!~ آخـر مواضيع المنتدى ~! |
|
إضغط علي
![]() ![]() |
|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
![]() ![]() طويل لكنه قسما يستحق ستشعر بعده بالراحة الهموم واﻷحزان ضيفان ثقيﻼن على اﻹنسان في دنياه ﻻ يكادان يفارقانه حتى يأذن الله _سبحانه_ له بدخول الجنة، حيث ﻻ حزن وﻻ ألم، وﻻهم و ﻻ غم، وﻻ كرب و ﻻ ضيق.... لذلك فإن من أول دعاء أهل الجنة: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ" (فاطر: من اﻵية34). واﻷشقياء بكل معنى الشقاء هم المفلسون من ريحانات اﻹيمان وروحه وجنته وسراحه ومراحه، فهم أبدا في تعاسة دائمة وضنك من العيش ﻻ يطاق: قال الله _تعالى_ يصف حالهم: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى" (طـه:124). وبقدر إيمان المرء تكون سعادته...فتستقر نفسه لحسن موعود ربه، ويثبت قلبه بشعوره بمعيته، ويستريح ضميره من مخالفة هواه، وتبرد أعصابه أمام الحوادث، ويسكن قلبه عند وقع القضاء...قال الله _تعالى_: "مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً... اﻵيات" (النحل: من اﻵية97). النبي _صلى الله عليه وسلم_ يتعوذ من الهم والحزن:* ...عن أنس _رضي الله عنه_ ورواه البخاري في كتاب الدعوات أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ كان كثيرا ما يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من ضلع الدين وغلبة الرجال" وكأن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قد جمع معاني السعادة الدنيوية الكاملة والتي لها أكبر اﻷثر في المآل واﻵخرة في تلك اﻷمور التي ذكرها في ذلك الحديث والتي هي في الحقيقة منغصات حياته ومسببات حزنه وضيقه، وهى: الهم:*وهو ضيق الصدر الذي سببه ما يظنه المرء ويتوقعه مستقبﻼ،*الحزن:*وهو الضيق الذي سببه ما يفكر فيه المرء مما مضى،*العجز:*وهو عدم قدرة اﻵلة والجوارح عن القيام بما يأمله اﻹنسان ويطمح به،*الكسل:*وهو القعود عن المعالي والركون إلى الراحة وعدم السعي وبذل الجهد لتحقيق المطالب،*الجبن:*وهو العجز عن الشجاعة واﻹقدام،*البخل:*وهو العجز عن الجود بالمال في الصدقة والزكاة واﻹيثار... تحرير القضية:* الهم والحزن إذن داءان ضاران باﻹنسان المسلم ﻻبد أن يحاول جاهدا أن يطردهما عنه ما استطاع و إﻻ وقع فريسة لهما فأقعداه عن المعالي وحطماه عن اﻹنجاز، لذلك كان من المهم أن نتناول هذه القضية المؤثرة على نفس اﻹنسان وسلوكه، ونرى منهج اﻹسﻼم في تناولها، ونستفيد من آراء الخبراء في تطبيقات عﻼجها العملية.. الهموم واﻷحزان أكبر أعداء لصحة المسلم النفسية:* يرى كثير من العلماء أن الصحة النفسية هي حالة نفسية يشير فيها اﻹنسان إلى "التوافق" مع نفسه أو مع مجتمعه الذي يعيش فيه، ويوازن بين مصالحة ومصالح مجتمعه، وأقصد بالتوافق: (عملية ديناميكية يحدث فيها تغيير أو تعديل في سلوك الفرد أو في أهدافه أو في حاجاته، أو فيها جميعا، ويصاحبها شعور باﻻرتياح والسرور إذا حقق الفرد ما يريد وحقق أهدافه وأشبع حاجاته، ويصاحبها شعور بعدم اﻻرتياح واﻻستياء والضيق إذا فشل في تحقيق أهدافه، ومنع من إشباع حاجاته ).. وهذه الحالة اليائسة الضيقة من عدم اﻻرتياح واﻻستياء وفقدان السرور هي الحالة التي يهجم فيها على المرء الهم ويتربص به ضيق الصدر والشعور بالفشل.. فهو إحساس يكون فيه الفرد نهباً للشعور الداخلي السلبي والفشل وخيبة اﻷمل، واختفاء اﻻبتسامة واﻻنشراح، وظهور العبوس وعدم اﻻبتهاج واﻷسى الممزوج بفقدان الهمة والتقاعس عن الحركة والعزوف عن بذل أي نشاط حيوي ولربما العزوف عن الحيوية والحياة بكاملها – في بعض الحاﻻت - ليصل إلى مراتب اليأس من فرص الحياة الطيبة في المستقبل إذ يشعر الفرد معه عندئذ بحاجة لذرف دموع الحزن واﻷسى ويود لو أنها تنزلق من مآقيه على الرغم من عدم وجودها. وقد أشار المتخصصون أن ذلك الشعور إذا استسلم المرء له نهبه وأكله، وصار سمته تراجع في الفكر وضمور ينتهي في الفراغ الحاصل فيه وإنه ليتطور ليشلّ العقل عن ممارسة دوره السليم في التحليل والتمييز وإصدار التعليمات لباقي أعضاء الجسم وغدده ومن هنا نجد أن كثيرا ما يصاحب الهموم واﻷحزان بعض اﻷمراض الفسيولوجية مثل القرحة وسوء الهضم وآﻻم القولون ووجع المفاصل والصداع واﻷرق... وغيرها الكثير. وهذه الحالة المرضية هي حالة منتشرة إلى الحد الذي نستطيع أن نصفها بأنها مرض العصر الذي يصيب الشباب المسلم...ونحاول أن نلقى الضوء على هذه الحالة المرضية المنتشرة لدى شبابنا المسلم من خﻼل نظرة المتخصصين والعلماء. مفهوم السعادة.. تفسير اﻹسﻼم لسيكولوجية السعادة:* ..يختلف المتخصصون في تعريفهم لمعنى السعادة ولكنهم جميعا يرون أنها: حالة من السرور والرضا ونسيان اﻷحزان وذهاب الهموم، يقول اﻷستاذ الدكتور كمال مرسي: " إن العلماء قد اختلفوا في تحديد معنى السعادة، فالبعض جعلها في خلو اﻹنسان من التوتر واﻻنحراف والبعض اﻵخر جعلها في تحقيق التوازن بين مطالب الجسم والنفس والروح وبين مطالب الفرد والجماعة وغيرهم جعلوها في تحقيق التوافق مع النفس والمجتمع الذي يعيش فيه، وآخرون جعلوها في إشباع الحاجات وعلى قمتها الحاجة إلى تحقيق الذات....". ويقول اﻷستاذ الدكتور محمد عثمان نجاتى: " السعادة هي تحقيق التوازن كما جاء في القرآن الكريم الذي أخبرنا أن الله خلق اﻹنسان من جسم وروح وأودع في كل منهما حاجاته التي تحفظه وتحميه وتنميه ودعا اﻹنسان إلى تحقيق التوازن بين حاجياته ووهبه العقل ليميز به بين طريقي الخير والشر ثم يختار ويفاضل بينهما ويفاضل بين طريق الهدى وطريق الشهوات وطريق الرهبانية وجعل طريق الهدى في عمل الصالحات التي تشبع حاجات الجسم والروح باعتدال دون تفريط، فقال _سبحانه_: "مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً" (النحل: من اﻵية97).* ويقول الدكتور محمد عبد الظاهر الطيب: "يظن كثير من الناس أن تحقيق السعادة إنما يكون بتحقيق اللذات العاجلة المحسوسة، وبالرغم من ضرورة الحصول على اللذة الحسية فإنها ﻻ تسعد إﻻ اﻷطفال والصغار والمتخلفين عقليا الذين يطلبون الملذات العاجلة المحسوسة ويعجزون عن إدراك الملذات اﻵجلة فيقبلون على متع سريعة الزوال ﻻ توصل إلى السعادة الحقيقية، كما ﻻ يقبل على تحصيل تلك الملذات من البالغين إﻻ أصحاب النفوس الخسيسة الذين يجعلونها غايات ويطلبونها لذاتها ويبغون سعادتهم فيها فﻼ يوفقون ﻷن كثرة اﻹقبال عليها يولد النهم الذي يفسد متعتها ويشقى طالبها ويضني عابدها "* هل يمكن أن تتكون لدى الشباب المسلم ما يمكننا تسميته بالمناعة النفسية ضد تقلبات الحياة وهمومها؟! فإننا نرى كثيرا من شبابنا المسلم يستسلم للهم والشعور به فاقدين للمناعة النفسية المناسبة التي تقيهم شر ذلك فما هو المعنى الصحيح للمناعة النفسية وكيف يتم تكوينها؟ يقول اﻷستاذ الدكتور كمال مرسى: أن المناعة النفسية مفهوم فرضي يقصد به قدرة الشخص على مواجهة اﻷزمات والكروب وتحمل الصعاب والمصائب ومقاومة ما ينتج عنها من أفكار ومشاعر غضب وسخط وعداوة وانتقام وأفكار ومشاعر يأس وعجز وانهزامية وتشاؤم كما تمد المناعة النفسية الجسم بمناعة إضافية .. ويقول الدكتور نجيب الكيﻼني: للمناعة النفسية توجهات ثﻼث أساسية (طبيعية ومكتسبة وصناعية ) فالطبيعية هي مناعة ضد التأزم والقلق وهى موجودة عند اﻹنسان المؤمن في طبيعة تكوينه النفسي, فالشخص صاحب التكوين النفسي السليم والخالد لﻺيمان القويم له مناعة طبيعية عالية ضد الهموم والكروب وعنده قدره عاليه على تحمل اﻹحباط ومواجهة الصعاب وضبط النفس، والمكتسبة هي تلك التي يكتسبها اﻹنسان من التعلم و الخبرات والمهارات التي تمر به حيث تعد بمثابة التطعيم لتنشيط جهاز المناعة لديه وهذا يجعل تعرضه للهموم أقل من جهة اﻷثر عليه، وأما الصناعية فهي الموجهة من التربويين والمتخصصين والعلماء عمدا إلى من يشكو من ذلك الداء أو غيره من اﻷمراض التي قد تصيب النفس، ولكننا نستطيع الجزم بأننا نستطيع تحسين أحوال المناعة النفسية عند استجابة المرء للمعالجة اﻹيمانية.... ويرى العلماء أن ثمة مناعة قرآنية شرعية مضادة لﻸحزان وأنها بين أيدينا غير أننا نذهل عنها في أحيان كثيرة فإن أهمية العﻼج النفسي القرآني يتمثل في كونه البديل المناسب لمئات من أنواع اﻷدوية والعقاقير المهدئة التي قد يتعود عليها الجسم فتكون مرضاً أدهى وأمر من المرض اﻷصلي ذاته ولربما تتدهور الحالة النفسية ليصل حاله إلى أعلى درجات الحزن وفراغ الفؤاد والهلع والخوف..(ولسنا هنا نصف المنهج القرآني كعﻼج دوائي لمرض ما وإنما هو منهج عملي متكامل وشفاء ﻷمراض الجسد والنفس وبصائر من الله _سبحانه_ يهدي به من يشاء إلى صراط مستقيم ) اﻷسباب وراء الهموم واﻷحزان لدى الشباب المسلم..* تختلف اﻷسباب التي تجلب الهموم وتتسبب في اﻷحزان المستمرة لدى الشباب المسلم ولكنها قد تجتمع في عدة محاور تدور حولها: 1- عدم تلبية حاجات القلب العقائدية: فالقلب في فاقة دائمة ﻻ يمكن أن يسدها سوى قوة العقيدة في الله سبحانه، ومن أهمل تقوية ذلك كان شاعرا بنقص مستمر وفراغ ﻻ نهائي وهو ﻻ يدري سببه.. 2- عدم اﻹنجاز: فأصحاب اﻹنجازات والذين استطاعوا أن يحققوا ﻷنفسهم ولمجتمعهم قدرا كبيرا من التقدم اﻹيجابي غالبا ما يطردون الهموم حيث يكون همهم منصبا على رفعة أمتهم وتقدم ذواتهم في تحقيق التقدم المطرد، وعلى العكس فالذين لم يحققوا إنجازا يذكر طوال أعمارهم وينظرون خلفهم فﻼ يجدون إﻻ فراغا فهؤﻻء يكون الهم أكثر قربا منهم. 3- اﻻنكسار وفقدان العزة: فالعزة مصدرها قوة اليقين وصدق اﻻنتماء وهما متحققان في المؤمن الذي أيقن بربه وبموعوده وصدق في اﻻنتماء لدينه وﻷمته معتقدا فضلها ورفعة قدرها، مهما مر بها من ظروف ضعف أو هزيمة قال الله تعالى " وﻻ تهنوا وﻻ تحزنوا وأنتم اﻷعلون إن كنتم مؤمنين "، أما المنهزمون الذين يقيمون قدر اﻷمم تقديرا خاطئاً ويضعف انتماؤهم ﻷمتهم فهؤﻻء أكثر الذين يتعرضون لﻼنكسار والذل والهزيمة. 4- عدم تحقق اﻷهداف: فكل إنسان له مرادات وآمال وأهداف وضعها لنفسه ﻻ تغيب عن ذهنه يسعى لها ويحاول تحقيقها في كل يوم، ومن قصرت به أحواله وطاقاته وقدراته عن تحقيق أماله وأهدافه كان عرضة للهموم واﻷحزان المتكاثرة، ولقد علمنا النبي _صلى الله عليه وسلم_ أن آمال المرء يجب أن تسير في طريق اﻵخرة ﻻ في طريق الدنيا، حتى اﻷهداف الدنيوية يجب أن تكتسي بالنية الصالحة التي تجعلها من العمل الصالح فقال _صلى الله عليه وسلم_ فيما رواه الترمذي والنسائي " من كانت الدنيا أكبر همه فرق الله عليه شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يؤته منها إﻻ ما قسم له، ومن كانت اﻵخرة همه جمع الله عليه شمله وجعل غناه في قلبه". 5- البعد عن البيئة اﻹيمانية الصحية: فاﻹسﻼم قد أنشأ بيئة إيمانية يمتنع عنها الهم وتتباعد عنها اﻷحزان تلك البيئة هي بيئة اﻷخوة اﻹيمانية والعﻼقات الشفافة النقية التي هي بﻼ مصالح شخصية وﻻ منافع دنيوية فشرع لهم خمس صلوات يجتمعون فيها في المساجد وشرع لهم تواصل اﻷرحام وعﻼقات الجيرة واﻷخوة الصادقة المخلصة، ومن ابتعد عن تلك البيئة وأهملها صار فريسة للوحدة واﻻنعزال وصار طعما للهموم واﻷحزان. رابعا: اﻷطباء ورؤيتهم للقضية:* يسمي اﻷطباء ذاك الداء الذي نحن بصدده "بمرض اﻻكتئاب" ويرون أنه داء عصري قد انتشر انتشارا فاق كل تصور فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه يوجد في هذا العالم ثﻼثمائة وخمسين مليون إنسان مصاب باﻻكتئاب المزمن يحتاجون إلى العﻼج، لكن إحصاءات منظمة الصحة العالمية حول مرض العصر اﻷول تبقى موضع شك، ﻻ بسبب إهمال المنظمة أو عدم دقة أرقامها، بل ﻷن عدد المصابين بذاك المرض الذين ﻻ يبحثون عن عﻼج هو أضعاف هذا الرقم المعلن، والمصابون ليسوا متجانسين سواء من الناحية اﻻقتصادية - الطبقية أو الثقافية فمنهم المترف الذي يعاني من فائض الرفاهية والتخمة ومنهم الفقير الذي ﻻ يحصل على الحد اﻷدنى متطلبات العيش. لهذا فنسبة اﻻنتحار تتعاظم في دول أوروبية هي مثار حسد الفقراء، ويصبح الزائد توأم الناقص قدر تعلق هذه الثنائية بالسايكولوجيا البشرية المعقدة، والتي تستعصي على التدوين في خانات أو إحصاءات أو حتى تحليﻼت عيادية! ووجدت دراسة أجرتها جامعة ايموري في أطﻼنطا أن المصابين باﻻكتئاب هم أكثر عرضة لﻺصابة بعدم انتظام ضربات القلب، مما يجعلهم عرضة لﻸخطار واﻷمراض المتﻼحقة... المتخصصون النفسيون يقرون بأنه ﻻ عﻼج للداء يماثل العﻼج اﻹسﻼمي له:* يرى المتخصصون أن دراسة موضوع اﻻكتئاب وعﻼجه يعتبر من المواضيع الهامة في العصر الحديث وأنه رغم كثرة العﻼجات النفسية الموصوفة له فإن ذلك يعدم الجدوى الحقيقية.. إذ سرعان ما تنتهي العقاقير ويرجع اﻻكتئاب إلى النفس من جديد.. وﻻ غرو أن نجد الكثير من السلبيات المصاحبة لﻼكتئاب عند المعالجة أو قبلها مثل اﻹدراك المشوب بالسلبية والروح اﻻنهزامية من اﻷحداث الخاصة الداخلية للفرد والخارجية المحيطة به، كما نﻼحظ توتر العﻼقات اﻻجتماعية نظراً لذلك وصعوبة التعامل بشكل واضح وسليم مع اﻵخرين. بل إنه يمكننا الجزم والتأكيد – بناء على تقارير المتخصصين - على قصور العﻼج النفسي السريري لﻼكتئاب في الكثير من الحاﻻت لخلوه من التشخيص الدقيق لعله اﻻكتئاب أو لعدم توفر العﻼج الناجع وبالنهاية ﻻ توجد حيلة للمعالجة* يقول الدكتور رامز طه: كمتخصص أستطيع أن أؤكد بعد ممارستي ﻷغلب أنواع العﻼج النفسي.. أن اﻷسلوب الذي تتبعه مدارس العﻼج المعرفي الحديث: "ﻵرون بيك" والعﻼج العقﻼني "ﻷلبرت إليس" والتي تعد اﻷكثر تطورا في البحث والعﻼج..أنها قد وضحت بصورة تامة في العﻼج القرآنى واﻹسﻼمي، إذ إنها جميعها تلجأ إلى العﻼج عن طريق مخاطبة العقل الواعي وتعديل التفكير ودحض اﻷفكار اﻻنهزامية الخاطئة وغير المنطقية.. وهذا اﻷسلوب يتوافق تماماً مع أسلوب القرآن الكريم في عﻼج النفس وتصحيح انحرافها، بل إن القرآن قد تفوق كثيرا في عﻼجاته للنفس البشرية وبأبسط اﻷساليب وأكثرها أثرا، وكثيراً ما شاهدنا المرضى يرفضون إكمال أساليب العﻼج ﻷنها تضعهم في صراع مع الذات ومع المجتمع، ﻷنها بشكل مباشر أو غير مباشر تدفع المريض إلى إشباع رغباته وغرائزه بدون أن تحدد له الطريقة المناسبة لمفاهيم وقيم المجتمع، كما أنها تهمل مناقشة اﻷفكار والمشكﻼت الحالية للمريض، لذلك كان الطريق السوي اﻷوحد لذلك هو طريق اﻹسﻼم وهو الذي جمع بين إيجابيات كل ذلك... ويضيف الدكتور طه: وإذا كان البعض يدعى أن العﻼج النفسي ﻻ عﻼقة له بالدين، فأنني أؤكد خطأ هذا اﻻدعاء وعدم صحته تماماً بل لقد اعتمد التكيف النفسي على مر العصور على الدين واستعان به لمساعدة اﻹنسان على مواجهة لحظات الهزيمة واﻷلم واليأس، وهاهو اﻹسﻼم يعطينا السبيل اﻷوفر حظا لعﻼج تلك اﻷزمة.. ويصرح في هذا المجال كل من الدكتور أنور طاهر رضا والدكتورة أمل المخزومي أستاذاً علم النفس اﻻجتماعي بأن التفاوت بين درجات اﻻكتئاب لدى المجتمعات تتفاوت بتفاوت واختﻼف درجات اﻹيمان بالله وقدره وقضاءه وليس من قبيل الصدفة أن نجد زيادة عدد المصحات النفسية في مجتمع كأوربا، مثﻼً، عنه في المجتمعات اﻹسﻼمية كما يؤكد العﻼج القرآني على أن انحسار اﻻكتئاب عن النفس البشرية منوط بإيمانها إذ كلما ازداد التقارب والتوجه إلى الله واﻹخﻼص له كان اﻻكتئاب معدوماً أو صفراً وهذا ما يتميز به المجتمع اﻹسﻼمي الحق عموماً عن غيره من المجتمعات اﻷخرى وهي نعمة من نعم الله أضفاها على عباده المؤمنين. كيف نظر اﻹسﻼم لعﻼج الهموم واﻷحزان؟ الحقيقة التي يجدر أن نشير إليها هنا هي أن العﻼج القرآني بكل درجاته ومقاييسه لم يكن سريرياً بل عﻼجاً تحريضياً إيحائيا للفرد يدفعه إلى التقوى واﻹيمان بربه وتوثيق حبل عﻼقته به كما يدفعه الى التوكل عليه واليقين بقدرته سبحانه والتسليم بالقضاء والقدر واليقين في أثر الدعاء والمناجاة للخالق سبحانه. كما أنه عﻼج تحريضي سلوكي للفرد يقوم به بصورة ذاتية وثابتة حتى يصل لدرجة التلقائية، فهو يدعوه إلى اﻹنجاز والنجاح وإثبات اﻷثر وإصﻼح الحياة والمجتمع.. ولذلك استطاع علماء اﻹسﻼم ودعاته اﻻتفاق على عدة محاور لحرب داء الهم والحزن وطردهما.. ومن ذلك:* أوﻻ : الرضا:*وأقصد به الرضا بالله ربا وباﻹسﻼم دينا والرضا بقضاء الله وقدره يقول النبي _صلى الله عليه وسلم_: " ذاق حﻼوة اﻹيمان من رضي بالله ربا وباﻹسﻼم دينا وبمحمد رسوﻻ " رواه مسلم. إن عمل الرضا في النفس البشرية عمل عجيب إذ إنه يذيب شتى أنواع اﻵﻻم واﻷحزان الناتجة عن التعرض للمواقف والمشكﻼت أو المصائب التي ربما تحدث لﻺنسان فتزيده اكتئاباً أو تظلم الحياة في عينيه يقول الله _تعالى_: "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" (البقرة:155 - 157)، وأصل الرضا هنا هو صحة العقيدة في الله فمن رضي بالله ربا وإلها وحد عبوديته له سبحانه وحده فلم يشرك به شيئا فطهر قلبه من خبائث الشركيات والتعلقات بغير الله وهو ذاك الذي يهديه الله ويشرح صدره قال الله _سبحانه_: "فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِﻺِسْﻼمِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ" (اﻷنعام: من اﻵية125). ثانيا: القناعة:*وأقصد بها هنا معنى قد يخفى على كثير من الناس وهو بينه وبين الرضا عﻼقة عموم وخصوص فالقناعة هي قبول الحظ المقسوم لﻺنسان من الرزق والمال واﻷوﻻد والقوة والصحة والمتاع، يقول النبي _صلى الله عليه وسلم_ " ليس الغنى بكثرة العرض إنما الغنى غنى النفس "رواه مسلم. وأثر القناعة كعﻼج للهموم هام جدا إذ إن كل قنوع غير متشوف لما في أيد الناس وغير ساخط على حاله من الفقر أو الصحة أو غيره، يقول الشافعي: أمت مطامعي فأرحت نفسي: فإن النفس إن طمعت تهون. ثالثا: ذكر الله:*قال الله سبحانه: "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" (الحجر:97-99).* ذلك أن الذكر هو العبادة التي يتزود منها السائر إلى الله سبحانه في سيره, ومثله كمثل الزاد للمسافر تمامًا, فإذا نقص زاده وقل طعامه خارت قواه وضعفت جوارحه, فوجب عليه عندئذ أن يعود إلى التزود. * يقول ابن القيم _رحمه الله_: ولقد كان شيخ اﻹسﻼم ابن تيمية رحمه الله يصلي الصبح ثم يقعد يذكر الله _سبحانه_ إلى أقرب من نصف النهار, وكان يقول: هذه غدوتي وإن لم أتغدَّ لم أتقو ليومي. ذلك فالذكر هو مكان التزود للسير في الطريق, وهو المنـزلة التي يتردد عليها دائمًا أهل اﻹيمان والجهاد والتقوى. ومن أكرمه الله سبحانه بدوام اﻻتصال بذكره _سبحانه_ فقد أكرمه بفتح الباب إليه والسماح له بالقرب منه, ومن عزله الله سبحانه عن ذكره فقد منعه عنه وأبعده عن طريقه. وذكر الله سبحانه سﻼح المؤمن في كل المواطن والمواقف والمشكﻼت واﻷزمات, وبه يدفع المؤمن عنه اﻷمراض وتكشف الكربات وتهون عليه المصائب. والمؤمن الحق هو الذي يفزع إلى ذكر الله إذا نزل به بﻼء أو مصيبة ويلجأ إليه إذا دارت عليه دائرة أو حلَّت به نازلة. وذكر الله سبحانه هو جنة المتقين التي يفرون إليها إذا ضاق بهم سجن الدنيا, فترى الذاكر بجسده فـي الدنيا سجينًا, لكنه بروحه وقلبه في الجنات مرفرفًا فرحًا مسرورًا, ذلك أن ذكر الله - لمن أحبه وداوم عليه - ﻻ يدع قلب اﻹنسان الحزين إﻻ مسرورًا, وﻻ يدع نفس المتألم إﻻ راضية سعيدة. رابعا: اﻹنجاز والعمل الصالح:*لقد قرن الله كﻼً من اﻻستقامة والعمل الصالح باﻹيمان والتقوى لرفع حالة الضيق المذكورة وذلك عن طريق اﻻطمئنان النفسي الذي تخلقه كل من السلوكيتين المذكورتين فاﻻستقامة والعمل الصالح في عصورنا هذه بحاجة إلى جهاد نفسي وقناعة راكزة وإيمان راسخ يزيد من إفرازات اﻻمينيا اﻷولية في الدماغ بصورة ذاتية معتدلة لينتفي الحزن وتحل السعادة بديﻼً عنه كما أن اﻹنجاز هو الحل اﻷقوى واﻷكثر أثرا في ظروف المصابين بشعور الفشل واﻹحباط.. وأقصد باﻹنجاز هنا محاولة التركيز واﻹنتاج في أي شيء يحسنه الفرد المسلم مهما كان قليﻼ وضئيﻼ فلئن نجح فيه فسيدفعه ذلك إلى إنجاز أكبر. ولربما تمثل العمليات اﻹيمانية السابقة عﻼجاً نفسياً وعملياً للهم الداخلي لشبابنا المسلم تحياتي لكم المصدر: منتديات بنات فلسطين - من قسم: ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈● hgil ,hgp.k >>> k/vm hsghldm gghsfhf ,hgugh[ ![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ألاسباب لبقاء الرجل عازباً | بنات فلسطين | ~ أטּــآقـة آدَم ..װ | 3 | 04-13-2015 12:20 PM |
إلتهاب حافة الجفن.. الأسباب والعلاج | عشق ! | صِحِتِكـَ تِهُمٍنٍآ | 6 | 01-17-2015 09:41 AM |
دعاء لتفريج الهم والكرب والحزن ان شاء الله | وردة من ذهب | ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈● | 12 | 01-05-2015 12:32 PM |
دعاء ذهاب الهم والحزن | خالد | ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈● | 11 | 01-22-2014 07:49 PM |