منتديات بنات فلسطين - تجاهل الصغار في مجالس الحوار

الُسَلاُمُـ عَلٌيُكَمـٌ

لا يخلوا أي مجلس من المجالس من الحوار في شتى المجالات , ولا شك أن لكل فرد من المتواجدين في ذلك المجلس أفكارا وآراء حول ما يُطرح من المواضيع , فعندما يتم تحديد المحور المراد التحدث عنه تتعالى الأصوات وتختلف الآراء بين مؤيد ومعارض , وبين صائب وخاطئ .

لقد اعتدنا في مجالسنا أن نرى الحوار بين فئات عمرية متقاربة , حيث لا يقبلون رأي من هو أصغر منهم سنا , أو بمعنى أصح أنهم لا يُعدون له أي اهتمام يذكر .

فترى ذلك الصغير المسكين غارقا بين أولئك المتحاورين الكبار , ويحاول الدخول معهم في الحوار إلا أن أبواب الحوار مغلقة أمامه , فتجده غاضبا عند سماع الآراء الخاطئة , ومسرورا عند سماعه للصواب , ولكنه ومع كل أسف لا يستطيع إبداء رأيه الذي هو أصوب من آراء المتحاورين الكبار جميعا بسبب تجاهلهم له .

وسيظل الغضب يحرق قلب ذلك الشاب الصغير , وسيظل تفكيره منشغلا , فهو يبدي الرأي السليم الذي يُقابل بالرفض والاحتقار من قبل أولئك المتحاورين على اعتقاد أن الصغير لا يفهم بقدر ما يفهم الكبير .

مجتمعنا يستعمل المقياس الخاطئ لقياس العقل , فهو يقيس عقول الناس بأعمارهم ظنًّا بأن الأكبر في السن أعقل من الأصغر أو أعلم منه , وهذا مقياس خاطئ بالتأكيد لابد أن يلغيه المجتمع , فربما يكون الأصغر سنا هو ذو العقل الأكبر , بينما يكون الأكبر سنا هو ذو العقل الأصغر .

وعلى الرغم من أن ذلك الشاب الأصغر بين المتحاورين سوف تأتيه حالة غضب ويأس إلا أنه يستطيع التغلب على هذه الحالة ويتحدى المتحاورين الكبار بعدة طرق من ضمنها :

أولا : إثبات القدرة على الحوار مع الكبار .

ثانيا : إبداء الرأي الصائب استنادا بعدة أدلة وإثباتات .

ثالثا : التحدث بكل ثقة وبكل قوة , وإن خالفك أحد الكبار أثبت له أنك أنت الصواب وهو الخطأ .

رابعا : مراعاة العامل الرئيسي وهو الالتزام بآداب الحوار .

خامسا : لا تغضب إن تم تجاهلك مرة أو مرتان ولكن أثبت لمن تجاهلك أنك أجدر منه فيما تم التحدث عنه .

وعند ممارستك لهذه الأمور سوف تغير نظرة المجتمع بعد أن كان يتجاهل رأي الصغار سنا , وسوف تجعله يهتم برأي الصغار في مجالس الحوار .

إلا أن مجتمعنا لم يزل إلى الآن يؤمن بمبدأ تجاهل الصغار في مجالس الحوار , فهذا المبدأ لم يتغير حتى الآن .