!~ آخـر مواضيع المنتدى ~! |
|
إضغط علي
![]() ![]() |
|
![]() |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
| ||||||||||
| ||||||||||
![]() في المصعد " قصة قصيرة " وقف أمام البناية ، ذات الطوابق العشرة ، ورفع رأسه إلى الطابق الأخير ، وصرّ عينيه أمام قرص الشمس ، وتأكد من مظهره أمام الباب الزجاجي ، ثم إنه ارتقى السلالم في ثبات ٍ ، ووقف أمام المصعد ، وانتظر بجانب رجل ٍ ، حمل في يده حقيبةً سوداء ، وخبأ عينيه خلف نظارة ٍشمسية . مستنداً إلى الحائط ، وممسكاً بسيرته الذاتية ، أعاد النظر إلى تفاصيلها بسرعة ٍ ، وأزعجه وجود بعض الأخطاء المطبعية في سطورها ، فلوىّ شفتيه في امتعاضٍ ، ومسح بباطن كفه على وجهه ، كأنه يعيد ترتيب وجهه من جديد . مد يده صوب باب المصعد لحظة وصوله ، فخرج منه رجلٌ مسن ٌ يتكىءُ على عكازٍ ذو انحناءةٍ في أعلاها ، كإنحناء ظهره ، ثم إنه نظر في إيماءة ٍ لصاحب الحقيبة ، أن تفضل إلى المصعد ففعل ، دونما شكر . حاول أن يتجاهل انعدام اللباقة عند صاحبه ، وأُقِفل باب المصعد عليهما ، وضغط الزر إلى حيث نظر ، ومد الآخر يده إلى الزر التاسع ، واتخذ من الجانب الأيمن ركناً له ، وأعاد النظر إلى سيرته للمرة الأخيرة . الساعة تقترب من التاسعة صباحاً إلاّ دقائق عشر ، والتوتر عنده في تصاعد ٍ كتصاعد أرقام الطوابق المضيئة فوق الباب ، وهو يراقبها في وجل . مسترقاً النظر إلى صاحب الحقيبة بين الفينة والأخرى ، خُيل إليه بأنه رأى ابتسامة ظفر ٍ على محياه ، لم يدرك سببها ، بيد أن توقف المصعد فجأة ً ، بترها . حدثته نفسه بأن حظه العاثر قد افتقده من جديد ٍ ، وهمَ في كيل اللعنات على الظروف ، لكن رباطة جأشه لم تخذله هذه المرة فصمت ، وشعر بأنفاس صاحبه تعلو رويداً رويدا ، فسأله في ترددٍ عن حالته ، فارتدت إليه كلماته خاويةً من أي رد ، والخوف زحف إلى صدره حين ضغط على زر الإنذار دون فائدة ، وتلبسته الظنون حول هذا الشخص ، فطرق على الباب ، وأرسل نداءات استغاثة لعل أحداً في الخارج يسمعه .. دون جدوى . عشر سنتيمترات تقريباً تفصله عن الطابق السادس ، وعيناه تحملق في سقف المصعد ، تكاد يده تصله إلا قليلا ، ثم إنه قال لصاحبه ( إن لم تساعدني سنهلك ..! ، أعطني حقيبتك أرتقيها وأستعن بها لبلوغ السقف ) .. أماط صاحبه عن عينيه لثامها ، وبدت – خلفهما – عينان خضروان متقدتان ، وقال في توكيدٍ – أنت هالك هنا لا محالة ، سواء ارتقيت أم لم ترتق ِ ..! لم يبقَ أمامنا إلا عشر دقائق ويأتي أمر الله ..! الخيرة فيما اختاره الله . تسمّر في مكانه لوهلةٍ ، وتلبسته الحيرة والهلع من كلمات صاحبه ، ونظراته تحمل في طياتها أسئلةً كثيرة ، بيد أن مشاعر الغضب من سلبية صاحبه كانت أكبر من حيرته ، ورغبته في الخروج من هذا المأزق ، جعلته يتسلق في صعوبةٍ إلى السقف ، وصاحبه يقرأ قرآنه بآيات الشهادة ..! ولما أدرك السقف ضربه بمرفقه مراتٍ عديدة ، وكاد أن ينجح في فك حصاره المفاجىء هنا ، لولا انزلاق قدمه ، فهوى على أرض المصعد بجانب صاحبه ، الذي ما انفك يطالع حقيبته في ترقب لشيء سيحدث قريباً .. - أسألك بربك ماذا يوجد في هذه الحقيبة ؟ لمَ لا تساعدني يا رجل ؟ - يوجد بها الخلاص والشهادة ..! - ماذا تقصد بالله عليك ؟ قال جملته الأخيرة وهو عالقٌ بين ألم ساقه ، وغموض كلمات صاحبه .. - حسناً .. بعد خمس دقائق ستنفجر هذه القنبلة .. وأشار إلى الحقيبة ، مقدرٌ لك أن ينتهي بك المطاف هنا ، فاقرأ قرآنك واستغفر .. كلمات صاحبه أنسته كل ألمٍ شعر به ، وبين الدهشة والخوف سأله في رجاء عن السبب .. - الملحق الثقافي الأمريكي موجود في الدور التاسع ، وحان موعد إزالته تماماً من الوجود .. لا تخشَ يا رجل ستكون شهيداً .. ! ابتسم . عند خروجه من المنزل ، توقع أشياء كثيرة ، أن يتعثر عند عتبة الباب مثلاً ، أو أن تتأخر الحافلة كعادتها ، لكنه أبداً لم يتوقع أن تكون نهايته هنا ، وبأن الناس سيصفونه بأنه إرهابي ، وبأن التاريخ سيدون في دفتره ذلك .. وحمد الله بأن فقره كان محقاً في عدم زواجه حتى الآن ..! هواجس ٌ عصفت بذهنه ، ولا زال صاحبه يقرأ قرآنه ، وينظر إلى حقيبته ، يرتقب الحدث . لم يكن لديه شكٌ في أن جهازه النقال غير نافعٍ هنا ، لكن رغبته في الحياة أجبرته على المحاولة لمراتٍ عديدة ، وثوانيه في الحياة تتضاءل ، وصور من أحبهم تتوالى سريعاً في ذاكرته .. فكر لو أنه لم يُغضب والدته هذا الصباح ولم يتذمر من نصيحتها ، وفكر لو أنه أعطى تلك المتسولة درهماً أو درهيمن عند باب بنايته .. اتسعت عيناه فجأةً ، ووثب واقفاً رغم ألمه ، وتعثرت الكلمات على طرف لسانه ، وهو ينظر إلى صاحبه لحظة عودة الحياة إلى المصعد ، حتى صمت الآخر عن تلاوة قرآنه ، وقال له وهو يغادر المصعد إلى المركز الثقافي ( لا تجزع يا أخي إنك - بإذن الله - من الشهداء عند الله في جنة عدن ) . استجمع ما تبقى من قوته ودفع باب المصعد ، وتدحرج على السلالم ، وقد تطايرت سيرته الذاتية ، وصاحبه يصيح عليه أن انتظر .. انتظر .. سأخبرك أمراً .. انتظر ولمّا أدرك باب البناية ، دفع الحارس في خوفٍ ، وصاح البناية ستنفجر .. ستنفجر .. الدور التاسع عند دخوله باب الملحق الثقافي ، وضع حقيبته على طاولة الاستقبال ، ثم إنه نظر من خلال النافذة إلى باب البناية ، فوجد صاحبه وقد ألقى بجسده على الأرض ودفن رأسه بين راحتيه فابتسم ، وقال لموظف الاستقبال - هل أخبرت شركة الصيانة عن عُطل المصعد المتكرر ..؟ - نعم .. وهم في الطريق إلى هنا ، الضيوف ينتظرونك في مكتبك سيدي . - أترى هذا الرجل المغشي عليه عند باب البناية .. ؟ اذهب فأحضره إلى هنا ، وترفق به ، وجدوا له وظيفة تناسب سيرته الذاتية ، ستجدها متناثرة على السلالم .. - بأمرك يا سيدي . . تمت المصدر: منتديات بنات فلسطين - من قسم: حصريـات بـنات فلٍسطين td hglwJu] ( rwm rwdvm ) |
![]() | #3 | |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() اقتباس:
سرني استحسانكِ للقصة، وسعيدٌ بتواجدكِ الله يسلمك .. تحاياي | |
![]() |
![]() | #4 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]()
بحب اسلوبك بالكتابة سلس مع انه عندي فوبيا من المصاعد هههههههه بس استمتعت بالقصة كالعادة قلم مميز و مبدع ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️ الله يبعتلك ايام حلوة |
![]() |
![]() | #5 | |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() اقتباس:
سرني إذ نالت اعجابكِ هذه القصة وأشكركِ جزيل الشكر على كلماتكِ الطيبة، وتقييمكِ. التحايا أزكاها | |
![]() |
![]() | #6 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]()
قصه جميلة وكان رفيق المصعد هوالمدير!!سبحان الله الإنسان لم يعرف الله الاعندالمحن وبعد كل الاكشن ده كان سبب ف أنه يتوظف عنده هههه حبيت انا الاكشن وحبيت فكرتها ميرسي ليك أ عدى |
![]() |
![]() | #7 | |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() اقتباس:
كان المسؤول في الملحق الثقافي الأمريكي .. و ( سوف يصبح مديره لاحقاً ) النص فيه اكثر من رسالة .. وأصبتِ احداهن في تعقيبكِ الجميل. أخبركِ أمراً .. أغلب نصوصي جادة، ويغلب عليها الحزن، فقررت حينها أن أكتب أمراً مغايراً تماماً، وفوجئت بصداها الجميل عند الرفاق حقيقةً .. غلبني طبعي الطيب، واخترت النهاية الجميلة هذه المرة، وجعلت حظ هذا التعس يتحسن بالوظيفة. إقترح علي بعض الرفاق أن أنهي المشهد دونما الجزئية الأخيرة ( الدور التاسع ) ما رأيكِ ..؟ رأيكم ..؟ ممتنٌ لكِ حضوركِ الذي يسعدني التحايا أزكاها | |
![]() |
![]() | #8 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]()
جميلة جدا حبيت الاسلوب وحبيت النهاية كتير انت مبدع استاز عدي م شالله عوافي لجهودك المستمرة تقييمي |
![]() ![]() |
![]() | #9 | |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() اقتباس:
سرني استحسانكِ للقصة، وشعرت بصدق كلماتكِ الطيبة ممتنٌ لكِ يا ( سكر ) تحاياي | |
![]() |
![]() | #10 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]()
الدورالتاسع وضحت نهايه القصة أكثر صح هي تعتبرمكمله بمعني نقصانها لايؤثر ع الفكرة الأساسية للقصة بس هي أبرزت المعني بسهوله ولحضرتك حرية القرار ميرسي |
![]() |
![]() |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حكم قصيرة | جـوري | زوايا عامة | 6 | 09-30-2014 11:40 AM |
قصة قصيرة 2014 -الراحمون يرحمهم الرحمن -قصة قصيرة 2014 | αηƒαѕ αℓωαяd | قصص أدبية , روايات , حكايات , تاريخ الأدب والأدباء | 5 | 09-08-2013 03:27 PM |
فساتين قصيرة 2014 - اجمل فساتين قصيرة 2014 | حيرتني | حـواء وأنـاقتها | 0 | 09-05-2013 09:40 PM |
صور تنانير قصيرة للصبايا2014-تنانير قصيرة 2013-تنانير للبنات2013 | ناثرة الورد | حـواء وأنـاقتها | 4 | 09-03-2013 06:51 PM |
رواية قصيرة باسم ابشري الحين اوديك البقالة-قصة قصيرة الحين اوديك البقالة-رواية قصرة | ناثرة الورد | قصص أدبية , روايات , حكايات , تاريخ الأدب والأدباء | 4 | 08-24-2013 02:20 AM |