07-06-2013
|
|
الرابحون والخاسرون إقليميا من الانقلاب على مرسي الرابحون والخاسرون إقليميا من الانقلاب
على مرسي بقلم : حماد صبح
تشابكت خطوط لوحة الواقع السياسي وتخالطت ألوانها في المنطقة بعد الانقلاب العسكري على مرسي والإخوان المسلمين . توافق في الفرح بالانقلاب أعداء في مواقف وجبهات أخرى ، واختلف فيه أصدقاء وحلفاء في تلك المواقف والجبهات . ننظر في هذا المشهد : سوريا والسعودية وإسرائيل الأعداء في أكثر من موقف وجبهة فرحت بالانقلاب كل دولة لأسبابها التي تخصها . وتركيا المتوافقة مع السعودية وإسرائيل في الجبهة السورية استاءت منه وعدته غير مقبول . قطر رحبت به في تحول عن الإخوان المسلمين وضحت أولى نذره الكبيرة في التخلص من القرضاوي الإخواني الكبير الذي كان سلاحها الديني في مواجهة معمر القذافي وبشار الأسد . والتحول القطري من الإخوان لم تكتمل معالمه وآثاره حتى الآن ، وهو نذير بانتهاء الدور القطري في المنطقة على الصورة التي كانت في عهد حمد بن خليفة وحمد بن جاسم اللذين كان تغييبهما أول علامات بدء اختفاء دور قطر وعودتها إلى حجمها الموافق لحقيقتها بعد تضخيم أرادته أميركا لمهام معينة في المنطقة . وتشابك الخطوط وتخالط الألوان في اللوحة لابد له من فرز يعود فيه كل خط إلى مكانه وكل لون إلى مساحته . وبجملة أخرى : من المستفيد ومن المتضرر من بين الدول التي ترمز لها خطوط اللوحة وألوانها ؟ سوريا أسرفت في الفرح بالانقلاب . ولعل مبررها النفسي في الفرح أوفر سببية من مبررها الواقعي .نفسيا رأت فيه انتقاما لها من مرسي الذي قطع العلاقات الدبلوماسية معها وفتح الباب لمن يريد من المصريين أن يشارك في القتال في صفوف المتمردين عليها ، وهي تأمل أيضا بأن يعيد الحكم الجديد العلاقات الدبلوماسية معها . وفي رأينا أن إفادتها من الحكم الجديد لن تكون كبيرة حتى لو أعاد معها العلاقات . وإفادتها قد تأتي من ضعف الإخوان المسلمين السوريين المعارضين لحكم بشار امتدادا لضعف إخوان مصر . السعودية ستكون رابحا كبيرا من لانقلاب أولا لأنه خروج على نهج الثورات الذي تخشاه وتراه خطرا كبيرا على حكمها الأسري ، وثانيا لأنه خلصها من منافس على مكانتها الدينية في العالم الإسلامي . وتركيا قد تواجه صحوة للجيش التركي يستعيد بها دوره الكبير في الدولة الذي كان له قبل مجيء حزب العدالة والتنمية للحكم . وكالعادة تخرج إسرائيل أكبر مستفيد من الانقلاب . ستتوثق علاقاتها مع أجهزة الأمن المصرية توثقا غير مسبوق ، وسيكون مجالها مصر وسيناء وغزة وكل المنطقة برعاية أميركية تزيل العقبات وتحل العقد بين الطرفين ، وستتسع علاقاتها السياسية مع مصر حتى في الفترة الانتقالية ، ويكفي أن يأتي البرادعي رئيسا للحكومة الانتقالية لنتوقع تحسن تلك العلاقات . لم تسير أمورنا في العالم العربي دائما نحو الأسوأ والأخسر ؟ السبب فينا .
hgvhfp,k ,hgohsv,k Yrgdldh lk hghkrghf ugn lvsd |