منتديات بنات فلسطين

منتديات بنات فلسطين (http://www.bntpal.com/vb/)
-   حـانة الآدباء والفـلاسفة والمفكريـن (http://www.bntpal.com/vb/f10/)
-   -   منارات الأدب العربي في زمن أحدب! (http://www.bntpal.com/vb/t29380/)

وردة ليلكية 11-18-2014 06:29 PM

كنت خبيرا بالغربة والتهجير. أنا كنت أجربهما أول مرة في أول العمر. في تلك الغرفة على الجبل، بين أصحاب جدد، رأيت شابة تنظر إليك في وله. وكنت أحبها. أمسكت بيدها ومشيت معها خارج البيت، بين الصخور. جمعنا الزعتر البري. وتأملتها وهي تغسله في عناية وتضعه على الطاولة التي ستتناول عليها طعامك. تعرف أنك تحبه! رويت لي في إحدى المدن، فيما بعد، أنها تسللت إلى غرفتك في الليل. كانت صبية نضرة وجميلة، أحبتك. لم أبح لك بأنها كتبت لي: "غدا أتزوج! أحببته، وأحببتك! أتركه لك!" كانت رسالتها مبقعة بالدمع. لكنها دموع شباب لاتهدده أحزان لايستطيع دفعها. شباب يستطيع أن يمشي في الطرقات التي مشى فيها أمس، ولايتلفت حذرا. وإذا اغترب يستطيع أن يرسل الرسائل إلى أهله وأصحابه مزهوا بالمدن التي يزورها. تتركك لي؟ ماأنضرها؟ طويت سرها. لم أبح به!
بعد الزعتر البري وصل مساء واهن ساحر. تركنا ذلك البيت على الجبل والصبية وفيروز فيه. كان الشارع مغريا. لايعرف الرغبة في المشي إلا من يحرم منه! بدأت العتمة تطوي ألوان المساء وترتبها في صندوق الليل. بعد خطوات تبينت أن المشي معك مستحيل! وجهك نحوي طول الطريق! في بلاد أخرى تبعد الشبهة عن الفارين أن يمشوا متعانقين. لكن الحب في هذا البلد يجذب الشك! استدرت وقلت لك يعود كل منا الى مأواه! قال: تهربين؟ وبدا الحزن فيه. ففتشت يده الأولى ثم يده الثانية. وقالت: لايوجد مصباح! هدأ ولان! تذكره بليلة هربها منه! انزلقت من المجموعة وعادت الى البيت. في تلك الأيام كانت تنام ملء عينيها. لماذا ارتعشت؟ غمر ضوء ساطع وجهها! ثم تبينته واقفا خلف النافذة يوجه ضوء الكشاف عليها! حدقت فيه فيما بعد متسائلة: كيف يستطيع أن يجمع العقل إلى الجنون؟! كان غضبها كالعاصفة يهب كلما جن. لكنها وهي تواكب البحيرة ماشية، وحيدة، غريبة، اعترفت لنفسها بأنه كان مبهرا بجنونه. ورغم البرد خلعت قفازيها من الدفء.
لم تتساءل مع من هو الآن؟ من التي تهواه اليوم؟ كانت في مساحة لايمكن أن يوجد فيها سواهما. وعندما كان العالم يبدو لها مقفرا وباردا وتبدو صغيرة ضائعة فيه، كانت تردد: هو في مكان ما! ولابد أن يظهر في البرهة الضرورية!
كانت إسرائيل موجودة في جميع تلك الأزمنة بينهما. كانت تبني مدنا، وتعلّم صغارها أن العرب همجيون وخطرون ومتخلفون، أرضهم لها وقتلهم حلال. وكان العرب يظنون أنهم أباطرة البلاد، وأن المصير لايجسر على تكرار سنة 1948. كان يشغل الزعماء السياسيين الشعب المشاغب، الأحزاب المنافسة، قدرة مخافر الحدود على مراقبة المسافرين، شطب الأسماء من قوائم طالبي العمل أو الموظفين، تنظيف الجيش والتعليم من العناصر الخطرة. وإياك أن تهمس هذا خطأ أو هذا صواب! في إحدى تلك السنوات حدث احتلال إسرائيلي جديد، فسمح العرب للمنفيين بالعودة إلى المدن التي لم تحتل بعد.
عاد. هاهو دون الأسرة التي اختارها ودون الأسرة التي ورثها! نفذ إذن ماكتبه لها في رسالة منذ عشر سنوات: "لن أموت قبل أن أرى الأعزاء علي!" لم يقبل جنسية غريبة! هكذا نحن، تسلبنا بلادنا الجنسية الموروثة، ونرفض الجنسية المهداة! فنعيش دون أوراق ثبوتية في عالم يرتبنا بلون المنشأ، ولون الاتجاه!
صحا الزعماء العرب بعد الهزائم؟ مرحبا! فقدوا من مزقوه، جميع المنفيين، والمبعدين، والمسجونين! فليحاربوا بالمدللين المنافقين! تطلب إسرائيل أن يسجدوا لها كما طلبوا منا أن نسجد لهم! كسبت الوقت الذي انشغلوا فيه عنها بنا! وكسبت ضعفنا وموتنا! مع ذلك لم يصحوا! ولن!
يوم عبرت البوابة إلى مملكة الصمت كانت الطرقات ماتزال مقطوعة بين مدينته ومدينتها. فجرّته إلى مطل على الشوارع التي كان يمكن أن يمشيا فيها، وقالت: لاتحزن! لن نستطيع أن نمشي هناك ولو سمح لنا بذلك! فالمدن التي عرفناها لم تعد موجودة! فقدنا مدينة المشاة! لن يهف الياسمين وزهر النارنج! لن تشعر بأنك ملك الأرصفة! لن ترى أسراب العصافير الدورية! لايوجد غراب يسرق الجبن، ولاأحد اليوم يعرف "الشوحة"! وفوق نافذتك لن تعشش الستيتية! لكننا في مملكة الصمت. هنا، نستطيع أن نمشي كما نشاء! تعال!

وردة ليلكية 11-18-2014 06:29 PM

مشى معها تحت السرو، وعبرا أشخاصا بملابس بيضاء ناصعة. ثم توقف. لاتوجد أمكنة في مملكة الصمت تجمعهما! لانهر يجلسان على ضفته، ولاسكة قطار تمشي أمامه عليها وهو يتبعها! ولاصخور يخيل إليها أنه نزل من كهوفها! آه، كانت الحياة التي تفرقهما هي التي تجمعهما! خسراها ولن يكسبا هذه! من يستطيع أن يكسب الموت! أغمض عينيه. لو تعود تلك الأيام .. لو تعود المدن المفقودة! لو!
هل فقدناها؟ لا! بل فقدها من بعدنا! مساكين! في ذلك المساء عاد حاملا زجاجة عطر. صبها على يديها. فالتفتت عنه كيلا يرى بريق عينيها. أخرج صورتها القديمة من جيبه، وبكى! على أي شهيد أو قتيل تبكي؟ على المدن، على السنوات أم على نضارة الشباب المسفوك في الغربة! نظرت إليه: تركت هناك السلسلة الذهبية التي علقت لي فيها حجرا صافيا شفافا كالدمعة! خرجت من البيت مسرعة! لم أتناولها! لو بقيت برهة أخرى لما نجوت! أحاطت بيتي عشرات السيارات العسكرية! تبتسم؟ لماذا؟ خطرة على أمن الدولة! تسخر؟ لكن ذلك حدث حقا! يتكرر ذلك مرة في هذا البلد العربي ومرة في ذاك! من الحدود تجر فتيات إلى هذا الجانب أو إلى ذاك. إذا أردن الخروج منعن منه، وإذا أردن الدخول منعن! في هذه البرهة لست كذلك، لكني كنت، وقد أكون! أمر، لكن شخصا يحدق في أوراقي مرتابا: تمر؟! كيف تمر؟! لذلك تأملت في تأن جنة حواء، وخيل إلي أن مخافر الحدود بدأت من هناك!
أنت، قل لي، كيف نجوت بقلبك ولهفتك من تلك الأعاصير؟ في العالم الذي شيع فيه الحب وكفّن، ودفن، كيف استطعت أن تحمي الحب؟ أكان ذلك حب امرأة، أم حب زمن مزين بريش الطاووس والأجراس والخرز الأزرق! تكاد تسأله عن ذلك لكنها تصمت! لذلك جلست على الأرض. هزت الودع في كفها ورمته وبدأت تقرأه وتفحصه. منذ متى ياسنجابي تقرئين الودع؟ هل تقرئين الكف أيضا؟ راقبها مسحورا. وقال لنفسه: كانت تمارس السحر إذن، لذلك جرتني وراءها ثلث قرن! قالت له: وقت كان الزمن الخاطف يبدو طويلا في الغربة، كانت رفيقاتي يشربن القهوة لينقبن في خطوط الفنجان باحثات عن القدر. فكنت أفتح الباب وأخرج فتبدو الدنيا واسعة حتى في الثلج والسماء عالية حتى في الشتاء. لكن تعال الآن لنتبع الصدف إلى البحر! ابتسم: فلنتبعه! وسارا على طرقات من ماء وهواء في مملكة الصمت.
ورأته طفلا يرفع يديه كأنهما تستطيعان حماية رأسه من القصف. قيل: الأمان في الملجأ فقط. فأين الملجأ! والبلاد غفت في وهمها، والملوك يقتفون أثر المشاغبين! مرت الطائرات فوق رأسه، وهرب منها. اندفع مع الناس. ظن مثلهم أن العراء هو المكان الآمن. لكن الأمان كان هربا فقط في اتجاه تقودهم إليه الطائرات!
"عندي كان غير ذلك! ظنت أمي أن أطباق النحاس تحمي من القنابل والرصاص، فوضعتها بيني وبين الجدار. قدرت أن الطائرات والمدافع من جهة ذلك الجدار! لكن القنبلة سقطت من أعلى فوق بيت الجيران!"
في أول نشيد كتبه أطلق الغضب المغلول خلال البحث عن ملجأ من الطائرات، والطفل يهرب من أرضه ومدينته ومن كل ماأحبه. كتب ذلك النشيد لنفسه وهو يجرب اللغة التي تعلمها في المدرسة. لم يكن في المدرسة غير تلك القصيدة، فدفعوه ليقرأها عندما زار زعيم البلد المدرسة في عيد من الأعياد الوطنية. فاستمتع بيده الناعمة السمينة، المرصعة بخاتم، يد امتدت الى ذقنه ورفعت وجهه: شاطر! موهوب! سيكون شاعرا عظيما، فاعتنوا به!
كانت يومذاك بين صفوف تلاميذ المدرسة الذين وضعوا في استقبال ملك بلدها! أوقفت في الصف الأول لأنها بيضاء، على رأسها شريطة بيضاء، وفي قدميها جوربان أبيضان قصيران. مر الملك بين صفوف التلاميذ. يومذاك أيضا كان يقدم أصحاب الملابس المرتبة المكوية والوجوه الجميلة، أو الأولاد المحظوظون بأهل مهمين. توقف ملك البلد قربها ونظر إليها نظرة طويلة فالتفتت إليه المعلمة: سنعنى بها، ياملك الزمان!

وردة ليلكية 11-18-2014 06:30 PM

هكذا رصدت لكل منهما عناية خاصة. بدأت بأوراق مزخرفة اسمها مرحى، وبسجل الشرف المذهب المعلق على الحائط، وانتهت بسجلات في المرافئ والحدود!
في أيام المرحى وسجل الشرف المذهّب كان زمن تلك المدن دون نهاية. شمس وماء! لاجوع ولابذخ. في الشوارع سيارات قليلة، أكثرها باصات. في الشوارع مشاة، والمقاهي رخيصة، ظليلة، والبساتين على بعد خطوات: في نهاية الطريق، على كتف المدرسة، خلف البيت، في سفح الجبل، حول بيت الأصحاب. والسواقي تقطع الطرقات، وحيث يتجمع الماء بط ووز، وفي السماء شحارير وأسراب من الدوري والغربان.
هل قطعت كل ذلك دبابة وقفت على زاوية الطريق ذات فجر؟ "كنت ذاهبة إلى المدرسة. ففاجأتني دبابة. في التقاطع رأيت دبابة أخرى. المدرسة مغلقة. والمديرة مضطربة تقول للتلاميذ: عودوا إلى بيوتكم في هدوء! كنت صغيرة. فتفرجت على ذلك في فضول. لي لم يكن ذلك يعني السجون وسجلات الحدود."
قال لها: "كانت الهجرات بحثا عن العشب، أو الدفء. أصبحت بحثا عن الحرية." كم هجرة أو تهجيرا رأى في عمره؟ التهجير من اسكندرون. من فلسطين. من القدس. من الجنوب. من الجولان، من المدن المحتلة. من الأنظمة الظالمة. هربا من السجون. من التعذيب. إلى الخليج ومن الخليج! وإلى بلاد الأرض بحثا عن الملجأ والعمل!
يومذاك لم تنزل الدبابات إلى الشارع. نزل البصّاصون. الشارع خطر، والبيت خطر. لامأوى ولاأمان! مداهمات واعتقالات. موت "تحت التعذيب". نزع الجنسية. والصحف تعد الانتصارات والإنجازات والتقدم والرخاء. شوارع، أبنية، جسور، أنفاق، بوابات عالية، نفاق، تصفيق، شعارات، زينات، احتفالات، طبول، صفوف من الأطفال والتلاميذ والشباب والكهول على حافة الطرقات، في المداخل، على السلالم، في القاعات، لهز الأعلام والورود والهتافات.
"العدو على طول الحدود؟ فليكن! يجب أن أسوي مسألة الداخل أولا!" ممن؟ من المشاغبين! بعد سنوات طويلة، انطلقت العصابات في الطرقات. رددت هي أيضا: "يجب أن نصفي مسألة الداخل أولا!" كيف اتفق النقيضان؟ كيف؟ أوقفوه: أنت مع من؟ لم يتذكروا أن اسمه كان في سجل الشرف..
لماذا تصر على تعريف ذلك الزمان؟ دعه! فليكن زمن الصغائر! فليكن زمن جني ثمار الشوك! يجنيها من لم يزرعها؟ نحن؟ دع الزمن! سأدعه! وأنا أشكره! لأني أخذت ظلامه الواضح، ولم تلحقني فوضاه إلا في الهزيع الأخير! اسكت! لاهزيع أخير بعد!
تمسك بيده وتمشي في مدن الأمس، في شوارع الأمس، تعبر أنهار الأمس، ويجلسان على الضفة تحت الأشجار. شوشك يومذاك صوت الماء! كان هو الملك الثرثار. تركناه حيث يقفز على الجذوع ويلعب بالضفاف، ويتحدث بصوت عال، وقصدنا النبع. ماء صاف شفاف، فوق صخور مرقشة بالسواد، يرتعش دون صوت. وفوقنا صخرة كبيرة جميلة، ونحن فوق ذرى الشجر. وذرى الصخور تمسك بالأفق. عدنا إلى الطفولة التي كنا نرغب فيها التسلق لنرى ماحولنا من مرتفع. من فوق رأينا أصحابنا جالسين حول طاولة من الخشب على كراس من القش. وكان هو بينهم. يوم انطلق البصاصون إلى الشوارع، وهجعوا في الزوايا، فاجأوه وخطفوه. أعرف أنك بكيت عليه! أعرف أنك لم تنامي في تلك الليالي، لأني لم أنم. "في أيامنا يغبطون المحظوظ بالموت في فراشه!" "وهل مات هو على صهوة الخيل؟ قتل مقيدا معذبا في السجن!"
قالت له يوم صادفها في إحدى المدن: صادفت صورة من صوري بين جمع. كانت مصائرهم كلهم محزنة! ماتوا شبابا. بعضهم قتل في السجن، بعضهم اغتيل، بعضهم استشهد، وبعضهم طقّ من الغم! لعلني الوحيدة التي تعيش حتى اليوم!
أكانت تلك الصورة هي التي التقطت لنا في رحلة، في معرض الكتب، في اللقاء العربي، في الاستقبال؟ كنت فيها خلفك! تسللت في نهاية الاحتفال. هربت مني. عرفت أنك تعودين مشيا. فسبقتك. مازال ظهري يحمل أثر تلك الليلة! تكورت على نفسي خلف باب البناء وانتظرتك. سمعت جارك يقول، كأنه شعر بي: من هناك؟ فردت عليه جارتك: قد تكون قطة! كورت نفسي كي تسعني زاوية تسع قطة! منذ تلك الليلة أشعر بألم في ظهري، وأحنو عليه لأنه يذكرني بك!
"ياللمجنون!" علق في إطار خلف مكتبه ورقة كتبتها مرة له! كانت صارمة في توازنها. لذلك كان يرعبها جنونه! يكاد يسألها في أي عمر تعلمت أن تكبحي التعبير عن الحب وتخنقي الشوق؟ ألا تدركين حقا ماذا خسرت؟ تقول لنفسها: لاتعد الخسائر! ولكن هل منها عرض العواطف! يقول لها وهما يمشيان في مملكة الصمت: آه، ياسنجابي! لو تعرفين أن الإنسان يستمتع بحبه وهو يتحدث عنه وينشره على حبال الهواء والضوء وعلى باقات البنفسج! لذلك أنشد قيس هواه! تجيبه: هنا نختلف! يردد: نختلف؟! يضحك. نختلف وقد جرفتنا ريح عاصفة واحدة؟! ترد: ريح عاصفة لم توحد المدن ولم تجمع الناس! ومازلنا نحلم بأيام العثمانيين، أيام لم تكن بيننا حدود!
مشيا تحت السرو حتى المنعطف فوقف وسألها: تتزوجيني؟ ياللمجنون! لايعرف بعد أن ماحرما منه في الحياة لايستعاد! لايستعاد شيء أبدا في مملكة الصمت! رفعت عينيها لتبتلعا الدموع، وعندئذ فهم أنه في سجن واسع، لامخرج منه.. وقرب شجرة السرو سقطت بعض الدموع .

تْـۄلَيْـنّ 11-19-2014 10:46 PM

رائع ما نثرته هنا
كل الشكر لك
ودي لك

وردة ليلكية 11-20-2014 11:38 PM

شكرا جزيلا تولين
هي مقتطفات لاديباتنا
عم اجمعها تباعا
لحتى يكون هالموضوع
عبارة عن رصد بسيط
لجزء من الادب العربي المعاصر
الثري والغني ..
تحياتي لالك خيت
كوني بالقرب ..

وردة ليلكية 11-20-2014 11:38 PM

غادة السمان كتبت الكثير وكُتب عنها الكثير

ومن نفس الزمن المتألق تطل علينا أوراق كاتبة وأديبة سورية متألقة كتب الكثير وكُتب عنها الكثير أنها غادة السمان المقيمة في لبنان والتي ولدت في دمشق عام 1942.وتلقت علومها في دمشق، وتخرجت في جامعتها - قسم اللغة الإنكليزية حاملة الإجازة، وفي الجامعة الأمريكية ببيروت حاملة الماجستير.وعملت محاضرة في كلية الآداب بجامعة دمشق، وصحفية، ومعدة برامج في الإذاعة.وهي عضو جمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب العرب .

لقد هجرت الاعلام منذ زمن وقيل أن اعلامية كانت تريد أن تجري حواراً معها فتفاجأت الكاتبة السورية أن الاعلامية لم تقرأ للسمان إي كتاب أو مؤلف فمنذ ذلك الوقت قاطعت الكاتبة السمان الاعلام .

لكن مؤلفاتها وكلها صادرة عن منشورات غادة السمان كونها لديها دار نشر في بيروت .وتأخذ مؤلفاتها في العادة نسبة عالية من مبيعات الكتب في معارض الكتب العربية وهذا يدل على عمق تجربتها الأدبية وتفردها عن غيرها من الكاتبات كونها تعيد طباعة اعمالها التي تنفذ من الاسواق حتى يصل عدد مرات الطبع إلى 9 أو عشرة مرات ومن مؤلفاتها

1- عيناك قدري- 1962- عدد الطبعات 9.- لا بحر في بيروت- 1963- عدد الطبعات 8. ليل الغرباء- 1966- عدد الطبعات 8.

4- رحيل المرافئ القديمة- 1973- عدد الطبعات 6.- حب- 1973 - عدد الطبعات9.- بيروت 75-1975- عدد الطبعات 5.- أعلنت عليك الحب- 1976- عدد الطبعات 9.- كوابيس بيروت - 1976- عدد الطبعات 6.- زمن الحب الآخر- 1978- عدد الطبعات10- الجسد حقيبة سفر- 1979- عدد الطبعات 3.السباحة في بحيرة الشيطان - 1979- عدد الطبعات 5.ختم الذاكرة بالشمع الأحمر- 1979- عدد الطبعات 4. اعتقال لحظة هاربة- 1979- عدد الطبعات 5. مواطنة متلبسة بالقراءة - 1979- عدد الطبعات 3.الرغيف ينبض كالقلب- 1979- عدد الطبعات 3.ع غ تتفرس- 1980- عدد الطبعات3.صفارة إنذار داخل رأسي- 1980- عدد الطبعات 2.كتابات غير ملتزمة- 1980- عدد الطبعات 2.الحب من الوريد إلى الوريد - 1981- عدد الطبعات 4القبيلة تستجوب القتيلة- 1981- عدد الطبعات 2.ليلة المليار- 1986- عدد الطبعات 2.البحر يحاكم سمكة - 1986- عدد الطبعات 1الأعماق المحتلة- 1987- عدد الطبعات 1.اشهد عكس الريح- 1987- عدد الطبعات1تسكع داخل جرح- 1988- عدد الطبعات 1.رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان- 1992.عاشقة في محبرة - شعر- 1995.

وتناولت ابحاث ودراسات تجربة غادة السمان فكتب عنها :

1- غادة السمان بلا أجنحة- د. غالي شكري -غادة السمان الحب والحرب- د. الهام غالي-

3- قضايا عربية في أدب غادة السمان- حنان عواد. الفن الروائي عند غادة السمان- عبد العزيز شبيل- تحرر المرأة عبر أعمال غادة وسيمون دي بوفوار- نجلاء الاختيار (بالفرنسية) الترجمة عن دار الطليعة 1990.- التمرد والالتزام عند غادة السمان (بالإيطالية) بأولادي كابوا- الترجمة عن دار الطليعة 1991. غادة السمان في أعمالها غير الكاملة- دراسة - عبد اللطيف الأرناؤوط- دمشق 1993

وردة ليلكية 11-20-2014 11:44 PM

مقتطفات من عينــاك قدري


لا شيء في حياتي سوى عملي..انا سعيدة..

لا شيء ينقصني..أملك حريتي وقدري كأي رجل في هذه المكاتب..أنا حرة سعيدة



انها تود لو تدفن خيبتها في صدر امها وتحدثها وهي ترتعد عن عماد..

كم تتمنى ان تعيش معه..يتشاجران ويتعاتبان ويلاحقها بين جدرانه الصفر وهي تعاتبه كعصفور

فاجأه الربيع ويجلسان امام الموقد في ليالي الشتاء..

يعد لها القهوة بيده وترشفها من فنجانه وينصتان لأنامل المطر التي تدق نافذتهما..ولا يفتحان النافذة حتى الصباح التالي!



نظراته تعريها من ألقابها وشهاداتها وردائها..تزحف برعونة لذيذة فوق ذراعيها



ما اروع وما أسوأ ان تكون امرأة!



تدفن رأسها بين يديها..تعرف انها تخدع نفسها..لم تكن تتسلى.انها قضية حقيقية كانت اكبر من ان تواجهها..هربت منها..

هربت من شفتيه النهمتين وهما تجوسان وجهها في ليالي الصيف



كان حنانهما يمزق اقنعة برودها..

فتنهد على صدره..تخفي رأسها بين رقبته وكتفه..تدفن دمعة لا تريد له ان يراها..وهو يفهمها ويتجاهلها ويحبها..وهو يقول انه يريد ان ينقذها من نفسها..

وترفع رأسها وهي تضحك..تعرف ان ضحكتها لم تخدعه..نظارتها لم تخدعه..لا تستطيع ان تخدعه



ولكنها لم تعد..انتصرت ولم تعد...

ترى الاشياء بعينيه بعض الاحيان ولكنها تتمرد ولا تعود: لقد انتصرتي في ان تهزمي نفسك..قضيتك منذ البداية كانت فاشلة..نصرك فيها اعظم فشل..انت فاشلة كبيرة ايتها المرأة الرجل



تحس بحاجة مجنونة الى ان تركض وراء ذلك الرجل المجهول وتسير بجانبه .يحميها.يدفئها بصوته القوي الخشن..مخلوق رائع هو ذلك الرجل



تظل متصلبة في الظلمة..خوفها من شيء ما يشد نظراتها الى صورة أسعد.لماذا خانها.منحته اشراقة اعماقها..

لماذا علمونا الا نسجد الا لمثل اعلى تنحت تمائيله في غيبوبات مراهقة؟لتبق الصورة لئلا اسجد بعد اليوم لغير الحقيقة.

سأعري بقسوتي الرجال جميعا من زيفهم..

سأرفض كل شيء..ليس في الحياة تحد يستحق رد فعل صادق



الحب سلاح في يد الذين تحبهم يعطيهم القدرة على ان يجرحوها ويخذلوها.وهي لم تعد تريد ان تخذل.لا احد يستحق ان تسمح له بجرحها



لذيذ ان ترى في العيون حقدا لا شفقة!



لماذا أهرب من التفكير به وكأنه شيء يخيفني ؟ انه لم يعن شيئا بالنسبة إلي .. انها مغامرة كاية مغامرة لاي شاب ..جيمع الشباب يستعيدون ذكرى


مغامراتهم

وردة ليلكية 11-20-2014 11:47 PM

يا عيناك يا آفاق الرعب .. إلى أين أهرب ؟


-----------------


عندما نكون سعداء فعلا لا يخطر لنا ان نتساءل ان كنا كذلك ام لا حيث السعادة تصبح جزءا منا , الفرد لايتساءل اذا كانت يده في مكانها ام لا , نحن نتحسس


الاشياء عندما نشك في وجودها


----------------


عيناك قدري لا استطيع ان اهرب منهما وانا ارسمهما في كل مكان وارى الاشياء من خلالها


-----------------


لقد فشل في أن يخلق خروفاً .. فكان عزاؤه في قتل جميع الخراف


---------------


ايها الانسان الغريب الذي يقودني الى شاطىء لم اره ودرب لم اطأها .. تراك ستمنحني الخلود حقاً بعدما فشلت في انتزاعه بنفسي ؟



-----------------


لن تنتصري على الموت ما دمت تخافينه


----------------


شيء ما في سحر الشاطىء يسخر منا .. يهتف بنا ان نصنع الحياة قبل ان نفكر في الخلود .. يقول اننا لن نخاف الموت اذا عشنا لحظة حقيقية واحدة .. الذين لم


يعيشوا فعلا هم وحدهم الذين لم يعيشوا فعلا .. هم وحدهم الذين يخافون الموت وهم الذين يفشلون في ان يصنعوا الخلود



---------------


اود ان اصرخ .. ان اشكو .. ان اقول شيئا .. لا احد يحس بوجودي .. وكلماتي الملتهبة تنطفىء في حلقي الدامي .. حتى صراخي مبحوح اخرس .. مخيف كحشرة


وحش ذبيح .. كأنين انسان مشوه محترق ... اشعر انني سأنفجر وأتطاير في الجو هباء ورماداً اذا لم افعل شيئاً .. إذا لم اعبر عن عذابي .. اذا ظل البركان مخنوقا


في صدري واللسان حبيس الضياع


-------------


لقد سئمت ضباب الاوهام الذي أُغرق فيه نفسي .. وسئمت التظاهر بالتصديق , امنح نفسي لقاء كلمات حب اعرف انها كاذبة .. ولكني بحاجة اليها .. بحاجة ان


احس ان انسانا حولي يعطف علي ,يشاركني في ضياعي فأنا امرأة متعبة ضائعة تبحث بعينين خابيتين عن يد حنون مضت ذات ليلة



------------


الحب الحقيقي صحوة من صحوات الوعي لا سكرة


--------------


أريد ان اعرف هل في مدينتنا انسان واحد حقيقي لم يتحول الى آلة تمارس الحب والصداقة بالطريقة نفسها التي نصب بها الحديد المصهور في القوالب البلهاء



-------------


انا اتقن صناعة الكلام والغزل .. اما انت فسأمنحك صمتي , هل تقبلين ؟


--------------


النجوم تفور من منابت شعرك فوق الجبين الاسمر وتنهمر فوق صدرك وهديرها ابداً يناديني .. يهتف باسمي ذائبا ملهوفا .. وانا اسرع في مشيتي اشد كتبي الى


معطفي وتظل انت تتمطى في اعماقي وتظل انت تهتف باسمي وانا انزلق فوق ظلمة الشارع وألتفت ورائي وكأنني اريد ان اتحقق من انك فعلا هناك



-------------


كل شيء يظل في دورته الازلية البلهاء كل شيء يتحرك بآلية وخازة كعقارب الساعة كا الشمس الذليلة حتى الشمس نفسها ما جرؤت قط على الظهور قبل اوانها ,


الانسان الة جبانة كملايين النمل التي تدب صباحا وتعود مساء بتفاهة مؤبدة


--------------


كنت اصرخ بوحشية كلما كفنني صمت غرفتي لعلي آنس بالصدى .. ولكن الجدران بخيلة حتى بالصدى !


------------


يخيل لي انك تريد ان تلتقط بشفتيك كلماتي المتعثرة فوق عنقي و ذقني قبل ان تتناثر في فضاء الحياة


----------


يدي المتخبطة في فراغ الذعر لن تسأل اليد التي تعلق بها : كم عمرها .. لمن كانت من قبل .. حسبي انها يد انسان .. فأنا وحيدة .. وحيدة



-------------


اعتذر اليك عن ضعفي الذي ساقني اليه فرط حبي .. ثقي ان ولعي بك كان يمنعني عن الرحيل

ما احلى الكلمات التي لانقولها عندما نحس ان الحرف عاجز عن استيعاب انفعالاتنا

قَےـطٌےـرة ٱلنٌےـدُى 11-24-2014 05:29 PM

[بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب


وردة ليلكية 11-25-2014 12:48 AM

شكرا جزيلا لحضورك
تحياتي خيت..


الساعة الآن 09:50 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.