، فَغَسَلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ملابسه بأبي هو وأمي . السيرة النبوية : 761- وكان الذين وَلُوا غَسْل النبي صلى الله عليه وسلم : علي بن أبي طالب العباس ، وأبناؤه : الفضل ، قُثم أسامة بن زيد شُقران مولى النبي صلى الله عليه وسلم . السيرة النبوية : 762- فكان العباس والفضل وقُثم يُقلِّبون النبي صلى الله عليه وسلم ، وأسامة وشُقران يَصُبَّان الماء ، وعلي بن أبي طالب يَغْسِل النبي صلى الله عليه وسلم . السيرة النبوية : 763- فلما فرغوا من غَسْل رسول الله صلى الله عليه وسلم كُفِّن بأبي هو وأمي في 3 أثواب بيض ، ثم وُضِع النبي صلى الله عليه وسلم على سريره في بيت عائشة . السيرة النبوية : 764- ثم أُذِن للناس بالدخول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُصلُوا عليه ، ولا يَؤمهم أحد . وهذا أمر مُجمع عليه ولا خلاف فيه . السيرة النبوية : 765- فلما فَرغوا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الصحابة يتشاورون أين يدفنونه ؟؟ فاختلفوا في ذلك . #نشر_سيرته السيرة النبوية : 766- فأرسلوا إلى أبي بكر الصديق ، فقال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ماقَبض الله نَبيّاً إلا في الموضع الذي يُحب أن يُدفن فيه ". السيرة النبوية : 767- وحُفر قبر النبي صلى الله عليه وسلم في الموضع الذي مات فيه ، وهو في بيت عائشة ، ودخل قبر النبي صلى الله عليه وسلم العباس وعلي والفضل . #نشر_سيرته السيرة النبوية : 768- ووضَع شُقران مولى النبي صلى الله عليه وسلم في قبر النبي صلى الله عليه وسلم قَطيفة - أي كساء - حمراء ، ثم أنزلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبره بأبي هو وأمي . السيرة النبوية : 769- وكان آخر الناس عهدا بالنبي صلى الله عليه وسلم هو قُثم بن العباس رضي الله عنه ، وتم دفن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الأربعاء صلوات ربي وسلامه عليه . السيرة النبوية : 770- وحزن الصحابة حزناً شديداً على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . قال أنس : ما رأيت يوماً قط أظلم ولا أقبح من اليوم الذي تُوفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم |
|
السيرة النبوية : 92- بدأت هذه الرحلة عندما جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله ليخرج به من بيته في مكة إلى الكعبة #نشر_سيرته |
السيرة النبوية : 93- عند الكعبة شق جبريل عليه السلام صدر رسول الله وأخرج قلبه وغسله بماء زمزم وملأه إيماناً وحكمة ثم رده وخاط صدره الشريف . |
السيرة النبوية : 94- ثم ركب رسول الله البُراق - وهي دابة - معه جبريل عليه السلام ماهي إلا لحظات حتى وصل رسول الله مع جبريل إلى المسجد الأقصى |
السيرة النبوية : 95- فلما دخل رسول الله المسجد الأقصى مع جبريل عليه السلام وجد أمراً عظيماً . أحيا الله له جميع الأنبياء والمرسلين . |
السيرة النبوية : 96- عدد الأنبياء 124 ألف نبي . أما عدد المرسلين 315 . جاء ذلك في حديث أبي ذر رضي الله عنه الذي أخرجه ابن حبان في صحيحه . |
السيرة النبوية : 97- فلما دخل رسول الله مع جبريل المسجد الأقصى أُقيمت الصلاة ، فقدَّم جبريل رسول الله ليكون إماماً في الصلاة بأئمة الخلق . |
السيرة النبوية : 98- أي مكانة ومنزلة لرسول الله أن يكون إماماً بأئمة الخلق عليهم الصلاة والسلام . #السيرة_النبوية #نشر_سيرته #اللؤلؤ_المكنون |
السيرة النبوية : 99- فلما فرغ رسول الله من صلاته بالأنبياء والمرسلين جيئ بالمعراج - وهو سُلَّم - لكن لا يعلم شكله وقدره إلا الله سبحانه . |
السيرة النبوية : 100- ركب رسول الله مع جبريل المعراج فإذا هي لحظات فوصل إلى السماء الدنيا . ففُتح لهما ورأى رسول الله من أحوالها الشي العجيب |
السيرة النبوية : 101- رأى رسول الله في السماء الدنيا أبو البشر آدم عليه السلام . ورأى حال أكلة أموال اليتامى ظلماً والعياذ بالله #نشر_سيرته |
عبر ودروس في حادثة ااسراء والمعراج: كان الإسراء والمعراج مسرح لعملية التحويل الكبرى ليتسلم النبي العربي القيادة ويكون الإسلام كلمة الله الأخيرة إلى البشر، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء:1]. قال سيد قطب رحمه الله تعالى: "والرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى رحلة مختارة من اللطيف الخبير تربط بين عقائد التوحيد الكبرى من لدن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام إلى محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، وتربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعًا وكأنما أريد بهذه الرحلة العجيبة إعلان وراثة الرسول الأخير لمقدسات الرسل قبله واشتمال رسالته على هذه المقدسات وارتباط رسالته بها جميعًا" (في ظلال القرآن، سيد قطب أول سورة الإسراء ج4 ص 2212). |
الساعة الآن 03:08 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.