منتديات بنات فلسطين

منتديات بنات فلسطين (http://www.bntpal.com/vb/)
-   حصريـات بـنات فلٍسطين (http://www.bntpal.com/vb/f102/)
-   -   النادل ( قصة قصيرة ) (http://www.bntpal.com/vb/t75005/)

عدي بلال 12-31-2018 10:11 AM

النادل ( قصة قصيرة )
 
النادل



( يالله يا إمي هلا بتتاخر على شغلك ، صارت الدنيا مسا ، عملتلك قهوة ، وحطيتلك اياها جنبك ، انتا ناسي يا إمي إنك نادل محترف .. مش هيك بيحكي لك المدير تبعكم ؟ قوم يا إمي الله يرضى عليك )

يستل رأسه من تحت الوسادة في كسل ٍ ، ويسترق النظر في تثاقل ٍ إلى الساعة المعلقة على حائط غرفته ،ويبتسم في سخرية ٍ حين يتعثر بصره في حسرة ٍ ببرواز ٍ لشهادة هندسة ٍ ، تشير إلى أنه أنهى دراسته بتفوق ٍقبل سنواتٍ خمس .

يجلس على طرف السرير ، ويشعل سيجارته ، ويحك رأسه في فوضوية ٍ ، ويتمتم بعباراتٍ ساخطةٍ على الدنيا بأسرها .

الساعة تقترب من السادسة ، وحافلة الموظفين تنتظره منذ دقائق ٍ عشر ، فيقبل رأس أمه ، ودعواتها تلاحقه كعادتها كل مساء ..

يغلق باب الحافلة لحظة وصوله المطعم ، ويحث الخطا إلى الداخل – كعادته - في همة ٍ وعزيمة .

بيد أن يد ( عاصم ) – زميله في العمل – تخطّفته لحظة ولوجه المطعم ، واتخذا من جانب المطعم مكاناً قصيا ً ..

( كمان شوي راح يجي واحد مهم ، ومعه بنته ، هيك حكى المدير ، وبده اياك انتا تشرف عليهم ..الله يعينك، مهو الحق عليك ، يعني سرعتك ودقتك السبب .. خد على راسك )

يتجه إلى صالة المطعم ، ويعيد فحص ترتيبها بعينيه ، ويتأكد من نظافة المرايا المنتشرة بطريقة هندسية في زوايا الصالة ، ويعاجله المدير بابتسامة الثقة في خبرته بالتعامل مع الشخصيات الهامة .


رجل ٌ تتجسد فيه البرجوازية ، وبدلته الرمادية ورأسه الخالي من الشعر إلاّ قليلاً ، يتأبط فتاة عشرينية ، زادها فستانها الأرجواني وانسدال شعرها على كتفيها جمالا ً وأناقة ً ، يستقبلهما المدير بترحاب ٍ مبالغٍ فيه على الباب ، ويرمق ( حسان ) أن تقدم إلى هنا ، ففعل .

طاولة ٌ مستديرةٌ ، وشمعة قد توسطتها ، وعازفٌ للبيانو وقف وانحنى في لباقة ٍ لهما ، وبحركة ٍ تنم عن خبرة ٍ ، سحب ( حسان ) الكرسي للعشرينية ..
- تفضلي .
ليعيد الكرة نفسها مع البرجوازي ، ويقدم لهما قائمة المطعم ، ويرجع للخلف خطوات ٍ ثلاث .

النظر إلى عينيها يحتاج إلى شجاعة محارب ٍ خاض غمار حرب ٍ دونما استعداد ، وأحلام اليقظة التي ما انفكت والدته تعاتبه عليها ، تطفو إلى عينيه ووجهها الملائكي ..

يتهامسان ، يبتسمان ، يقهقهان ، ولا يدري عن الأمر سبباً ، ويتقدم إلى الطاولة مرة ً أخرى في لباقة ٍ وإنصات .

- عصير فريش – و أشار إليها بيده في تحبب ٍ – و بيرة باردة لي ، ومشاوي .. بسرعة لو سمحت .
- حاضر
ثم إنه تناول من يده قائمة الطعام ِ دون أن ينبسّ ببنت شفة ، واكتفى بابتسامته المعهودة ..

الوقوف في هذه الزاوية يتيح للنادلين مراقبة الجميع من خلال المرايا دون أن يلاحظهم أحد ، وهو لا يزال يراقب حركاتها من خلال هذه المرايا ، و ( عاصم ) منهمك ٌ في تحضير الطلبات ..

( شو رأيك تنسى اللي بتفكر فيه يا حسان ، ياعمي هدول ناس ما بيعرفوا بإن اللي زينا عايشين .. أصحى )

لم يبالِ بكلامه وتناول الطلب من يده ، وتقدم نحو الطاولة بهدوء ٍ ، ثم إنه وبحركاتٍ استعراضية ٍ ، فرش الطلبات على الطاولةِ ، فابتسمت لمهارته ، وبادلها الابتسامة ..
- شكرا ً
- عفواً ..

يرجع إلى زاويته ، ويجهل سر تعلقه بابتسامتها ، ويشعر للحظات ٍ بأنها تبحث بعينيها عنه ، أو هكذا خُيلَ إليه .

( يا عمي والله ما راح يصير شي ، صدقني .. بالكتير راح يعطيك أبوها بقشيش منيح )

يصر في نفسه أن يتجرأ للمرة الاولى في حياته ، ويراقب حركاتها من بعيدٍ في افتتانٍ جلي ، وعقارب الساعة تجري دون أن يجد طريقة ً لمحادثتها ..

يشير بيده لـ ( حسان ) ، فيومئ ُ برأسه ويضع الفاتورة في حافظة ٍ جلدية ٍ أنيقة ، ويتقدم نحوهما ، والأفكار في رأسه تتسابق ..

- تفضل يا سيدي
يتناول البرجوازي الحافظة ويدس بداخلها فئة نقودٍ ذات صفرين يسبقها خمسة .

- بدك شي تاني بابا ؟

تكتفي بابتسامة ٍ ، وترفع رأسها إلى النادل ِ ، وتطلب منه ورقة ً وقلم .
يتناول الحافظة ، ويسرع إلى ( عاصم ٍ )

- بدي ورقة وقلم بسرعة ، صدقني غير تعطيني رقمها ، متاكد شفت بعيونها حكي كتير .. بسرعة يا رجل

- امسك .. خليك بوهمك
- خليك بحالك انتا

ولمـّا همـّا بالإنصراف ، رافق مدير المطعم ِ هذا البرجوازي ، ينشد لديه الرضا عن المكان والطعام .. وبجوار الطاولة يقف ، ويمد له يدها بما طلبت ..

- تفضلي
- شكراً .. شو اسمك انتا ؟
- حسان

يبتعد عن الطاولة قليلاً ويتظاهر بالانشغال بأدوات الطاولة ، تاركاً إياها تدون ملاحظة ً أو رقما ً ، ليس يدري.

يشير لها والدها بيده ، فتحمل حقيبتها وتدس الورقة بداخلها ، وتضع القلم على الطاولة وتمضي ..ونظرات ( عاصم ) تراقبه في المرآة ِ في حسرة ٍ عليه ، وهو ينحسر ، ويرتب أدوات الطعام على الطاولة دونما تركيز .

تتأبط يد والدها ، وتُسر إلى والدها ببضع كلمات ٍ ، فيسبقها إلى الخارج ِ ، ويتركها تحادث مدير الصالة في ود ورضا ..

( يا حسان .. تعال لو سمحت ، الأنسة بدها اياك .. ) وينصرف المدير في أدب ..

يشعر بأن السماء استجابت لدعواته أخيراً ، ويتقدم نحوها في ابتسام ٍ ، وعيناه لا تفارق عينيها أبداً .

( المدير حكى لي عنك إنك ماشاء الله عليك ، احسن واحد هون )

تمد يدها في باطن حقيبتها ، وتخرج ورقة ً نقدية ، تشبه التي رآها في الحافظة الجلدية إلاّ صفراً ، وتدسها في يده .. وتغيب عن العيون في لحظات .


يقلب الورقة النقدية باطنها وظاهرها ، وينظر إلى ( عاصم ) من خلال المرآة ِ ، ويقفل راجعاً نحوه ، ويدسها في يده ، ويخلع إزار النادل في هدوء ٍ .. وينصرف حتى يبتلعه الظلام .

تمت ...

سارة المصرية 12-31-2018 10:22 AM

واقع وللاسف

نمازج حسان كثيرة بمجتمعتنا


كم مؤلم هذا الواقع


دمت بخير أ عدى

عہٰٰٖشہٰ۫قٰٰٖ♪❥ 12-31-2018 10:42 AM

واااقع

راااقتني سطورك القيمة


بكلماتها وحروفها الهااادفة
كل الشكر

ميمآآ 12-31-2018 12:18 PM

شو صعبة
شي بخيب الامال
كان متوقع شي منها وطلع شي تاني
وصعب الاشي يكون من طرف واحد
حبيت كل شي بالقصة
الوصف والتعبيرات
مبدع انت
تقييمي المتواضع

اميرة 12-31-2018 04:05 PM

هدا هو الواقع

والاحلام تتناثر حول شبابنا


يسسسلمووو دياتكك


مبدع عدى

عدي بلال 01-05-2019 02:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة المصرية (المشاركة 3990339964)
واقع وللاسف

نمازج حسان كثيرة بمجتمعتنا


كم مؤلم هذا الواقع


دمت بخير أ عدى

القديرة سارة المصرية ..

صدقتِ ..
وهنا أحببت أن أسلط الضوء على هذه الشريحة من المجتمع.

سرني تفاعلكِ مع النص قديرتنا

التحايا أزكاها

عدي بلال 01-07-2019 07:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ❥ عہٰٰٖشہٰ۫قٰٰٖ♪❥ (المشاركة 3990339996)
واااقع

راااقتني سطورك القيمة


بكلماتها وحروفها الهااادفة
كل الشكر


القديرة عشق

سرني استحسانكِ للنص، وتشرفت بتواجدك هنا ..

التحايا أزكاها


عدي بلال 01-07-2019 07:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سُكَّر (المشاركة 3990340031)
شو صعبة
شي بخيب الامال
كان متوقع شي منها وطلع شي تاني
وصعب الاشي يكون من طرف واحد
حبيت كل شي بالقصة
الوصف والتعبيرات
مبدع انت
تقييمي المتواضع


القديرة سكر ..

سرني تفاعلكِ مع النص، وسعيدٌ بمتابعتكِ لما أكتب والله ..

ممتنٌ لكِ تقييمكِ يا ميماآ

باقة وردٍ بيضاء لروحكِ النقية ..

تحاياي


عدي بلال 01-07-2019 07:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرة (المشاركة 3990340270)
هدا هو الواقع

والاحلام تتناثر حول شبابنا


يسسسلمووو دياتكك


مبدع عدى

القديرة أميرة ..

سرني تفاعلكِ مع النص ..

أكون سعيداً حين أرى اسمكِ في متصفحي

سلمكِ الله من كل شر..

امتناني أ. أميرة


تْـۄلَيْـنّ 01-25-2019 01:37 PM

قصة قصيرة هادفة وجميلة من واقعنا

حبيت القصة

ابدعت هارب

يسلمو


الساعة الآن 10:04 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.