فلنترك أثر ’ بقلم محمد ريحآن .
 

غالباً اتمنى لو أن هناك حافلة بطريق لا ينتهي، ووجهةٌ معروفة. لا اعلم كيف سيكون طريق لا ينتهي والوجهة معروفة، المهم هذا ما أريده حقاً رغم لاعقلانيته.
في حقيقة الامر جميعنا نبحث عن وجهة معروفة ومتعة مستمرة فحينما تتعبنا الدنيا نعود نبحث في الطريق عن المنعطف الخاطئ الذي سلكناه.

أريد مقعداً فارغاً بجانب النافذة، وأن يكون الظلام قد حل وتمكن من خيوط الشمس التي تستطيع هزم كل الافكار؛ التي تبدو ممتعة في وضح النهار، وسوداوية بعد أن تغرب الشمس، ومؤذيةً أكثر بعد الثانية عشر ليلاً، حين يتوغل الظلام أكثر، أطلب الألم نعم فهو وحده من يقود للنضج، مكافأة الألم نمو العقل، فإذا إحتملنا الأوجاع الكبرى، الصغرى ستبدو لا شيء.
من يستطيع أن يعطي نفسه حقنةً بنفسه، ويبصر جلده وهو يتهتك تحت رأس الابرة وهي تخترقه، سيكون قادراً على احتمال وخز الابرة دون أيّ مجهود أو أنينٍ إن سَلَّمها لغيره ليعطيها له.

نافذة الحافلة هي كل الامر، بل هي الشيء الممتع الذي أريده ، ثقبٌ أسودٌ مجهول، ممتع يجذبني مرغماً للنظر اليه، حدٌّ فاصلٌ بين الواقع والعالم الذي يقبع فوقه من ذكريات، وأفكار، وخيالات، وشذوذ في الوقائع التي لا نَجرؤ على أن نناقش في حقيقتها كشبقنا لكل ما هو ممنوع، رغبتنا في كل الاشياء المحظورة. إن النافذة حقيقةٌ عارية مخيفة ومرغوب بها، نعم هذا هو الوصف الادق، خيط الذاكرة المستمر بالدوران فوق سطحها كفلم سينمائي، عمود الافكار الممتد من أسفل الافكار الدنيوية ليصل سقف السماء، اوااه من النافذة إنها كالكتاب خير جليس في هذا الزمان ولربما تكون خيراً من الكتاب فالاحاديث المكتوبة على النافذة لن تجدها في أيّ كتاب، ففوق النافذة فقط ستكون أنت الكاتب ولن يكون الكتاب متاحاً لغيرك ابداً، ستكون الكاتب والقارئ الوحيد أيضاً، سيكون هذا ممتعاً جداً، فهذا هو الكتاب الوحيد الذي سيكون مكتوباً لأجلك، لأجل همومك، مشاكلك، ستحادث نفسك وكأنك تبصرها شخصاً اخر ماثلاً أمامك، ستحادثها وستجيب كتابةً، صوراً، خيالاً، حديثاً لا منهجي، حديثاً غير مفهوم، المهم انها ستجيب وستجد وسيلةً لتفهمها يوماً ما.

إننا نبحث في كل الكلام الذي نقرأه او نسمعه عن حلول لمشاكلنا الخاصة بالرغم من أن الكلام لم يكتب لأجلنا بل اخترنا أن نقرأه بمحض الصدفة ولم يذكر أمامنا الا بطريقة عبثية وايضاً، لا يحاكي مشاكلنا أبداً ولكننا نبحث فيه عن حلول سهلة، إننا نبحث عن حل جاهز، فنحن مستعبدون لليسر والسهولة، نجبر أنفسنا على الطريق الخاطئ نجبرها أن ترقص الرقصة الخاطئة على اللحن الصحيح النابع من داخلنا فنشقى بشقاء انفسنا.
كطبيب مريض يصرف لنفسه إبرة دواء وهو يعلم تمام المعرفة ان الابرة التي صرفها علاج لمرض أخر.
الامر لم يكن أبداً بهذه السهولة فلو كانت مشاكلنا سهلة لما كانت مشاكل، فهي في عيون الغريب سهلة لكنها مستعصية علينا لذا حلول الاخرين لن تجدي نفعاً، علينا أن نجعل انفسنا تختار طريقة علاجها لا بأس استخدم كل الكلام المقروء والمسموع لتجعل نفسك تجد الطريق الصحيح، لا تجبرها أن تتبع طريقاً يسَّره وعبَّده لك غيرك، الطريق حينها ستكون مجهولة تماماً والمجهول دائما مخيف ...
فوق نافذة الحافلة الامر كله متاح لك، طريق صعبة لكن على اقل تقدير مع تكرار المحاولة ستصل لنتيجة أن الحلول كلها تنبع من الداخل وأن نافذة الحافلة ما هي الا طريقة والطرق كثيرة المهم أن تبتكر طريقتك الخاصة وعلاجك الخاص .
نفسك فريدة، اتلوا على نفسك الامر أمام المرآة "نفسي فريدة" إستشعر الامر تمتع به، كرره "نفسي فريدة" تستحق أن أجعلها تختار طريقها، وسأسلكه مهما كان صعباً .
النوافذ للحديث مع النفس كثيرة لكن نافذة الحافلة فريدة، تشبه الى حد بعيد حياة الكثير منا.
تجلس دون حراك في المقعد، الدنيا تمضي على الجنبين وانت تراقب دون أن يكون لك ولو اثراً واحداً، الادعاء حينها انك توقفت في مكانك سيكون كاذب، انت تدعي ذلك لكنك تعلم انك كاذب. نافذة الحافلة ستجعلك تبصر كيف انك تمضي كسراب في مقعد وأن الحياة تسيل على الجنبين دون أن تكترث بك، الحقيقة التي تخفيها انك تمضي مع الحياة ولكن دون أن تترك اثراً، والحقيقة الاخرى انت لست كما تدعي انك لا تبالي فأنت تبالي حقاً بالامر وتراقب بشبقٍ كي تترك أثر.
إفتح النافذة أو أوقف الحافلة، تخلى عن المقعد، واترك اثراً فالحياة لن تتوقف ابداً.

فعلاً مؤيد معك حق
ربي يسعدك
نورت

فكر نآضج وفلسفة جميلة


أحببت آلوصف آلدقيق لهذه آلحيآة


أحببت تلك آلحآفلة مرغمآ ومجبرآ ً كـَ آلبشر


أمسكت قلمي وكتبت على كرسيٍ أمآمي


بل وعلى زجآج آلنآفذة ,, على آلمركآ .. !


على كل شيء أدركته حولي


أثرآ ً .. رونقآ ً ,, ذكرى !


محطآت , وآسترآحآت ، ومنعطفآت كثيرة . !


هكذآ هيَ آلحيآة ,, فلسفة أبجدية بإمتيآز


قدر يرسم كل تحركآتنآ .. وأمرنآ بيد آلرحمن


حيث قال "

انتقاء راقي جدا

ميرسي ميناس

م بضيف شي ع كلام مؤيد ومحمد
طرح جميل
الف شكر