منتديات بنات فلسطين

منتديات بنات فلسطين (http://www.bntpal.com/vb/)
-   زوايا عامة (http://www.bntpal.com/vb/f3/)
-   -   حياة تعيش في المحاولات. لا يسرقها الكلام (http://www.bntpal.com/vb/t74385/)

شغفْ 11-23-2018 05:34 PM

حياة تعيش في المحاولات. لا يسرقها الكلام
 
لعلّها الأشياء. العلاقات. وأنت. حينما لا تنتهي بشكلٍ مناسب تظلّ عالق في المنتصف. منتصف الحيرة وأول القلق. دائمًا القلق سيرتك ومنتهاك وأبديّتك. خلفية أيامك المجروحة. حزنك الذي صار مألوف جدًا واعتيادي إلا على النسيان. الشرخ في روحك وحدك تلمسه. والحافّة التي تخافها ها أنت عليها الآن. تقبض على كل ما تعرف من أوجاع وحنين. وتخرج بكل ما خلفته النهايات من مرارة. تحاول وتعلم أن المحاولات لا تصنع منك شخصًا جيدًا بالضرورة. والخسارة لا تعود بك إلى الوراء لتُغيّر النهاية أو تُظهرها بصورةٍ أفضل -في الحقيقة ماكنت لتفعل شيء حتى لو ملكت الوقت. النهاية لا حلو فيها لكنّه الأمل-. كذلك الاستمرار مع قدرة احترافيّة على المضيّ والتلاعب بعُمق الاعترافات الباردة على النفس. أن تقف فجأة وتنظر. . العمر والسنوات والتفاصيل….. تاريخ طويل جدًا من التلف. سيرة ذاتية للتخلّي. وحياة خالية من التهذيب تعيش ما يخصّك فيها بأصالة الذي لا يندم على الجميل منه ولا السيء.



أتساءل بعد كل ذلك. كيف يمكن للكتابة أن تحل قيود القلب؟ كيف يمكن لها أن تذهب إلى أبعد مما تعثرت به بين تعب وآخر. أحب الكلام عن الخسائر رغم أني نادرًا ما أخسر. أحب معارك الآخرين. سماع القصص والنهايات يكسبني تحدّي. وحروبي أخوضها وحيدة. لا أتململ.. بَالي طويل. أحب أن أسمّيها محاولة. أقول هناك أكثر من تجربة. ولن نملك الكتابة دونها. التجربة حقيقة ما يتمثله النص غير أن المجاز والاستعارات إضافة ترفع القيمة. لست متطرفة للقدرات الإبداعيّة حتى لو كانت أكثر جرأة لكنّي أؤمن بالكتابة والذات. طاقة الفرد في كتابته لا سيّما إن كانت أسلوب شخصي للعناية النفسية.
تعرف كيف تعبر حياتك؟ لن تزعم العبور بالتردّد.



عيني على حياتي وكيف أنجو.. أملك أكثر من خيار. أكثر من حل واحتمال. ولي خراب واحد لا أتحرّر منه. اصرف انتباهي عنه كلمّا ضحكت. أحب الحكايا ولا أنام. لكنّي مثل البقية أضيع وأضيّع. بعض التجارب لا تجمع شتات القلب. بل نصبح بعدها أكثر رحابة. أقصد نحارب العالم بجوف بارد. ونعود دائمًا. ليس كما كنّا. لكن نعود بفهم أكبر. لا أتكلم عن الشعور البائس الذي يخلفه الفقد والحزن في النفس. وتشيخ عليه المراثي. الذي تتوقف معه عن الشعور بالحياة. تتوقف بداخلك العواطف ويتحوّل كل شيء للرمادي الكئيب. لا طبعًا. أقصد من الحزن مقداره الضروري للتنفس. الذي يوازي خُطاك بالتقدّم. يشُدّك للأمام وينزعك لآخر ما تستطيع من الحنين. حين تقترح عليك الصور والتفاصيل اليوميّة شكلًا جديدًا للذاكرة. ومحاولات الجهاز العصبي للسيطرة. للحدّ الذي يمنحك متعة مجروحة تتأمّل فيها ما مضى. الدقّة يرتفع مقياسها لأن الألم ليس من قلبك وروحك إنما من تحت الجلد وبين عظامك. ليس عليك أن تقلق من العبور. سوف تشعر بالطمأنينة في النهاية. ستتعلم كيف تتجاوز مرّة بعد خذلان ومرّة بعد فشل ومرّة بعد صدمة… وغيرها من المرّات. كما تقول الأسطورة التركيّة “سيمرّ كل هذا”. ستتعلم كيف تخترع أساليب مبتكرة للمضي في حياتك وتنجح في تجاوز الإخفاق والخوف واليأس. أعرف أن الوصول ليس سهلًا. لا أقلّل من قيمة ما تمرّ به ولا صعوبة ما تعانيه يوميًا. أعرف أن الأمر يتطلّب الإيمان والجرأة قبل أن تجد نفسك مستيقظًا كل صباح لتكون أكثر عرضة للإحباط عندما تتعثر بأصغر تفصيلة أو كلمة أو إشارة يمكنها أن تهدم كل ما سعيت لأجله. أعرف من أين يأتي السؤال بعد ليلة ظننتها لن تنتهي: كيف يمكن أن استمر؟ أعرف أن تذكيرات المساعدة الذاتية وكتب الإصلاح النفسي لا تنجح دائمًا. حتّى أحضان الأصدقاء والمهدئات والكتب والموسيقى وطبطبة الأمهات ومنامات الأحبّة تعجز. أفهم التشويش والحيرة وضبابية الفكرة والمنطق وإحساس الضياع والتلاشي. أفهم أن المقاومة ليست الحل المقترح وأن كل ما يمكنك فعله أحيانًا تتمنى أن تمرّ العاصفة بسلام على قلبك. ولو أنك تتأخر قليلًا عن موعدك مع الأمل لن يصير وهمًا. تجاربك وإن أصبحت من الماضي تظل موجودة وواضحة أمام المستقبل الذي لطالما ادخرت من أجله الأحلام. غير أن الحياة الحقيقية في مكانٍ آخر غير محاولاتك هذه كلّها. عليك أحيانًا أن تكتشفها وحيدًا.



بالمناسبة. كم مرّة قدمت لك الحياة فرصة التعرّف على “ناس حلوين"؟ وكم من فرصة حتّى تحافظ عليهم؟ وكم مرّة بالمقابل أخبرتهم وهذا من أبسط حقوقهم كم كانوا حلوين.. ومازالوا. وإنهم بنفس مقدار الحلاوة كانوا جديرين بالمعرفة وجدًا.؟ شعور صادم وغالبًا لا نرصده من وقته. أو نستصعب فهمه. هل الطريق للمعرفة والحب أجمل من العلاقة ذاتها؟
طيّب. من باب أن الأسئلة تحمل نصف نجاتك: كيف تأخذك العواطف إلى الهلاك؟ وهل تتغيّر حركة الكواكب عندما تقابل شخصًا كان في السابق يهمّك؟

صدقني لا قيود للعواطف ولا حدود لها. سواء قبل التجربة أو بعدها. دائمًا حرّة. لا يحتاج الانسان خريطة أو كتالوج من أجل ما يشعر وكيف يشعر ولماذا يشعر. هي أشياء تحدث بالفطرة. ما يفرق بالوسط؛ قوّة التعبير عن هذا. نتعلم مع الوقت أن نعبّر خارج الصندوق. كيف نطوّر الخلفية الوصفية وكيف نوسّع الإدراك الذاتي والإبداعي. ومن أين نمتلك مخزون إضافي للكلام. كلّها محاولات. الطرق كثيرة والمخيلة تقترح مالا يمكن مجاراته أحيانًا. لكننا نعيش ونرى.
أن تحمل عبء عواطفك يعني أن تدرك تمامًا كيف تصيغ حاجتك بمنظور واضح. بخلفية واعية لا تنفصل بطبيعة الحال عن الأفق النفسي ولا تغالطه بالتحديد. قل ما تحب. واكتب ما تريد. ابتكر لغتك الخاصّة وألمس قلوب الناس قبل عقولهم. لا تتوقف عن الكلام أبدًا. أن تعرض تجربتك وتحكي الحكاية يعني أن تترك جرحك مكشوف وتضغط على أعمق نقطة في روحك. وكل شيء في الدفاتر. لا شيء منسيّ. هل تجرؤ على ذلك؟
انتبه. لا تحترق بنيرانك.


عذرآ على الإطآلة..

:fg6:

حبيب العمر 11-23-2018 06:29 PM

موضوع ومقال رائع
يستحق القراءه
فعلا طويل
هههههههه


يسلمو دياتك وهن

ميمآآ 11-23-2018 07:45 PM

كلآم اكثر من رآئع
حبيت الحكي كتير
يسلمو هالديات ي سكرة
م ننحرم

ملك روحي 11-23-2018 08:02 PM

مقال رائع وفعلا واقعي الى حد ماا

انتقاء راقي غاليتي وهن


كل الححب


الساعة الآن 08:14 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.