!~ آخـر مواضيع المنتدى ~! |
|
إضغط علي
او
لمشاركة اصدقائك! |
|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||
| ||||||||
ونحن مقبلون على شهر الصوم هلا تأملنا (وتبتل إليه تبتيلا) في ظل زحمة المدنية الهوجاء، والمادية العرجاء، تزاحَمَ الناسُ على الدنيا، وتنافسوا فيها، وتسابقوا في جمعها، وغفلوا عن الغاية السامية التي خُلِقوا لأجلها، وهي عبادة رب الأرض والسماء، الذي أخبرَنا عن هذه الحقيقة، فقال: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات: 56]. وقد حث اللهُ نبيَّه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وكلَّ مؤمن من بعده -أن يذكره -سبحانه-، وأن ينقطعَ إليه انقطاعًا تامًّا، وألا يشغله غيرُه عنه، فقال مخاطبًا إياه: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً)[المزمل: 8]. معنى التبتل: والتبتل هو: الانقطاع، وهو هنا انقطاعٌ مجازي؛ أي: تفرغ البال والفكر إلى ما يرضي الله، فكأنه انقطع عن الناس، وانحاز إلى جانب الله؛ فعُدِّي بـ: \"إلى\" الدالة على الانتهاء، قال امرؤ القيس: تُضيء الظلامَ بالعِشاء كأنها *** منارةُ مُمْسَى راهبٍ متبتِّلِ والتبتيل: مصدر (بتَّل) المشدَّد، الذي هو فعل متعدٍّ، مثل التقطيع، جيء بهذا المصدر عوضًا عن التبتل؛ للإشارة إلى أن حصول التبتل - أي: الانقطاع - يقتضي التبتيل؛ أي: القطع التبتل الحقيقي: والتبتل الحقيقي يجمع أمرين؛ كما قال ابن القيم - رحمه الله -: التبتل يجمع أمرين: اتصالاً وانفصالاً، لا يصحُّ إلا بهما. فالانفصال: انقطاعُ قلبه عن حظوظ النفس المزاحمةِ لمراد الربِّ منه، وعن التفات قلبه إلى ما سوى الله؛ خوفًا منه، أو رغبة فيه، أو مبالاة به، أو فكرًا فيه، بحيث يُشغَل قلبُه عن الله. والاتصال: لا يصحُّ إلا بعد هذا الانفصال. وهو اتصال القلب بالله، وإقباله عليه، وإقامة وجهه له، حبًّا وخوفًا ورجاءً، وإنابة وتوكُّلاً[9]. حاجتنا إلى التبتل: ونحن اليوم في حاجة ماسة إلى التبتل؛ وذلك بالانقطاع عن الخَلق، والاتصال بالخالق، قال ابن العربي: \"وأما اليوم وقد مرجت عهودُ الناس، وخفَّت أماناتهم، واستولى الحرامُ على الحطام، فالعزلة خير من الخلطة، والعز به أفضل من التأهل\"، يقول هذا الكلام في زمانه، فكيف لو رأى زماننا، فما عساه أن يقول؟! وقال أيضًا: \"عند فساد الزمان يكون خيرُ مال المسلم غنمًا يتبع بها شعف الجبال ومواقع القَطْر، يفرُّ بدينه من الفتن\"[10]. خطوات التبتل: للتبتل أربع خطوات: 1 - قطع رغبة النفس في المدح؛ فلا يحب المدح، أو يستوي عنده المدح وعدمه. 2 - قطع رغبة النفس إلى الشهرة ورؤية الناس؛ فالرياء لا يجد لقلبه طريقًا. 3 - قطع رغبة النفس إلى الإمارة والرئاسة، سواء في الدين أو الدنيا، لكنه دائمًا يدعو ربه أن يجعله للمتقين إمامًا. 4 - قطع رغبة النفس إلى العلو في الأرض، وتبوء معالي المراكز والسلطان للعلو فيها، والحصول على طاعة الناس، وقهرهم، والسيطرة عليهم نساء متبتلات: مريم البتول انقطعت إلى الله؛ فآثرها على نساء العالمين، وأجرى لها من الكرامة ما أجرى: (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا)[آل عمران: 37]. وهذه آسية انقطعت إلى الله، وآثرتْه على الملك والجاه، فآثرها اللهُ بالقرب منه في جنته ودار علاه: (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[التحريم: 11]. التبتل لا يعني غفلة الإنسان عما يحل بإخوانه من مصائب: وتبتل العبد لربه لا يعني مطلقًا غفلتَه عما يدور حوله، أو عما يحل بإخوانه من مصائب؛ قال صاحب القواعد الحسان، ص (115): \"ومثل هذه العبادة تُلازِم الإنسانَ في كل زمان ومكان لا تنفك عنه؛ فهو بين الناس بجسمه، ولكن رُوحه تطوف حول العرش، يكلمهم بمحياه ولسانه، لكن مشاهدة عظمة الله وجلاله في سويداء جنانه، يفرح مع الناس لفرحهم، لكن قلبه قد مُلئ وجلاً وخوفًا وخشية من ربه، يحزن مع الناس لحزنهم، ولكن فؤاده قد مُلِئ أنسًا ورضًا وحبورًا بما قضى اللهُ وقدر، إنه ذلك الحاضر الغائب، الموجود المفقود، بين الهياكل والصور، والأجسام والغِيَر\". صور التبتل المشروع: التبتل: منه ما هو مشروع، ومنه ما هو ممنوع؛ فالمشروع هو ما جاءت نصوصُ الكتاب والسنَّة بالأمر به، والحث عليه، والترغيب فيه، ولذلك صور عدة، منها: أولاً: تحقيق التوحيد، ونفي الشريك: قال -تعالى-: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [النحل: 36]؛ أي: اعبدوا الله وحده لا شريك له، واجتنبوا الطاغوت بجميع صوره وأشكاله. ثانيًا: الإخلاص في العبادة: قال - تعالى -: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)[البينة: 5]؛ أي: قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة وَجْهَ الله، وطلب الزُّلْفى لديه، (حُنَفَاءَ)؛ أي: معرضين [مائلين] عن سائر الأديان المخالفة لدين التوحيد[14]. وقال ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله - تعالى -: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) قال: أخلِصْ له إخلاصًا[15]. ثالثًا: الإخلاص في الدعاء: قال مجاهد -رحمه الله- في قوله -تعالى-: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) [المزمل: 8] قال: أخلِصْ إليه المسألةَ والدعاء[16]. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما-: ((إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعنْ باللهِ))[17]. رابعًا: الإخلاص في الدعوة: قال قتادة -رضي الله عنه- في قوله -تعالى-: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) قال: أخلص له العبادة والدعوة[18]. فالدعوة تكون خالصة لوجه الله؛ قال -تعالى-: ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ)[يوسف: 108]، وقال -تعالى-: ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ ) [فصلت: 33]. خامسًا: تفرغ القلب للعبادة: قال ابن وهب -رحمه الله- في قوله -تعالى-: (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) قال: تفرَّغ لعبادته، فحبذا التبتل إلى الله، وقرأ قول الله -تعالى-: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ)[الشرح: 7]، قال: إذا فرغت من الجهاد، فانصَبْ في عبادة الله، وإلى ربِّك فارغَبْ[19] والله الموفق، والهادي إلى سواء السبيل مم قرأت واعجبني فنقلته بتصرف.. المصدر: منتديات بنات فلسطين - من قسم: ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈● ,kpk lrfg,k ugn aiv hgw,l igh jHlgkh (,jfjg Ygdi jfjdgh) |
06-26-2014 | #7 | |
| اقتباس:
جزاك الله خير ووفقك. | |
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيف ننجو من الغفلة عن ذكر الله تعالى ؟ | جـُ الحٌزن ـود | ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈● | 7 | 06-22-2014 05:27 PM |
لا توقفك كثرة العثرات تأملوا معي هذه المعلومات... | صمت المحابر | ثقف نفسك | 3 | 05-21-2014 03:36 PM |
محلل إسرائيلي: مصر طلبت ضرب غزة ونحن رفضنا!! | بنات فلسطين | يـوتيوب بنات فلسطين | 6 | 04-13-2014 06:59 PM |
تأملوا حال السلف ~ | بوح الحنين | ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈● | 5 | 03-30-2014 07:54 AM |
هذا ما يجعلنا دوما نفكر بألمنا.... | غرام | زوايا عامة | 9 | 08-11-2013 05:23 PM |