بَعْدَ رَحِيلَكَ..

أَنَِّي رَاقِصُ مُحْتَرِفُ فَوْقَ قُبُورِ الْمَاضِي..

وَأُمْتَلَكُ التَّحَكُّمَ ب خُيُوطُ الذّاكِرَةِ..

وَنَسْجُهَا كَمَا أَشْتَهِي..

أحتآجُ لِمَكَانٍ غريبٍ مِن عآلمٍ صآمتْ

لأُثَرْثِرَ عَن وجعٍ أرهَقَنِيْ وأتعَبَنِي منهُ المَوتْ

لـاشـيء يـؤلـمنـي أنـا بـخيـر

فـقط أشــتـاق لـنفـسـي مـعهـم وأشــتـاقتهــم !!

أَحَضَرُ وَرِقَّةُ وَقَلَمُ

وَاُكْتُبْ لَهُ رِسَالَةٌ، وَتَخَيُّلَهُ يقرأ !!

قَلَّ لَهُ أَنَّكَ تشتاقه حَدُّ الْألَمِ

وَأَنَّكَ بِغِيَابِهِ فَقُدْتِ جُزْءَ مِنْ نَفْسُكَ !

أَخَبَرُهُ كُلُّ مايجول بِخَاطِرِكَ
مِنْ عِبَارَاتِ الْحَنِينِ..
قَلَّ لَهُ أَنَّه لَمْ يُغَبْ عَنْ بالِكَ لَحْظَةٍ !
حَتَّى فِي صِلَاتِكَ تَرَفُّقِ اِسْمِهِ بِالدُّعَاءِ..
أَخَبَرُهُ أَنَّ أَكْثَرُ مَا تَطَلُّبُهُ مِنْ اللهِ
هُوَ أَنَّ يبقى بِخَيْرِ
أَخَبَرُهُ...
وأخبره...
ثُمَّ أَغَلَقُ الرِّسَالَةِ،
وأغمض عَيْنِيِكَ
ستجد رُووِحَكَ قَدْ وُصِلْتِ إِلَيه !
عانَقَتُهُ بِشَوْقِ
وَقِبْلَتُهُ بِحَنِينِ
ثُمَّ رفضت الْعَوْدَةَ إِلَيكَ !!!
لَكِنَّ الْمُؤْلِمَ أَنَّكَ ستجد نَفْسُكَ
قَدْ ازدت اِشْتِياقَا فَوْقَ اشتياااق !!
لِذَلِكَ إِنَّ شئت
مَزَّقُ الْوَرِقَةِ قَبْلَ أَنَّ تغمض !!
وَحَتَّى قَبْلَ أَنَّ تَكْتُبَ..

وَالْوَجْهُ مِنْ السَّهَرِ صَارَ بِهِ شُحُوبَ

وَالْقَلْبُ بِهِ الف عِلَّةَ وَالَفَ مَكْرُوبُ

اهٍ لَوْ كَانَ يُوجَدُ اجنحة لِلْقَلُوبِ !!!

لارسلتها مُسْرِعَةً لِتِلْكَ الدُّرُوبَ

تَطَيُّرُ وَتَطِيرُ حَتَّى بَلَدِ الْمَحْبُوبِ

وَتَعُودُ بالروحِ لجسديَّ الْمَعْطُوبَ