بخاطرك يا عصفورة الجنّة

لسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إنّ لله وإنّ إليه راجعون ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم

فرح، فتاة في الثّانية عشرة من ربيعها رحلت عن عالمنا إلى رحمة الله سبحانه يوم السّبت الماضي بعد صراعات مع أمراض فتكت بجسدها الضّعيف وأردتها صريعة، لِتُسْدَل السّتارة على أوجاعها وعذاباتها وأنّاتها بانتصار الموت على المرض أخيرًا.

قلبي انفطر عليك صغيرتي، تلميذتي الذّكية ذات البسمة الّتي ما فارقت شفتيك رغم آلامك الّتي ما احتملها الصّوّان...
فرح يا حلوتي وداعًا... فرح يا عصفورة حلّقت بعيدًا، كم صَعُبَ عليّ دخول الصّفّ وأنت هناك في البعيد وطيفك يداعب عينيّ فوق مقعدك الخالي...
فرح،،، رحمة الله عليك يا صديقتي،،، يا شمسًا غابت أنوارها،،، فلتكوني نورًا من أنوار الجنّة الّتي لا تنطفىء.



بخاطـرك يـا عصفـورة الجنّـة



اللّيلة جيناكِ وهيدي آخر زياره



وعا وجوهنا من وجوه الأسى ألف إماره وإماره



يا البنت لي كانِتْ كلّها شطاره



وشو صعب تصريف الفعل الماضي مع كلّ عباره



كنتِ وكنّا وكان، واليوم عنّا رحلْتِ يا أغلى جاره



وتركْتِ صدى صوتِك بزوايا الحاره



رفاقك ومعلّماتك وحبابك رافعين عراضه



بوجّ المرض أبو الأساليب الغدّاره



لي دقّ بوابك وبلطفك يا فراشة ملوّنة احترقت بناره



حتّى العيا يا فرح أكرمْتِ واتظلّلْتِ بجداره



وبجسمك هالضّعيف لبسْتِ زينة سواره



عيّد يا موت اليوم ضيفتك طفلة قطفتْ من الورد سراره



ضحكة عيونا بكّتْ الألم وشعّلتْ بالوجع إنتفاضه



سنة جافاها النّوم، والآه جبلِتْ لياليها، ولا يوم صرختْ: ليه عمري يا رحمن بروح خساره



وإذا سألْنا ما بنسمع عنها إلاّ أفضل خباره



عيّد يا موت اليوم اخترْت ويا نِعم الاختياره



بخاطرك يا فرح، فرحة صفّنا لي رحلت السّبت عن هالعماره



حرقْتِ قلوبنا بغيابك وبقلوبنا صرْتِ للإيمان مناره



ربِّ يصبّر أهلك ويصبّرنا عا فرقتك، ويرحمنا برحمته الجبّاره