منتديات بنات فلسطين - ، " فارقتني جسداً وبقيت روحاً "💔⚘

من زوج إلى زوجته، " فارقتني جسداً وبقيت روحاً "
‏
* حسناً، إنها الواحدة والنصف بعد مُنتصف الليل !
هنا تبدأ معارك القلب، ‏إما بالحنين أو بالمواجع وكلاهما قاتل ..
مضى على فراقكِ سبعةُ أعوام وأربعة أشهر وإثنا عشر يومٍ وتسعةُ ساعات وثماني وأربعون دقيقة ..!
وها أنا مازلتُ أمكُث وحدي في هذه الغرفة المُظلمة، المليئة بالذكريات، تلك الغرفة التي تأبى أن تُنير بعد غيابكِ، لأنها تعي تماماً أن مصدر النور الحقيقي هو وجودكِ داخلها، مُنذ رحيلك وأنا فاقدٌ للحياة، للشهيّة، للحُبْ، ولكنّني لستُ فاقدٌ للذاكرة، نعم أعترف أنّني أملكُ ذاكرةً أشبه بالقنبلة التي تحمل عنوانين الأول للسلام والثاني للحروب، تلك القنبلة التي تحملُ لي بالنّهار كُلّ ما يروق لشخصٍ ما لا يعرفُ عن الفقد شيئ، وعندما يحِلُ الليل تأتي إليّ حاملةً على كفّيها جميع تفاصيلك وذكرياتكِ، عند هذه اللحظه تبدأ المعركة في قلبي يومياً، فأبدأ أستحضرُ طيفكِ عندما كُنتِ بجانبي تنظُرين إليّ بنظرة حُبْ تُنسيني تلك الهموم والتعب الذي أبذلته اليوم أثناء عملي، وعندما كُنتِ تُحضري لي الفطور صباحاً والعشاء باللّيل وتُطعمينني من يداكِ الأشبه بأيدي الملائكة، أذكُر تلك اللّحظات، أذكُر إبتسامتكِ التي كانت مصدر ُسعادتي والتي كُنت أُصبح وأُمسي عليها!
مُنذ رحيلك وأنا مُتعب حد التعب، كعجوزٍ عقيم في عُمر السبعين ليس لديه أحد، أجبرته الحياة على الشقاء لكي يجمع قوت يومه، نعم حياتي أعمقُ بكثير من هذا الوصف، فأنتِ كُنتِ لي الحياة وخيرُ سند، كُنتِ سلاحي الذي أواجه فيه متاعب وعبئ هذه الحياة، ها أنت قد رحلتِ جسداً وبقيتِ روحاً، فما بوسعي إلا أن لا أزكيكِ على الله،
ف لله ما أخذ ولله ما أعطى. " سأبقى أُحبُكِ "

- سلامٌ عليكِ بما عانقتكِ السماء ..!