منتديات بنات فلسطين - هنية: غزة ستُفاجئ الأصدقاء والأعداء

هنية: غزة ستُفاجئ الأصدقاء والأعداء

دعا رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية, الأمة الإسلامية الاستعداد لانتفاضة الأقصى الكبرى, دفاعاً عن مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

وأكد هنية خلال خطابٍ له في مدينة غزة اليوم السبت، أن النيران التي ستندلع وغضب الشعب أكبر من قدره الاحتلال على الاحتمال.

وقال في هذا الصدد:" لن نقبل بأقل من عودة القدس كاملة وقيام الدولة الفلسطينية على كامل أرض فلسطين على أساس دولة كاملة السيادة مع عودة اللاجئين".

وجدد رفض الحكومة الفلسطينية وحركة حماس لكل مشاريع التوطين والوطن البديل، "وسوف يتصدى شعبنا بقوة لأية مشاريع سياسية", معرباً عن استهجانه للأكاذيب حول رغبة الفلسطينيين التوطين في سيناء.

وتطرق خطاب هنية إلى عدد من المحاور, أبرزها القدس والثوابت الفلسطينية والمصالحة والأسرى وعلاقة حركة حماس بالدول العربية.

ودعا هنية فلسطينيي سوريا عدم المخاطرة بأنفسهم وركوب البحر, "تعالوا إلى غزة, نستقبلكم هنا, نتقاسم اللقمة معكم, فأنتم أهلنا وإخواننا".

القدس والأقصى

ووجه هنية رسالةً للاحتلال بالقول: "إن جرائمك ضد المسجد الأقصى لن تجلب لك الحق ولن تفلح في تغيير معالمه"، مشدداً على ان "القدس لن تسقط ما دام فينا عرق ينبض".

وشدد هنية على ان "القدس ستبقى عصية على الغزاة، ستبقى تنزف دماً ولا تستنجد"، داعياً إلى "توحيد البنادق من أجل القدس".

وأعرب عن أمله برؤية "جهداً عربياً للتصدي للهجمات ضد القدس"، داعياً الشعب الفلسطيني إلى أن "يهب في كل لحظة في ظل هذه المخاطر التي تحدق بالأقصى"، مشدداً على ان "لا أمن ولا استقرار طالما ان الأقصى يتعرض للخطر".

المصالحة

وفي ملف المصالحة الذي أخذ حيزاً كبيراً من خطابه, طالب هنية بنقلة نوعية لملف المصالحة الفلسطيني.

وأكد أن "المصالحة خيارنا وقرارنا من اللحظة الأولى ولا تغيير في مواقفنا، فهي خيار إستراتيجي وقرار حركي وضرورة وطنية، وأننا مع إنجازها بأسرع وقت ممكن".

وشدد على أن فلسطين لا تحتمل مزيداً من الخلافات, قائلاً:" نريد مصالحة لتصويب المسار السياسي

وقال في هذا الصدد:" كلما اقتربنا من تحقيق المصالحة, تدخّلت الولايات المتحدة الأمريكية, بمشاريع سياسية جديدة لتعطيل ومنع تحقيق الوحدة, وهذا ما شهدناه مؤخراً بإطلاق المفاوضات مع الاحتلال".

وأوضح هنية أنه لا حاجة لاتفاقيات مصالحة جديدة, قائلاً:" لا نريد اتفاقيات جديدة, بل نريد الاستناد على تم توقيعه من اتفاقيات سابقة, والانطلاق منها وتطبيقها, بحوارِ فلسطيني شامل".

ودعا هنية, رئيس السلطة محمود عباس, إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية, وفقاً لما تم الاتفاق عليه.

وفاء الأحرار وقود للأسرى

وأكد هنية أن المقاومة الفلسطينية لن تتراجع عن قرار تحريركم وسوف تجنون ثمرة صمودكم، قائلاً:"كما أن هناك مقاومين بالآلاف فوق الأرض هناك الآلاف منهم تحت الأرض يتجهزون لتحرير فلسطين".

وشدد هنية على أن ملف الأسرى مفتوح ولم يغلق و"سنعمل بكل الوسائل حتى نحررهم جميعاً"، وخاطبهم هنية بالقول:"أيها الأسرى الأبطال أيتها الأسيرات الماجدات لن نقبل باستمرار معاناتكم، ولا تراجع عن قرار تحريركم، سوف تجنون ثمرة صمودكم الأسطوري بإذن الله".

وأضاف:"صفقة وفاء الأحرار ألغت كل الخطوط الحمراء للكيان الصهيوني"، موضحاً أن المقاومة هي الركيزة الأولى في صناعة النصر وعلى رأسها كتائب القسام التي أنجزت نصراً تاريخاً في عملية اسر شاليط.

وجدد هنية على أن المقاومة الفلسطينية لن تخذل الأسرى ولن تتخلى عن المقاومة، موجهاً التحية للشهداء وعلى رأسهم الشهيد القائد أحمد الجعبري وكل شهداء القسام وفصائل المقاومة.

وقال هنية:"نقول لإخوانه من قيادات وأبناء القسام وفصائل المقاومة والذين حررَّوا أسرانا بالمقاومة، أيها المقاوم عرفت فالزم، وشعبنا معكم ولن يخذل الأسرى ولن يتخلى عن المقاومة".

واستذكر رئيس الوزراء كل الوسطاء الذين بذلوا جهدهم من أجل إتمام تلك الصفقة والإفراج عن أسرانا، وفي مقدمتهم مصر والتي قامت بدور الوسيط والشقيق بصورة مهنية عالية من خلال جهاز المخابرات العامة.

وقال:"لمصر العزيزة خالص الشكر والتقدير، وهذه فرصة للتأكيد على موقف حركة حماس الأصيل تجاه مصر في كل عهودها وفي كل المراحل والظروف وحرصها على مصالح مصر واستقرارها وأمنها القومي".

المفاوضات

وعدّ هنية أبرز نتائج اتفاقية أوسلو والمفاوضات, هي "استفراد جهة فلسطينية وحيدة بالقرار الفلسطيني, دون شراكة, وفي عملية اقصاء خطيرة".

وأشار إلى أن الاحتلال هو المستفيد الوحيد من المفاوضات, لتحسين صورته وتجميلها أمام دول العالم, ويستخدمها كغطاءٍ سياسي لتحسين صورته.

ودعا هنية, القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية إلى الاحتشاد الوطني في مواجهة مخاطر المفاوضات، وإلى بناء إستراتيجية وطنية فلسطينية.

وأضاف:" بحيث تشمل هذه الإستراتيجية كافة الخيارات المتاحة وكل الوسائل الممكنة, بما فيها المقاومة بكافة أشكالها، كما ندعو الدول العربية رغم انشغالها بملفاتها الداخلية الى حماية مواقف أمتنا الثابتة في القدس وفلسطين وتكثيف العمل في التصدي لسياسات الصهاينة".

وأكد أن الشعب الفلسطيني "سوف يتصدى بقوة لأية مشاريع سياسية على حساب الاردن او سوريا او لبنان او على حساب سيناء كما يروج البعض زوراً وبهتاناً، وليشهد العالم أجمع أن فلسطين كانت وستبقي هي فلسطين، وليست هناك من ارض يمكن ان تكون بديلاً عنها".

العلاقة مع مصر

وجدد هنية تأكيد موقف حركة حماس والحكومة في غزة, عدم تدخلها في الشأن المصري مطلقاً "لا من قريب ولا من بعيد، لا في سيناء ولا في أي مكان في مصر".

وشدد على أن ما يُقال في الإعلام من اتهامات "هي غير صحيحة ومجافية للحقيقة، بل على العكس من ذلك نحن قدمنا كل ما نستطيعه كحركة وكحكومة في غزة من أجل التجاوب مع حاجات ومطالب الأشقاء في مصر بما يخدم الأمن القومي المصري".

وأضاف:" لسنا طرفاً في أية حوادث جرت أو تجري في سيناء ولا في غيرها، فنحن لا نعمل إلا في ساحتنا الفلسطينية ولا نوجه بنادقنا الا ضد العدو الصهيوني فقط".

وأعرب عن صدمة حركة حماس "عندما يجرى تناول الحركة اعلامياً من مواقع مصرية وحتى من مسئولين كطرف يريد الشر لمصر وأمنها وجيشها ومكوناتها، فنحن لا نريد لمصر الاَّ كل الخير والامن والوحدة والاستقرار".

وتابع:" سنظل حريصين على تجنب أي شيء يؤدي إلى توتير الأجواء مع أشقائنا في مصر ومع أية دولة عربية أو إسلامية", داعياً وندعو المسئولين في مصر والمؤسسات السياسية والإعلامية إلى وقف حملة التحريض والاتهام".

واختتم حديثه في الشأن المصري قائلاً:" غزة حين تتوقع الحصار والتضييق والخطر والعدوان فلا تتوقعه ولا تنتظره إلا من العدو الصهيوني المحتل، ولا تنتظر من شركائنا في العقيدة والتاريخ المشترك ومن أمتنا العربية والإسلامية إلا التعاون والدعم والإسناد والتعاطف وتعزيز الصمود".

الوضع الاقتصادي

وحمّل هنية الاحتلال المسئولية الكاملة الحصار وتداعياته، داعياً السلطات المصري, لإعادة فتح المعابر كافة وإدخال جميع احتياجات القطاع وخاصة مواد البناء والمواد الخام وفق ما تكفله القوانين الدولية.

وأعرب هنية تفهّمه من حق مصر باتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة لحماية أمنها, إلا أنه أكد على ضرورة ألا تكون هذه الإجراءات على حساب غزة ومقاومتها الباسلة.

وأشار إلى أن رغم الصعب, لا زالت حكومته تعمل دون استسلام ورضوخ للحصار والتآمر, على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والقضائية والاقتصادية والصحية والاغاثية والبنية التحتية وتعبيد الطرق.

وتعهد هنية بمواصلة العمل على تحسين الأحوال المعيشية لسكان قطاع غزة, رغم الظروف القاسية والصعبة وقلة الامكانيات.