لَكن من لا أب له من يأخذه !
 

كان أبي يرفض أشياء لم أرى داعٍ لها أبداً ، يعني أقول بأنني كنت أجوب الأرض بحثاً عن رفض أبي لهذه الأشياء ، لا تفعلي ، لا تقولي ، لقد سئمت من كلمة لا !
كان دائما يقول ذلك مُبرراً لي بأنه يعرف الناس أكثر مني .. وكنت أقسم له في اليوم ألف مرة بأنني اعرف الناس جيداً ، إنهم بشر .. في النهاية لا يمكن لهم أن يكونوا شياطين ، جميعهم طيبون بلا شك ، ما الذي يدفع إنسان لأن يكون " حقيراً " إن صح التعبير !
ظلْ والدي ثابتاً عند موقفه وظللتُ أشكو من عقلية " المُحقق " التي كانت بحوزته في ذلك الحين ، لا أذكر بأنني تسكعت وحدي في الطرقات دونه ، لقد كان كفه دائماً يحاصرني كأمين شرطة مع احد الهاربين ..
وظللتُ أشعر بأن هذا الكف و إن كان لأبي فأنه سبب ضيقي الوحيد
بعد سنوات من العمر الحزين ، جاء الخريف هذه المرة وكان مُبكراً ومختلفاً نوعاً ما فقد سقط والدي مع أوراق الشجر ، وحاولت بكل قوتي أن أجعله ربيعاً ولم أستطع فعلها ايضاً ، قررتُ هذه المرة أن أرتدي رداء والدي وأسند كفي بكفي وأسير وحدي في الشارع !
ولو كانت دهشتي مما حدث تُصدر صوتاً لامتلأ الكُون ضجيجاً ،ذُهلِت..
لقد كان الناس كما قال والدي ، لا لم يكونوا كذلك .. لقد كانوا تماماً كما لو أنه من كتبهم ،كما لو أنه يعرفهم قبل ذاك بالشدة و الحركات ، الأصناف التي ظننت بأنها لم تخلق بعد كانت موجودة ولم يكن والدي " خرفن " كما كنت ازعم ، يا الله كم كان الشعور مُخزياً ومُتعب.. هُزمت ، كانت هزيمتي الأولى أنني في ساحة المعركة بلا ابي ، ذاك الذي كانت جروحه في كل المعارك تنزف حباً بدلاً من الدم ، رحلوا جميعاً وتركوني هنا ..
في ساحة واسعة جميع المُلقون هنا شهداء وبعضهم يشبهونني بالتفاصيل، الذين قال لي عنهم والدي انتصروا .. قطعوا الغنائم مم قلوبنا ومضوا !
هل كانت الدنيا حولي طوال الوقت هكذا ؟ وبهذا السواد السخيف؟
وحملت أسلحتي معي ، ونظرتُ نحو كل الشهداء في المكان ، الذي كان من المفترض لي أن أكون هنا معهم لكنني ظللتُ على قيد الحياة لأن ابي جاء قبل سبعة دقائق من نفاذ رصاصي !
ووضعتُ كفي في كفه ، وبكيت .. بكيتُ كل الأشياء حولي وبكيتُ تعب أبي وعينيه ، ثم قلت وأنا أختفي من المكان و أغمض عيناي كي لا أرى اطنان الأجساد الحزينة حولي .. لكن أبي جاء وأخذني .. لكن من لا اب له من يأخذه ؟!



http://www2.0zz0.com/2018/10/23/08/696680507.jpg

بتعرفي تسنيم
انآ عرفت قيمة امي و ابوي صح
بس لصرت أم
عرفت كيف طريقة تفكير الأم بإبنهآ
انهآ وقت ترفض كتير طلبآت بكون 100% عشآن مصلحتو
و عشآن عآرفة الحيآة أكتر مليون مرة منوو
بتذكر كنت كتير اتدآيق من قرآرآت اهلي الصآرمة
لكن هالوقت بقول الحمد لله اللي كآن الي اهل
حتى يوعوني و يمنعو عني الأذى
و كآن الله بعون اللي ملوش اهل

كتير حبيت النص
العبرة رهيبة و تنسيق الكلمآت رآق لي جداً
نجومي و التقييم
أبدعتِ .

شوو هالحلاا ي الغلا
رائعه انتِ
حبيت هلسطور المعبرة
كل الشكر ❤

من قلب الحدث والله وصار الاشي يخنقني كتير ودايما ع خلاف معهم ،
بس اكيد خير النا


الله يخليلك امير يا عيني ويعطيكي ليرضيكي نورتيي

مش احلى منك يا عمري❤❤

القديرة غسق

مقال رائع جداً، بل مدهش بكل معنى الكلمة ..
من فكرة إلى مقدمة إلى صياغة إلى حدث إلى نهاية، إلى الخاتمة الرائعة


ماشاء الله تبارك الرحمن


لم أجرب التقييم قبل الآن وأتمنى أن يعمل ..


وأرفع القبعة لهكذا مقال.


تقديري وتقييمي