أعداؤك كيف يمكنك الاستفادة منهم ؟؟

مدخل ~

لطالما كان أعداؤنا مصدر إزعاج لنا
ولطالما تمنينا لو تبتلعهم الأرض بأيامنا
غير أن مانتمناه محال وإذ بنا ندخل معهم في معركة
مدّ و جزر الغالب فيها مغلوب
يقولون : " رب ضارة نافعة"
وقد صدقوا ، ففي أعدائنا منفعة أيضا
إذاعرفنا كيف نستفيد منهم .
من هم أعداؤنا ؟؟
علينا قبل أي شيء أن نعرفهم حق المعرفة
هم بالتاكيد أولئك الذين يقصدون أذيتنا
وغالبا مايكونون قلة أما الذين يتسببون لنا بإزعاج أكبر
فهم أولئك الذين لا يعلنون عن نواياهم
ولكنهم يهددون سلمنا الداخلي
حتى من دون أن يشعروا بذلك ، ويستطيعون بتعليقاتهم
وتصرفاتهم وكل ما يصدر عنهم
أن يعكروا صفو أيامنا .
ماذا نفعل إذاً إن كانوا يشاركوننا حياتنا اليومية
ونضطر إلى التواصل معهم
في إطار حياتنا الخاصة أو المهنية ؟
أن نلغي وجودهم أمر يفوق قدراتنا
وبذلك لا يكون أمامنا سوى أن نتأقلم مع وجودهم
في حياتنا ولنعلم أننا لن نستطيع أن نحظى
برضا كل المحيطين بنا ،
وأنّ للعلاقات الإنسانية جانباً مشرقاً وآخر مظلماً قاتماً.
في مديح أعدائنا فلنترج الحقيقة من أفواههم ..
أصدقاؤنا غالبا ما يجاملوننا بنية طيبة
مبتعدين عن كل ما يمكنه أن يخدش أحاسيسنا
أما أعداؤنا .
أما أعداؤنا فيواجهوننا بكل ما قد يكون مزعجاً
فينا وينتظرون أصغر هفواتنا ليشوهوا من خلالها صورتنا
أمام الجميع . أيهما الأفضل لنا ؟
صديق يخفي عنا بعض الحقائق فيمنع عنا فرصة التطور ؟
أم عدو لا يتوانى عن فضح ثغراتنا مما يحثنا على التخلص منها
والسعي إلى تقديم الأفضل لمجرد إزعاجه ليس أكتر ؟
دفة الميزان تميل هنا لصالح أعدائنا .
فلنتعلم الصبر من خلالهم ..
مع أصدقائنا غالبا ما يكون التناغم سيد الموقف ،
التنازلات والتضحيات متبادلة فلا مجال
لأن تختبر قدرتنا على الاحتمال وتدريب أنفسنا
على السيطرة على انفعالاتها
كلما واجهنا أعداء جددا واعتدنا على التعامل معهم
أسسنا لشخصية قادرة على التكيف ،
مع مختلف العوائق عبرهم
نتعلم الصبر ونبني درعا يحمينا مما يكون كفيلا بإزعاجنا
في تقييمات لسلبيات أعدائنا نعطي دروسا لأنفسنا ...
فلنكتشف باطننا عبرهم ..
ما الذي يزعجنا في كل واحد منهم ؟
سؤال قد تفيدنا الإجابة عنه
لأننا غالبا ما نعادي ما يعبر رغباتنا الدفينة ( أعتقد أن هذه العبارة فيها خلل )
ومن هنا فإننا قادرون على التعرف من خلالهم
على جزء من مشاعرنا المكبوتة
أو السلوكيات التي نخشى القيام بها أو الإفصاح عنها .
فلنأخذهم مرآة لأخطائنا ..
لا نستطيع أن نرى ذواتنا على حقيقتها
لأننا بطبيعتنا نفتقر إلى الموضوعية
سبيلنا الوحيد إلى ذلك يكون في مقارنتها بالآخر
وجعلها ترتقي عن أخطائه
ففي تقييمنا لسلبيات أعدائنا نعطي دروسا لأنفسنا
ونضع لها المعايير التي يفترض أن تسير عليها
إذا فيما يزعجنا فيهم أيضا قائمة جاهزة بدروس علينا تعلمها
لم لا نستفيد من اختلافهم ؟
يزعجنا الآخر لأنه يختلف عنا
إما في سلم القيم لديه أو في عاداته
ونظرته إلى الأمور ، ولو نظرنا إلى عدونا من هذه الزاوية
لرأينا فيه كنزاً لا بل صندوقا من الكنوز
لابد وأن نجد فيه ما يغنينا ويجعلنا نكتسب أمورا
كانت غريبة عنا ولو تساءلنا عن السر الكامن
وراء ظهوره في حياتنا في هذا الوقت بالذات
وفي إطار الظروف التي تتعرض لها
لشعرنا ربما أن التواجد في حياتنا ضرورة
ولنظرنا إليه بطريقة مختلفة
ولأصبحنا أقل حساسية تجاه إزعاجه لنا
باختصار فلنعتبرهم نعمة ..
إذا أخذنا كل الأمور التي سبق وذكرناها
بعين الاعتبار
لعلمنا أن وجود أعدائنا في حياتنا نعمة
بحد ذاتها وإيماننا بهذه المعادلة
يجعل تأثيرهم السلبي علينا يخف
ويحصّننا أكثر من إزعاجهم لنا
وما أمتن هكذا حصانة
تذكر أن أكبر هدية قد يحظى بها العدو
هي رؤية غريمه يستشيط غضبا
في حين أن الضربة القاضية التي يتلقاها
هي ابتسامة محملة بالمعاني
ابتسامة ترسم على شفتيك
سيد الموقف
في كل ما سبق وذكرته من فوائد
أتمنى أن يروق لكم موضوعي وأن تستفيدوا من محتواه
وآسفة على عدم التشكيل وترتيب الكلمات

بقلم دنيا شريف

المصدر: منتديات بنات فلسطين - من قسم: حـانة الآدباء والفـلاسفة والمفكريـن