بكثير من الأوقآت أشعر بالخوف من كل مآ هو حولي ، خوف من المآضي والحآضر والمستقبل ، خوف أن افقد من أحب او أن أحب من لآ يستحق ، وشعور الخوف يلازمني بكل سكنآت حيآتي فحتى أنفآسي بت أخشآها يآ بني البشر , وحتى الأحلآم بآتت ترعبني رؤيتها بمنآمي ، آصبحت أخآف الصداقة والحب وحتى الأخوة فالكذب تفشى بين البشر ولم أعد أصدق أحد , وأصبحت أخآف قرب جنس البشر ، أمي أنت وحدك ذاك الملجأ الدافئ الذي أهرب إليه من كل خوفي ومن شرور البشر , أمي أنت وحدك التي تعطيني الشعور بالأمآن ، آحبك أمي بقدر رهبتي لعآلم البشر , آحبك أمي بقدر حآجتي لأن أشعر بالأمآن .

أنا لم أعد كما كنت يا أمي لم أبقى تلك الطفلة البريئة فقد تغيرت وخدش الزمان طفولتي وضاعت بين زحمة الحقد أحلام الطفولة نهبوا ذكرياتي الطفولية ومنحوني ماض كله أوجاع ......
فعذرا يا أمي فقد كذبتِ علي عندما قلتِ لي إن الحياة جميلة و إن كل ما فيها هو جميل , وأخطأتِ عندما رسمتِ الدنيا أمامي كأنها جنة !! والان انا مصدومة بها , فالحياة يا أمي ليست لوحة زاهية الالوان بل هي يا أمي لوحة أحادية اللون لا شيء فيها إلا السواد ..
اخطأتِ عندما جعلتِ مني فتاة ذات قلب طيب , فبسبب هذا القلب تألمت كثيرا وما زلت أتألم , وبسبب هذا القلب أستغلني الكثير , وبسببه أيضا خسرت الكثير الكثير ..
أتعلمين يا أمي انا حقا لا أدري أين الخطأ وأين الصواب فموازيين الأمور تبعثرت لدي فبت لا أدري أي الطرق أسلك ..
فحقا يا أمي قد غرقت طفلتك في بحر لا قاع له , أين المفر يا أمي وانا لا أملك من القوة إلا القليل فأخبريني من أين أستمد قوتي وقد بات كل شيء في هذه الحياة بثمن حتى هوائي الذي أتنفسه بات يحسب علي ..
أمي حقا تشتت عباراتي واختنقت أنفاسي وبت أشعر إن ما حولي ما هو إلا قيد يقيدني ..
ماذا أقول لا أدري فصدمتي أسكتتني فلن اقول يا أمي إلا إنني لم أعد طفلتك البريئة فقد تغيرت والفضل للحياة

خلعت رداء الحزن وأرتديت معآطف الفرح فلآ دمع ولآ سهر
ولآ تعب ولآ أرق

كنت صغيرة وكنت أظن أن وردة الياسمين التي جائتني بذات مرة هدية ستبقى معي حتى أكبر والأن كبرت وعلمت ان امي كانت بكل صباح تضع لي وردة جديدة وانا نائمة وترمي تلك القديمة فقط كي لا أحزن

آحبك أمي بقدر برائتي بذاك الوقت وآكثر

مضطربة التفكير انا الي ابعد حد , لا أعلم ما بي , ومزاجي يتقلب بكل دقيقة لا اعلم حالي وما بي , ولدي رغبة بالغياب عن الكل لاسبوع لشهر ولربما أكثر , فان غبت دعواتكم لي

كثيرا أتمنى لو اذهب إلي الوراء قليلا , لعالم الطفولة بما فيه من برائه ومشاغبة ,لذاك العالم الأنيق الوردي الخال من كل وجع وألم , إلي أوقات اللعب واللهو في الهواء الطلق , لذاك الوقت الذي كنت اشعر فيه بالأمان بين أحضان أمي وأبي , لذاك الوقت عندما كنت برفقة أرواح طاهرة خالية من كل حقد وكره ,أتمنى أن أكون طفلة يحبها الجميع لا تبكي إلا لأجل قطعة حلوة أو لعبة ,كنت وقتها برئيه وكان عالمي برئي مثلي , والآن كبرت ولا زلت برئيه لكن عالمي لم يبقى كما هو ,تلوث عالمي وامتلأ بوحوش وذئاب البشر ,تلوث عالمي وامتلآ بالوجع والألم , وأنا لا زلت كما أنا برئيه , أحيانا أتمنى لو يقسو قلبي ولو قليلا ,أتمنى لو انزع البراءة من داخلي فهي لم تعد تلاءم عالم البشر , تعبت وأرهقتني براءتي ولم اعد اقوي على الاحتمال , فقد فاض القلب بما رأي وارتوي , اكتفيت واكتفى قلبي من الوجع , وأريد ذاك العالم البرئي فقد اشتقت له , نعم أريده أن يعود أو انزعوا البراءة مني , فقلب برئي لا يصلح في عالم كله وجع وألم , فأعيدوني إلي الوراء قليلا إلي عالم الطفولة
—

صغيرتي لا تحزني فالحياة ستضحك لك يوما , دعي عنك الهم والوجع وابتسمي فلا شئ يستحق دموعك , ارمي خلفك كل ما يعب قلبك وتخلصي من كل شخص يكدر عليك صفو حياتك , وامحي كل ما هو موجع من ذكرياتك , اجعلي الضحكة تملا وجهك فضحكتك سر الحياة للكثير من الناس , عندما ينظرون لعينيكي ي صغيرتي يتوهون في سحر جمالها فهي عشق من نوع خاص , صغيرتي انت لمن حولك مصدر تفائل انت زهر يفوح عطرا بكل الارجاء , انت كالثلج في نقاءه ,انت نبض القلب لاحدهم . صغيرتي كوني كما انت عفوية كالاطفال برئية خالية من كل حقد وفساد , كثيرون يتمنون مكانك وكثيرون منك يغارون , صغيرتي كل ما فيك يعشق حركاتك كلامك افعالك جنونك بل انت للعشق عنوان , صغيرتي دعي عنك ما يقولون وافعلي ما تريدن وكوني كما انت ولا تتفعلي الافعال والكلام بل ابقي عفوية بكل ما فيك من همسات وافعال