!~ آخـر مواضيع المنتدى ~!
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   منتديات بنات فلسطين > ★☀二【« الاقـسـام الـعـامـه »】二☀★ > ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈●

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-27-2014   #281


صمت المحابر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 988
 تاريخ التسجيل :  Mar 2014
 أخر زيارة : 03-29-2020 (07:44 PM)
 المشاركات : 9,350 [ + ]
 التقييم :  626
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Lightpink
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 1
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



هذه هي منزلة كبار السن في عين رسول الله.. بل إنه يرفض أن تطول الصلاة الجماعية -مع حُبِّه لها وتعظيمه لقدرها- لأن ذلك قد يشق على كبير السن وغيره من أصحاب الحاجات، وهذا دليل على نظرته الشمولية لمسألة الرحمة، ودليل على اتساع أفقه، وإدراكه لحقيقة الإسلام، وإنه في الأساس رحمة للناس وليس مشقة وعذابًا لهم..

نلحظ كل ذلك من موقف فريد رواه أبو مسعود الأنصاري[6] وفيه أن رجلاً قال: والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة[7] من أجل فلان مما يطيل بنا، فما رأيت رسول الله في موعظة أشدَّ غضبًا منه يومئِذٍ، ثم قال:«إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ فَإِنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ»[8].

فيالَعَظَمَةِ هذا الموقف!!


 

رد مع اقتباس
قديم 05-27-2014   #282


صمت المحابر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 988
 تاريخ التسجيل :  Mar 2014
 أخر زيارة : 03-29-2020 (07:44 PM)
 المشاركات : 9,350 [ + ]
 التقييم :  626
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Lightpink
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 1
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



وإذا كانت كل هذه الرحمة لعموم كبار السن، فإنها ولا شك أعظم وأجلُّ في حق الوالدين.. إن الأبوين في كثير من بلاد العالم -الذي يسمُّونه متحضرًا في زماننا- لا يجدان رعاية ولا عونًا من أبنائهم بعد أن يتقدم بهما العمر، وتضعف منهما الصحة..

لكنَّ الأمر ليس كذلك عند رسول الله..

جاء رجل إلى رسول الله فقال: «يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صَحَابَتي؟ قال: "أمك. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثم أبوك»[9].

فأحق الناس بالصحبة ليس الصديق ولا الحاكم ولا صاحب العمل ولا غير هؤلاء، إنما أحق الناس بالصحبة الأم ثم الأب، وقدَّم الأم ثلاثًا لضعفها وشدة احتياجها عند كبرها..

هذه هي رحمته بالأم والأب، ولْيُقارن أهل الأرض بين هذه الرحمة وما يحدث في العالم أجمع!.. بل إنه في موقف آخر يقول ما يتفطَّر له القلب رقةً وتأثرًا!!

لقد جاءه رجل يقول له: إني جئت أبايعك على الهجرة، ولقد تركت أبويَّ يبكيان، فقال رسول الله: «ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما» [10].

يا لَرَحْمَتِك يا رسول الله!!


 

رد مع اقتباس
قديم 05-27-2014   #283


صمت المحابر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 988
 تاريخ التسجيل :  Mar 2014
 أخر زيارة : 03-29-2020 (07:44 PM)
 المشاركات : 9,350 [ + ]
 التقييم :  626
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Lightpink
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 1
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



فالرجل جاء يبايع على الهجرة، والأمر جد خطير، ومع ذلك فالرسول يهتم -ليس فقط برضا والديه وراحتهما- بل وبضحكهما وسرورهما!!

هذه هي رؤيته لكبار السن في أمته، وهذه هي رؤيته للواجب نحو الوالدين، وإذا كان هناك في العالم من يدَّعي أن قانونه يشبه -ولو من بعيد- قانون رسول الله، فإنني على يقين أنه لن يوجد من يدَّعي أن هناك مَن طبَّق على أرض الواقع ما طبَّقه رسول اللهمن مواقف الرحمة، ومن مظاهر الرعاية لحقوق الإنسان!! وصدق الله العظيم إذ يقول: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].

--------------------------------------------------------------------------------


 

رد مع اقتباس
قديم 05-27-2014   #284


صمت المحابر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 988
 تاريخ التسجيل :  Mar 2014
 أخر زيارة : 03-29-2020 (07:44 PM)
 المشاركات : 9,350 [ + ]
 التقييم :  626
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Lightpink
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 1
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



وفاء الرسول

الوفاء من الرحمة :

كان محمد حليمًا رقيق القلب عظيم الإنسانية[1].

في أواخر أيام دولة الأندلس وقّع حاكم مدينة غرناطة معاهدة بينه وبين ملك قشتالة تنص على استسلام بلاده وتسليمها للنصارى, وتضمنت معاهدة التسليم سبعة وستين شرطًا بما يحفظ على المسلمين دينهم وعرضهم وأموالهم, ولكن بمجرد استيلاء النصارى على الأندلس تبخرت كل الوعود, واستحل النصارى الأموال والديار, وتم إكراه المسلمين على التنصر بما عرف في التاريخ بمحاكم التفتيش حتى تم محو الإسلام من أسبانيا بأكملها -الأندلس سابقًا-[2].

هذا حالهم ولكن الإسلام شيء آخر!!
بَلَغَ مِنْ رحمة رسول الله بغير المسلمين أنّه حَرَّمَ الغدر بهم ولو كان هذا في زمان الحرب, ولم يُؤْثَر عن الرسول أنه غَدَرَ بعهدٍ قطُّ, بل كان مثالَ الوفاء الدائم, وإن غَدَرَ به أعداؤه, وسنتناول هذا المعنى من خلال النقاط التالية:


 

رد مع اقتباس
قديم 05-27-2014   #285


صمت المحابر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 988
 تاريخ التسجيل :  Mar 2014
 أخر زيارة : 03-29-2020 (07:44 PM)
 المشاركات : 9,350 [ + ]
 التقييم :  626
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Lightpink
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 1
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



شهادة الأعداء بوفاء النبي :
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بن حرب أَخْبَرَهُ أنه عندما كان في بلاد الروم في كفره أثناء صلح الحديبية؛ أحضره هرقل بين يديه, وسأله عن الرسول بعدما وَصَّلَه -أي: هرقل- رسالة رسول الله, وكان مما سأله عنه أن قال: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ فقال أبو سفيان: لا.
ثم عَلَقَّ هرقل في ختام حِواره مع أبي سفيان قائلاً: وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَغْدِرُ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ لا يَغْدِرُ, وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لا تَغْدِرُ[3].


 

رد مع اقتباس
قديم 05-27-2014   #286


صمت المحابر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 988
 تاريخ التسجيل :  Mar 2014
 أخر زيارة : 03-29-2020 (07:44 PM)
 المشاركات : 9,350 [ + ]
 التقييم :  626
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Lightpink
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 1
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



أمر النبي أصحابه بعدم الغدر :
ومن رحمة النبي أنه كان حريصًا على أن يغرس في نفوس الصحابة خُلُقَ الوفاء حتى في وقت الحرب؛ فقد كان يُوَدِّعُ السرايا مُوصِيًا إيّاهم: «ولا تغدروا»[4], ولم يكن ذلك في معاملات المسلمين مع إخوانهم المسلمين, بل كان مع عدوٍّ يكيد لهم, ويجمع لهم, وهم ذاهبون لحربه, فما أسمى هذه الأخلاق النبوية!!

وقد وصلت أهمية الأمر عند رسول الله إلى أن يتبرَّأ من الغادرين ولو كانوا مسلمين, ولو كان المغدورُ به كافرًا محاربًا؛ فقد قال: «مَنْ أَمَّنَ رَجُلاً عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ, فَأَنَا بَرِيءٌ مِنَ الْقَاتِلِ, وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِرًا»[5].

وقد تَرَسَّخَتْ قِيمَةُ الوفاء في نفوس الصحابة حتى إنّ عمر بن الخطاب بَلَغَهُ في ولايته أنَّ بعض المجاهدين قال لمحارب من الفرس: لا تَخَفْ, ثم قتله.

فكتب إلى قائد الجيش: "إنّه بلغني أنَّ رجالاً منكم يَطْلُبُونَ العِلْجَ –الكافر-, حتى إذا اشتد في الجبل وامتنع, يقول له: "لا تَخَفْ", فإذا أَدْرَكَهُ قَتَلَهُ, وإني والذي نفسي بيده, لا يَبْلُغَنِّي أنّ أَحَدًا فَعَلَ ذَلك إلا قَطَعْتُ عُنُقَه[6]".


 

رد مع اقتباس
قديم 05-27-2014   #287


صمت المحابر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 988
 تاريخ التسجيل :  Mar 2014
 أخر زيارة : 03-29-2020 (07:44 PM)
 المشاركات : 9,350 [ + ]
 التقييم :  626
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Lightpink
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 1
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



ذِمَّة المسلمين واحدة :
ومن رحمته بغير المسلمين في أثناء الحرب أنّه كان يَقْبَلُ بإجارة المسلم لكافر, بمعنى أنه كان يُنْفِذُ وَعْدَ المسلم أيًّا كان للكافر المحارب بالأمان, ويحضُّ المسلمين جميعًا على إنفاذ هذا الوعد والأمان.
قال رسول الله: «ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ, فَإِنْ جَارَتْ عَلَيْهِمْ جَائِرَةٌ, فَلا تَخْفِرُوهَا[7], فَإِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً, يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ القِيَامَة»[8].

وقد طبَّق الرسول هذا المبدأ تطبيقًا عمليًّا بين المسلمين؛ فأوفى بجوار أُمِّ هانئ بنت أبي طالب لأحد المشركين يوم فتح مكة؛ فقد روى البخاري, وأبو داود, والترمذي عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها أنها قالت: قُلتُ: يا رسول الله, زَعَمَ ابنُ أُمِّي تقصد أخاها عَلِيَّ بن أبي طالب, أنَّه قَاتِلٌ رجلاً قد أجرتُه: فلان ابن هبيرة؛ فقال رسول الله: «‏قَدْ ‏ ‏أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا‏ ‏أُمَّ هَانِئٍ»[9].
وبَعْدُ, فهذا غَيْضٌ مِنْ فَيْضِ أخلاق الرسول في حروبه مع المشركين التي لا تُقارَن بأخلاق قادة الكفر في كل مكان وزمان.
إنّ أخلاقه لا تُوصف إلا بأنها أخلاق أنبياء, فذلك أصدق وصفٍ لها, وكفى.


 

رد مع اقتباس
قديم 05-27-2014   #288


صمت المحابر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 988
 تاريخ التسجيل :  Mar 2014
 أخر زيارة : 03-29-2020 (07:44 PM)
 المشاركات : 9,350 [ + ]
 التقييم :  626
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Lightpink
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 1
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



حلم النبي صلى الله عليه وسلم.

كان مُحَمَّد الحاكم المُتسامح والحكيم والمُشرِّع [1].

إن ما يقرب من نصف دول العالم مازال يعاني من مرارة الجهل والتخلف، فنجد أن نسبة الأُميِّة في بعض الدول -خاصة الفقيرة- تصل إلى 70% من عدد السكان [2].

على الرغم من أن الجهل صفة مذمومة لم تُذْكَر في القرآن الكريم غالبًا إلا على سبيل الذم واللوم، بل استعاذ منها موسى عليه السلام كما حكى ربُ العزَّة في القرآن في قوله: {قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [البقرة:67].

على الرغم من ذمّ هذه الصفة إلا أن كل البشر بلا استثناء يتصفون بها من وجه من الوجوه، فهم يعلمون أشياء ويجهلون أشياءً أخرى، حتى أكثر العلماء علمًا في مجال معين لا بد أنه جاهل في مجال آخر.

وإنما يُذَمُّ حقيقةً الجاهل الذي لا يسعى إلى تحصيل العلم، والجاهل الذي يجهل أمرًا مُشتَهرًا جدًا بين الناس، أو كما يقول الفقهاء: "الجاهل بما هو معلوم من الدين بالضرورة".

وهذا النوع الأخير وهو (الجهل بالأمر المشتهر)، هو ما نعنيه في هذا المبحث، وإلا فكل البشر جاهلون، أو على الأقل كانوا في مرحلةٍ ما من عمرهم جاهلين، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى مرحلة العلم.


 

رد مع اقتباس
قديم 05-27-2014   #289


صمت المحابر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 988
 تاريخ التسجيل :  Mar 2014
 أخر زيارة : 03-29-2020 (07:44 PM)
 المشاركات : 9,350 [ + ]
 التقييم :  626
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Lightpink
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 1
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



يقول ‏مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ: بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ‏ ‏‏إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ؛ فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ؛ فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ ‏أُمِّيَاهْ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ؛ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ؛ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ‏‏‏فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ؛ فَوَاللَّهِ مَا ‏‏كَهَرَنِي ‏وَلا ضَرَبَنِي وَلا شَتَمَنِي؛ قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلاةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ» [3].

في هذا الموقف نرى بوضوح رحمة رسول الله بمعاوية بن الحكم، والذي كان جاهلاً إلى حَدٍّ كبير بتعاليم الصلاة، وهذه الرحمة لفتت نظر معاوية، حتى إنه ذكرها وعلَّق عليها؛ فقال: "فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ".

وكأن معاوية كان يتوقع الزجر والتعنيف من رسول الله لمَّا رأى ثورة المصلّين حوله ومحاولتهم إسكاته، فقال معاوية في سرور: فَوَاللَّهِ مَا ‏‏كَهَرَنِي ‏وَلا ضَرَبَنِي وَلا شَتَمَنِي، وكأن هذه كانت أمورًا متوقعة.

لكن رسول الله لا يصدر منه القول السيئ، ولا يقسو على أحد أبدًا.


 

رد مع اقتباس
قديم 05-27-2014   #290


صمت المحابر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 988
 تاريخ التسجيل :  Mar 2014
 أخر زيارة : 03-29-2020 (07:44 PM)
 المشاركات : 9,350 [ + ]
 التقييم :  626
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Lightpink
اضف الشكر / الاعجاب
شكر (اعطاء): 1
شكر (تلقي): 0
اعجاب (اعطاء): 0
اعجاب (تلقي): 0
لايعجبني (اعطاء): 0
لايعجبني (تلقي): 0
افتراضي



وفي يوم آخر رأى رسول الله ما يُغضِبُ عادةً أي إنسان، ومع ذلك فإن رحمة رسول الله قد ظَلَّت رد فعله، فتعامل بهدوء ورفق لا يشابهه فيه أحد.

يروي ذلك الموقف جابر بن عبد الله فيقول: "أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ ‏‏فِي مَسْجِدِنَا هَذَا وَفِي يَدِهِ ‏عُرْجُونُ ‏ابْنِ طَابٍ[4]، فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ نُخَامَةً فَحَكَّهَا‏ ‏بِالْعُرْجُونِ، ‏ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللَّهُ عَنْهُ؟» قَالَ: فَخَشَعْنَا، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللَّهُ عَنْهُ؟»، قَالَ: فَخَشَعْنَا ثُمَّ قَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللَّهُ عَنْهُ؟» قُلْنَا: لا أَيُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.

قَالَ: «فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ ‏ ‏يُصَلِّي فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قِبَلَ وَجْهِهِ فَلا يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ وَلا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ رِجْلِهِ الْيُسْرَى[5] فَإِنْ‏ ‏عَجِلَتْ بِهِ بَادِرَةٌ [6] ‏فَلْيَقُلْ بِثَوْبِهِ هَكَذَا»، ثُمَّ طَوَى ثَوْبَهُ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ؛ فَقَالَ: «أَرُونِي عَبِيرًا»، فَقَامَ فَتًى مِنْ الْحَيِّ ‏‏يَشْتَدُّ[7] ‏إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ‏ ‏بِخَلُوقٍ[8] ‏فِي ‏رَاحَتِهِ‏ ‏فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏فَجَعَلَهُ عَلَى رَأْسِ ‏الْعُرْجُونِ ‏ثُمَّ ‏لَطَخَ بِهِ عَلَى أَثَرِ النُّخَامَةِ؛ فَقَالَ‏ ‏جَابِرٌ:‏ ‏فَمِنْ هُنَاكَ جَعَلْتُمْ ‏‏الْخَلُوقَ ‏فِي مَسَاجِدِكُمْ" [9].

فمع أن الموقف قد آذى رسول الله، وليس فيه توقيرٌ للمسجد، إلا أن رسول الله من رحمته لم ينفعل، ولم يسأل عن الفاعل، ولكن علَّمهم بهدوء ما ينبغي عليهم أن يفعلوه، بل وأزال بنفسه النخامة وطيَّب مكانها


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجمال الربانى لرسول الله صل الله عليه وسلم محمود رضوان ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈● 11 01-20-2014 10:38 PM
الأرجوزة الميئية في ذكر حال أشرف البرية محمد صلي الله عليه وسلم رقة قلب ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈● 6 11-16-2013 02:13 PM
غسل وكفن ودفن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم... وجع شرقي ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈● 5 10-20-2013 12:26 AM
هل كان رسول الله صلِ الله عليه وسلم يحب اللباس الأخضر..؟ نقاء الروح ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈● 5 10-03-2013 12:37 PM


الساعة الآن 01:35 PM


فن بيتك متجر فن بيتك الصعب للاتصالات سبيكترا

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.