![]() |
|
|
|
|
|
الموت هو الحدث الإعتيادي ، الإستثنائي ذلك المجهول الذي ينقلك إلى العتمة ، إلى الغيب ، إلى حيث لم يعُد أحدٌ من قبل ، ورغم أن ذلك الحدث نتوقع حدوثهُ حتماً ، إلا أنهُ يُفجعنا وكأنه شيءٌ استثنائي ، رغم أنهُ اعتيادي . راقب الصور القديمة لشخصٍ ميت، دقق في ملامحهِ جيداً ، ستجد أنك تسأله دون إرادةٍ منك ودون تفكير .. يا ترى .. ما الذي تمُر به الآن .. ما الذي شعرت به عند انتقالك للعالم الآخر ، في آخر لحظاتك ما هو آخر شيءٍ فكّرت فيه ! الموت قد غيّب ذلك الشخص عن الدنيا بشكلٍ مُفاجئ ، لذلك ستظل تلك الأسئلة محفوظةً في صندوقٍ لن يُفتح أبداً .. لأنها لا تملك أجوبةً .. أبداً .. |
الناس كلهم على مسافةٍ واحدةٍ من غدرهم لك ، إن كُنت ليّناً طيّباً معطاءاً سينقلبون عليكَ عند أول هفوةٍ منك ، وإن كُنت جبّاراً عتيّاً ظلّوا خانعين أمام إرادتك أنت ، أمام شخصيتك أنت ، ورغباتك أنت . |
للطيبين.. للذين يحاولون أن يغيروا طبيعتهم الطيبة ويعجزون .. صباح الخير . للمحسنين .. الذين يقسمون دائماً أن يتوقفوا عن العطاء لأن الناس لا يقدرون ذلك ، ثم يستمرون بالعطاء لأن هذا طبعهم .. صباح الخير . للأوفياء .. الذين لا ينكرون الخير كُله للناس لمجرد أنهم تخاصموا معهم .. صباح الخير . للسعداء .. الذين عرفوا أن الدنيا ستمر بسرعة ، فرفعوا قلوبهم عنها ، صباح الخير . للبسطاء .. الذين يُرضيهم القليل ، لأصحاب النوايا الطيبة ، والقلوب الصافية.. صباح الخير |
نعم أشتاقك .. ظللتُ أحاول الصبر على فجيعة غيابك ، وتحمّل فكرة ضياعك الذي قد يفتح أبواب الحُزن على مصراعيها ، تحولت الآن من الفتاة التي كانت بيومٍ من الأيام فتاةً مَرحة مجنونة ، لامرأةٍ أربعينيةِ الوجه والقلب ، أصارع عقارب الساعة وأشدها للخلف ، أضع مساحيق التجميل لتخفي النتوءات والتجاعيد حول عيني ، أرتدي أغمق الألوان وأحزنها ، فامرأة أربعينية لا يليق بها إلا الملامح الغامقة ! ظللتُ في غيابك أتفحص وجه السماء علّني أجد وجهك ، أو علّني أتذكر كيف كُنت تشرح لي عن تفاصيل السماء بنجومها وأبراجها وكواكبها ، عن ذلك النجم الذي كان يضيء أكثر من غيره ، عن المسافات بيننا وبينها ، عن كُل ما كُنا نراه في السماء ، على الرغم بأنك حين كُنت بجانبي لم أكن أرى سواك ، لم أتفحص النجوم إلا بين عينيك وجفنيك ، في جبينك الأسمر في غموض عينيكَ البعيدتين ! أفكر فيكَ الآن وأنا أتخيلك مُختبئاً في زقاق حيّنا المُدمّر ، في شوارع حمص المهجورة إلا من الموت ، أجاهد أن أبقيكَ حيّاً ، أبعد عنك الشظايا والأوجاع ، أرسم لكَ طريقاً سرياً للهرب من شبح الموت الذي أمسك بالكثير هُناك ، أفكر فيكَ وأنا أعلم تماماً بأنك قد تفكر بي ، إن كُنتَ ما زلتَ على قيد الحياة . |
بعدما فرّقتهم أقدارهم ... كانت تحاول دائماً الإطمئنان عليه ومعرفة أي شيءٍ عنه ، تتسلل كُل يومٍ لترى صفحته التي وجدَتها صُدفةً ، لم تكُن تعرف أنهُ أصبح كاتِباً وصار لديهِ كُتباً وإصدارات ، بكَت كثيراً وهي تقرأ يوميّاتهُ السوداء ، تألمَت على كُل كلمةٍ كان يكتبها لها وهي لا تقرأها ، تألمَت كثيراً على حياتها التي أصبحت كئيبةً وحزينةً من دونه ، كانت تقرأ الكلمات بصوته ، تشعر أنهُ يلقيها على مسامعها كما كان يفعل بالسابق .. وتألمت .. لأنها تعرف كيف أحبها بصدق ، وبكاها يوم أن فرّقهما المجتمع بصدق ! |
الساعة الآن 02:29 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.