منتديات بنات فلسطين - فاقد الشيء يُعطيه!🖤

أحاديث الناس لا تُعتبر بتلك المصداقية دائمًا. وحتّى النشرات الجويّة. الجو هادئ نسبيًا. كما ترى استخدمت كلمة نسبيًا لأن مذيعي النشرات الجويّة دائمًا ما يستخدمونها. كما قيل بأن الأمطار ستكون قويّة اليوم، لكن لا أمطار. واليوم لم ينتهِ بعد. من الممكن أن تكون الأمطار القويّة في طريقها إلينا. فإذا كنت أحد مُحبّي الأمطار يمكنك القول بأن الأمطار في طريقها إلينا ولن تتأخّر، أمّا إن كنت من باغضي المطر، فيمكنك الإستعانة بتأخّر المطر إلى الآن على أنه قد تاه في طريقه، ولن يعود. يمكن للإنسان دائماً أن يأخذ الأمور من جوانب عدّة. لكننا للأسف يصعب علينا أخذ أمرين في ذات الوقت كأخذ المنطق والعاطفة في آنٍ واحد مثلاً.

الجو ساكن. لا رسائل غير مقروئة تُغطّي الموبايل، لأنني قد تخلّصت من التطبيقات التي تمكّن تلك الرسائل من أن تصلني. مع أنّها للمرسل، لشبكة الاتصالات، وللتطبيق نفسه لا زالت مستمرة. كل شيء مستمر، إلّا أن الإنسان يستطيع بطريقة أو بأخرى أن يُعطّل عمل الأشياء في حين أنها مستمرة، ولم تتعطّل. هذا الكم الهائل من الكلام الموجه لك، بغضّ النظر عن نوعه، أو طريقة سرده. يزيد عبئًا عليك. والإنسان السَوي بطريقة ما، يحاول دائمًا أن يُخفّف العبئ عن نفسه. ومع كل هذا، إذا أراد أحدٌ ما بأن يرسل لك سلامًا، وضاقت به وسائل التواصل الالكترونية، فإن تمرين المشيّ سيكون متاحًا دائمًا، والأصدقاء لا يملّون أو يشكون المشيّ أبدًا.

تظنّ بأنك لا تحبّ الحديث، وبأن هذا الأمر يُعدّ من النقاط الواضحة للناس من حولك، وبأن الإبتسامة عن بُعد تفي بالغرض، وبأنك انسان لطيف، من دون أن يقترب منك الغرباء كثيرًا. حتّى يقابلك شخص لا تربطك فيه إلا -سلامات وابتسامات- عن بُعد، ويبدأ بساعةٍ مطوّلة الحديث عن سبب كونه إنسان مكتئب، مع أن النقاش من جهتك ابتدأ ب "ههه، أنا!" أنا ذاك الشخص الذي تودّ الافصاح له عمّا يزعجك؟ لعلّه ينجو من أفكاره، ولعلّك تصغي السمع إليه وتنصحه. رائع.
هل أدّيت دور الطبيب الآن؟ أم دور الملك الرحمانيّ الذي يستمع لمن حوله؟ في ذات الوقت الذي يهرب فيه عندما يودّ الافصاح لأعزّ اصدقائه عمّا يجول في داخله؟
تنصّ القاعدة.. على، على أن فاقد الشيّء، يُعطيه.
بل يُعطيه، وبشدّة.