الثامنه والعشرون بعد المائه


ليله تقتل فيها البرآءه
وينطفئ النور
وتغيب الشمس
ويبدأ الوجع
ويموت الحب
وينتهي المشوار
وتنكس الرايات
وتسود الاعلام
وتقفر المدينه
وتسرق الاحلام
وتضيع الاماني
ويصبح اللحن بلا نغم
ويسكن الحزن في الزوايا
وتتشابه الالوان
ويتوقف الزمن
ويرحل الفرح
يتجمد القلم
وتتمزق الارواق
وفي جوف الليل
تغتصب الطفوله
لم ينصفهم البشر
ولم يستوعبهم القدر
ولم يكفلهم الصبر
نعم هكذا فعلوا بالطفوله
احرقوا الاوراق
وقتلوا الوعد
اصبحوا بلا مأوى
تركوهم جسد بلا روح
وكثير من الجروح
يتساقطوا كورق الخريف
بلا وجدان ولا ضمير
يرتجفون من الخوف
ويتجرعون كأس الحرمان
يتمنون الموت
لعلهم ينالهم
جرعة من حنان
حياتهم كلها شقاء
في عالم اصبح عناء
يجيدون الدهاء
انعدم الوفاء
والانسانيه الى انتهاء

الليله الثلاثون بعد المائه


ليله
احمل خيباتي بين ضلوعي
يا حبا زرع في قلبي
سكينا يؤلمني وجعا
يقذفني حجرا
في عمق البحر
ينهي فيًّ جنون العمر
يقلبني يكويني متل الجمر
اين الامل واين الصبر
انتظر يسرا بعد العسر
ويزول الليل وياتي الفجر
فمصيري محتوم
بين القهر وبين القبر
فالحجر لن يصعد من قاع البحر
فلولا عيناكِ لذهب الليل
وما عشت حياتي
بين النار وبين الاه
ولا عشت بعدك
اكثر من يومين
ولا كتب الحبر
لعينيكِ سوى سطرين

الليله الثانيه والثلاثون بعد المائتين


لا تهربي يا طفلتي
لا تخيفكِ جرأتي
فحروفي تقفُ على الشفاه
والصوت يغيب ويختفي
تكلمي شيئاً وانطقي
قولي حقيقة ما تري
فعينكِ تفضح سركِ
لآ تخدعي لآ تكتمي
امآ شعرتِ بلوعتي
ورب السماء عشقتكِ
والقلب مال لقلبكِ
من نظرةٍ صرتِ أميرتي
هل دقَّ الحبُّ بابكِ
لآ تفزعي لآ تجزعي
فالحب يأتي مرةً
وعمري بدأ يوم رأيتكِ
قولي نعم هل تنطقي
تغزو النجوم مجرتي
واصير فارس حلمكِ
ابني القصور لعينكِ
و فوق الغيم نحلقِِّ
ونعدُّ النجومُ لوحدنآ
متلهفين لبعضنا
وقلبي بقلبك يخفقِ
لآ تذهبي تمهلي
وكأن حبي معجزة
تقدمي نحوي بخفةٍ
دعي العيونَ لتلتقي
اسقيكِ من شهدِ مودتي
فالقلب بحبكِ ممتلئ
وشعوري نحوكِ صآدقِِ
لو حنَّ قلبك مرةً
ارجوكِ لآ تقتليه
ولآ تكتميه فتندمي
هاتي يديكِ حبيبتي
فالحبُّ لم يخلق الا لكِ