منتديات بنات فلسطين

منتديات بنات فلسطين (http://www.bntpal.com/vb/index.php)
-   قصص أدبية , روايات , حكايات , تاريخ الأدب والأدباء (http://www.bntpal.com/vb/forumdisplay.php?f=74)
-   -   روآيةُ شمآُُ وهزآآعُ ..ً# (http://www.bntpal.com/vb/showthread.php?t=56157)

غُرورْ ✿ 04-02-2016 07:43 AM

http://www.bntpal.com/vb/img/bntpal_1459562742_866.gif



((إن لدي مشاعر متضاربة في هذه اللحظة،
فهذا الانسان الذي شعرت وبالنظرة الأولى أني اعرفه منذ زمن بعيد...!!!
هو ذات الانسان، الذي كلما نظرت إليه اشعر انه شخص غريب


ارغب في اكتناف غموضه، اشعر ان في داخله شخص اعرفه،


في اعماقه روح تعرفني حق المعرفة، لكن حينما نبدأ في التواصل،


لا أعرف لما تعيقنا السبل، إني اهواه، ولا اتخيل حياتي بلاه،
لكني في نفس الوقت عاجزة عن ايصال مشاعري له بالشكل الصحيح،


لا أعرف هل هو نوع من المكابرة، إنها مشاعر مبهمة حقا،
لا افهمها، فكلما اردت الاقتراب منه، افسد الامر اكثر، في البداية لم نكن هكذا،


في البداية كانت لدي ثقة كبيرة في حبه لي، وفي قوة علاقتنا،


لا اعرف لماذا تبددت تلك الثقة مع الايام،
ولا اعرف لما اضمحلت ثقتي في ذاتي،


إلى هذه الدرجة، إني انهار يوما بعد يوم، واشهده وهو يضيع من بين يدي)) .




تعود بظهرها إلى الوراء، وتجر نفسا طويلا، تنفس عبره عن ضيق شديد، وتغمض عينيها اللتين قذفتا فيضا من الدمع، ..


(( لم اعد قادرة على الاحتمال، .. إني لا أشفق على نفسي بدونه فقط،


بل اشفق عليه هو أيضا بدوني، لا اعرف لم اتخيل انه سيصبح وحيدا لو تخليت عنه،


حتى وإن كان الفراق قراره هو، فأنا اشعر احيانا انه ابني،


وابي في ان واحد، فإن ابتعدنا اصبح يتيما واصبحت يتيمة...


والله يا دكتورة احسن أن لا احد له في هذه الدنيا بعدي، رغم ان امه وابوه على قيد الحياة الله يخليهم له، إلا اني احس بذلك...))،


(( منذ ان افترقنا، وانا اقلب موبايلي عشرات المرات كل دقيقة، انتظر منه رسالة،


اعود واتفحص الصوت، لعله اتصل ولم اسمع الرنين،


اتصل بهاتفي من هاتف اخر، لأتأكد من انه متصل بالشبكة،


تعبت وانا انتظر، ... يعلم الله أني ندمت، لكن هل يمكن لهذا الانسان ان يعود...وان نعود كما كنا... ))، ..




أردت أن اخبرها الحقيقة، أردت ان أفشي لها بسر كبير،


قد ينهي ساعات الانتظار، أو قد يفطر قلبها... لكني آثرت الصمت،


لاني كنت قد عاهدت نفسي، أن اصبر، وأن لا أضعف امام دموعها،


وتحاملت على نفسي، وزججت بإرادتي في طريق مؤلم، فليس من السهل،


أن ترين أمرأة تبكي بين يديك، وتترجى، وأنت بيديك ان تنهي حالة الانتظار المؤلمة


التي تعيش فيها، بكلمة، كلمة واحدة، مهما كانت تلك الكلمة،


مؤلمة، أو سارة، المهم، انها ستنهي حالة الترقب والانتظار،


والتي في كثير من الاحيان، تكون لحظات من العذاب والالم ليس إلا...!!!


كان المطر قد توقف في الخارج، وظهر قوس المطر عند قمة المبنى المجاور كان بديعا،


...(( هل ترين قوس المطر يا شما...)) (( ام، جميل... !!! ))..


(( هل يمكنني رؤية صورة لهزاع بعد اذنك )) قالت وهي تهم بفتح حقيبة يدها،


(( بكل تأكيد، لقد اصطحبت معي البوما كاملا، لتختاري الصورة التي تجدينها مناسبة،


.. لقد اخبرتني السكرتيرة بأن علي اصطحاب الصورة، لتحليل الشخصية، لكني احترت اية صورة اختار، .. ))


وهمت باخراج البوم صور صغير الحجم، باللون الزهري المأطر بالذهبي،


بدا انيقا، قالت وهي تفتح الصفحة الأولى فيه (( هذه صورة لنا في ليلة الزفاف،


.. ما رأيك هل كنت جميلة...؟؟)) (( ماشاء الله، جميلة بالفعل، ولا زلت جميلة...!!!))،


(( وما رأيك في هزاع...!!! كيف تحللين شخصيته..؟؟))،


نظرت للحظات، وكنت من الوهلة الأولى قد رصدت مجموعة


من الصفات، بحكم خبرتي الطويلة في تحليل الشخصيات


عبر قراءة ملامح الوجه، لكني قلت (( هل لديك صورة يبرز فيها الموجه بشكل واضح،


يكون فيها مقابلا للكاميرا، أي لا يلتفت يمينا ولا شمالا...)) قالت متحمسة


(( نعم تقصدين كالصورة التي تضاف للهوية، نعم عندي صورة كهذه،


لقد اكدت علي السكرتيرة ان اصطحب واحدة،)) وبدأت تقلب في الألبوم (( أين هي، لحظة من فضلك، .....


نعم هذه هي.. هذه الوحيدة التي وجدتها عندي إنها قديمة بعض الشيء،


ذلك لان كل الصور في بيتي، وانا حاليا في بيت اهلي كما أخبرتك،


وجمعت لك من الصور ما وجدته فقط..)) قلت أطمأنها (( لا بأس، حاليا سنكتفي بهذه،


لكن الاسبوع المقبل، اريدك ان تحضري لي صورة حديثة، لان ثمة سمات


في الانسان تتبدل، صحيح ان اغلب السمات تبقى ثابتة، لكن هناك صفات تتغير،


ويفضل دائما ان تكون الصورة حديثة، ليست اقدم من سنة )) ..


((لكن كيف سأحضر لك الصورة الاسبوع القادم، وانا لازلت في بيت اهلي، دكتورة..))




(( لأنك ستعودين بإذن الله هذا الاسبوع...)) (( مستحيل.. لا استطيع.. لا يمكن... وكرامتي... لا، .. صعب))




(( بإذن الله ستعودين... ولن نستبق الاحداث، فلعله هو بنفسه من سيأتي ليعيدك، ...))


(( هل هذا ممكن، ...)) واشرق وجهها مستبشرا، وانفرجت اساريرها،


فيما قفزت دمعتي فرح، (( هل يمكن ان يحدث ذلك حقا دكتورة، ... لكنه قرر الزواج،


... وخطبته الاسبوع المقبل... كيف اقبل العودة إليه، غير ممكن....!!!!)) ...


(( قد يعود عن قرار زواجه، لعله يفعل، وبإذن الله، دعينا لا نستبق الاحداث،


.. ونرى على اي وجه سنهي استشارتنا لليوم، ... ))


تسمرت عيناها على وجهي للحظات، قبل ان تقول (( لما اشعر انك تتحدثين بثقة كبيرة،


.. شيء ما في قلبي يخبرني انك تخفين امرا...))


قلت في نفسي، سبحان الله، ... حدس المرأة، لا يخطأ أبدا، ...!!!!


حينما نظرت إلى الصورة، فهمت ماذا قصدت شما، حينما وصفت هزاع، بأنه شخص مختلف،


فهو في الواقع شخصية استقلالية جدا، وإلى ابعد الحدود،


شخص ودود للغاية، ولكنه في الوقت نفسه من عشاق الحدود،


فهو يحب ان تكون له حياته الخاصة، واثق من نفسه جدا، لا يمكن لأي شيء ان يهز ثقته في ذاته،


لا يحب التردد، ولا الاشخاص المترددين عنيد اشد ما يكون العناد، وهو يتفق مع شما في ذلك،


فهي الاخرى عنيدة، شخص صادق لا يعرف اللف ولا الدوران، وهو ايضا لا يحب اضاعة وقته،


ليس متكبرا، ومن يتعامل معه للوهلة الأولى يظنه كذلك، لكن ما ان يتعرف عليه


عن قرب يدرك ان صمته ليس تكبرا إنما حكمة، وصرامته ليست قسوة،


إنما رحمة، وتميزه لا يغره، بل يزيده ثقة، الزواج بالنسبة إليه ليست مجرد


مرحلة أو خطوة، وإنما هو قاعدة ينطلق منها، ويعتمد عليها،


ليكتسب المزيد من القوة، وهو لذلك يبحث عن امرأة قوية،


حكيمة، صلبة، يستطيع ان يتقاسم معها مسؤولية تحقيق طموحاته، ..


واختياره لشما، لم يأتي عبثا، او قرارا متهورا منه، فهو ايضا يتمتع بنظرة ثاقبة،


فشما، مالا تعرفه عن نفسها، أنها شبيهته في هذه الحياة، فهي ايضا شخصية قيادية،


وصارمة، ومدبرة، وهي الأكثر قدرة من بين النساء على ان


تشكل معنويا قاعدة قوية، وثابتة وراسخة ينطلق منها هزاع لتحقيق ذاتيهما معا، ...!!!!


لكن هزاع، يبدوا انه تمتع في سنوات حياته الأولى بعلاقة


طيبة بذاته، ولديه فكرة واضحة وإيجابية عن نفسه في كل صفاته،
أما شما، فقد عانت للاسف من مشكلة كبيرة، الا وهي الاستنقاص


من قدرها، بسبب ما كانت تعانيه من سمنة في طفولتها، والانسان


حينما يقوم احدهم بالتركيز دائما على شيء ينقصه او يعيبه، يجعله عاجزا عن


رؤية الايجابيات الاخرى في شخصيته، ويصبح كل همه هو ان يتجاوز العيب ا


لذي يعانيه، ويعتقد بشكل متواصل أنه حينما يتخلص من ذلك العيب،


سيصبح بأمكانه ان يتمتع بباقي مميزاته، او إيجابياته،


لكنه لا يعلم ان التركيز على العيب يجلب المزيد من العيوب،


بل ويقوض الشخصية، ويقضي على الارادة، ...!!!! فتذبل مع الايام كل مميزاته الاخرى، ...


لم يخطأ هزاع في اختيار شما، فهي مناسبة له من كل الجهات،


إنهما يشكلان زوجين، قويين، ويمكنهما ان يكونا علاقة زوجية متعددة الوجوه والجوانب،


فهما يكن ان يكونا بالاضافة إلى كونهما زوجين، ... يمكن ان يصبحا شريكي


عمل ايضا، فكلاهما يتمتع بنفس الطموح ونفس القدرة على التخطيط، ونفس الاتجاهات الفكرية،


يمكنهما ان يكونا عاشقين، لان كلا منهما يتمتع باستقلالية عميقة،


وثقة مفرطة في ذاته، حتى شما، تتمتع بهذه الصفة، لولا انها لم تعطي هذه الميزة القدرة على الظهور، او النمو، ...!!!


يمكنهما ان يكونا صديقين، فهما ليسا شخصين حالمين،


رومانسيين طوال الوقت، إنهما يتمتعا بحكمة، وبعد نظر،
ولدى كلا منهما قدرة على تفهم الأخر، وقد برزت بوادر تلك الصداقة منذ الوهلة الأولى
حينما بدأت شما بالضحك لمنظره بالشورت بعفوية،


فيما تقبل هو ضحكها بسعة صدر، ومثل هذا قلما يحدث بين شخصين بالكاد يعرفان بعضيهما،...!!!


يتمتع كلا منهما بمنطقية وذكاء حاد، وهذا يجعلهما
يتناغمان في علاقة عميقة، بعيدة عن السطحية كل
البعد، ورغم ما يعانيانه حاليا من مشاكل إلا ان هذه
المشاكل هي نهاية الالم، وهي تصاعدات طبيعية ت
قودها الصراعات الحتمية، ( بين ما كنت اريد الحصول عليه،
وبين ما حصلت عليه في الواقع) هذا من طرف هزاع،


الذي كان لديه طموح ما في زوجتة شما، فيما صدم بانسانة


مختلفة، بعض الشيء، كان يريدها قوية تثير لديه مكامن عشقه،


وتشد من أزره، وتبث فيه طاقة الحياة، فيما وجد امرأة تنسحب من مساحات اعجابه، وتنطوي في غربة مشاعرها.


اما من طرف شما، فقد كان الصراع الذي حطم اعصابها


وعلاقتها الزوجية ان ذك، هو الصراع بين ( ما اعتقد اني


استحقه، وما حصلت عليه بالفعل) والواقع ان شما، كانت


تعتقد انها لا تستحق رجلا وسيما، ذكيا، ومعطاءا كهزاع،


لانها تعتقد انها ليست كافية، بسبب ما تعانيه من نقص ناتج عن شعورها تجاه مظهرها،


(( دكتورة ... أخبريني أي شخصية من النساء يحب...


أريد ان أكون كما يحب، أريد ان اذهله دكتورة ...


إني مستعدة ان أفعل أي شيء، سأجري عملية ت


جميل الشهر القادم، أريد ان اغير شكلي بالكامل، أريد ان أصبح اجمل من مي... !!!))


ولازالت شما، تجدف في اتجاه اخر....!!!!


عزيزتي شما، ماذا سيحدث لو كان هزاع يقف على ضفة ما،


لنقل مثلا في الشرق، فيما انت تجدفين إلى الضفة المعاكسة، ...!!!


(( سأبتعد عنه يا دكتورة، ...!!!))،
(( تماما، يا شما، هذا ما سيحدث لو انك قمت باجراء عملة تجميل....!!!!))





يتبعُُ

غُرورْ ✿ 04-02-2016 08:00 AM

http://www.bntpal.com/vb/img/bntpal_1459562742_866.gif







أردت الحديث إلى أمي، اعتقد انها قلقة علي، يجب ان اطمأنها،
و ابي ايضا قلق، وإن كان يجتهد غالبا في اخفاء مشاعره،
(( استأذنك، علي ان احدث أهلي..))


(( نعم، نعم بالتأكيد، هل تريدين هاتفي، ...))


(( لا شكرا، لدي موبايلي الخاص، في حقيبة يدي، احتفظ به على الصامت، ... ))




كنت في هذه الاثناء اهم باخراجه،


من المحفظة اللامعة الخاصة به، فما ان رأى تلك النقوش التي تزينها حتى قال (( حركات يا بنات ...))


فابتسمت، كانت هناك مكالمتين لم يرد عليهما، واحدة من الدتي والأخرى من عليا،


.. اممممم، عليا بالتأكيد، هي الاكثر فضولا وميلا للتفاصيل،


اقترب مني قبل ان ابدأ الاتصال، وقال مترددا، (( حبيبتي،.. هل اطلب منك امرأ...))


أومأت برأسي متساءلة، فقال (( مجرد طلب صغير، لا أحب حقيقة ان تتحدثي عن أية تفاصيل حول الوقت الذي نقضيه معا،


سوءا كان ذلك امام والدتك او أي شخص آخر، مهما كانت علاقتك به قوية،


وحتى بعد عودتنا لا تخبريهم بالكثير، يكفي ان تقولي اننا كنا في رحلة، لتكن لنا اسرارنا الخاصة إن احببت ))


وبدا الاحراج على جهه وهو يطلب مني ذلك، لكني سهلت عليه الامر حينما ابتسمت برحابة صدر وقلت


(( كن واثقا، انا شخصيا، اتصرف في كل شؤوني على هذا المنوال،


إني متكتمة، ... وتفاصيل علاقتنا سر يخصنا وحدنا... ))،


وكأن كلماتي ابهجته واثارت اعجابه، ..


اقترب مني وقال (( هذا ما احلم به، دائما، أمرأة يمكنني ان اعهد لها بأدق اسراري،
يوما ما، سأخبرك بالكثير مما اخفيه حتى عن اعز اصدقائي...!!!!))


(( ألو، أمي، كيف حالك... )) (( حبيبتي بخير، كيف حالك انت...))




(( الحمد لله، ... )) (( مرتاحة الغالية...)) (( كل الارتياح،،،، ))


وظهر صوتي ترافقه ابتسامة رضى، فسمعت صوت أمي وقد غص بدمعة فرح


، (( الحمد لله الله يتمم لك على خير، كيف حال هزاع...))


(( رائع... انا وهو في احسن حال يا أمي، إني سعيييييييييييييدة، سعيدة جدا ... كوني مطمأنة، ..))


(( الله يسعدكم، ويبارك فيكم، ريحتيني الله يريح قلبك، هيا اغلقي الخط،


لا تطيلي الحديث في الهاتف أنت عروس،


لا تحدثي احدا من صديقاتك طوال هذه الفترة هذا عيب،


ولا حتى اخواتك، لا تجعليه يشعر انك مهتمة بأحد غيره...


في امان الله الغالية في أمان الله سلمي عليه )) (( سلمك الله...))


وأغلقت امي الخط، دون ان تستفسر عن مكاننا، أو تسألني متى سأعود، ... دون ان يبدوا القلق في صوتها،


ودون ان تأنبني لاني تأخرت، .. سبحان الله، حينما اخرج مع صديقاتي إلى السوق، او المتنزهات،


تزعجني باتصالها خمس مرات في الساعة،


حتى اني احيانا لا ارد، فهي دائما قلقة، وعبارتها المستمرة،


(( هيا عودي، والدك منزعج لخروجك...أين انتن الآن، ما تفعلن، كم عددكن، من معكن...))،


يهيأ لي احيانا انها لا تريد مني ان استمتع بوقتي،


إلا اني افهم سبب قلقها، في زمن تكثر فيه المشاكل، لكنها هذه المرة، كانت مختلفة تماما، لم تسأل


... لم تقلق، ... كانت سعيدة رغم اني بعيدة، سبحان الله، الأم... احمد الله الذي رزقني اما في طيبة قلبها، وحرصها، وحبها....!!!!




كان هزاع في هذه الاثناء قد دخل إلى مقصورة القيادة، وبدأ اليخت


يتحرك في اتجاه ما، فقررت ان اهتم بزينتي ريثما يعود، .. رغبت في تغيير ملابسي، وفكرت ان ارتدي شيئا مختلفا للغداء،


فرفعت ملابسي من الحقائب وعلقتها في الدولاب،


ليسهل علي الاختيار من بينها... كنت منهمكة في تنظيم ادوات


زينتي في درج المرآة، حينما شعرت به يقترب ..


(( هل تحبين ان اخذك في مغامرة بحرية صغيرة...)) ..


وبدون تردد قلت (( بالتاكيد... )) شعرت اني مستعدة ان اذهب مع هذا الرجل إلى ابعد مكان في العالم...!!!!




بدأ يتفحصني ثم قال (( ثوبك جميل... وقد تفسده المغامرة، هل لديك شيء اكثر عملية وراحة.. يفضل ان يكون بنطالا...!!!))،


(( لدي نعم... بالتأكيد لدي... )) (( إذا غيري فورا، فيما سأغير انا الاخر ...


يمكنك ان ترتدي ما يريحك سنذهب إلى مكان بعيد وآمن، لا رجال هنا سواي خذي راحتك ))، ..




اخترت بنطالا (سكني) ازرق، من الجلد اللامع، مع قميص من الدانتيل الاسود، المطعم بالترتر،


بدا الطقم الاكثر هدوئا عندي، فكما تعلمين لم اصطحب معي بناطيل جنز او قطن


او أي شيء من هذا النوع فأنا عروس وكل ملابسي مبهرة، وحفلاتية،


... لكنه البنطال الاكثر بساطة بين المجموعة...




ارتديت معه حلقا ذهبيا دائريا، كبيرا، تتدلى منه قطعة من الكريستال ورفعت شعري الأملس الطويل


المتدرج القصة ذو الاطراف البرونزية في ربطة ذيل حصان، فيما اخترت حذاءا اسود مموج بالترتر وبكعب عالي،


صراحة لم يكن لدي احذية عادية كلها بالكعب العالي، كما ارتديت نظارتي الشمسية، ووضعت عطري الخاص، ... كنت قد بت مستعدة، حينما خرجت لأراه، وقد ارتدى وللمرة الثانية على التوااااااااااااااالي (( شووووووووورت.....!!!! ))




لكنه هذه المرة كان مناسبا للغاية، شورت بحري اللون، مع تي شيرت، ابيض، .


.وبدا مع نظارته الشمسية، ازقرتي، هزاع إذا تكشخ يا دكتورة مافيه احد قده..،


كان يحاول ارساء اليخت بالقرب من طراد صغير مجاور، ...


حينما انتبه لوجودي... رمقني بنظرة سريعة، ثم انتبه بسرعة إلى الحبل الذي كاد ان يفلت منه، .


.. (( انا قلت شيء مريييييييح، ... لم اقل فتنة...!!!!))




.. (( هذا كل ما لدي في الوقت الحاضر... لو انك اعلمتني بمخططاتك لكنت اصطحبت معي سلفا ما يناسب...))


مد يده نحوي وهو يحاول ان يساعدني على النزول إلى الطراد،


... كان يبدوا جديدا، ونظيفا للغاية ومجهزا بكل ادوات السلامة، ... وبه ايضا استراحة مظللة صغيرة، ...




حملني فجأة فحلقت بين يديه كريشة، حتى اسقطني بهدوء في منصة القيادة،


ثم نزل خلفي... كانت منصة القيادة مفتوحة من كل جهة تختلف بذلك عن مقصورة القيادة


في اليخت، طوقني حتى اصبحت بين ذراعيه,


(( هل سبق لك ان قدت يختا)) قالها وهو متأكد من أني سأقول لا، ...


((انظري إلى هذه الشاشة... إنها تظهر كل المعلومات الخاصة بالملاحة، .. ))


(( هل ترين هذا، إنه زر التشغيل... )) امسك باصبعي السبابة وضغط به على الزر


، فسمعت صوت هدير المحركات، فيما ارتفعت مقدمة الطراد،


فصرخت (( لا .. يا ماما))، فقهقه عاليا، وطوقني، (( اهدئي... بهدوء... بهدء بهدوء ))


بدأت يدي ترتجف، (( لما علي ان اقود، فلتقد انت...))


(( انا سأعلمك... فقط اهدئي... )) استجمعت قوتي من جديد، وبدأت استمع لارشاداته، .


.. (( اديري المقود في هذا الاتجاه، تماما كما تقودين السيارة، أرأيت بكل سهولة ويسر....))


وبدأ القارب يشق طريقه في عرض البحر يهدوء، فاحسست


برذاذ الماء يتدفق مع نسمات الهواء، فقلت معجبة (( اوه شعور منعش )) فشعرت به ورائي وقد ابتسم،


كان القارب يتحرك ببطئ في البداية، ثم بدأ ينطلق،
وزادت سرعته شيئا فشيئا، وصار يعلو ويهبط،


ويضرب بقوة على سطح البحر، مشكلا نافورتين على الجانبين،


وهواء البحر المنعش المحمل برذاذ الماء يبهجنا من كل جانب،


ومجموعة من الطيور الراقدة هناك تتطاير كلما اقتربنا،


كان الجو رائعا، والتجربة في غاية المتعة،


لا شيء يصف مشاعري آن ذك، صرخت (( روعة يجننن ... ))


صار يتحتضنني ويضحك، (( هل احببت ذلك، ... ))، (( بكل تأكيد.. يال الروعة ))


ثم زاد السرعة قليلا بعد... (( أوه لا...)) صرخت فيما اصبح صوت القارب


وهو يشق عنان البحر، أقوى وأجمل.....


كانت من أجمل اللحظات التي عاصرتها في حياتي،


بل هي اجمل التجارب التي خضتها معه، إنها اشبه ب


ركوب افعوانية ضخمة، أو ممارسة التجديف عبر نهر خطر... إلا انه اجمل من كل هذا...


همس في إذني فيما كان يطوقني


(( في كل مرة كنت اخرج فيها في رحلة بحرية وحدي،


كنت ادعوا الله أن يرزقني امرأة تشاركني شغفي....))، ..


لا اعرف كم من الوقت مر علينا ونحن نستمتع بروعة هذه الأحاسيس، ....


في تلك الاجواء المثيرة للدهشة، ... اكتشفت عالما جديدا،


وشعرت اني قريبة منه كثيرا، هذا هو عالمه إذا


، وهذا هو المكان الذي يفضله، كم انا محظوظة لانه اطلعني عليه...


استقر بنا الحال في منطقة بعيدة، حيث لم يبقى اي


اثر لليابسة، فقط البحر من كل الجهات، وكأن الدنيا اصبحت وعائا مستديرا مليئا


بالماء ونحن نستقر في وسطه....... أوقف القارب، .


.. ودعاني لاجلس، ... فيما هم بفتح ثلاجة صغيرة كانت تحتوي على مشروبات،


وبعض الاطعمة البسيطة كالبسكويت والسندويتش، ... ماذا تشربين...




كنت قد لمحت علبة العصير المفضل بالنسبة لي، ((التوت..))، ..


ناولني العلبة بعد ان فتحها، بينما اختار لنفسه علبة مشروبات غازية،


.. ثم رمقني بنظرته الواثقة و قال (( سنرى حظك لهذا اليوم...))




لم افهم قصده، ... فتابع (( أحب ان آتي إلى هذا المكان دائما، وابقى هنا لساعات لا أفعل أي شيء،




سوى مراقبة سطح الماء، حيث السكون، ...))


وفجأت سمعت صوت شيء يقفز على سطح البحر فعلق مبتسما


(( وهذه المخلوقات الجميلة التي تتقافز هنا وهناك، ... سأرى إن كانت ستقدم عرضا ترحيبيا بك اليوم...))


..ثم سمعت صوت قفزة اخرى، وتوالت القفزات....


فذهلت حقيقة، كانت هناك سمكات تقفز هنا وهناك في عرض البحر،




(( لما تفعل ذلك... لما تقفز...))


(( ترحب بك، ههههه... ذك سلوك طبيعي تنتهجه الاسماك في عرض البحر، .. ستعتادين الامر لاحقا ..)) ، ...


((شما انظري هناك... دققي ماذا ترين... )) (( اوه لا ... هل هذه سلحفاة تحت سطح الماء... ))


(( بالتأكيد... تحبين ان نقترب منها...)) أجبت كطفلة شدها الحماس


(( نعم بالتأكيد...)) ...(( هذه هي المرة الثانية التي يصادفني فيها رؤية سلحفاة، .. يبدوا ان حظك جيد مع البحر....)) ...


بدا هزاع قبطانا مخضرما، وشخصا مستقلا في افكاره،


واسلوب حياته، واحلامه ايضا، احببت ذلك،


إلا اني من جهة اخرى شعرت بالخوف،


فثقته الكبيرة في نفسه، اثارت في المقابل قلقي،


... انا أيضا يجب ان ارقى إلى هذا المستوى من الثقة في نفسي، ..




سألني (( هل نعود...)) (( كما تحب...)) (( اني احبك انت...))...





تتبعُُ..

غُرورْ ✿ 04-02-2016 08:22 AM

http://www.bntpal.com/vb/img/bntpal_1459578134_664.gif


هل تعرفين ما هو السر فيما عايشتماه يا شما، من عذوبة المشاعر، ......؟؟


إنها هبة الرحمن، لكل زوجين، ففي بداية العلاقة بين أي رجل وامرأة، تصيبهما ثمة تغيرات
بيلوجية ونفسية، تلك التغيرات، تسهم في دفع كلا منهما نحو الاخر، وتجعله
مستعدا لتقبله ايا كانت عيوبه، في الواقع هي تفاعلات كيميائية نفسية، تسهم في شد اواصر العلاقة الوليدة،
إلا ان هذه التغيرات، ليست سوى مرحلة، تأدي دورها في بداية العلاقة ثم تزول تاركة المكان لمشاعر من نوع اخر،
لكن الفتاة والشاب الذين يستهلكا هذه المرحلة في محادثات ما قبل الزواج، أي في فترة الخطوبة،
مثلا ( او الحب كما يصفونه)، يستهلكا هذه المشاعر، في غير وقتها، وبالتالي لا يجنيا فوائدها،
وإنما يستمتعا لفترة محدودة لا اكثر، فهما يصبحان في فترة الخطبة في حالة حب واشتياق،
يميلا إلى المحادثات الهاتفية المطولة مثلا، حتى يشبعا من بعضيهما، او تقل لهفة كل منهما إلى الاخر،
وحينما يأتي دور الزواج، لا يتبقى من تلك المشاعر سوى القليل البالي، فلا يكادا يشعران بالبهجة،
بل بالملل منذ البداية، ولهذا فإن اية مشكلة صغيرة تنشأ بينهما يمكن ان تقودهما إلى الطلاق، او الفراق،
كما ان كلا منهما يعتقد ان الزواج قضى على تلك المشاعر الحلوة التي كانت قبله،
الواقع ان تلك المشاعر كانت ستختفي على كل حال، تزوجا بعدها او لم يتزوجا، لانها مجرد مرحلة،
لا يمكنها ان تدوم اكثر من عام إلى عامين إن لم يكن اقل، وقد جهز الله كلا من المرأة والرجل
بهذه المشاعر التي تتأجج عبر التواصل مع الطرف الاخر، لتمثل رابطا قويا يربطهما في اولى سنوات الزواج،
وهي اخطر سنة على الاطلاق، حيث يكون كلا منهما في مرحلة انتقالية من حياته السابقة إلى الحياة الزوجية،
فتكون مشاعر حبه وشوقه للطرف الاخر، قوة تبدد غربتهما، وتوطد علاتهما،
وهي التي تجعل الزواج يبدوا مبهجا، وممتعا، وذا سمعة طيبة عند جمهور العشاق، لكن ...
حينما يتم استنزاف هذه المشاعر قبل الزواج، من الطبيعي ان يصبح الزواج فاترا، ومملا،
عندما تحدثين خطيبك وتخرجين معه، قبل الزواج لفترة طويلة، تصابين بحالة من الفتور لاحقا،
وقد تميلا إلى انهاء العلاقة قبل بدء الزواج، لا لسبب إلا انكما تعتقدان انكما ما عدتما تحبان بعضكما
هذه المعلومات إن كانت قد اثارت دهشتك، فلدي المزيد،






(( اعتقد اني بعد هذا المجهود... سأنام... مارأيك ان نأجل الخروج لوقت اخر...)) قال بينما كان مستلق قربي ... فاجبته (( كما تحب، أنا ايضا اشعر بالتعب...)) (( جيد إذا سأطلب الغداء، نتغدى ونعود للنوم ...!!!)) .. تناولنا طعام الغداء واستسلمنا لنوم عميييييييييييييق،




استيقظت قبله، واردت ان انسحب بهدوء كي لا أزعجه، كانت الشمس قد غابت، واقترب موعد اذان المغرب، ... اغتسلت، وصليت، ثم وتزينت مجددا، وحينما خرجت كان ملاكي لا يزال نائما، فكرت في ان أرتب ملابسه في الدولاب، فاقتربت من حقيبته، التي كانت مغلقة بالسحاب، فتحتها، وبدأت اخرج محتوياتها، واصفها على الطاولة، كانت كلها مرتبة ومكوية، ومعطرة ايضا، لا بد ان والدته او احدى شقيقاته اهتمت بالامر، فهذه لمسات انثوية بالتأكيد، لا يمكن ان يكون هو من رتبها على هذا النحو...!!!




كانت الملابس الداخلية في الأعلى، وبعض الاطقم البحرية في الأسفل، وصلت إلى اخر قطعة، كان إزارا مطوي بإحكام، سحبته، وفتحته، لأفاجأ (( أوه لا... يا إلهي، ما هذا ...!!!))، (( غار قلبي في صدري، .. وشعرت بدوار...هل يعقل.. لمن هذه ...!!!)) لقد فوجئت بقطعتين من الملابس النسائية، قطعتين شكلهم غريب، لا اعرف كيف اصفهم لك، اشبه ببدل الرقص، لكنها ليست بدلا للرقص، فيها الكثير من الخيوط، ولامعة، وتصدر صوتا رنانا، بسبب بضع الاكسسوارات المعدنية التي تزينها، اشبه بفستان سهرة قصير فوق الركبتين، إلا انهما (أوفر).. شعرت به وهو يتقلب على السرير، فاعدت القطعتين بسرعة إلى مكانهما، لكنه باغتني قائلا (( هل اعجبتاك...)) .. فابتلعت ريقي من شدة الاحراج، وخشيت ان يفهم اني اتجسس عليه (( لقد كنت أحاول ترتيب ملابسك في الدولاب حين رأيت..)) (( إنهما لك... كنت في السوق، قبل اسبوعين، واثارا انتباهي، فأحببت ان اراهما عليك، اشتريت اثنين، ... كل قميص وله ما يميزه، .. هل احببتهما...)) كنت لا أزال تحت تأثير المفاجأة، لم اكن قد استوعبت الامر، كان القلق والتوتر باديان على وجهي، فسارع إلى القول، وهو يهم بالجلوس (( ليس عليك ارتداءهما إن لم يعجباك، .. على راحتك... )) ...(( ولما كنت تلفهما بالازار (الوزار)))، (( خشيت ان تراهم امي أو شقيقاتي، فقد كن بين وقت واخر يضفن شيئا ما للحقيبة، في الحقيقة هذا امر شخصي للغاية، لا احب ان يطلع عليه احد سوانا... !!!)) قلت معبرة عن تفهمي، (( صحيح، ... ))، ثم سرحت، كنت افكر في القطعتين، .. انا حتى لا اعرف كيف ارتديهما، الكثير من الخيوط، والكثير من الاكسسورات، فتحة الصدر مائلة، قطعة الخصر محفورة، قطع غريبة ومعقدة....




كان قد هم بالدخول إلى الحمام، فيما بدأت اضع ملابسه في الدولاب، وأفكر، كيف انه فكر في هذا الأمر، وكيف بدا الاحباط واضحا على وجهه، حينما احس باني لم اعجب بالقطعتين .. تنفست الصعداء، وانا انظر للقطعتين امامي فوق المنضدة، ... وقلت في نفسي، وما المشكلة فلأجرب، سأجربهما دون ان يعلم، فإن رأيت انهما لا تناسباني تركتهما، وإن رأيت انهما مناسبتين سأرتديهما امامه، حتى لا يبقى الامر في خاطره، ....!!!!


(( هل تحبين ان اخذك إلى مطعم محدد للعشاء... مطعم تفضلينه...)) قال وهو يفرش سجادة الصلاة، ويبتسم تلك الابتسامة الحنون، قلت بسعادة (( احب ان تختار انت...)) (( هل تحبين الأكلات البحرية....)) (( يمي... ))، (( حقا، إذا ستأكلين اليوم ألذ الاطباق، .. هيا استعدي، كي لا نتأخر...)) ..




وقفت امام الدولاب اختار ما سأرتديه في رحلة العشاء، أريد ان ابدوا انيقة، جميلة، ومميزة، أممممممم ماذا اختار لأبدوا اجمل عروس في الدنيا، هذه، ام هذه، ... اخذت ما احتاج إليه، إلا اني مددت يدي وسحبت القطعتين أيضا، وقررت ان اجربهما ... دخلت إلى الحمام، واقفلت الباب بالمفتاح، ..




أمسكت بالقطعة الأولى بين يدي، بدت الأكثر تعقيدا، سوداء من الستان، قصيرة جدا، فوق الركبة، الظهر مفتوح إلى اخر خط الظهر تتدلى منه خيوط كثيرة، تنتهي إلى الوركين، أما الصدر فتزينه سلاسل مذهبة، مطعمة بالكريستال التركوازي، وبه كسرات رقيقة مطعمة بقطع من الشيفون،




أرتديت القطعة، وما ان رتبتها على قوامي، حتى وقفت امام نفسي مذهووووووووووووولة، ... كنت في غاية الاناقة، كانت قطعة راقية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، غيرت شكلي، مظهري، بل وحتى شخصيتي، .. قطعة يا دكتورة، من الهاااااااااااااااااااااي، شيء غيييييييير، .. غييييييير، وحينما جربت الاخرى كانت في نفس المستوى إن لم تكن افضل، ...




إلا اني عدت وخلعتهما، واخفيتهما في درج في الحمام، ثم تأنقت استعدادا للخروج....








أنت وعطري أنت...


وأنته كل أحلامي...


حياتي أنت وروحي انت،


وأنته بهجة اياااااااااااامي.




لاحظت عبر نافذة الغرفة من اليخت،


اننا اصبحنا ملاصقين تقريبا لجسر الميناء،


ثم سمعت صوت خطوات هزاع، قادما إلي (( حبيتي... يالله...))


ثم توقف للحظات، كنت انا الأخرى قد اعجبت بطلته


الأنيقة، فتقدم وقبلني قائلا


(( ساشتاق إليك... ستمر عدة ساعات لن اتمكن فيها من الاقتراب منك وتقبيلك...))


ابتسمت من كل قلبي، ... احببت هذا التعليق...!!!






كانت هذه المرة الأولى التي سأرى فيها سيارة هزاع، كنت مهتمة بالامر في الحقيقة،


فأنا من الشغوفات بالسيارات، واحب انواعا محددة، وكنت طوال فترة الخطوبة،


افكر في أن اسأل اخوتي عن السيارة التي يمتلكها، إلا اني خشيت ان يتهموني بالسطحية...!!!








ساعدني على تجاوز الجسر، وكان حذرا، حتى لا تتسخ ملابسنا ...


(( هل انت بخير )) (( نوعا ما... اشعر اني اصبت بكدمة...)) .


. (( أين...)) (( لا تقلق، بسيطة... )).


. كانت ثمة سيارة جمييييييييييييييلة متوقفة بعيدا،


سرت وأنا اطير في اتجاهها، إنها السيارة التي احب،


يا ربي، هل تتفق أذواقنا إلى هذا الحد، لا بد ان


اخطتفها منه يوما، واتجول بها مع صديقاتي،


لا بد ان افعل...... سيذهلهم ذلك... حبيبتي السيارة الجخ...!!!!






فتح لي الباب لأركب، ... فشممت رائحتها العطرة، ..


. وحينما ركب إلى جواري، لاحظ تلك الغبطة على محياي، ..


. (( ما بك...؟؟... ما سر هذه الابتسامة... اوووووه بسبب السيارة .. هل احببتها..؟؟ ))




قلت متحمسة وعيناي تتألق سعادة وفرحا (( اموت فيها...))
تساءل مستغربا (( في السيارة، لقد امضيت معك ليلة بنهارها، ولم اسمع منك كلمة حب واحدة


... والآن تغازلين السيارة والتي ترينها لأول مرة...)) .


. فشعرت بالخجل، وقلت في نفسي، لعله يشعر الآن اني سطحية...


ماذا افعل يا دكتورة انا من عشاق السيارات... وهذه السيارة بالذات تدير رأسي...!!!


تابع حديثه بينما بدأ يقود، (( أحبها.. أنا ايضا واعتبر ان علاقتي بها علاقة خاصة،


وفي مرات كثيرة اعتقد انها تفهمني، .. وبصراحة، كثيرا ما أتحدث إليها، ...


هههههه، لكني لست مخبولا...)) قال متهكما...


فضحكت من كل قلبي، بدا سعيدا لاني عبرت عن اعجابي بسيارته


، كان سعيدا للغاية... وكأني اخبرته انه أعظم رجل في العالم...!!!




مالت شما إلى الوراء، وبدت محبطة، ...


تصدقين يا دكتورة، لقد كنت شخصية مختلفة، كنت مرحة، عفوية


، شبابية إن صح التعبير، كنت اتفاعل معه بتناغم وانسيابية،


لكن فيما بعد تغير كل شيء، لا اعرف متى او كيف بت هذه الشخصية النكدية،


الحادة الطباع، .. حتى انه حينما اشترى سيارة جديدة مؤخرا،


لم اقل له كلمة مبروك، بالعكس ابديت استيائي ... كل الاستياء...!!!!


لاا اعرف اين ذهبت شما المرحة، التي تثير دهشتها ابسط الاشياء.... لا اعرف ما الذي افسد علي عفويتي هكذا...!!!




كانت رحلة العشاء ممتعة للغاية،


زرنا مطعما ينتمي إلى احد الفنادق الكبرى، ويطل على بحيرة مائية جميلة، ..


احببت ما اختاره لنا من اصناف المؤكولات البحرية


واكثر ما احببته، كانت شوربة بثمار البحر، لذييييييييييييييييييذة، قمة ...!!!




حينما عدنا إلى اليخت، .. قبلني ثم قال (( سأحرك اليخت، حضري الشاي


والحقي بي، سأكون في الشرفة ...)) ثم اتجه إلى مقصورة القيادة، ..


ورأيته عبر الحاجز الزجاجي، وهو يزيح الغترة عن رأسه، ...


ادركت انه سيأخذنا بعيدا عن الشاطئ بعض الشيء،..


فاتجهت من فوري إلى الحمام، واخرجت القطعتين اخترت الأولى، .. وارتديتها، ..


ووجدت أني لو ارتديت معها ذلك الحذاء ذو السلاسل المذهبة،


فسيكونا طقما رائعا، ثم املت شعري على كتفي الأيسر،


وجعلت غرتي متموجة ومائلة، ووضعت حلقا ذهبيا صدف انه مطعم بأحجار تركوازية،


يتدلى كسلاسل، ... القيت على نفسي نظرة اخيرة قبل ان اخرج، إليه، .


. كنت في غاية الجمال، في غاية الرشاقة، في غاية الأناقة، .


. حتى اني شعرت اني لست انا، .. فهذا الطقم الجميل الذي اشتراه، ا


شبه بما ترتديه البطلات في حفلات الاوسكار...!!


!! رششت عطري المفضل، ... وقرأت الفاتحة... وتوكلت على الله...




كان يجلس على الأريكة في الشرفة،


يتأمل عبر منظار صغير.... حينما اعلن عن وجودي صوت الكعب وانا اتقدم ... فالتفت....


ليصرخ عاليا (( يا وييييييييييل حاااااااااااالي... ))، فتفر مني ضحكات ترددت كنغم موسيقي عبر الفضاء.




يتبعُُ..ُ

حبيب العمر 04-02-2016 10:20 AM

عشان اكون صادق معك
ما في وقت هلأ اقراها كلها
لكن بالليل بكون الجو هادي
ومرتاح البال
وبقرأها على مهلي
وبعطيكي رأيي فيها
يسعد صباحك خيتي غروور
وشكرا لمجهودك سلفاً

غُرورْ ✿ 04-02-2016 10:23 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حبيب العمر (المشاركة 2133558)
عشان اكون صادق معك
ما في وقت هلأ اقراها كلها
لكن بالليل بكون الجو هادي
ومرتاح البال
وبقرأها على مهلي
وبعطيكي رأيي فيها
يسعد صباحك خيتي غروور
وشكرا لمجهودك سلفاً



ههههههههههههههُ دايخةةُ اناُ فيهاُ منُ ساعهُ 3


ولهلاُ ماخلصتهاُ


يسعدكُ حبيبُ العمرُ


أنُ شاءُ اللهُ تعجبكُ هههه فيهاُ اكشنً ورمنسيةُ هههههههههُ

غُرورْ ✿ 04-02-2016 11:54 AM

http://www.bntpal.com/vb/img/bntpal_1459578134_664.gif


كانت الساعة قد قاربت على الثالثة صباحا،
بينما كنا لا زلنا مستيقضين في الفراش، كنت
أضع رأسي على صدره، فيما كان يحدثني بصوت
حميم عن ذكرياته الجميلة، في الحياة، ... كان ضوء القمر يتلألأ على صفحة الموج الرقراق،
فينعكس عبر النوافذ الزجاجية مخلفا امواجا
مترقرقة اللمعان على سقف الغرفة، وصوت
الرقرقة الهادئ يثير الاحاسيس، ويرخي الاعصاب، .... لم نكن نتحدث كثيرا، فالاحاسيس كانت سيدة الموقف،








قال وهو يضمني (( لن احتاج إلى ضم المخدة بعد اليوم ...))،.
.(( هزاع..)) (( عيون هزاع...))، (( لماذا وقع اختيارك علي.. اقصد لما احببتني..))


(( سألت نفسي هذا السؤال في اليوم الذي قررت ان افاتح امي في موضوع الخطبة،


سألت نفسي لما هذه الفتاة بالذات، ولم اجد اجابة محددة، سوى


أني اشعر بشعور غريب يتملكني كلما رأيتك، أذكر اول مرة


رأيتك فيها، كنت انعطف بالسيارة داخلا لمبنى الكلية،


حينما رأيت فتاة تسير امامي، تحمل شنطة زرقاء،


مموجة بالفضي لا زلت اذكر كل التفاصيل، كانت تسير ببطء،


في منتصف الطريق، ... وحينما تجاوزتك القيت نظرة سريعة


عليك عبر المرأة الجانبية، فرأيتك تتحدثين عبر سماعة الموبايل،


كنت تضحكين، شعرت في تلك اللحظة انك تخصيني،


لا اعرف كيف اشرح لك شعوري، لكنها ارادة الله، ولعله حدس الانسان، شيء ما اخبرني انك لي.. ))...




ثم قال بعد عدة لحظات من الصمت، .. (( وانت لماذا قبلت بي..))


(( حبيتك...)) ...(( نعم ما سمعت..)) فقرصته في كتفه، ...


(( لقد سمعتني، لكنك تريد ان اعيد لك الكلمة...)) صرخ


(( ترومين على هالحركات...طيب)) فقام وقلبني على


ظهري وبدأ يدغدغني في بطني وانا اضحك، واريد ان افر منه، ..


كدت اموت من شدة الضحك، فسحبت الوسادة بسرعة، وصرت اضربه بها، حتى تفلت منه وهربت، ...










فنظر لي مستسلما،... (( طيب خلاص عليك الامان، تعالي...))
قلت وأنا التقط انفاسي (( هل تخدعني... ))
(( لا أعدك أن لا ادغدعك، شرط ان تعيدي الكلمة...))
فضحكت من كل قلبي، .. إلا أني قلت (( اية كلمة، ... انا لم اقل شيئا...))،
فقام من فوره وقبضني من معصمي وشدني إليه، قولي احبك...(( لا )) .
. ستقولينها وإلا...(( طيب طيب، ... أغلق عينيك اولا)) ..
(( لن اغلق عيني، اريدك ان تنظرين في عيني وتقولين الكلمة...))
(( مستحيييييييييييييل، لا تخجلني اغلق عينيك...)) فاغلق عينيه،
فاقتربت من اذنه وهمست له (( أحبك...)) ... فعبر


(( يااااااااااااااه، حلوة بعد مرة ..)) .. فدفعته للوراء، (( في احلامك...))..!!!!








جرني من معصمي مرة اخرى، والتقت عيني بعينيه،
كانت هناك نظرة طامعة إلى حد كبير في المزيد، ...
فقال بصوت أقرب إلى الهمس (( كنت طوال حياتي،
اسمع امي وهي تدلل أخواتي باعذب الكلمات، بينما
لم يكن لنا نحن الأولاد أي نصيب منها، كانت تقول ان
الرجل يجب ان لا يتم تدليله، تلك عقليتها، وكنت امني
نفسي بالعوض في زوجتي، أنا رجل احب الكلمات الجميلة،
واحب ان تصفي لي مشاعرك على الدوام، ... فلا تحرميني منها، ... )) .
. فنظرت إليه وقد تأثرت بكلامه فقلت وقد خبأت وجهي في صدره، (( أحبك))..!!!






بدأت خيوط الشمس تتلألأ في الأفق معلنة بدأ الشروق،
(( تعالى معي...)) وبدأنا نصعد للشرفة، ...كان منظر الشروق
في غاية الجمال، الشمس وهي تشرق وتغمر الكون بالنور،
حاملة معها الدفئ والحياة، ..قلت وقد بدأنا في تناول الافطار
(( إذا فأنت تستمتع باستمرار بهذه المشاعر وهذه المشاهد الخلابة... ))
(( يوميا، إن صح التعبير، ربعي يلقبونني بالسمكة، فأنا لا اغادر البحر
غالبا إلا فيما ندر، لي علاقة خاصة معه منذ الطفولة، في حيان كثيرة
اشعر ان البحر أبي الثاني، وكلما عانيت من مشكلة اشكو إليه، وأوسع صدري برؤيته....))
شعر انه قد استرسل في الحديث، فقطع سيل الخواطر قائلا
(( اخبرتك اني املك دراجة مائية، هل تحبين خوض التجربة...))
قلت متحمسة، وابتسامة فرحة زينت وجهي (( في أي وقت... بكل تأكيد...))
تألقت عيناه، ثم ابتسم، قائلا (( شو هالوهقة...لا تبتسمين با بنت الناس.. بس ترى والله تعبت...)).
..شعرت بالاحراج جديا... لم اكن اقصد كنت اعبر عن فرحتي فقط...!!!




كانت لشما، ابتسامة خاصة، فهي حينما تبتسم، تتألق عينيها،
ببريق خاص، وهذا هو اكثر ما يميزها، فهي قد لا تحرك شفتيها
مطلقا، ومع هذا يمكنها ان تشعرك بابتسامتها عبر بريق اخاذ تتلالأ ب
ها عينيها، وتعتبر النظرات المعبرة، والابتسامة الصادقة، من اهم
واقوى وسائل الاتصال بين الرجل والمرأة،


الزوجة التي تلجأ يوميا إلى الثرثرة كوسيلة للتواصل بينها وبين زوجها،
تتسبب في نفوره منها، حيث ان الرجل غير مهيأ جسديا للاستماع
للمرأة اكثر من 10 دقائق متواصلة فقط، فإن زاد حديثها عن ذلك
اصيب بصداع مؤلم، والسبب ان صوت المرأة يعالج في دماغ الرجل
في منطقة مختلفة عن المنطقة التي يعالج فيها صوت ابناء جنسه
الرجال، حيث ان صوت المرأة يحتاج منه إلى مجهود ذهني كبير،
مما يسبب ضغطا دمويا شديدا في اسفل مؤخرة الرأس، ومن هنا
يصاب الرجل بذلك الصداع، فتسمعينه يصرخ (( بس صدعتيني))...
(( انت ما ترومين تسكتين))، ويتفادى الحديث معك او الدخول في نقاش طويل ..




إذا فالرجل يكون صادقا حينما يقول بانك سببت له الصداع،
وهو لا يقصد ان يهينك، .. تميل النساء إلى خوض احاديث
مطولة في السيارة، ولهذا فالازواج لا يحبون اصحاب الزوجات
في رحلة طويلة بالسيارة، كما لا يحب ان يهاتف زوجته لفترة
طويلة، لنفس السبب، فيما يمكنه ان يتحدث مع صاحبه 5 ساعات
متواصلة بلا انقطاع، وبلا الم، لانه رجل، وصوته لا يسبب له الصداع، ...




في المقابل حينما يعاكس الرجل امرأة ما، فإنه
يتحدث معها لفترة طويلة، .... فما هو السر...!!!
أليست امرأة هي ايضا، ...!!! السر اشرحه بالتفصيل في دورة شوكليت...!!!


المراة الذكية هي التي تقول ما قل ودل،
وحينما تتناقشان انت وزوجك، تحدثي إلى
10 دقائق أو اقل ثم اصمتي، وبعد نصف ساعة، عيدي الكرة،
... لكن إن كانت عشر دقائق كافية لتشرحي ما تريدين
فلا تكثري الكلام، وعوضي عن الكلام بالنظرات المعبرة،
والإيمائات الخاصة، والتي يستمتع الرجل بها،
ويحبها اكثر من الكلام، كما وانها اكثر تأثيرا على المشاعر.


المرأة الذكية، تتحدث مع الرجل بلغة خاصة، ...
منها ما يعتمد على لغة العينين، ولغة الابتسامة،
ولغات اخرى، اشرحها بالتفصيل في دورة ألغاز
يعشقها الرجال، وفي دورة لغة الرجل، وفي دورة الحب إلى الابد، ..!!!




كلمة (( احبك )) تغير كيمياء جسد الانسان أكثر من
أي كلمة اخرى، وأن الانسان الذي ينعم بسماع هذه
الكلمة كثيرا، تتحرره قدراته الكامنة، ويصبح اكثر انجازا
في الحياة، من الشخص المحروم منها، وانها تزيد من
نسبة ذكاء الشخص، ورغبته في العطاء، إن كلمة احبك،
بدون أي اضافات لها مفعول السحر في حياة الزوجين،




تميل النساء في كل مكان في عصرنا الحالي إلى مناداة ازواجهن بالقاب
مثل (( حبيبي، عمري، حياتي )) إلا انها لا تؤثر في المشاعر،
والسبب هو الاعتياد، حيث ان الكلمة التي يتم ترديدها كثيرا
تفقد معناها، يفضل ان يتم الاحتفاظ ببعض الألقاب الجميلة للمناسبات الخاصة،
لتحصلين على مفعول اجمل للكلمة، قوليها بطرق مبتكرة،
وافضل هذه الطرق هي النظر في عيني الزوج، على
ان تكون العيون محملة بكل معاني الحب، ثم اهمسي له
بالكلمة (( احبك ))، كوني واثقة انه مهما كانت عدد سنوات
زواجكما، فسيكون للكلمة وقع خاص على الزوج، حينما تصاحبها النظرة الخاصة
، ويمكنك ايضا ان تميلي إلى إحدى اذنيه، وتهمسين له بالكلمة، همسا،
فالهمس في حد ذاته، يحرك المشاعر،




(( الوقت المخصص لاستشارتك يا شما اشرف على الانتهاء،


تبقى لك من الوقت 15 دقيقة فقط، وحينما ينتهي الوقت،
عليك ان ترحلي، فثمة امرأة اخرى تنتظر في الخارج، لهذا
اريدك ان تختصري لي النهاية التي توصلتما إليها،
وان تخبريني بالمشكلة الحالية، وفي الاستشارة القادمة،
ساستمع إلى التفاصيل المتبقية، فحكايتكما جميلة, وممتعة في الحقيقة، ... ))
وكأني سحبت شما فجأة من عالم وردي، إلى عالم قاتم، مؤلم، فقطبت
جبينها، واستلبستها اوجاع الجرح، وطغت ملامح جرح الكرامة على محياها،
وقالت وهي شبه شاردة، (( لا أعرف ماذا اقول لك، أنا نفسي لا أعرف
ما الذي حدث، منذ اكثر من شهرين حدث خلاف كبير بيني وبينه،
صرخ كل منا في وجه الاخر، وجرح كلا منا مشاعر الثاني، ادمينا
قلوبنا بأيدينا، حتى اصبح التسامح بيننا صعب، وانزويت في غرفة
اولادي، منذ تلك الواقعة وحتى اليوم الذي تركت فيه المنزل كنت
اقيم في غرفة ابنائي، ولم اعد اراه إلا نادرا، فمنذ ان تركت غرفة
النوم، اصبح يبيت غالبا خارج المنزل، او يأتي متأخرا، حاولت مرارا
ان انسى، وان اتواصل معه من جديد، إلا اني في كل مرة اتذكر
ما حدث، فاتراجع، وانتظر ان يبدأ هو في الاعتذار، وكنت اشعر انه


يرغب في ذلك لكن شيء ما يمنعه، ثم فجأة لم يعد يبالي، .... حتى كان ذلك اليوم...))


أغمضت عينيها لا لتتذكر، وإنما كردة فعل خاصة


يلجأ إليها الانسان كنوع من الحماية، اذا لا يرغب في رؤية مالا يحب،


(( في ذلك اليوم، كنت انام في غرفة اطفالي، لدي منه
بنت ( 3 سنوات) وولد ( سنة)، ... كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل،
حينما طرق علي باب الغرفة، فظننت انه يرغب في ارضائي، خرجت إليه،
وكنت لأول مرة ارى عينيه منذ شهرين تقريبا، وحينما تهرب بنظره عني،
شعرت انه لم يناديني ليصالحني، فقلقت، وكأني ادركت ان ثمة تصريح خطير سيدلي به، ....


لحقت به إلى الصالة، حيث جلس على اريكته المفضلة،
وطأطأ رأسه، وضم يديه، وقال: اردت ان اخبرك اني قد قررت الزواج
، وأن لك مطلق الحرية في البقاء او في الانفصال، ....!!!،
هذه الكلمات فقط، ... ولك ان تتصوري الصدمة التي عصفت بكياني،
لو ان رجلا غير هزاع قال هذه الكلمات لقلت انه يمزح، لكني اعرفه
حينما يكون جادا، لقد كان جادا، بل انه لم يخبرني إلا وهو عازم كل العزم، ..
لم أشعر بنفسي إلا وثورة من الغضب قد تملكتني وبدأت اصرخ (( من هي...؟
قل من .. اخبرني فورا من تكون، ... هل هي مي؟،))
لكنه صرخ بقوة وكأنه يفجر بركان غضب تراكم في اعماقه
(( الله يأخذ مي، حسبي الله ونعم الوكيل، مي من هذه التي
اخذها، حسبي الله ونعم الوكيل...))، صدمت من ردة فعله،
شعرت في تلك اللحظة كم انا مغفلة، إن لم تكن مي، من تكون اذا...
شعرت ان مي هزمتني فعلا، ... لا يمكن بعد كل هذا ان لاتكون،
لا يمكن ان أكون قد خدعت إلى هذه الدرجة، ... ليست مي، ...


صرخت (( إذا من تكون...!!! اريد أن اعرف حالا من هي..!!!
اخبرني فورا، من حقي ان اعرف...!!!)) فنظر لي بغيظ وقال (( هذا كل ما يهمك، انت انسانة مريضة، وانا ابتليت بك، أنا اخبرك اني سأتزوج، وكل ما يهمك من تكون، إذا لترتاحي هي نعم اجمل منك، بكثيييير...
لكنها ايضا اسمن منك، إني سأتزوج امرأة تزن ثقلك مرتين.... هل هذا ينهي ازمتك...!!!))،


لم افهم شيء، لم افهم ماذا يقصد، اصبحت متشككة، هل هو صادق،
ام انه يحاول ان يبعدني عن التفكير في مي، من
المؤكد ان مي هي المرشحة لهذه الزيجة، ...
هدأ فورا او انه افتعل الهدوء وقال (( على كل
حال يا بنت الناس، أنا رجل لا أحب المشاكل،
ولا أريد ان اظلمك معي، ولأكون صريحا وواضحا معك،


إن تزوجت من اخرى، فلن اعدل بينكما، قد اميل لها، ولست مستعدا لاقسم


نفسي بين اثنتين، ولك الخيار في ان تستمري على ذمتي معلقة،


أو ان اسرحك بإحسان....!!!!))، وضعت يدي على فمي،
غير مصدقة ما أسمع، هل هذا هزاع الذي يتحدث معي، لأول مرة منذ 4 سنوات،


ارى ما آلت إليه حالنا بمنتهى الوضوح، بالطبع كان يجب
ان تكون هذه هي النهاية، ففي السنتين الاخيرتين كنا
نعيش على فوهة بركان، ليل نهار نتشاجر، ... ماذا كنت
انتظر منه غير ذلك، تعبت وتعب، وعلينا ان نفترق لنرتاح، ...


لكني ايضا في تلك اللحظة شعرت بصحوة غريبة وكأنني كنت
تحت وطأة سحر وأفقت، او اني كنت في غفلة ووعيت، و
كأني ارى هزاع القديم من جديد امامي، تملكني شوق
عارم إلى احضانه والبكاء في صدره، وان اقول له (( اشتقت إليك كثيرا، ... ))
لكن كيف، لم يعد بعد ما قاله اليوم مقال، ..
تملكني الصمت التام، ووجدت نفسي انسحب إلى غرفة ابنائي مجروحة الكبرياء، واقفل على نفسي،


حاولت أن لا أبكي، حاولت حاولت، ..
. لكن هيئات وبدأت شهقات الالم تشق سكون الليل،
ثم فجأة ارتفع صوت بكائي ففمي آلمني وانا أكتم صرخاتي،
فاطلقتها على غير هدى، .. بكيت بصوت عال، لم اكن استرحمه
ببكائي، ولم احاول ان استجديه ليعود عن قراره، لقد كنت متألمة
حقا وللغاية، ووجدت نفسي اصارع حقيقة ان هزاع سيكون لغيري،
وأنه أنا وهو سنصبح مجرد غريبين...!!! آآآآآآآآآه، ... وانخرطت شما في البكاء...!!!




فقلت لها مشفقة، (( عزيزتي شما، هو لم يتزوج بعد، فلا تدعي الشيطان يدفعك إلى اليأس والقنوط من رحمة الله
، ... اهدئي، ... واكملي رجاءا ماذا حدث..!!!))، (( بعد ان تعبت من البكاء، نمت،
ربما لمدة ساعة او ساعتين، ثم استيقظت وكان لايزال نائما، وضعت
ملابسي وملابس اطفالي في حقيبة، وتركت المنزل، عدت إلى بيت أهلي،
كان والدي في تلك الاثناء يستعد للخروج إلى العمل، وحينما رآني احمل
حقائبي، كشر في وجهي وسألني إلى أين...؟؟


قلت له أني اريد العودة للمنزل، لكنه منعني من الدخول،
وقال لي عودي إلى بيتك فورا، حاولت ان أشرح له ان
هزاع هو من طلب مني الرحيل، لكنه لم يفهم، طلب مني
العودة دون كلمة، .. فقررت ان ارتاح ثم اعود، لم يسمح لي
حتى بالدخول للراحة، .. شعرت بالالم مجددا، فأنا في قمة
التحطيم ولست في مزاج يساعدني على تقبل تزمت ابي، ..
. فصرخت منادية امي، التي ما أن رأتني على هذه الحال،
حتى كشرت هي الاخرى في وجهي وقالت ( وش هالفضايح، ردي بتج قبل لا يشوفج أحد )، .
.. سالت دموعي بدون أية كلمة، ..،




فعدت إلى السيارة وبقيت فيها حتى الظهر،
بينما سمحوا لاطفالي بالدخول فقط، وحينما عاد والدي
من العمل ووجدني على هذه الحال، سمح لي بالدخول أخيرا،
كنت في غاية الانهاك، واستمع لي، فقال لا بأس انتظري للمساء
فإن جاء تحدثنا معه، وإن لم يأتي عودي للنوم في بيتك، من تلقاء نفسك، ...!!!


لم يأتي، فأصبحت أخرج كل ليلة لأبيت في بيتي ثم اعود صبحا
لبيت اهلي، وأنا على هذه الحال منذ عدة ايام، لكني في كل مرة
اذهب للبيت لا أراه، فحسب علمي انه ترك هو الاخر البيت منذ تركته...!!!))
(( هل علمت اين يبيت ؟)) (( لا مكان له سوى البحر، فمنذ مدة اشتري يختا
صغيرا يقضي فيه جل وقته... لكنه يأتي إلى البيت باقي الوقت، ارى كيف
تتغير الاشياء في البيت، بينما احاول كل ليلة ان لا احدث أي تغيير لكي
لا يشعر اني اعود، لقد اصبح والدي حاد الطباع معي، لانه يتوقع مني
ان اصلح حالي مع زوجي، ولهذا فأنا احاول ان اختبأ في احدى الغرف
طوال النهار لكي لايراني ابي....!!))، شعرت برغبة في الضحك،
وامسكت نفسي، فالوضع لا يحتمل، لكن كيف استطاعت ان تعيش عدة ايام على هذه الحال، ..!!!!!




(( شما عزيزتي، اريد منك فورا أن تذهبي وتأخذ أبنائك وتعودي
إلى بيتك، بلا نقاش، الست تثقين في رأيي، ... ))
(( نعم يا دكتورة فقد سمعت عنك كل خير، لكني
اشعر ان في الامر اهانة كبرى لي...)) قلت مبتسمة
(( الاهانة الكبرى حقا هي حينما تضطرين للانفصال عن
زوجك الذي تحبينه، والذي حسب ما وصفته لي، رجل لقطة،
ما ان تحصل عليه امرأة فعليها ان تمسك عليه بيديها وأسنانها معا، .
.. اذهبي فورا إلى بيت والدك خذي كل ما يخصك ملابسك واطفالك،
وعودي إلى منزلك، في كل الأحوال، حتى في حالة زواجه من اخرى،
او انفصالك عنه، لا سمح الله، فالبيت من حقك انت، وليس من حق احد
ان يسلبك هذا الحق، عليك ان تكوني واعية لحقوقك جيدا، حتى في
اصعب اللحظات، واسوئها...)) (( لا يهمني البيت ولا الحقوق اني اريده هو...))
(( أعلم، .. فهمت كل هذا والله، لكن لتستعيديه، عودي إلى بيتك...)) قالت مترددة
(( سأفعل، لكن كيف اتصرف معه لو صدف ان رأيته هناك، ... ))
قلت وقد اسعدتني موافقتها سأخبرك فورا... وبدأت اخبرها كيف تتصرف، ...




بدا ان الخطة قد اعجبتها، (( تصدقين دكتورة عندي احساس اني اقدر استعيده، .
. يمكن اقدر استعيد حبه دكتورة ... سأجرب كل الافكار والله كريم... ))
(( الله كريم، هكذا يفكر الناس، فكل شيء بين يدي الله إنما يقول له
كن فيكون، وعسى ان ييسر لك، والآن استميحك عذرا فقد انتهى
وقت استشارتك، وكلي شوق لسماع ما تبقى من حكايتك في المرة المقبلة إن شاء الله ))


وما أن همت بالمغادرة حتى اردت ان اسألها
(( شما، سؤال من فضلك، من الذي اقترح عليك زيارتي، ...!!!))
(( منذ ان بدأت مشاكلنا في التصاعد، كانت سحر تصر علي بان ازورك،
...إنها سحر، ... وهي التي حجزت لي الموعد..!!!)) ((شكرا لك، فقط اردت ان اعرف..))...!!!!














كان قد مضى اسبوع قبل الموعد التالي لشما،
وفي صباح ذلك اليوم المشرق، كان موعدنا،
كنت قد قرأت رسالته التي تضم اهم اعرافاته، واكبر اسراره


ربما قرأتها أكثر من عشرين مرة، وانا في كل مرة ابحث
عن تفسير لبعض كلماته التي حملت إيحاءات عديدة، .. أ
غلقت الملف بسرعة، ...حينما سمعت طرقا منغما على الباب،
ثم اطلت برأسها تسبقها ابتسامتها، (( صباح الخيييييييييييير ))


فاستبشرت وقلت (( صباح الانوار..اللهم ادمها نعمة، بشرى خير إن شاء الله))،


(( الحمد لله افضل من السابق بكثييييير، ...))، (( الحمد لله، ..))
فقمت من مكتبي، واتجهنا معا إلى الاريكة، وسألتها (( ماذا تشربين...!!!))


(( هوت شوكليت)) قالت مبتسمة، ..(( حاااالا))، وتحدثت مع السكرتيرة


عبر النداء الالى (( اثنين شوكليت، وبتفور...)) ..!!!




بدت شما أكثر راحة من ذي قبل، وفي عينيها بريق اجمل، وعلى شفتيها ارتسمت ملامح الغنج والسعادة


، قالت وهي متحمسة لتحكي:


رغم الصراع الذي احتدم في داخلي، إلا أني عدت إلى المنزل
كما أشرت علي، والذي كان بحاجة إلى تنظيف، وترتيب، فبدأت من فوري بذلك،
ثم نشرت العطر والبخور، تأنقت، وانقت اولادي، على امل ان يعود للمنزل في أية لحظة،
لكن مضى اليوم الأول ولم يظهر، لم اره أبدا، شعرت بخيبة الأمل، والقلق أيضا فإن كان يبيت خارجا،
فأين يبيت يا ترى، تملكتني الحسرة عليه وعلى نفسي،
اخشى ان يكون قد تزوج من اخرى ويقضي
الليل معها، واحسست بحنين كبير، وشوق عارم،
وتخيلت لو ان هذا حدث كيف سأعيش، وهل يمكنني المضي
في هذه الحياة بدونه، انتابتني الغربة والوحشة،
ورغم اني في بيتي إلا اني احسست اني تاهئة
في وسط الصحراء بلا هدي لا ماء، واني يتيمة لا أهل لي،
احسست بغصة اليتم، والفراغ، بمجرد ان توقعت انفاصلنا،
كنت انيم اطفالي، فيما دموعي تنهمر في الظلام، وجوانحي
تضج من فرط الحنين، نمت بعد ان أعياني الحزن والألم،
وجدت عزائي في ابنائه الذي كلما اشتقت إليهم،
احتضنتهم، ففيهم اجد رائحته، فأشعر بالسكينة،
إلا اني وجدت نفسي ابحث عن ثوبه الذي استعمله اخر مرة،
اخرجته من سلة الغسيل، واحتضنته، كان يحمل بقايا عطره،
وحينما شممته احسست بارتياح كبير، وجزء من قلقي ولى،
وحلت علي المزيد من السكينة، وهكذا فقط تمكنت من النوم، ...!!!!




وحينما استيقظت في اليوم التالي لم الحظ أي شيء يدل على
انه عاد اثناء الليل، بل كان كل شيء في مكانه،
فشعرت بالمزيد من الالم، إلا اني صبرت،
وقلت لعله يعود بعد الظهر او عند المساء،
وقمت بالمزيد من عمليات التنظيف للبيت وعطرت وبخرت الاجواء، .


.. لكنه ايضا لم يظهر، ولم اره، أزداد خوفي، واكلتني الغيرة،
فإن كان قد تزوج ويقضي الوقت مع اخرى، فكيف يصح ان أكون اليوم


في بيته، بكل بساطة، يا إلهي، إنها مذلة ومهانة،
أن اعود إلى بيت رجل لا يريدني، وان استمر في انتظاره وهو يحلق مع اخرى.




وبينما كنت اطعم اطفالي طعام العشاء، وقد بدأت افقد صبري،


فجأة سمعت صوتا خارج غرفة الطعام، ثم هيأ لي أني سمعت صوت خطواته،
وحينما اقترب الصوت كنت قد تأكدت انه هو، فازدادت سرعة ضربات قلبي


، واغرورقت عيني بالدموع،
وتسارعت انفاسي من فرط الفرح، ونظرت بابتسامة تتقافز منها البشائر،


إلى اطفالي اومأت لهم بان بابا جاء،


فما كان من ميرة وحمد ( ابنائي) إلا ان قفزوا فرحين،


(( بابا..بابا))..واردت ان اقفز مع ابنائي واصرخ (( حبيبي، حبيبي)) واسابقهم إلى احتضانه وتقبيله،


إلا اني قاومت لامنع نفسي من ذلك، وبقيت هادئة ولم احرك ساكنة،


تماما كما نصحتني، حتى اني لم التفت مجرد الالتفاتة،


بينما كانت اذني معه تلتقط نبرات صوته وقلبي يرصد احاسيسه


، بدا منهكا، ومشتاقا وتهدجت كلماته بالفرح والحنين، (( هلا والله، هلا فديتكم، حبايبي، ...))


وكان يقبلهم ويضمهم بشوق واضح، شعرت بذلك من اصوات تنهدات ابنائي


، وصوت القبلات أيضا، شعرت به وهو يحملهم ويتجه بهم إلى غرفة نومه،


وبالنسبة لي انا لم يعلق، فقد تحفظ على مشاعره،


.. ولانك اخبرتني ان هذا قد يحدث فقد كنت قد هيأت نفسي لهذه اللحظات،
ولهذا لم اصب بانهيار، في مناسبة اخرى كنت قد خرجت وتركت له البيت، ...!!!!






حاولت طوال باقي الوقت ان اتصرف بشكل طبيعي،


وعايشت الوضع كالمعتاد، فبينما كان


منهمكا في اللعب مع اطفاله، دخلت وتزينت،


وارتديت ملابسي الخاصة بالنوم، متجاهلة شعوري


بالغبن والضيق لتجاهله، ثم جلست في الصالون،
وادرت التلفاز على فيلم، واحضرت بعض المكسرات والجيبس،


وجلست اتفرج، كان صوت التلفاز يصل إليه، وبات يعلم اني اتابع احد الافلام،


لكنه لم يأتي، ولم يصدر اية ردة فعل مبشرة، وحينما حان موعد النوم


، جائتني ميرة تجر خلفها حمد (( ماما...بابا يقول هيا ننام، ...))، .


.. فهمت انه يرغب في النوم، .. لهذا ارسلهم لي،


كان قد بدى على اطفالي مظاهر السعادة والصحة النفسية الحقيقة،


فيبدوا ان رؤيتهم لوالدهم انعشت مشاعرهم، فمنذ ان تركت البيت وانا الحظ في أعينهم نظرات الحزن والانكسار.






هيأت اطفالي للنوم، وبمجرد ان ناما في غرفتيهما ..


كان علي ان ابدأ الخطوة التي اشرت بها علي، أن اعود إلى غرفة نومي،


مهما كانت ردة فعله، وان أتحمل كل ما قد يصدر منه، بصراحة احسست بصراع شديد،


كنت اشعر باني مقدمة على خطوة مهينة، ومرعبة وخطيرة،


فأنا التي تركت غرفة النوم منذ شهرين او اكثر، كيف اعود هكذا من تلقاء نفسي


، كنت انتظر ان يصالحني، .. لكنك اشرت ان اعود، فقررت ان اجازف،


اقتربت من باب غرفة النوم وكلي رهبة، قرأت الفاتحة،


ثم توكلت على الله، وفتحت الباب دون ان اطرقه،


وحينما دخلت كان لا يزال مستيقظا، ويقرأ في كتاب وهو مستلقي على السرير،


فتصرفت كما أتصرف كل ليلة، جلست امام المرآة،


انزع اكسسوراتي، وأمسح كحلي، واسرح شعري،


في الحقيقة حينما دخلت، نظر لي اولا، لكني تصرفت كاني لم انتبه إلى نظرته تلك،


واحتفظت بتقاسيم طبيعية ومريحة على وجهي، لم ابدي حزنا،


ولا غضبا، ولا ألما، ولا فرحا، بل حافظت على ملامح عادية،


وما ان اصبحت مستعدة للنوم، حتى اندسست في الفراش،


كما كنت افعل سابقا، وفي الجهة التي احب ان أنام فيها،


شعرت انه اصيب بصدمة، شعرت بانه غير مصدق،


او مشوش من فعلي، فهو على كل حال لم يتوقع ان اعود هكذا بمنتهى البساطة،


لأنام إلى جواره متجاهلة طلبه، وكل ما فعله بي ...




في الحقيقة كنت حتى تلك اللحظة احس بالرهبة والذل، واستغرب من هذه المشورة، ...


حينما استلقيت إلى جواره، لم يحرك ساكنا في البداية، فقلت بصوت خافت اقرب إلى الهمس، (( وحشتني...))


، فشعرت انه احس بالكلمة لكنه لم يلتفت، فغطيت وجهي بالبطانية،


وكنت في غاية الألم، شعرت بالقهر الشديد، لقد تماديت في اذلال نفسي،


اردت ان اقوم بسرعة واخرج جريا من الغرفة، أو اهم بصفعه على وجهه،


لانه تجاهلني ولم يعلق، تمنيت لو اني ضربته على تجاهله المؤسف لي...!!!!




وبينما انا منهمكة في التفاعل مع المي شعرت بحركته على السرير،


ثم كانت انامله التي اندست من تحت اللحاف قد لامست ذراعي


، وشدني إليه بقوة، إلى حضنه، واشرقت الشمس على قلبي،


فلا تتصورين ماذا حدث، فقد شهقت بقوة من شدة الشوق والفرح شهقة مسموعة،


وتدفقت دموعي وانا اطبق عليه بذراعي، واحتضنه بشدة،


وهو يمسح على ظهري مطمأنا، وكان قد خنقته العبرات،


ادركت في تلك اللحظات، اني وأطفاله كل اهله،


وليس له غيرنا، وانه ليس لي غيره، ودعوت لك في تلك اللحظة،


وأنا في هذه النعمة، فعودتي إلى حضن زوجي نعمة كبيرة،
وفراقنا وانعزالي عنه في غرفة اخرى، كان حماقة، لا اعرف كيف حرمت نفسي، وحرمته من هذه الرحمة،


وهذه الفرصة لنتصالح، كان حريا بي ان ابقى في غرفتي مهما كانت الاسباب،


اعتقدت ان نومي في غرف اخرى سيعيد لي كرامتي،


لكن لا أبدا، اذللت نفسي وقهرت اعصابي، بينما عودتي لغرفتي انهى المشكلة في لمح البصر


، وكنت غافلة عن اني بذلك كنت ادفعه إلى الاعتياد على البعد عني...!!!!








سبحان الله يا دكتورة، حينما أعود بتفكيري قبل ان أستشيرك، ارى اني لو قضيت عمري كله في بيت اهلي


فإني لن افكر لحظة في الاقدام على هذه الفعلة،


فمن الصعب ان اعود وكأن شيئا لم يحدث وانام قربه بكل بساطة


، بعد انفصال دام اكثر من شهرين، وبعد كلام جارح وجهه لي قبل عدة ايام، كنت لن اقبل العودة إليه قبل ان اهينه،


او ان ادفعه على الاقل إلى الاعتذار، فلقد جرحني وبقوة،


لكن حينما اخبرتني ان انتقامي منه، ليس سوى انتقام من ذاتي،


وان أي شيء قد اقدم عليه اليوم سأدفع ثمنه انا واطفالي لاحقا،


فكل هذه الاشياء شكلت لدي دافعا للمحاولة، لكن بمجرد ان مد يديه،


وجرني إلى حضنه، فجأة تبدلت مشاعري، من الشعور بالقهر والذل إلى الشعور بسعادة عارمة،


نسيت معها كل اساءاته ..........اااااااااه الحمد لله، ...


كان في غاية الشوق، ولم افارق حضنه طوال الليل، وفي الحقيقة لم استطع النوم بسهولة،


فقد كنت طوال الوقت الوم نفسي على كل لحظة قضيتها بعيدا عن حضنه


، كم من الأيام مرت وانا احرمه واحرم نفسي هذه الرحمة، وهذه السعادة،


بين كل دقيقة واخرى ادس وجهي في صدره واشمه،


فيحتضنني اكثر ويقول لي (( بس خلاص نامي، وراي دوام الصبح ...))




استيقظت عند الصباح الباكر أغتسلت وصليت الفجر،


ثم اعددت له طبق الافطار الذي يحبه، (( خمير)) مع (( دبس))


يموت عليه، ويقول انه في حياته لم يذق ألذ من الخمير الذي اعده،


ورغم اني تعلمت الطريقة من امي إلا اني اضفت بعض لمساتي الخاصة


إلى الوصفة، مما يجعل قوhم الخميرة اكثر هشاشة،


ولذة، وحينما عاد من صلاة الفجر، كانت رائحة الخمير الطازج تفوح من المطبخ،


وتثير الشهية، ورغم اني كنت اعد الخمير إلا اني كنت قد اعتنيت بمظهري
فقد ارتديت النبطال الزهري الذي يحبه، مع بودي أبيض مذهب،
ورفعت شعري إلى الوراء في خصلات كالريش، ووضعت ازار الطبخ الرقيق...








حينما عاد من المسجد، واشتم رائحة الخمير، لم يقاوم،


فأطل برأسه من باب المطبخ، وكانت على وجهه تلك الابتسامة الــــ واو، لا أعرف كيف اصفها لك،


الله لا يحرمني منها، وقال (( مع كوب شاي لو سمحتي )) ...


قالها وكأنه يشعرني انه لازال زعلان....!!!!،
كنت اشعر بسعادة كبيرة، مشاعري اكبر من


ان توصف، لقد كنت قبل عدة ايام، اهيأ نفسي للانفصال


، واموت آلاف المرات كل يوم، واليوم، ها انا اتناول معه الافطار


وكأننا في اوائل ايام زواجنا، لا مشكلة بيننا، وكنت قد عاهدتك يا دكتورة ان


لا اتحدث معه في المشاكل التي نشأت بيننا مؤخرا وان لا اتحدث


عن اخر موقف جرى بيني وبينه، ورغم اني قاومت كثيرا الرغبة في


ذلك، إلا أني التزمت، ولم افتح معه اية مواضيع تتعلق بالمشاكل، ...




لكني لا زلت ارغب في ان اعرف إن كانت نيته في الزواج من


اخرى لأزالت موجودة أم لا، أني اخشى ان يعتقد ان


عودتي إليه هي موافقة على رغبته في الزواج من اخرى،


هل تظنين انه لازال على موقفه .... وقطع سيل استفساراتها صوت باب المكتب، (( بعد اذنك دكتورة الضيافة...)) ...








(( تفضلي يا شما الشيكولا الساخنة عزيزتي..))


قلت وأنا اقرب لها الكوب (( شكرا لك... لكن ما رأيك فيما قلت أليس
من الأفضل لو اننا نوضح كل شيء، ونتحدث جليا عن موقفه وموقفي...)) ..
. (( ماذا يا شما لو أكتشفت ان هزاع فعلا متزوج.......!!!!))، .
. رفعت عيناها فجأة نحوي وفغرت فاها وتسارعت انفاسها وقالت
(( مستحيل.... هذا مستحيل، ...))، (( ما هو المستحيل زواجه، ام تصديقك للأمر...)) ..
اطرقت برأسها، ثم نفت قائلة (( مستحيل ان يكون متزوجا، دون اني يخبرني، إنه يعلم انه لو فعلها سأقتله...))
قلت وانا اقلب ملعقتي في الكوب، (( غريب، لكنه حينما أعلمك برغبته في الزواج،
لم تعترضي بل انسحبت من بيتك ومن حياته، ...)) (( كنت افعل ذلك لاضغط عليه فيغير رأيه...))
(( تضغطين عليه..!!! كيف وانت من كانت تعاني الضغط، فقد كنت تعيشين حياة متعبة..
. على كل حال، .. دعينا من العواطف ولنفكر بشكل منطقي، ماذا لو كان متزوجا فعلا...!!!))
(( لن ابقى على ذمته، لا استطيع، انا امرأة مختلفة لا
استطيع تحمل حياة مماثلة، إما ان يكون زوجي لي وحدي أو لا يكون...))،
(( في اعتقادك لو انه تزوج، فما السبب الذي سيدفعه لذلك،


يعني هزاع ليس من الرجال المحبين للتعدد واعتقد انك لمست
هذا من عشرتك معه، فما الذي قد يدفع رجل كهزاع للزواج من امرأة اخرى ... !!!!))


بان الغيظ في ملامحها، واعتدلت في جلستها وقالت
(( اسمعي يا دكتورة، هزاع رجل وفي ومأدب، ومنذ ان تزوجت به لم الحظ عليه
أي شيء قد يجرح مشاعري، او يهين كرامتي، فهو انسان خلوق بمعنى
الكلمة، ومثل ما قلت، رجل محترم لا ينظر ابعد من بيته، وبصراحة لم الحظ عليه
يوما أي شيء يثير الشكوك... حتى ظهرت مي في حياتنا،


هذه افعى في ثوب انسانة، دمرت حياتي، حرقت اعصابي، اصابتني بالجنون، ..


. اشعر في احيان كثيرة اني قد اقتلها دون ان اشعر، فانا متعبة منها جدا، واكرهها بشدة، ولو اتيحت لي الفرصة فقد لن اكتفي بقتلها بل سأمزقها اربا اربا... )) وبدأت
تبكي وكأن بركانا من القهر تطايرت شضاياه عبر المكتب،
شعرت بحرارة النار في قلبها التي اثارت السخونة في
المكان، وكانت عيناها قد تحولتا إلى اللون الاحمر وكأن ما يتدفق من عينيها ليس دمعا وإنما دما...!!!!




(( لا بأس اهدئي غاليتي، ليس عليك ان تعذبي نفسك هكذا
، لاجل امرأة لا تستحق، تمالكي اعصابك، ودعينا نرى مشكلتك معها،
وإن شاء الله كل شيء وله حل...!!! هل تحبين ان ترتاحي قليلا ثم نعود لنكمل ....)) أومأت برأسها موافقة، ..


تركتها قليلا في المكتب وحدها، وخرجت لانهي بعض الاعمال في المكتب المجاور، ...




وحينما عدت كانت قد هدأت قليلا، .. لكنها لازالت غاضبة، ...


(( كيف حالك، هل اصبحت افضل...)) (( الحمد لله، ...)) (( لقد اثرت فضولي حقيقة
بمي هذه، ما الذي فعلته بك، ... !!! وما علاقتها بهزاع ...!!!))، (( ماذا اقول لك عنها،
إنها ابليس في ثوب امرأة، لم تترك لي فرصة لاتنفس، حاصرتني من كل الجهات،
كل هذا لانها تريد هزاع باية وسيلة، .. )) (( وهزاع هل يريدها...!!!)) (( هو يقول انه
لا يفكر بها، .. لكني اشعر انه لا يقول الحقيقة، واظن انها اثرت عليه، وانه يرغب في الزواج بها...))
(( لكنه اخبرك انه إن تزوج فلن تكون مي...ما رأيك...!!!!))، ..
(( أنا ايضا لا افهم، المفروض انها استطاعت اقناعه بانها الزوجة
المؤهلة والمناسبة له، ... لكني فوجئت به في تلك الليلة حينما اكد
انه سيتزوج من أمراة اخرى...)) (( لا بأس ... سندرس الامر لاحقا، ..
لكن من تكون مي، اقصد ما علاقتها بهزاع...!!!؟؟؟)) (( ابنة عمه وخطيبته السابقة...!!!))


((اوووووه، فهمت... امر مزعج حقا، ...!!!)).






بتبعُُ ...ُ

ريما غزة 04-02-2016 07:51 PM

يعطيكي الف الف عافية حبيبتي
متي لحقتي تكتبي ههههههههه
باينة حلوة كتير
حفراها علي مهل بهدوء
ومتابعة معك ياعمري
واشتقتلك كتير :pf5:


الساعة الآن 05:50 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.