تكفيني الذكرى
-------------
مثلما تكفيني الذكرى ..!، تكفيني الكلمات ، وتكفيني الابتسامة ، فهي قطرات الندى على خدي وجبيني . رائحتها هوى طيب ، من طيب الجميلة ، وطيبها المحبّب من وجه الحسناء، وهواؤها هوى يحجب الخجل .
مثلما أنت الجمال ، مثلما أنا الحب والدلال ، أحبّ ، لأني أحب نفسي وأمنّيها بالدلال ، حبّي ، وتعبيري صادق ،من ذاتي لذاتي لن أكذب عليها ولو كذبت شفتي على نفسها ستكون صادقة لأنها اقرب لنفسي ، وتعرف أنها في الابتسامة صادقة ، أو كاذبة لو صدقت مع نفسي لن اكذب على أحد . أشواقي لمن أحب ويحبني في كل زمان ومكان ، ورد وحب وعشق وزهر رمان ، أحب أن أبقى جائعا وعطشان ، لأبقى بشوقي وحبي للأشياء / كلما اشتد الجوع والعطش كلما اشتد حبي أكثر ، وكلما شبعت وارتويت كلما كان الشوق أقل ، كلما كان وجودي مع حبيبتي أطول كلما قلّ شوقي وحبّي لها وكلما كان أقل ، كان حبي أشد وأقوى /كي تحب أكثر كن بعيدا اكثر ،كي تكون عاديا وسحابة صيف ، ان تبقى قريبا من حبيبتك ،فيكون الملل منها لا منك . فكن دبلوماسيا .لا أنانيّا.
لأبقى هكذا بعيدا عن الأشياء ، ليبقى حبي معـلـّقا بالأشياء ، وإلا فقدتُ مذهبي ، وسنـّتي في حبي للأشياء ، فالحب عندي هكذا ، - ولك الخيار وما تختار - مدّ بلا جزر ، ليس له مقاس ولا معيار ، وليس شرطه الجمال ،الحب عندي -أنثى- ، أوصلتْ نظراتها إلى قلب مستبد ، جعلته محبوبا وعاشقا ومجنونا ومعشوقا ، أنظر لها براحتي أراها بكل ما فيها من أنوثة ، حوّلت نظراتها إلى شوق الكل في مفاتنها بشوق العاشق ، لو كانت سمراء ،إذا عرفت كيف يكون النظر ، وكيف تهتم العين بتركيبة جسدها ، المدلّل ، عندها أكون معشوقا ومحبوبا ، ومدللا لا عاشقا ، بُعدي عن الأشياء يُحبـّبني بها اكثر ، وقربي منها يجعلني قليل الشعور والاحساس قليل الحب والغزل .
الحب / كل ما بكوني من جمال هو نقطة ارتكازه ، فالله جميل ويحب الجمال ، يجعل شعوري ، وذاتي ،وحسّي يتحرك وشفتي تحكي وتحاكي ، ونفسي تعشق كل عاشق وتعاشق ، ولو بكلمة فيها آثار الندى من الصباح ، الكلمة أحلى من الصورة وأجمل من الواقع ، لو صدقت وكلمات العشق بعيدة عن أصل صاحبها ، أحلى من وجود صاحبها ، كخيوط الشفق مع المساء ، تبقى أجمل من اللفظ للحاضر ، كلما كنت بعيدا عن الجسد المعشوق ، كلما زاد العشق جنون ، وكلما اقتربت من الجسد المعشوق ، كلما قـلّت شدة الشوق للغرام ، وإذا تمدّد الجمال ، تلاشى في لحظته وتحوّل إلى شاشة سوداء في الظلام .فالحب في نظري ليس جسد ولا عيون ولا شفتين ، الحب كيف تكون الانثى في الكلام ، وكيف تفهم الاشياء ، وكيف تتقبل الاشياء ، الانثى ليس صورة بكل الألوان ، الانثى بكيف تستقبل الزمان والمكان ، وبكيف ينزل العرق من الخدود ، وبكيف تحكي الشفاه بلا كلام ، وبكيف تبحر العيون بغير أمواج ، وبكيف يحضر الحب ، والعشق بلا كلام ، الأنثى ديوان أوّله كلام ، وآخره كلام /الأنثى جمالها الحقيقي فوق القميص ، لا تحت القميص ، الأنثى لا يكرهها انسان طالما احبّها مغطـّاة ، ولو بقميص شفاف ، وإن أرادها وراء القميص ، سيكرهها قبل أن تلبس القميص
-------
قلم / محمود
مع تحيات