عاشق على حافة الضلوع جريح الزمن

كأنّني عرفتك قبل التقائنا





يوم التقيتك كان الشوق يشدني إليك



كأنني عرفتك قبل أن ألقاك



وكأنّني أستبق القدر في كل خطوة أخطوها نحوك



وكنت كطفل يشده الحنين إلى أمّه بعد طول غياب



أو كزهر يعانق العلو بحثا عن النور




هل تعتقدين أنّه الحبّ ؟



الكل قال كذلك ..








وأنا على خلاف ذلك أعتقد أنّ عاطفة الحبّ



أسمى بكثير من ذلك الشّعور



فالقلب مثل الشّمس




والحب مثل الضوء المشعّ منها



فكما الشّمس لا تفارق ذلك النور




كذلك القلب لا يفارق الحب



وإلاّ فلا حياة للقلب دون عاطفة الحبّ تلك




لقد دخلت حياتي من بابها الواسع



وأوصدته بعد الدخول



وأصبحت تعني الكثير




إن لم أقل كل شيء في حياتي




فأنت السّحابة الّتي تحجب عنّي لفحات الشمس المحرقة



وأنت السّقف الّذي يقيني




حرّ الصيف وقرّ الشّتاء



وأنت الماء الّذي يروي ضمأي



وأنت الأمل الّذي أعيش لأجله



حالما بحياة أفضل



أنت الحب الذّي يجرّني





من مهاوي اليأس إلى ربوع الأمل






يوم التقيتك كان يخالجني شعور




بأنّك ستصبحين حبيبتي






وكان قلبي يحدّثني من براثبن أعماقي عنك









بأنّك الفتاة الّتي انتظرتها حتّى حين






ووقعت عيناي على عينيك وتحدّثتا بهمس



وقد رأيت نظرات الحبّ في عينيك



ممزوجة بالخجل في موقف أبهرني



فالخجل من سمات المرأة الطّيّبة



ولا أراك إلاّ طيّبة



عرفت حينها أنّني التقيت بفتاة





لازمتني في أحلامي طوال صباي








فتاة عرفتها قبل أن ألقاها



وحلمت معها أحلى الأماني



في أحلى اللّحظات قبل أن أجدها



فتاة عايشت طفولتي وشبابي



وقاسمتني أفراحي وأقراحي



كشجرة نمت في أعماق وجداني



وازدانت نموّا وجمالا










كلّما تقدّمت بي عجلة الزّمن






فتاة أحببتها في غيابت الرّؤى






كأحجية حدّثتني بها جدّتي





وهي تربّت على كتفي لآنام






هذا عن أحلامي عنك قبل لقياك






فماذا عنك ؟






ألم يخالجك شعور





بأنّنا سنصبح ذات يوم عاشقين







وإن أنكرت







فحبّك دما يسري في عروقي وشراييني




كهواء أتنسّمه كل صباح



ليجعلني أحيا من جديد



فيوم التقيتك





عرفت قيمة الحبّ الّذي كتبت عنه الكثير






وحدّثت عنه النّاس بكثرة



ويوم التقيتك عرفت معنى اللّقاء



وتمنّيت حينها





لو أنّني التقيتك

قبل ذلك الموعد