عندما كانت تقدم له القهوة
ويهمس لها دوما بأن قهوتها تعجبه جدا جزيلاً..
كانت تبتسم قائلة له :..سفاح قهوة...
وتسود بيينهما ضحكة كعصفور يطلقانه
في سماء المواربة فكانت رسائل القهوة بينهما
تعني أنهما يستتران بالصمت وتحت ردائة
كانت سطور الرسائل تقرأ بينهما
العشق المتربص بكل منهما تحت اصرار
وسبق ترصد ونية مبيتة من المشاعر التي سلكت طريقا
إلتفافيا على التصريح...قهوتك تعجبني جدا جزيلاً..
وفي الطرف الاخر من النبض تنبت همسة
لترد نبضة أخرى: وانا أحبك جدا جزيلاً..

رياح الخريف اطلقت ندائها فدفئني بين اضلعك....
كل خريف تسقط ورقة من اغصان عمري
وبين خريف مضى وخريف أطل برأسه
ترتجف حروفي مصفرة ..
وتعود أواخر ايلول لتعصف بالاوراق مجددا
فتتناثر حولي زوابع الماضي
وانت في الطرف الآخر تحاول التقاط الرسائل الضائعة
وتغيب في غاباتي العارية
التي ترتجف تحت وطأة الوحدة في المنفى البعيد
هي رياح الخريف عندما تهب بيننا
فتنطفئ مدفأة اللقاء..
ويغتالني برد الافتقاد إليك
فأعاتبك لما تركتني ومدينتي نغرق
في طوفان العتمة
وقطعان الجليد تنهش لحم اللهفة
في ساعات الانتظار التي تشنق ببابها وجودي!
سأترك جثتي تحت ركام الصمت ..
تحدق في السماء ..
وفي داخلي النداء:أما آن للنوارس ان تعود؟!!
(تهجرني في كل خريف الحياة
مع كل مرة تذهب برحلتك الموسمية للطرف الاخر من الوجود
ومع تعاظم الغياب والفقد...اتعلق بك اكثر..
واعشقك اكثر ..كالموت انت ..لا تنتظر)

وداعاً ..تراتيل....

بين الحنين والفقد شعرة الوفاء
لا تفصلني عنك مسافة
أنما امواج المساء حينما تغمرني بالدهشة
من المشهد القائم بيننا..
لم نفترق..لكن لا نلتقي!!!

ابيت على دمعتي والحنين هشم اضلعي
متى سترتوي العين من رذاذ لقاء
ينبت طيفك فيها؟؟
ارتشف الثواني بكؤوس الانتظار المر
تراني ..من خلف زجاج الصمت اتمتم باسمك
وترفض مشاعري الانسلاخ عن رحم هواك
فمن سيضم ضعفي بكفي حنانه كما تفعل..
ومن يطبع بروحي قبلة الحياة مثلك؟؟

يغتالني صمتي في العلن..
ويقتلني حبك في الخفاء...
وبي مد وجزر..
لكن أفقد نفسي لأحتفظ بك!!

عندما تفقد محركات عقلك الشرارة المحركة
وتصبح الأحداث حولك هي ضروب مختلطة من اللامنطق
تحتاج لمنح عقلك بعضا من الراحة
ربما اجازة خريفية مبكرة ربما تستريح
ومع ذلك تحتاج لمن يخاطبه
كي تقدح الشرارة من جديد!!!
وتعاود الانخراط في دوامة الفهم للجنون!

أنا يا حبيبي ...
لم احببك كحب امرأة لرجل ترتديه معطفاً لأنواء الشتاء ..
أنا عاشقة أحببتك حب الأرض للسماء ..
احببتك حب الغريب لأحضان الوطن..
عشق الطيور للحرية ...
غرام البحر لدغدغة أنامل للموج...
ولع الناربمراقصة الهواء..
عشق الشهور للفصول الاربع ...
هيام الفجر للتوضأ بحبات النور ...
عناق الشفق لجسد المساء ...
احتضان الياسمين للعطر...
أغرمت هوساً بك كهوس الأماكن بالاتجاهات...
فما يوازي عشقي لك من جنون؟!

باختصار
في ارتحالي عبر سحائب العمر الملبدة
تبقى انت سمائي الممطرة عشقاً..
بيباب أحلامي وسر ابتسامة الروح
الظامئة إليك رياً يجتاجها ....

وهل لي ...
سوى ان اغرس خنجر الصمت في جسد الانتظار
واجمع دماء الحنين بكفي
لأكتب بمدادها على جدران روحي
تعويذة الشوق ..
لي منك عيون المساء الساهدة
التي تحدق بطيور الروح
المرتحلة لحظة الغروب الى الشمال
سر وجودي انت ..
كيف لي أن أنتظرك
دون أن أكتسي بفقدي جنونا
يتلوي في طرقات فؤادي
ويرتسم بكل دروب مدينتي
شغباً محتجاً يرفض غيابك..
*********
يا وطناً من أفراح اختبأ في أزقه التيه..
في كل مرة أطرق أبواب الرياح بحثا عنك..
تخبرني عنك همهاتها: ابحثي تحت جلدك..
فستجديه ذاك الطفل العابث المتمرد عليكِ دوماً
يذكي جمر اللهفة في أغشية الوريد يخط بها
هلوساته.. هواجس جنونه...أحلامه ..وامنياته..
يرسمك امرأة من زهر الجبل..
امرأة كسرت قيد الاسطورة
واهتدى نبضها إليه
فخرجت من تيه العمر وعقم الحزن..
لينبثق من بين أضلاعها نهر هواه دفقاً من طهر النقاء

******
فقلد معصم مشاعرها حبه سوارا من ياسمين
ووشم سحره طلسما نقشه بغشاء الفؤاد
ولون قميص مشاعرها بلون نبيذ الشوق المعتق
وصب في نبضها همس نبضه:
(خلقت لحبكِ قبل أن تتنفس انفاس وجودي الحياة)

بقلمي/لحظية..