!~ آخـر مواضيع المنتدى ~! |
|
إضغط علي
![]() ![]() |
|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||
| |||||||
![]() السَلامُ عَليكُم وَ رحمَةُ الله وَ بركَاتُه ![]() فِي صَيفِ أحدِ الأعوَامْ ، فَكرَت الأسرَة أن تُسَافِر كَـ العَادَة إلى بِلادِ أورُوبَا .. هُنَاكَ حَيثُ جَمالِ الأرضْ ، وَ روعَةِ المَكان .. وَ أكثَرُ مِن هَذا ، الحُرِيَة التِي تَمنحُها المَرأةُ لـِ نَفسِهَا .. كَانت هَذهِ الفَتاة مَعَ الأسرَة تَربِطُ الأمتِعَة وَ تَنظُر إلى أخِيهَا الأكبَر .. وَ تَقول لَهُ فِي فَرحَة غَامِرَة وَ سعَادَة كَبِيرَة : أمّا هَذِه العَباءَة سـَ أترُكهَا ، لا حَاجَة لِي بِهَا ، وَ هَذا الحِجَاب الذِي حجَبَنِي عَن حُرِيتِي وَ عَن مُتعَتِي فَـ سَوفَ أرمِي بِه عِرضَ الحَائِط ، سَـ ألبِسُ لِبَاس أهلِ الحَضارَة " زَعمَت ذَلِكَ " ، *** طَارت الأسرَة وَ سَارَت مِن أرضِ الوَطن وَ بَقِيت فِي بِلاد أورُوبَا شَهراً كَامِلاً .، مَا بَينَ اللعِب وَ العَبَث وَ المَعصِيَة لله سُبحَانَهُ وَ تعَالى ، وَ فِي لَيلَة قَضتهَا هَذِه الأسرَة بَينَ سَمَاعِ المَزامِير وَ رُؤيَة المُحرمَات ، عَادت الفَتاة إلى غُرفتِهَا وَ قَبل النَوم أخذَت تُقَلِب تِلكَ الصُور التِي التَقطتهَا وَ التِي لَيس فِيها ذَرةٌ مِن حَياءْ ، ثُمَ أخذَت الفَتاة الوِسَادَة وَ تَناولتْ سَماعَة الرَاديُو ، تُرِيد أن تَنامُ مُبَكِراً فَـ غَداً يَوم مَهرجَان غِنَائِي صَاخِب ، نَامَت وَ هِيَ تُفَكِر كَم السَاعَة الآن فِي بَلدِي ، ثُمَ أيقَظَ تَذكُر بَلدهَا إيمَانَها النَائِم ، وَ قَالت فِي نَفسِهَا : مُنذُ أن حَضرنَا إلى هَذِه البِلاد وَ نَحنُ لَم نَسجُد لله سَجدَة وَاحِدَة ، وَ العِيَاذُ بِـ الله . قَامَت الفَتاة تُقَلِب قَنواتِ المِذيَاع المُعَد لـِ النُزلاءْ ، وَ إذَا بِـ صَوت يَنبَعِث مِن رُكَام الصُرَاخ ، مِن رُكَام العَوِيل وَ المُسَلسَلاتِ وَ الأغَانِي المَاجِنَات إنّهُ صَوتُ القُرآن ..، صَوتٌ نَدِي وَصل إلى أعمَاقِ قَلبهَا ، وَ أحيَا الإيمَانَ فِي أعمَاقِهَا ، صَوتٌ مِن أطهَر مَكَان مُقَدَس ، وَ أقدَس بُقعَة فِي الأرَضْ ، مِن بَلدِ الله الحَرام ،‘ نَعم إنّهُ صَوتُ إمَامِ الحَرم الذِي إنسَابَ إلى قَلبِ هَذهِ المِسكِينَة فِي هُجعَةُ الليل .، انسَاب إلى قَلبِ تِلكَ الفَتاة التِي هِيَ ضَحِيَة وَاحِدَة مِن بَين مَلايين الضَحايَا ،‘ ضَحِيَة الأب الذِي لا خِلاقَ لَهُ ، وَ ضَحِيَة الأم التِي مَا عَرِفَت كَيف تَصنَع جِيلاً يَخافُ يَخافُ الله وَ يُراقِبَه - سُبحَانه وَ تَعالى - سَمِعَت صَوتُ القُرآن وَ هُوَ بَعِيد غَير وَاضِح ، هَالهَا الصَوتُ ، حَاولَت مِرارَاً أن تُصَفِي هَذِه الإذَاعَة ، التِي اقتَحمَت القَلب قَبل أن الآذَان ، أخذَت تَستَمِعُ إلى القُرآن وَ هِيَ تَبكِي بُكَاءَاً عَظِيمَاً .، أبكَاهَا ، بُعدهَا عَن القُرآن .. نَزعُ الحِجَاب .. أبكَاهَا ، تِلكَ المَلابِسُ التِي كَانَت تَرتَدِيهَا ، كَانتْ تَبكِي مِن بَشَاعَة مَا يَصنَعُون فـِي اليَومِ وَ الليلَة ، فَـ لَما فَرِغَ الشَيخُ مِنْ قِراءَتَهُ ، أصَابهَا الحَنِين .، لَيسَ لـِ الوَطَن ، وَ لا لـِ المَكان ، وَ لا لـِ الزَمان ، وَ لَكن الحَنِين ..! إلى الله سُبحَانَه وَ تَعالَى ، فَاطِر السَماءِ وَ الأرضْ ، إلى الرَحِيم الرَحمَن ، إلى الغَفُور الوَدُود *** قَامَت مُبَاشَرَة ، فَـ تَوضَأت ، وَ صَلّت مَا شَاءْ الله أن تُصَلِي ، لَم تُصَلِّ وَ لَم تَسجُد لـِ الله أو تَركَع رَكعَة وَاحِدَة خِلالْ شَهر كَامِل ، ثُمَّ عَادَت لـِ تَبحَث عَن شَيء يُؤنِسُهَا فِي هَذِه الوَحشَة وَ فِي هَذِه البِلاد .، فَـ لَم تَجِد سِوَى ، أقَوام .. قَال عَنهُم الله سُبحَانَهُ وَ تَعالَى { وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ } بَحثَت فِي حَقَائِبهَا فَـ لَم تَجِد سِوَى صُوراً خَلِيعَة وَ أرقَام الأصدِقَاء .، بَحثَت فِي أشرطَتِهَا عَن شَريط قًرآن أو مُحَاضَرة .، فَـ لَم تَجِد إلّا أشرِطَة الغِنَاء ، فَـ كَان كُل شَيء فِي هَذا المَكان يَزِيد غُربتهَا وَ بُعدهَا عَن الله عَز وَ جَل .، بَقِيت سَاهِرَةً طِوال الليل ، تُحَاوِل أن تَستَمِع إلى المِذيَاع لَعلهُ يُسعِف قَلبهَا بـِ آيَة مِن كِتَاب الله .، لَعله يُسعِف فُؤَادهَا بـِ حَدِيث ، لـِ أنهَا مَا شَعرت بـِ رَاحَة وَ لا أمَان إلا بَعدَ أن استَمعَت إلى تِلكَ الآيَات ، لا طَبِيعَة وَ لا جَمال وَ لا ألعَاب وَ لا هَواء وَ لا نُزهَة أسعَدتهَا كَما أسعَدهَا القُرآن ، *** جَاءَ الفَجر فَـ تَوضَأت وَ صَلت ، نَظرَت إلى وَالِدهَا ..! ، نَظرَت إلى وَالِدتهَا ..! ، نَظرَت إلى إخوَانهَا ..! ، وَ إذ بِهِم كُلهُم يَغطُونَ فِي نَومٍ عَمِيق .، فَـ أضَافَ هَذا المَنظَر حُزنَاً إلى حُزنِهَا فِي قَلبِهَا .، فَـ لَما قَرب مَوعِد الذَهَاب إلى المَهرجَان ، استَيقَظت الأسرَة مِنَ النَومِ العَمِيق .، وَ هِي لا تَزال سَاهِرَة لَم تَذق طَعم النَوم ، فَـ قَررَت البَقاءْ فِي الغُرفَة مُدَعِيَة المَرض ، فَـ وَافق الجَمِيع عَلى بَقائِهَا وَ ذَهبُوا إلى ذَاكَ المُنكَر ، وَ بَقِيَت هِي تَتذَكر فِي تِلكَ اللحظَات كَم مَعصِيَة لله عَصتهَا ، وَ كَم مِن طَاعَة فَرطَت فِيهَا .، وَ كَم انتَهكَت مِن حُدودِ الله ، حَتى غَلبهَا النَوم .، *** وَ عَادَت الأسرَة بَعد يَومٍ صَاخِب ، فَـ قَررت أن تَتَقدم وَ أن تَقُول كُل مَا لَديهَا ، وَقفت أمَام الجَمِيع ، حَاولت الكَلام فَـ لَم تَستَطِع فَـ انفَجرَت بَاكِيَةً ، فَـ وَقف كِلا وَالِدَيهَا وَ أخذَا يُهَدِئَانَها وَ قَالا لَها : هَل نُحضِر لَكِ طَبِيبَاً ، قَالت لَهُم : لا ، فَـ قَوِيت نَفسهَا عَلى الحَدِيث ، وَ قَالت : يَا أبِي لِمَ نَحنُ هُنَا ..؟! ، يَا أبِي لِمَ مُنذُ أن قَدِمنَا لَم نُصَلِّ وَ لَم نَسجُد لله سَجدَة ..؟! يَا أبِي لِمَ لَم نَقرأ القُرآن ..؟! ، أعِدنَا سَرِيعاً إلى أرضِ الوَطن أعِدنَا إلى أرضِ الإسلام ، يَا أبِي اتَقِ الله فِي أيَامِي ، يَا أبِي اتَقِ الله فِي آلامِي ، يَا أبِي اتَقِ الله فِي دَمعَاتِي ، تَفاجَأ الجَمِيع بِـ هَذا الكَلام ، وَ ذُهِلَ كُل مِنَ الأب وَ الأم وَ الإخوَة لـِ هَذِه الفَتاة التِي لَم تَتجَاوَز مِن عُمرَها سِوَى الخَمسَة عَشر عَامَاً ، وَ تَقول كُل هَذا الكلام .. حَاوَل الأبُ أن يُبَرِرَ المَوقِف فَـ لَم يَستَطِع ، فـَ اضطَرَ إلى السُكوت ، وَ فَكر كَثِيراً فِي ذَاكَ الحَدِيث الذِي كَان يَسقِي بِذرَة الإيمَان الذَابِلَة فِي قَلبِه ، ثُمَ قَام وَ أخذَ يَستَعِيذ بِـ الله مِنَ الشَيطَان ، وَ عَزَم - بَعدَ الإستِغفَار - عَلى الرُجوع إلى أرضِ الإسلامْ ، تَقول الفتَاة : وَ اللهِ كَأن الجَمِيع كَانُوا فِي نَومٍ عَمِيق ثُم استَفاقُوا فَجأة فـَ وَجدُوا أنفُسَهُم فِي بِركَة مِنَ القَاذُورَات قَامَ الأبٌ وَ هُوَ يُرَدِدُ استِعَاذَتَهُ مِنَ الشَيطَان ، فَـ أسرَع وَ حَجزَ عَلى أقرَب رِحلَة وَ عَادَت الأسرَة سَرِيعَاً لـِ أرضِ الوَطن ، لَم يَكُن حَنِينَهُم إلى الوَطن ، بَل حَنِينَهُم إلى عِبَادَةِ الله عَز وَ جَلَّ وَ الأنسَ بـِ قُربِه *** تِلكَ الأسرَة قَد استَيقَظت مِن نَومِهَا وَ سُبَاتهَا .. فَـ مَتى تَستيقِظ أنتَ ..! المصدر: منتديات بنات فلسطين - من قسم: ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈● V pQkAdkE tQjhi >>K |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
| |