!~ آخـر مواضيع المنتدى ~! |
|
إضغط علي
![]() ![]() |
|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
![]() ![]() ![]() أتانى صديقي غاضبا, لم أره من قبل علي تلك الحالة, حاولت أن أمازحه كما اعتدنا ولكنه لم يستجب , لم أشأ أن أسأله عما يضايقه حتي لا أتدخل فيما لا يعنيني, ولكنه بدأ يتكلم, ويبدو أنه قرر الكلام بعدما ضج رأسه بالصداع والصراع في آن واحد ما بين الكلام والسكوت .. قال لي في حزن ممتزج بالغضب : - أعاني من مشكلة كبيرة ولا أعرف ما الحل ؟ .. نحن أصدقاء منذ سنوات طويلة , وانت تعرف أنني أحاول القيام بما أمرنا الله به , ولكن ما لا تعرفه عني – برغم قربنا الشديد – هو أنني لم أستطع الثبات أبدا علي إقامة شعائر الله منذ سبع سنوات وهي الفترة التي قررت في بدايتها الالتزام .. فإنني كلما اقتربت من الله أظل علي هذا الحال لمدة شهرين أو ثلاثة علي الاكثر ثم أبتعد مرة أخري, وقد فشلت فشلا ذريعا في الثبات علي الدين . سألته مباغتا : - هل تقرأ القرآن ؟ قال لي وقد بدا أن مباغتتي أتت بالنتيجة المرجوة : - أممم .. نعم , في الواقع …. لا أقرأه كثيرا . قلت له في بساطة : - إذن لن تثبت علي الدين ابدا . نظر لي في رعب ثم قال : - كيف؟ قلت له : - من يتمسك بالقرآن لا يسقط أبدا, لذلك قال تعالي لرسوله “فاستمسك بالذي أوحي إليك” والاستمساك أقوي من الإمساك, وهذا هو صلب الثبات, فمن يحفظ كلام الله سيحفظه الله وينجيه من الفتن, لذلك يجب عليك أن تقرأ القرآن وتفسيره بل وتحفظه أيضا , لذلك يقول تعالي “كذلك نثبت به فؤادك” وهذه الآية تصف ما تعانيه بالضبط وهو عدم ثبات القلب علي الدين, لذلك فإن القرآن هو علاجك الاول. قال لي في دهشة : - لأول مرة أسمع هذه المعلومة, هل من مزيد ؟ قلت له : - طبعا, لابد أن تواظب علي الدعاء, لذلك يقول النبي – صلي الله عليه وسلم – “الدعاء هو العبادة” وهذا يجعلك تعلم المكانة التي حصل عليها الدعاء فقد كان يمكن للنبي أن يقول “الصلاة هي العبادة”, ولكن جاءت كلمة “الدعاء” لأن من يدعو الله متمسك بالاقتراب منه, فللصلاة أوقات محددة إن أديتها فلا جناح عليك, ولكن الدعاء في كل الأوقات, بالإضافة لأنك تبوح فيه بما يؤلمك وما تخاف منه وما تتمناه لله الواحد القهار الذي يسمعك في كل وقت , لذلك يجب أن تدعو دوما في كل الصلوات بــ”الهداية”, وقد كان النبي – وهو من هو – يدعوه , كما يجب أن تكرر هذا الدعاء دائما ” يارب يا مقلب القلوب, ثبت قلبي علي دينك” . قال لي : - كنت أعلم بعض هذه الادعية ولكني لم أكن أدعوها بإستمرار ظنا مني أنها لا تناسب حالتي أو أنها ليست حلا سحريا للمشكلة . استغربت من كلامه , ثم قلت له : - لا تستهين بها , ولكن دعني أخبرك بأمر لا يلتفت له الكثير من المسلمين , وهو “عبادة الشكر”, لابد أن تشكر الله أن هداك وانتشلك مما كنت فيه, كلما واظبت علي الصلاة قل “الحمدلله علي نعمة المواظبة” لأن هناك أناس لم يستيطعوا الثبات علي المواظبة حتي الآن, لأنك إن لم تشكر الله علي نعمة القرب منه بالتأكيد سيزيلها من وجهك . نظر لي بإستغراب ثم قال : - معلومة غريبة جدا , كنت أحسب أن الوضع الطبيعي هو أن يقترب الانسان من ربه ويطيع أوامره ويبتعد عن نواهيه , وقد خلقنا لتلك الغاية وهي عبادة الله , ولكني لم أكن أدرك أبعاد هذا الامر الذي تحدثت عنه , أعترف أنك لفت انتباهي لشئ لم أنتبه له أبدا . قلت له وقد بدأت أسعد لأنني أستطعت إثارة دهشته بمعلومات ستساهم في حل مشكلته : - طبعا, لانك حين تقترب من الله لا تدرك النعمة التي حصلت عليها, هناك ملايين الناس يرتكبون المعاصي علي مدار الساعة يتمنون لو كانوا مكانك ولكنهم لا يستطيعوا لأنهم استغرقوا في الذنوب إلي إخمص أذنيهم, علي العموم هناك أمور أخري, مثلا : لابد أن تطلب العلم فمن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين, فلا يجب أن تعتمد علي النفحات الايمانية في قلبك فقط لأن مصيرها إلي زوال أو إختفاء مؤقت قد يشدك للمعصية ولكن لابد أن تفهم حقيقة دينك وتتفقه فيه لأن العبادة عن علم تفرق كثيرا, فالعلم سيجعلك تعرف – مثلا – مداخل الشيطان للإنسان فتتحرز منها أما غيرك قد يقع في تلك المكائد . قال لي : - هناك مشكلة كنت أعاني منها دائما وهي أني اتأثر بمن حولي فتضعف همتي حينما يتوقف من معي عن تشجيعي, بل قد أغتر بأشياء أحسبها حلالا – وهي ليست كذلك – من منطلق أن “كل الناس بتعمل كدة ” و “هي جت عليا يعني” . قلت له في بساطة : - هذه الطريقة في التفكير من أسباب ما تعانيه وهي تسمي “الهلكة” .. أن تشغل بالك ووقتك بالناس , نحن في عالم ستجد فيه عدد الملتزمين قليل , وبناء عليه ستري البدع والمعاصي أكثر انتشارا, وانتشار فعل معين لا يعني بالضرورة صحته لذلك يقول الله تعالي “وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله”. فكر قليلا ثم قال بكلمات متقطعة وقد ظهر الخجل في صوته : - هناك مشكلة لا أعرف كيف أشرحها ولكني أثق أنك ستفهمني, حينما أقترب من الله وأواظب علي العبادات حينها أنظر لغير الملتزمين بطريقة أشعر فيها بنوع من الاحتقار والاشمئزاز . قلت له وقد بدأت أدرك أبعاد مشكله : - هذا يسمي العجب والغرور , حينما يواظب أحد الاشخاص علي العبادات يشعر وكأنه صار من أهل الخطوة, في العلم هو عالم لا ترد له كلمة, وفي الفقه هو فقيه لا يشق له غبار, بالرغم أنه في أغلب الاحيان لا يكون ذا علم أو ذا فقه, وهذا يحبط العمل, بل ويساهم في مشكلتك وهي عدم الثبات علي الدين, وتذكر أنك في أحد الايام كنت مثلهم وربما أسوأ فمن الله عليك بنعمة الهداية فأصبحت بنعمته متدينا, فلا تكفر بالنعمة . سألني : - هل من نصائح أخري؟ قلت : - طبعا, لابد من الدعوة إلي الله, حيث قال تعالي “ومن أحسن قولا ممن دعا إلي الله” والدعوة كانت أساس عمل الأنبياء, ولا تسأل نفسك ماذا سأقول لهم؟ أمور بسيطة يمكن أن تشرحها مثل حرمانية الغيبة وحرمانية ترك الصلاة أو الخوض في الأعراض, ولا تخاف سخريتهم فالكفار كان يسخرون من النبي عليه أفضل الصلاة والسلام, وكل هذا في ميزان حسناتك, فلو أقنعت شخصا مثلا بالصلاة فمع كل صلاة يؤديها ستحصل علي حسنات, تخيل لو أن هذا الشخص أقنع عشر آخرين بالصلاة؟ هذا من أهم عوامل الثبات لأن كثرة دعوتك إلي الله هو – أولا واخيرا – تذكير لك أنت أيضا بتعاليمه . قال لي : - ماذا عن الصحبة الجيدة؟ قلت له: - من أهم الامور للثبات هي الصحبة الجيدة والإخلاص, فالصحبة الجيدة ستنهض بهمتك, أما الإخلاص فقد ندر في هذه الايام, يقيم المرء الليل فيخرج في اليوم التالي ليقول للناس : لقد قمت الليل بالأمس .. وهذا قد يشوبه شبهة الرياء, لذلك فالإخلاص هو أن تحاول قدر الامكان إخفاء عملك عن الناس . نظر لي في سعادة ثم قال : - لقد نصحتني عدة نصائح سفيدني كثيرا . قلت له : - هناك أمر آخر, لابد أن تواظب علي الذكر, اذكر الله في أغلب الأوقات , والزم الاستغفار فهو يمحي الذنوب . نظر في الأفق ثم التفت لي واعترت وجهه نظرات الحزن فعلمت أن تذكر مشكلة أخري، سكت قليلا , لم يخب ظني عندما بدأ الحديث مرة أخري قائلا : - كلما فعلت معصية لا أتوب عنها لأن قلبي يكون مُعلق بها, أي أني أريد التوبة منها وفي نفس الوقت أدرك أنني سأعود لها مرة أخرى فلا أتوب . قلت له مبتسما لدهاء الشيطان : - حينها تقول : لن أتوب حتي لا أكون منافقا فكيف أكذب علي الخالق علام الغيوب الذي يعلم ما بالقلوب .. إنها إحدي مداخل الشيطان يا صديقي, فهو لن يقول لك لا تتب عن المعصية لأنني أريد هلاكك وإدخالك النار بل سيأتي لك بكلمة حق يريد بها باطل أو هدفٍ سامٍ من وراءه هدف خبيث, لذلك يجب أن تتوب كلما فعلت إحدي المعاصي لأن الله تعالي يقول : “إن الله يحب التوابين” . سكت ثم قلت له : - إذا واظبت علي هذه الأمور سيثبتك الله علي دينه . وبعد 10 شهور من تلك الواقعة قابلني مرة أخرى, شعرت براحة كبيرة علي وجهه, لم يخبرني بحالته الغيمانية كعادته وحينها أدركت أنه قد ارتاح وقد وصل إلي الثبات علي الدين . ملحوظة: القصة مأخوذة من واقع محاضرة لأحد الدعاة الشباب وليست إجتهاد شخصي المصدر: منتديات بنات فلسطين - من قسم: قصص أدبية , روايات , حكايات , تاريخ الأدب والأدباء Y`h tagj td hgl,h/fm ugd hgwghm thrvH rwm i`h hgv[g ![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فلــ/تعلم سيـــــدى فاقرأ حروفي جيداآ | غرام | همس القوافي , النثر و الخواطر | 10 | 06-30-2014 05:06 PM |
الخيارات صعبة : في حال فشلت المصالحة .. كيف سيكون وضع "غزة" ؟ | امير القلوب | ะ» فِلِسطِيـטּ وآلقَضِيـةٌ |▪●™ | 5 | 06-10-2014 04:49 PM |
ماذا تفعلين اذا فشلة الطبخه ..!! | عشق ! | װ..مطبخ بنات فلسطين]●ะ< | 8 | 04-27-2014 12:03 PM |
المواظبة على الصلوات الخمس .... تخفف آلام الظهر !!! | بياع الورد | ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈● | 7 | 02-11-2014 12:14 AM |
اغرب واغبي محاوله اغتيال فشلت في العالم | بنات فلسطين | غرائـب وعجائـب | 5 | 07-18-2013 12:48 PM |