قارِئَةَ الفِنجان الأخيرَة
أخبَرَتني أنَّهُ لَن يَعود ..
ومُنذُ تِلكَ اللَّحظة وأنا أضحَك
أضحكُ بِشَراهَة ..
..
( كذَّبَ المُنَجِّمونَ وَلو صَدَقوا )

نحنُ لا نَستَطيع عَيشَ اللَّحظَاتِ السَّعيدَة بِتَفاصِيلِها وإحتِواء ذَلكَ الشُعور كما يَنبغي لَه أن يكون ..
..
نُلاحِقُ أطراف اللَّحظة ونَخشَى هُروبَها
نَعُدُّ دقائقَِها ..
فَتضيعُ مِن أيدينا
الكَثيرُ مِنَ السِّعادَة
..
ونَعودُ لِملازَمَةِ الحُزن كَصديقٍ قَديم
لايَترُكُنا أبَداً ولا يَهرُبُ مِنَّا ..

الطِّفلَة التي في داخِلِي
كانَتْ سَيِئَة ..
سَيِئَة جِدَّاً
..
لِذاَ كانَ عَليها أنْ تَرحَلَ مُبَكِّرَا ً..
وهَل رَحَلَتْ حَقَّاً ؟!
لا ..
إنَّها مُختَبِئَة داخِلي
تُواري سوءَتها بنحيب الذَّاكِرة
وتَغسِلُ خَطاياها
بِدَمعي
..
طِفلَةُ الأنا ياسَادة
لَن تَكبُرَ أبَدَاً

ماتَتْ لَهفتي ..
ورَغبَتي بالأشياء
..
حتى أنَّني لم أعُد أُتقِنُ دَوري البُطولي في مُسَلسَل الأيام
..
مُتَقَمِّصَةَ أدوارٍ فاشِلَة
أنا الجُثَّة المُتحَرِّكَة
ولَمْ أعُد جِزءاً مِنْ هذا العالم .

https://fbcdn-photos-e-a.akamaihd.ne...c956efab67e2da

تَعَلَّمْ دائِمَاً أنْ تطفو مع الأشياء ..
فلا إنْ غَرِقتَ بِها بَقيتَ حَيَّاً
ولا إنْ طِرتَ فيها إمتَنَعتَ عَنِ السُقوط ..

مبعثرة كثمرة رمان ..
تناثر حبها
إثر السقوط ..
حقا .. كان وقعها مدويا ..

البارحة خرجت عن النص ..
لم تكن لدي القدرة حتى على تجاوز متن القصيدة ..
انحرفت قافيتي بكسرة ..
ومر سكوني بكامل الصمت .

أنا الفتاة التي كانت تحتل ناصية الرصيف ..
تقطن آخر الزقاق في شارع الستين ..
ثوبها أحمر وشالها صوف مزركش وتعقص شعرها بزهرة عباد الشمس ..
توزع الابتسامات على المارة ..
يحبها الجميع ..
يرونها كما يريدون ..
فجأة ظهرت حقيقتها المغلفة ..
فلم يبقى حولها أحد ..

هــاتِ يَدَيكْ .. أمضي إليكْ ..
نأتي إلينا ..
نَركُلُ الوَجَعَ مِن جانِبينا
أنثُرُ شِعراً ..
على سَاعِدَيكْ ~
..
دَعنا نَسرِقُ مِنَ العُمرِ لَحظَة ..
وعلى مَتنِ أصابِعِنا تُولَدُ قَصيدَة
ونورٌ يَشِِعُّ مِن مُقلَتَيكْ ..
..
..
هَلُمَّ بِنا نَأتي إلينا ..
خَوفٌ مُريبٌ يَشُدُّني إليك ..
وكَأنَّما مَوتٌ طائِشٌ يَتَرَبَّصُ كِلينا ~

أنتَ البُقعَة العالِقَة التي لا يُمكِنُ إزالتُها ..
أنتَ في تِلكَ المَنطِقَة التي يَصعُبُ الوصولُ إليها لِتَنظيفِها مِنَ الغُبار ..
أتسائَل !! ..
كيفَ لَم تُجدي معي أخطر مُنظِفات النسيان الكيميائيَة
لِإجهاضِكَ مِن رَحمِ الذاكِرَة ؟!