منتديات بنات فلسطين - مع بداية موسم الصيف..المصطافون على بحر غزة ينتظرون حدا لحالات الغرق

https://images.alwatanvoice.com/news...9998736328.jpg
بمجرد أن بدأ موسم فصل الصيف على شواطئ بحر قطاع غزة، حتى بدأت حالات الغرق تتصدر عناوين الأخبار، بدءً بوفاة الشاب صقر أبو عمشة في بحر الشيخ عجلين قبل أسبوعين، مرورا بغرق الطفل محمد السواركة (15 عاما) قبل ثلاثة أيام، وليس انتهاءً بغرق الطفلان الشقيقان محمود الأدهم (16 عاما)، وسيف الأدهم (14 عاماً)، في بحر شمال غزة أمس الجمعة، الأمر الذي يثير العديد من علامات الاستفهام حول توفر إجراءات السلامة على شواطئ بحر القطاع.

ويعتبر شاطئ قطاع غزة متنفسا لنحو 2 مليون نسمة، في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع، والوضع الاقتصادي الصعب للمواطنين.

وكان بحر غزة شهد 1200 حالة غرق بينهم 4 وفيات العام الماضي، وفقا لإحصاءات دائرة الإنقاذ البحري بجهاز الدفاع المدني.

وكان الناطق باسم وزارة الداخلية بغزة إياد البزم أكد لـ"دنيا الوطن" أن وزارته وضعت خطة شاملة لاستقبال فصل الصيف، من ضمنها تأمين شواطئ البحر بالمنقذين وأبراج المراقبة، غير أن الواقع يؤكد غير ذلك.

مشكلة متفاقمة

ويحمل المواطن علاء مطر الحكومة والدفاع المدني والبلديات مسئولية استمرار حالات الغرق على الشواطئ منذ سنوات، متسائلا "متى سيجد المسئولون حلا لهذه المشكلة؟".

وقال مطر لـ"دنيا الوطن": "منذ أعوام وبمجرد بدء فصل الصيف حتى نبدأ بسماع أخبار الغرق بشكل شبه يومي، دون أن تقوم الحكومة والبلديات بأي حلول لهذه المشكلة المتفاقمة".

ويضيف "كل عام نجد أن واقعنا صعب جدا وأن تصريحات المسئولين المطمئنة بتأمين الشواطئ بفرق انقاذ غير صحيحة بتاتا"، مطالبا الجميع بتحمل مسئولياته تجاه أهالي غزة.

أما الشاب حسن العمري فيعرب عن تخوفه حتى اللحظة من الذهاب مع عائلته الكبيرة إلى شاطئ بحر بيت لاهيا شمال غزة، بسبب كثرة حالات الغرق.

ويقول لـ"دنيا الوطن": "عائلتنا كبيرة ونخشى من الذهاب إلى الشاطئ بسبب خوفنا من غرق أحد الأولاد في البحر، خصوصا وأن أعداد المنقذين قليلة في الأعوام الأخيرة"، مطالبا البلديات والدفاع المدني بزيادة عدد المنقذين في أسرع وقت.

وتابع "الصيف لا يتعدى الثلاثة أشهر، فكيف لا تستطيع البلديات والحكومة بكل مقدراتها من تأمينه خلال هذه الفترة القصيرة؟"، مبينا أن الذهاب للاصطياف على شاطئ البحر بات رحلة محفوفة بالمخاطر.

فيما يؤكد صاحب أحد الاستراحات على شاطئ بحر بيت لاهيا خالد أيوب أن مسئولية حدوث حالات الغرق تقع على عاتق المسئولين والعائلات أيضا، مبينا أن فرق الإنقاذ تبدأ دوامها من ال8 صباحا وتغادر 8 مساء، فلا داعي للسباحة في الأعماق بعد هذا الوقت إلا على الشاطئ.

وأضاف لـ"دنيا الوطن" "كما أن البلديات والدفاع المدني مطالبين أيضا بزيادة عدد المنقذين والاهتمام أكثر في هذا الجانب حتى تنتهي ظاهرة الغرق، وإلا فلماذا يأخذون ايجارات مرتفعة من أصحاب الاستراحات كل عام؟".

أعداد منقذين قليلة

أما المنقذ البحري محمود أبو النيل فيؤكد أن أعداد المنقذين قليلة جدا بالمقارنة مع أعداد المصطافين الكبيرة هذا العام، مشددا على ضرورة زيادة أعداد المنقذين في أسرع وقت.

وقال لـ"دنيا الوطن" إن كل منقذ مطالب بحماية المصطافين على مساحة تقدر ب600-800 متر من شاطئ البحر، موضحا أن ذلك يشكل صعوبة كبيرة عليهم بسبب الأعداد الكبيرة التي تزور البحر يوميا في فصل الصيف.

وتوقّع المنقذ أن تزداد حالات الغرق خلال الأيام المقبلة وخصوصا بعد انتهاء طلاب الثانوية العامة من امتحاناتهم وازدياد أعداد المصطافين على شاطئ البحر بشكل مضاعف، الأمر الذي يتطلب –من وجهة نظره- زيادة أعداد المنقذين وتوفير الاضاءة الليلية على الشواطئ.

ويؤكد أبو النيل حرص المنقذين على بذل ما باستطاعتهم لحماية المواطنين من الغرق، عبر إرشادهم بعدم الدخول لمسافات بعيدة، بالإضافة إلى وضع إشارات بمنع السباحة في المناطق التي يعجزون عن توفير الحماية فيها بسبب قلة عدد المنقذين.

فيما طالب الباحث في مركز الميزان لحقوق الإنسان حسين حماد البلديات والدفاع المدني بغزة بالتحرك العاجل لحماية المصطافين مع بدء موسم الصيف وازدياد حالات الغرق.

وقال حماد في تعليق له على صفحته عبر الفيس بوك: "الموسم ما يزال ببدايته، والعائلات المصطافة في ازدياد، وعدد الاستراحات على الشاطئ تزداد، كل ذلك في ازدياد إلا عدد المنقذين البحريين!".

وأضاف "أدق ناقوس الخطر بضرورة التحرك الواعي من قبل الدفاع المدني والبلديات من أجل حماية المصطافين على بحر الشمال, قوموا بواجبكم، وارحموا أبناء شعبكم".

نقص المنقذين

من جهته، قال مدير الإنقاذ البحري بجهاز الدفاع المدني يحيى تايه إن شاطئ بحر قطاع غزة يحتاج إلى ما بين 400-500 منقذ لتغطيته بشكل شامل، غير أن لديهم عجز كبير في أعداد المنقذين الذين يصل عددهم 220 منقذا فقط.

وأضاف تايه لـ"دنيا الوطن" نقطة الإنقاذ الواحدة تحتاج إلى 4 منقذين يتناوبون عليها منذ الصبح حتى المساء، إلا أننا قمنا بتوزيع العدد المتوفر لدينا على مائة نقطة على طول شواطئ البحر، وهذا بحد ذاته عجز كبير ويشكل خطرا على حياة المواطنين".

وبشأن خطواتهم في حل هذه المشكلة أكد مدير الإنقاذ البحري أنهم طالبوا وزارة العمل بزيادة عدد المنقذين عبر فتح باب "البطالة" لهم، وتواصلوا مع عدد من المؤسسات والجهات المختصة لتوفير المعدات اللازمة للمنقذين، معربا عن أمله في أن تسفر مطالباتهم وتواصلهم مع كافة الجهات لحل هذه الإشكالية.

وأشار تايه إلى أنهم يعملون حاليا ضمن خطة طوارئ لتغطية أماكن الازدحام بالمنقذين، وكتابة بوسترات وشعارات بعدم السباحة في المناطق التي لا يوجد بها منقذين، مناشدا جميع المواطنين باتباع ارشادات السلامة والحفاظ على سلامتهم وسلامة أبنائهم على البحر.