تزوّجت امرأة من تاجر غنيّ ،
له محل كبير يبيع فيه القماش والملابس وكان بخيلا جدّا ،
وذات يوم اشترى الرجل دجاجة ،
وطلب من زوجته أن تطبخها ليتناول جزءا منها على العشاء ،
وبينما كان الزوجان يتناولان طعام العشاء سمعا طرقا على الباب ....
فتح الزوج الباب،
فوجد رجلا فقيرا يطلب بعض الطّعام لأنه جائع ،
رفض الزوج ان يعطيه شيئا وصاح به وقال له كلاما قاسيا وطرده ،
فقال له السائل : سامحك الله يا سيّدي ،
فلولا الحاجة الشديدة والجوع الشّديد ،
ما طرقت بابك!.
لم ينتظر الرجل أن يكمل السّائل كلامه ،
وأغلق الباب بعنف في وجهه ، وعاد إلى طعامه ،
قالت الزوجة : لماذا أغلقت الباب هكذا في وجه السّائل ؟.
فقال الزوج بغضب : وماذا كنت تريدين ان افعل ؟.
فقالت : كان من الممكن ان تعطيه قطعة من الدّجاجة ،
ولو اخذ جناحيها يسدّ بها جوعه ! ..
قال الزوج : أعطيه جناحا كاملا ؟! أجننت ؟!.
قالت الزوجة : إذن ، قل له كلمة طيّبة !.
وبعد أيام ذهب التاجر إلى متجره ،
فوجد أن حريقا قد أحرق كل القماش والملابس ،
ولم يترك شيئا ، عاد الرجل إلى زوجته حزينا وقال لها :
لقد جعل الحريق المحل رمادا ، وأصبحت لا أملك شيئا ...
قالت الزوجة: لا تستسلم للأحزان يا زوجي
واصبر على قضاء الله وقدره ،
ولا تيأس من رحمة الله ،
ولسوف يعوّضك الله خيرا ، لكن الرجل قال لزوجته :
اسمعي يا امرأة ،
حتى يأتي هذا الخير اذهبي إلى بيت أبيك؛
فأنا لا أستطيع الإنفاق عليك !.
وطلّق الزوج زوجته ،
ولكن الله أكرمها فتزوّجت من رجل آخر كريم يرحم الضّعفاء ،
ويطعم المساكين ، ولا يردّ محروما ولا سائلا .
وذات يوم بينما كانت المرأة تناول العشاء مع زوجها الجديد ،
دقّ الباب فنهضت المرأة لترى من الطّارق ورجعت وقالت لزوجها :
هناك سائل يشكوا شدّة الجوع ويطلب الطّعام فقال لها زوجها :
أعطيه إحدى هاتين الدّجاجتين ،
تكفينا دجاجة واحدة لعشائنا ، فلقد أنعم الله علينا ،
ولن نخيّب رجاء من يلجأ إلينا ،
فقالت : ما أكرمك وما أطيبك ، يا زوجي !.
أخذت الزوجة الدجاجة لتعطيها السّائل ،
ثم عادت إلى زوجها لتكمل العشاء والدموع تملأ عينيها ...!
لاحظ الزوج عليها ذلك ، فقال لها في دهشة :
ماذا يبكيك يا زوجتي العزيزة؟... فقالت:
إنّني أبكي من شدّة حزني !.
فسألها زوجها عن السّبب فأجابته :
أنا أبكي لأن السّائل الذي دقّ بابنا منذ قليل ،
وأمرتني أن أعطيه الدّجاجة ، هو زوجي الأول !.
ثمّ أخذت المرأة تحكي لزوجها قصّة الزوج الأول البخيل
الذي أهان السائل وطرده دون أن يعطيه شيئا
وأسمعه كلاما لاذعا قاسيا ...
فقال لها زوجها الكريم:يا زوجتي ،
إذا كان السّائل الذي دقّ بابنا هو زوجك الأول
فأنا السّائل الأول !