!~ آخـر مواضيع المنتدى ~! |
|
إضغط علي
![]() ![]() |
|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
![]() "أنا أذكر جيداً هذا اليوم، أذكره تماماً كما لو أنه حدث بالأمس أذكر دموع والدتي جيداً، أذكرها كما لو أنها الآن تبكي، وكنت أقلب هذا الصباح آخر ما كتبته في اخر أيامها في هذه الحياة، كانت قد كتبت أن الوجع أرهقها جداً، وأرهقنا أيضاً، أذكر أنها كانت على موعد مع جرعة الكمياوي القادمة، وكانت تأخذ جرعتين في الأسبوع، جلستُ جانبها مساءً أتحسس رأسها، وقد سقطت كل خصلات شعرها الأسود المختلط ببعض الشيب الجميل. قلت لها كيف تشعرين.. وكنا نضع لها أنبوبة الأوكسجين، بعدما أطبقت رئتيها، ولم يعدا صالحتان للعمل بسبب مرض سرطان الرئة الذي هاجمها. بأنين واضح إلى الآن يُخيل لي كأنني أسمعه في أذني، قالت لي الله يرضى عليك دنيا واخرة، رجف قلبي من دعوتها، وكنتُ أحس فراقاً قريباً قادماً بيننا لا محالة . أخبرتها أنني بخير بفضلك يا أمي، قالت لي وهي تتمتم بعبارات مملوئة بالوجع، "نفسي ضيق" انقبض قلبي وأخبرتها جهاز الأوكسجين على "اخر رقم فيه" ماذا أفعل يا والدتي، دمعت عيناي طويلاً ذلك اليوم، لم أشعر بالعجر كما شعرت يومها قلتُ في نفسي وقد بدأتُ ألحظ عينيها الشاخصتين للاعلى دوماً تلك الأيام، وقد قل حديثها جداً، حتى أصبحت لا ترى سوانا، ولا تتحدث لغيرنا، هل تفارقنا هذه المرة دون عودة، تحسستُ جبهتها، ويديها الباردتين، شعرتُ بثقل نفسها، احتضتُ يديها مباشرة، وقد أرهقني مرضها، حتى غفوت بجانبها، أحتضن يديها، كأن الدنيا أعلنت الأيام الأخيرة بيينا. وجدتُ عينيها وهي تنظر لي، وقد كانت جميلة العينين حقاً، امتلأت بالدموع، حتى ببلت يدي التي تحتضنها، قلت لها ماذا أفعل لك يا أمي، وكنت أستأنس بهمهماتها، كنت أشعر بوجود شئ يستدعي البقاء لأجله، اكتفت بالقول "الله يرضى عنكم". كانت تمسك دوماُ بدفتر صغير تُسجل فيه الليالي التي تشعر فيها بالوجع والراحة، تُصارع الأيام للبقاء بجانب صغيرنا "عبيدة" الذي كان في كل مرة يجلس جانبي يبكيها بصمت، حتى كنتُ لأعجب من قدرة هذا الرجل الصغير جداً على اخفاء وجعه، عنا، كانت توصيني في اخر أيامها كهذه الأيام أن أحافظ على أخوتي، أن أحتفظ بهم جيداً، وكنتُ أصارع الوقت لأحفظ اخر تفاصيلها في الدنيا، أشم رائحة عطرها، واحياناً أتزين بزينتها التي استغنت عنها حينما بدأ السرطان يأكل جسدها. إلى اليوم ، إلى هذه الدقائق، ما زلتُ أنظر صورك التي تمتلئ بها ذاكرتي وغرفتي، كلما مر موقف جمعني بك أبكيك، وكلما زرتُ قبرك تحسستُ التراب، أوصيه أن يدفئك، أن يحتضنك بسلام . يعز عليا يا أمي فراقك، وكم أرهقتنا الحياة بعدك، وكنا نصارع لنبقى أقوياء جميعنا يا أمي، فشلنا في ذلك مرات كثيرة، وحين كنا نضعف ، كنا نجلس بجلسات كثيرة نذكر فيها أيامك، حنانك، وجهك الباسم، وكنا نبكيكِ طويلاً . اعذريني يا أمي، ولم يبق منك سوى الذكرى، وقد رحل هذا الجسد عنا بسلام أوصيك يا قبر أن ترفق بها دوماً، على عهدك نحن يا والدتي ،كلما أثقلتنا رياح الحياة ومواقفها المؤلمة لا نجد مفراً سوى قبرك، نستأنسُ به، ونُعطي أنفسنا قوة منك يا أمي، ونخفي دمعاتنا، ونجابه الحياة بابتسامة رغم وجعنا جميعنا. ارضي عنا يا أمي ، ودثرينا بخيالك، بوجودك الخيالي، بكل تفاصيلك دوماً نحن دونك لا شئ يا أمي والحياة بعدك طويلة وصعبة ... هذه اللحظات لا تغيب عن مخيلتى 6/11/2014 هذا اليوم لا أنساه مطلقاً يا أمي ، وقد بدأت علامات الرحيل تظهر عليك 6/11/2017 والعمر يمضي دونك هباء دثرينا بأي شئ منك يا أمي، بحاجة لك ، كلنا نحتاجك. رحمك الله يا روح الحياة التي فقدتها . المصدر: منتديات بنات فلسطين - من قسم: الـטּـِقآشآتُ الجَّآدة والـפـوَآر..! vpdg; dhhln h,[ukn dhhld آخر تعديل ريتال يوم
11-06-2017 في 11:20 AM. |
الكلمات الدلالية (Tags) |
اوجعنى, ياامي, رحيلك |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ياامي كوني راضيه عني | عادل الحباب | ابداعات أعضاء بنات فلسطين الشعرية والنثرية | 8 | 03-21-2017 05:38 PM |
ياامي | عادل الحباب | همس القوافي , النثر و الخواطر | 14 | 03-24-2015 08:26 PM |
منذ رحيلك | حٍكُاٌيٌـةُ قْلِـبّـ | همس القوافي , النثر و الخواطر | 3 | 12-26-2014 12:56 PM |
40 يوما على رحيلك امي | حيرتني | زوايا عامة | 38 | 12-14-2014 07:00 PM |
بعد رحيلك | رقة قلب | همس القوافي , النثر و الخواطر | 5 | 11-01-2013 10:23 PM |