منتديات بنات فلسطين

منتديات بنات فلسطين (http://www.bntpal.com/vb/)
-   الــشعـر والـشعـراء (http://www.bntpal.com/vb/f11/)
-   -   محطة الشاعر " أحمد مطر " (http://www.bntpal.com/vb/t9654/)

كماني المزاج 03-04-2014 05:39 PM

الخُرافة

اغسِلْ يديك بماءِ نارْ
واحلِفْ على ألا تعود لمِثْلِها
واغنمْ نصيبك في التقدُّمِ
بالفِرارْ !

دعْها وراءك في قرارة موتِها
ثم انصرِفْ عنها
وقُلْ: بئس القرارْ .

عِشْ ما تبقى من حياتك
للحياةِ
وكُفَّ عن هدْر الدماء على قِفارْ
لا يُرتجى منها النماءُ
ولا تُبشِّرُ بالثمارْ .

جرَّبتها
وعرفت أنك خاسرٌ في بعْثِها
مهما بلغت من انتصارْ .
حبُّ الحياة إهانةٌ في حقِّها

هي أمَّةٌ
طُبِعتْ على عشق الدَّمارْ !
هي أمَّةٌ
مهما اشتعلت لكي تُنير لها الدُّجى
قَتَلتْكَ في بدء النَّهارْ !
هي أمَّةٌ تغتالُ شدْو العندليبِ
إذا طغى يومًا على نهْق الحِمارْ !
هي أمَّةٌ بدمائِها
تقتصُّ من غزْو المغُولِ
لتفتدي حُكْمَ التَّتارْ !
هي أمَّةٌ
ليست سوى نَرْدٍ يُدارُ
على موائد للقمارِ
وما لها عند المَفازِ أو الخَسارْ
إلا التلذُّذُ بالدُّوارْ !

هي باختصارِ الإختصارْ :
غدُها انتظارُ الإندثارِ
وأمسُها موتٌ
وحاضرُها احتِضارْ !

هي ذي التجاربُ أنبأتكَ
بإنَّ ما قد خِلْتَهُ طول المدى
إكْليلَ غارْ
هو ليس إلا طوْق عارْ .
هي نقطةٌ سقطتْ
فأسْقطتِ القناع المُستعارْ
وقضت بتطيهر اليدين من الخُرافة جيّداً
فدعِ الخُرافة في قرارةِ قبرِها
واغسِلْ يديك بماءِ نارْ !

كماني المزاج 03-13-2014 12:13 AM

لعنتُ كل شاعرْ
يغازلُ الشفاه والأثداء والضفائِرْ
في زمن الكلاب والمخافِرْ
ولا يرى فوّهة بُندُقيةٍ
حين يرى الشفاه مُستجيرهْ !
ولا يرى رُمّانةً ناسفةً
حين يرى الأثداء مُستديرهْ !
ولا يرى مشنقةً
حين يرى الضَّفيرهْ !

في زمن الآتين للحُكمِ
على دبّابةٍ أجيرهْ
أو ناقة العشيرهْ
لعنتُ كل شاعرٍ
لا يقتني قنبلةً
كي يكتُب القصيدةَ الأخيرهْ !

شــام 03-15-2014 06:37 PM

قال الراوي:

للناس ثلاثة أعياد

عيد الفطر،

وعيد الأضحى،

والثالث عيد الميلاد.

يأتي الفطر وراء الصوم

ويأتي الأضحى بعد الرجم

ولكنّ الميلاد سيأتي

ساعة إعدام الجلاد.

قيل له : في أي بلاد؟

قال الراوي:

من تونس حتى تـطـوا ن

من صنعاء إلى عمّان

من مكة حتى بغداد

قُتل الراوي.

لكنّ الراوي يا موتى

علمكم سر الميلاد.

شــام 03-21-2014 03:30 AM

الملايين على الجوع تنام ،

وعلى الخوف تنام ،

وعلى الصمت تنام ،

والملايين التي تصرف من جيب النيام ،

تتهاوى فوقهم سيل بنادق ،

ومشانق ،

وقرارات اتهام ،

كلما نادوا بتقطيع ذراعي كل سارق ،

وبتوفير الطعام ؛

عرضنا يهـتـك فوق الطرقات ،

وحماة العرض أولاد حرام ،

نهضوا بعد السبات ،

يـبـسطون البسط الحمراء من فيض دمانا ،

تحت أقدام السلام ،

أرضنا تصغر عاما بعد عام ،

وحماة الأرض أبناء السماء ،

عملاء ،

لا بهم زلزلة الأرض ولا في وجههم قطرة ماء ،

كلما ضاقت الأرض، أفادونا بتوسيع الكلام ،

حول جدوى القرفصاء ،

وأبادوا بعضنا من أجل تخفيف الزحام ،

آه لو يجدي الكلام ،

آه لو يجدي الكلام ،

آه لو يجدي الكلام ،

هذه الأمة ماتت والسلام

شــام 03-22-2014 11:11 PM

كُلُّ وقتٍ

ما عدا لحظة ميلادكَ فينا

هو ظِلٌّ لنفاياتِ الزمانْ

كُلُّ أرضٍ

ما عدا الأرض التي تمشي عليها

هي سَقْطٌ مِن غُيارِ اللاّمكانْ

كُلُّ كون

قبل أن تلبسَهُ.. كان رمادا

كلُ لونٍ

قبل أن تلمسهُ.. كان سوادا

كلُ معنىً

قبل أن تنفُخَ في معناهُ نارَ العُنفوانْ

كان خيطاً من دُخانْ

لم يكن قبلكَ للعزَّةِ قلبٌ

لم يكن قبلكَ للسؤددِ وجهٌ

لم يكن قبلكَ للمجدَ لسانْ

كلُ شيءٍ حَسَنٍ ما كان شيئاً

يا جنوبيُّ

ولمّا كنتَ.. كانْ!

شــام 03-22-2014 11:12 PM

كانتِ الساعة لا تدري كم السّاعةُ

إلاّ

بعدما لقَّـنَها قلبكَ درسَ الخَفقانْ!

كانت الأرضُ تخافُ المشيَ

حتى عَلمتْها دَفقاتُ الدَّمِ في قلبكَ

فنَّ الدّورانْ!

لن تتيه الشمسُ، بعدَ اليومِ،

في ليلِ ضُحاها

سترى في ضوءِ عينيكَ ضياها!

وستمشي بأمانٍ

وستمشي مُطمئـناً بين جنْـبَيها الأمانْ!

فعلى آثارِ خُطواتِك تمشي،

أينما يمَّمتَ.. أقدامُ الدُّروبْ!

وعلى جبهتكَ النورُ مقيمٌ

والجهاتُ الأربع اليوم: جنوبْ

يا جنوبيُّ..

فمِنْ أينَ سيأتيها الغروبْ؟!

صار حتى الليلُ يخشى السَّيرَ في الليلِ

فأَنّى راحَ.. لاح الكوكبانْ

مِلءَ عيْنيكَ،

وعيناكَ، إذا أغمضَ عيْنيهِ الكَرى،

لاتغمضانْ!

شــام 03-22-2014 11:12 PM

يا جنوبيُّ..

ستأتيكَ لِجانُ الجانِ

تستغفِرُ دهرَ الصمتِ والكبْتِ

بصوتِ الصولجانْ

وستنهالُ التهاني

من شِفاهِ الإمتهانْ!

وستَغلي الطبلةُ الفصحى

لتُلقي بين أيديكَ

فقاعَ الهذيانْ

وستمتدُّ خطوطُ النارِ،

كُرمى لبطولاتكَ،

ما بين خطابٍ أو نشيدٍ أو بيانْ

وستجري تحتَ رِجليكَ

دِماءُ المهرجانْ

يا جنوبيُّ

فلا تُصغِ لهمْ

واكنُسْ بنعْليكَ هوى هذا الهوانْ

ليس فيهم أحدٌ يملكُ حقَّ الامتنانْ

كُلهم فوقَ ثناياهُ انبساطٌ

وبأعماقِ طواياهُ احتقانْ!

هم جميعاً في قطارِ الذلِّ ساروا

بعدما ألقوكَ فوق المزلَقانْ

وسقَوا غلاّية السائقِ بالزيتِ

وساقُوا لكَ كلَّ القَطِرانْ!

هُم جميعاً

أوثقوا بالغدرِ أيديكَ

وهم أحيوا أعاديكَ،

وقد عُدتَ مِنَ الحينِ

لِتُحيينا.. وتسقينا الحنانْ

كيف يَمْتـَنّونَ؟

هل يَمتنُّ عُريانٌ لِمن عَراهُ؟

هل يزهو بنصرِ الحُرِّ

مهزومٌ جبانْ؟!

شــام 03-22-2014 11:12 PM

يا جنوبيُّ..

ولن يُصدِقكَ الغَيْرةَ

إلاّ عاهِرٌ

ليس لهُ في حلباتِ العهْرِ ثانْ

بهلوانٌ

ثُعْلبانٌ

أُلعُبانْ

دَيْدَبانْ

مُعجِزٌ في قبحِهِ..

فاعجَبْ لِمنْ في جَنبهِ

كُلُّ القباحاتِ حِسانْ

كيف يبدو كلّ هذا القبْح

فيمَن قد بَراهُ الحَسَنانْ؟!

هوَ من إلْيَتِهِ السُّفلى

إلى إلْيَتِهِ العُليا

نفاياتُ إهاناتٍ.. عَليها شفتانْ!

وهوَ في دولتهِ

-مهما نَفخْناهُ وبالغنا بتوسيعِ المكانْ-

دودةٌ من مَرْطَبانْ!

سوف يُفتي: إنهُ ليس قَراركْ

وسَيُفتي: مجلسُ الأمنِ أجارَكْ

قلْ لهُ: في قبصةِ المجلس

آلاف القراراتِ التي تحفظُ داركْ

لِمَ لا يَمسَحُ عاركْ؟!

قُلْ لهُ: مِن مَجلسِ الأمنِ

طَلبْتَ الأمنَ قَبلي..

فلماذا أنت لا تجلسُ مثلي بأمانْ؟

قُلْ لهُ: لا يَقتلُ الجرثومَ.. إلا الغليانْ

قُلْ لهُ: إن بذورَ النّصرِ

لا تَنبُتُ إلاّ.. في ميادينِ الطِّعانْ

قُلْ لهُ: أنتَ مُدانْ!

شــام 03-22-2014 11:13 PM

يا جنوبيُّ

وَهَبْتَ الرِّيحَ باباً مُشرَعاً

من بَعدِما شرَّعتَ أسبابَ الهبوبْ

فَأصِخْ..

ها هو ذا صوتُ صفيرِ الزَّهوِ يأتي

مِن ملايين الثُقوبْ!

لا تقُلْ إنكَ لا تعرِفُ عنها أيّ شيءٍ

إنها.. نحنُ الشعوبْ!

وقصارى ما يُرجّى مِن ثُقوبٍ

أنَّ في صَفْرَتَها.. أقصى الوثوبْ!

سوف تحتلُّكَ

تأييداً وتعضيداً وتمجيداً

ونَستعمرُ سَمعيكَ

بجيشِ الهيَجانْ

يا جنوبيُّ

فَسَرِّحْنا بإحسانٍ

وقُلْ: فات الأوانْ

أنتمُ، الآنَ، تَجرَّأتُم على الزَّحفِ

وإنّي، من زمانٍ،

قد تجاوزتُ حدودَ الطيرانْ!

وأنا استأصَلتُ مِنّي ورماً

ثم تعافيتُ

ومازلتُم تُقيمونَ جميعاً

في خلايا السَّرطانْ!

وأنا هدًّمتُ للشرِّ كياناً

ولهُ في أرضِكُمْ..

مازالَ عِشرونَ كيانْ!

****

يا ابنَ لُبنانَ

بمضمارِ العُلا

طالعْتَ طِرْسَ العِزِّ

واستوعبتَ دَرسَ العُنفوانْ

قُلتَ: ماذا يجلبُ النَّصرَ؟

فقالتْ نفسكَ الحُرةُ:

إيمانٌ

وصبرٌ

وزِناد

وبَنَانْ

فتهيَّأتَ، وراهنْتَ على أن تَبلُغَ النَّصرَ

.. وما خاب الرِّهانْ

****

يا ابن لُبنانَ.. هَنيئاً

وحْدكَ النّاجحُ،

والعُرْبُ جميعاً..

سقطوا في الامتحانْ!

شــام 03-24-2014 11:23 PM

كنت طفلا

عندما كان أبي يعمل جنديا

بجيش العاطلين!

لم يكن عندي خدين.

قيل لي

إن ابن عمي في عداد الميتين

وأخي الأكبر في منفاه، والثاني سجين.

لكنِ الدمعة في عين أبي

سر دفين.

كان رغم الخفض مرفوع الجبين.

غير أني، فجأة،

شاهدته يبكي بكاء الثاكلين!

قلت: ماذا يا أبي؟!

رد بصوت لا يبين:

ولدي.. مات أمير المؤمنين.

نازعتني حيرتي

قلت لنفسي:

يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟!

كيف يبكيه أبي، الآن،

ولم يبكِ الضحايا الأقربين؟!

**

ها أنا ذا من بعد أعوام طوال

أشتهي لو أنني

كنت أبي منذ سنين.

كنت طفلاً..

لم أكن أفهم ما معنى

بكاء الفرِحِين!


الساعة الآن 07:11 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.