منتديات بنات فلسطين - هَمْسُ الصُّوَرِ ••

حتى ترتاح نفسُك

http://www.shabwah.net/mlffat/files/224.jpg
حتى ترتاح نفسُك، ويهدأ ضميرك، كن واسع الصدر، فأعقل الناس وأسعدهم
هم أعذرهم للناس، وأبعدهم عن العقل والحكمة هم أسرعهم لوماً
وأقلُّهم تحقُّقاً وتثبُّتاً فيما صدر عنهم.
ما أجمل أن يعذر بعضنا بعضاً، فأنت لا تعلم عن ظروف الآخرين
الغائبة عنك، ولا تدري ما الذي قاده إلى ذلك التصرف الذي لم يعجبك.
فعندما تجد من أحد موقفاً لا يليق فعله أو خطأ لا ينبغي الوقوع فيه،
فلا تنسى أنه قد يكون وراء ذلك أسبابٌ لم تدركها،
وأمورٌ اضطرته إلى هذا التصرف.
ويزداد هذا أهمية حينما لا تعرف عن إنسان إلا كل خير،
ورأيتَ تصرفاً يناقض ما تعرف عنه، فإن استطعت أن تسمع منه
وتعرف ماذا حصل فعلتَ ذلك، وإلا فالتمس الأعذار له.

http://www.shabwah.net/mlffat/files/225.jpg

حين تكون النفسُ سليمةً جميلةً ترى الأشياء بصورتها الإيجابية،
وتصنع من الليمون الحامض شراباً حلواً،
وتجعل من المِحَن مِنَحَاً وعطايا وفوائد عظيمة.
حين يكون الصدر واسعاً يتسع المكان الضيق لعدد كبير من الناس،
أما إذا كان الصدر ضيقاً فإن أوسع المساحات تضيق على أقل عدد منهم.
لَعَمْرُكَ مَا ضَاقَتْ بلاَدٌ بأهْلِهَا ... وَلكِنَّ أخْلاقَ الرجَالِ تَضِيقُ

http://www.shabwah.net/mlffat/files/226.jpg

حين يكون المعدنُ أصيلاً، والقلبُ صافياً سليماً،
فلا تنتظر من صاحبه إلا خيراً عميماً، وفضلاً جسيماً ..
وحين يكون الأصلُ الشريفُ معدوماً، والباطنُ خواءً فارغاً مذموماً،
والإحساسُ بالجمال مفقوداً، فلا تنتظر إلا شراً مَهِيناً وضلالاً مبيناً.

http://www.shabwah.net/mlffat/files/227.jpg

لا تَلُمْ صديقَك على تقصيره معك، فلستَ الوحيد في هذا الكون الفسيح،
ولست الوحيد في قلبه، فقد يكون عنده من الأصدقاء والأحباب
من هم أكثر محبة له منك، وهو أشد حباً لهم من محبته لك
مع كامل الاحترام والتقدير ، ومع هذا لا يلتقي بهم إلا نادراً،
فالناس عندهم ما يشغلهم من أعمال ومهمات،
وأهل وأصدقاء، فلا تتعلق بإنسان تعلقاً شديداً يجعلك لا تستطيع
العيش بدونه.

http://www.shabwah.net/mlffat/files/228.jpg

ومَـا كُـلُّ مَـنْ تَهْـوَاهُ يَهـواكَ قلبُـهُ وَلا كلُّ مَـنْ صَافَيْتَـه لَـكَ قَـدْ صَفَـا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحةٌ وفي القلبِ صبرٌ للحبيبِ ولو جفا

http://www.shabwah.net/mlffat/files/229.jpg
فلا تجعل سعادتك مرهونة لشخص أو لعمل أو متاع،
فسعادتك في نفسك وفي نظرتك للأشياء من حولك،
فلا تعلقها بأمر خارجٍ عنها.
http://www.shabwah.net/mlffat/files/230.jpg

فالنظرة السليمة والإيجابية للأشياء هي طريقك إلى السعادة،
فمثلاً حينما تنظر إلى نقد الناس لك على أنه طريق للترقي نحو الأفضل،
فهذا يجعلك تسعد بالنقد وتطلبه من أهله.
http://www.shabwah.net/mlffat/files/231.jpg
حتى النقد الهدام الذي يقصد به التحطيم والتحقير،
يمكن أن تسعد به عندما تعرف أنه لا تُرمَى إلا الشجرة المثمرة،
وأنه لا يُعرَف طِيب العود إلا باشتعال النار فيه،
وأن النقد ضريبة طبيعية لكلِّ من يعمل شيئاً، فتجعل ذلك محفزاً لك
على العمل والإبداع.
http://www.shabwah.net/mlffat/files/232.jpg

فهناك أناس لا يخطؤون؛ لأنهم لا يعملون شيئاً، فهذا الذي لا يعرف
إلا أن ينقد الناس، لو كان مكان مَنْ ينتقده فقد يخطئ أكثر من أخطائه بكثير،
فعلى من يَنتقِد أن يكون واقعياً منصفاً.

http://www.shabwah.net/mlffat/files/233.jpg

تأكد أنه لا يمكن لكلمة قالها أحدهم فيك، أو لموقف حصل،
أن يغير هذا من الحقيقة والواقع شيئاً، فآراء الناس ليست حقائق قطعية،
وإنما هي وجهات نظر تحتمل الصواب والخطأ،
فلا تبالغ وتهتم كثيراً في الردعلى من أساء إليك بشيء،
فدع أفعالك تكذب ما قال، واترك الناس يحكمون بما يرونه.
إذا أساء إليك أحدٌ فلا تعامله بما يستحق أو بمثل ما يعاملك،
بل بما ترضاه لنفسك وبما يعبر عن أخلاقك ومبادئك،
فكما قال الشيخ سلمان العودة:

[ أنت لستَ مسؤولاً عما يعمله الآخرون تجاهك،
بل عمَّا تعمله أنت تجاه الآخرين ]
http://www.shabwah.net/mlffat/files/234.jpg

فبالتسامح وسعة الصدر،
تحسن إلى نفسك وتسعدها قبل أن تحسن إلى غيرك.
وصلَّ اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.

بريد الخير والعطاء