08-15-2013
|
|
اللَّحَظاتُ الثَّمينةُ نخبئُها في ذاكِرَتِنا .. كَثيرةٌ هِي الْأَوْقاتُ الَّتي أَتَعَطَّشُ فِيها لِصَوْتٍ يُدَمْدِمُ جُرْحاً بِدَاخِلي يَنْزِفُ وَلَكِن لا أحَدَ سِواكَ يَا وَرَقُ يُعْطِينِي حُرِّيةَ وَشْمِ جَسَدِه بـِنَدْباتٍ يَرْشُقُهَا الْوَقْتُ وَ يَرْحَلُ. لا أعْلمُ مَا هِي عُقْدةُ الْوَقْتِ مَعي ؟ حِينَ أنْتَظِرُ الْأشْيَاءَ لا تَأْتي في وقتِها َوحِينَ أمْقُتُها تأتي في وَقْتِها كأنَّ الْوَقْتَ يُحَرِّضُها عَلَى عِصْيَاني، نِسْيَاني لا أعْلَمُ قَدْ أَكُونُ أنَا لعْنةً عَلَى الْوَقْتِ، كَمَا تَقُولُ أمِّي : " أَنْتِـي لا تَأتي إلاَّ في الْوَقْتِ الضَّائِعِ "، بِالْمُناسَبَةِ : مَنِ الضَّائعُ أنا أَمْ الْوَقْتُ ؟! بائعُ الْوَرْدِ لـم يَعُدْ مَوْجُوداً في زَمَانِنا هَذَا، فَفِي زَماني كَثُرَ باعةُ الشَّوْكِ.. فَهُمْ يَغْرسُونَها في أَقْدَامِ الْمَارَّةِ بـمحْضِ غَفْلَةٍ فانْتَعٍلوا الطُّرُقاتِ حَتَّى لا تُشَجَّ أقْدَامَكُمُ أَخْبَرَتْنِي سَالِفاً : أنَّهَا تخَافُ (وأْدَ الْبَناتِ) .. و أنَّ مجرَّدَ الْحَديثِ عَنْ هذِهِ الْمُعْضِلَةِ يجْعَلُ نبضاتِها الصَّغيرهِ تَرْكُضُ دون هَوادةٍ بعكْسِ اتجاهِ الرٍّيحِ ..! و كُنْتُ أخْبِرُها أني أنا الاخَرَ أخْشَى (وأد الأمنياتِ) و أنَّ الأمنياتَ هُنًّ بناتٍيَ اللاّتي لم أمنحنهنَّ اسْمِي ..! ...فكَانتْ تربت على كَتِفي.. .. و تمضي بنِصْفِ ابتسامةٍ خاويةِ الملامحِ،‘ ... أَكانَتْ تَبْكِي بِعَيْنِ السَّمَاءِ ! حِينَ يَمْشِي ‘ تَرْقُصُ الزُّهُورُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ .. وَ يَنْمُو الْفَرَحُ في أَوْرِدَةِ الْأَرْضِ وَ تعَشْوِشْبُ الْأَرْصِفَةُ .. وَ يَتَعَرَّى الشَّجَرُ مِنْ أَوْرَاقِهِ .. وَ يُصْبِحُ الْكَوْنُ خَرِيفاً كَعَيْنَيْهِ .. وَ حِينَ يَنَامُ تَتَشَرَّبُ الطُّرقَاتُ الْهُدُوءَ .. وَ تَنْطَفِئُ الْمَنَارَاتُ .. وَ يَنْتَحِرُ الضَّجِيجُ عَلَى شَفَتَيْهَا .. وَ يُقَبِّلُ الْقَمَرُ جَبينُهُ لِيُحْصِيَ أَنْفَاسُـهُ .. حَتَّى يَسْتَيْقِظَ .. ‘ لِـ يَسْتَيْقِظ الصَّبَاحُ وَ يَتَنَفَّسُّهُ ..!
شَعْرُ الشَّمْسِ الذَّهبي أشْعثاً هَذا الصَّبَاح .. لم يمشط الدِّفء خِصْلاتها، كلُّ شَيْءٍ يَبْدوا جامِداً . حتى فِنْجانُ قَهْوتي .. تجمَّد قَبْل أنْ يَذُوبَ دِفْئاً بَيْن شفتَيْها الْمُكْتنِزَتَيْنِ .. ،‘كانت تحدِّثني طويلاً عنْ رِحلةِ النُّورِ في أوْردةِ الْحَياةِ وتهمسُ لي : "إني أخافُ مِنَ الظَّلامِ" . تَرْوِي لي أنَّ هُناكَ عجوزاً شَمْطاءَ تطارِدُها بعصاً سِحريةً، كانت بريئةً جداً حتى بحِكاياتِها الْخُرافية . لكنَّها تَلاشَتْ مع الضَّبابِ وَ أصْبحتُ بذعر أتَلَمسُّها مع حُبَيْباتِ الرَّمْلِ النَّاعمةِ.. أشْتَمُّ رائِحَتَها في أصَابعِ الْحَطبِ الْمُحترقةِ، أَرَاها عَلَى سَطْحِ قَهْوَتي تَطْفُو .. أتُراني أتَوَهَّمُ!؟  قَالَ لي أحدُهم "إنَّ شِفاءَالْأحْلامِ لا يكُونُ إلا بِتحَقُّقِها أَوْ مَوْتِها" وَلكِنَّ أحْلامِيَ الصَّغيرةَ لا تتحقَّقُ وَ لا تَمُوتُ ! ،‘ حَاوَلْتُ شَنْقَها، دَهْسَها، قَتْلَها، وَلَكِنَّها كانَتْ تَتَشَبَّتُ بِالْحَياةِ تَسْتقي الْعِنادَ مِنْ شَخْصِيَّتي و تنْسِجُ مِنَ النُّورِ شِفاهاً لِتتنَفَّس بها ..  مما راق لي
|
hggQ~pQ/hjE hgeQ~ldkmE kofzEih td `h;AvQjAkh >> |