غُرْبَةٌ مُؤَقَّتَةٌ

#1 02-12-2015

غُرْبَةٌ مُؤَقَّتَةٌ

غُرْبَةٌ مُؤَقَّتَةٌ
السَّفرُ كِتابٌ مُشَرَّعٌ للتَّجربةِ
تَقَرأُ رَسْمَهُ،وتَتَجَوَّلُ بينَ عروقِه تُشَافِه لُغَتَهُ
فَيَقْذِفُ في الذَّاكِرَةِ أَرْشيفَ حَياةٍ ،وأَجِنْدَةً عامِرَةً
.
.
وجوهٌ ودهاليزُ وأبنيةٌ
وروحٌ وحَبّاتُ بُنٍ مُعَتّقَةٌ
هلْ تتنكرُنا تلكَ الأَلْواحُ الزُّجاجيَّةُ ؟
.
.
تجاعيدُ تَتَشابَهُ
عَينٌ حاذِقَةٌ تَنفضُ عَنها عَثَراتِ الزَّمنِ
فؤادٌ أَضْحى فارِغا
ظَلَّ فارِغا
وُئد فارِغا
طُوبى أمّ مُوسى
.
.
خَلْف
روحٌ أنهكَها الانْتِماءُ
ضَراوَةُ الحَنينِ تَنْشبُ مخْلبَها في جَدرِ الْقَلْبِ
أتحسّسُ مخْرَجًا نحو العالمِ،أَلوذُ بي عَنه
وإذْ بناقُوس يمدُّ يد الغَدْرِ
.
.
تَشاغَلْتُ بِكَ عَنكَ
طعنةٌ مُسْتبشِرَةٌ
اقْرَئي عَلَيها السَّلامَ
قَبرْتهُا وتسرَّبَتْ ذاكرَتي
أقتاتُ مِنْ ظلِّ
.
.
تَتَهادى بخطوةٍ أَنيقةٍ
عَلى وَترٍ يُقامرُ بِرَسْمِهِ
تَلوكُ آيةً
ثمَّ
نحو الهاويةِ
لِتطمئنّ في حُفْرةٍ لا ظُلمةَ فيها
.
.
أتَعاقَرُ خَلجاتٍ مُتسوِّلَةً
وضعْتُه بيْنَ مَرْفأين
يحني ظهرَهُ وهوَ صَبي
يتبسَّمُ ضاحِكا منْ غَدْرِها
همهماتٌ .. غمغمةٌ
فيرتطمُ بالحيَاةِ
.
.

أَحْتَزِمُ همًّا ، وَطنًا
وَ تَرَاتِيلَ فَقْدٍ وشَيْئًا مِنْ وَطأةِ المَوْتِ
وَرَائحةَ الْقَبرِ
لا تُرْجِئْ آيةَ الوَداعِ
لوّحْ بيديكَ شَطْرَ الْمُدنِ
لتمحو آثارَهم العالقةَ بِكَ.

المصدر: منتديات بنات فلسطين - من قسم: همس القوافي , النثر و الخواطر

yEvXfQmR lEcQr~QjQmR

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
الانتقال إلى العرض العادي الانتقال إلى العرض المتطور العرض الشجري