منتديات بنات فلسطين

منتديات بنات فلسطين (http://www.bntpal.com/vb/)
-   ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈● (http://www.bntpal.com/vb/f2/)
-   -   موسوعة تفسير القرآن الكريم >>> (متجدد) (http://www.bntpal.com/vb/t73088/)

دولة الرئيس 09-20-2018 05:31 PM

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)}
{لِلْمَلائِكَةِ} {الكافرين} {لأَدَمََ}
(34) بَعْدَ أَنْ أَعْلَمَ اللهُ تَعَالَى المَلائِكَةَ بِمَكَانَةِ آدَمَ، وَأَنَّهُ جَعَلَهُ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ، أَمَرَهُمْ بِأَنْ يَسْجُدُوا لآدَمَ سُجُودَ خُضُوعٍ لا سُجُودَ عِبَادَةٍ، تَكْرِيماً لَهُ، وَاعْتِرافاً بِفَضْلِهِ، وَاعْتِذاراً عَمَّا قَالُوهُ في شَأْنِهِ، فَسَجَدُوا، إِلا إِبليسَ فَقَدْ دَاخَلَهُ الحَسَدُ وَالكِبْرُ مِمَّا امْتَنَّ اللهُ بِهِ عَلَى آدَمَ مِنَ الكَرَامَةٍ، فَأَبى أَنْ يَسْجُدَ، وَصَارَ مِنَ الكَافِرِينَ بِعِصْيَانِهِ أَمْرَ اللهِ.
وَهُنَاكَ مُفَسِّرُونَ يَرَوْنَ أَنَّ الأَرْضَ كَانَ يَعْمُرُها، قَبْلَ آدَم وَذُرِّيَّتِهِ، خَلْقٌ آخرونَ انْقَرَضُوا بَعْدَ أَنْ أَفْسَدُوا فِي الأَرْضِ، وَسَفَكُوا الدِّمَاءَ، فَأَرَادَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يُحِلَّ آدَمَ وَذُرِّيَّتَهُ مَحَلَّ أُولئِكَ الخَلْقِ. وَيَسْتَدِلُّونَ عَلَى ذلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالى، بَعْدَ ذِكْرِ هَلاكِ القُرُونِ: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأرض مِن بَعْدِهِم} وَمِنْ سُؤَالِ المَلائِكَةِ للهِ: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدمآء} قِيَاساً عَلَى مَنْ كَانَ فِي الأَرْضِ قَبْلَ آدَمَ مِنَ المَخْلُوقَاتِ التِي سَفَكَتِ الدِّمَاءَ.
وَهُنَاكَ مُفَسِّرُونَ آخَرُونَ يَرَوْنَ أَنَّ المُرادَ بالخِلافَةِ، الخِلافَةُ عَنِ اللهِ في تَنْفِيدِ أَوَامِرِهِ بَينَ النَّاسِ، وَهذا الاسْتِخْلافُ يِشْمَلُ اسْتِخْلافَ بَعْضِ النَّاسِ عَلَى بَعْضٍ بِأَنْ يُوحِيَ بِشَرَائِعِهِ عَلَى أَلْسِنَةِ أُنَاسٍ مِنْهُمْ، يَصْطَفِيهِمْ لِيَكُونُوا خُلَفَاءَ عَنْهُ.
اسْتَكْبَرَ- أَظْهَرَ الكِبْرَ وَالتَّرَفُّعَ.


دولة الرئيس 09-20-2018 05:32 PM

{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)}
{يَآءَادَمُ} {الظالمين}
(35)- وَقَالَ اللهُ تَعَالَى لآِدَمَ: اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ، وَكُلا مِنْها مَا شِئْتُما هَنِيئاً مَرِيئاً، بِلا عَنَاءٍ وَلا تَعَبٍ، وَلا تَقْرَبَا شَجَرَةً مُعَيَّنَةً (وَاخْتَلَفَ المُفَسِّرُونَ حَوْلَ تَحْدِيدِ نَوْعِ الشَّجَرَةِ)، وَنَبَّهَهُمَا اللهُ تَعَالَى إِلَى أَنَّهُمَا إِنْ أَكَلا مِنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ كَانَا مِنَ المُخَالِفِينَ لأَمْرِ اللهِ.
الرَّغَدُ- الهَنِئُ الذِي لا عَنَاءَ فِيه، أَوِ الوَاسِعُ.
الظَّالِمُ- هُوَ الذِي يَظْلِمُ نَفْسَهُ بِمُخَالَفَةِ أَمْرِ اللهِ إِذْ يُعَرِّضُهَا لِلْعِقَابِ.


دولة الرئيس 09-20-2018 05:33 PM

{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)}
{الشيطان} {وَمَتَاعٌ}
(36)- فَأَغْرَاهُما الشَّيْطَانُ بالشَّجَرَةِ، وَحَمَلَهُما عَلَى الوُقُوعِ فِي الزَّلَلِ (وَقِيلَ إِنَّّ، مَعْنى أَزَلَّهُما الشَّيْطَانُ عَنْهَا نَحَّاهُمَا عَنِ الجَنَّةِ وَعَمَّا كَانَا فِيهِ مِنَ الحَيَاةِ الهَانِئَةِ السَّعِيدَةِ بِرضَا اللهِ وَفَضْلِهِ). فَقَالَ تَعَالَى مُخَاطِباً آدَمَ وَزَوْجَهُ وَإِبْلِيسَ: اهْبِطُوا جَميعاً مِنَ الجَنَّةِ إِلى الأَرْضِ، وَسَيَكُونُ لَكُمْ في الأَرْضِ قَرَارٌ وَأَرْزَاقٌ وَآجَالٌ إِلى وَقْتٍ مُعَيَّنٍ هُوَ يَوْمُ القِيَامَةِ.
الزَّلَلُ- الغَلَطُ، وَأَزَلَّهُ حَمَلَهُ عَلَى الوُقُوعِ في الغَلَطِ.
المُسْتَقَرُّ- الاسْتِقْرَارُ وَالبَقَاءُ.
المَتَاعُ- الانْتِفَاعُ الذِي يَمْتَدُّ وَقْتُهُ.

دولة الرئيس 09-20-2018 05:33 PM

{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)}
{ءَادَمُ} {كَلِمَاتٍ}
(37)- فَأَلْهَمَ اللهُ تَعَالَى آدَمَ كَلِمَاتٍ يَقُولُها وَيَعْتَذِرُ بِهَا عَمَّا فَعَلَهُ هُوَ وَزَوْجُهُ، (وَقِيلَ إِنَّ هذِهِ الكَلِمَاتِ هِيَ: رَبَّنَا إِنَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ) فَقَالَها آدَمُ فَتَابَ اللهُ عَلَيهِ، وَغَفَرَ لَهُ، وَاللهُ هُوَ الذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ مِنَ التَّائِبِينَ، وَهُوَ الرَّحِيمُ بِعِبَادِهِ الضُّعَفَاءِ.
(التَّوْبُ- هُوَ الرُّنجُوعُ عَنِ المَعْصِيَةِ إِلى الطَّاعَةِ بالنِّسْبَةِ لِلْعَبْدِ، وَإِذا وُصِفَ بِهِ الخَالِقُ فَيَعْنِي ذَلِكَ الرُّجُوعَ عَنِ العُقُوبَةِ إِلى العَفْوِ والمَغْفِرَةِ).

دولة الرئيس 09-20-2018 05:34 PM

{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)}
(38)- فَأَمَرَ اللهُ تَعَالَى آدَمَ وَزَوْجَهُ وَإِبْلِيسَ بِالهُبُوطِ مِنَ الجَنَّةِ إِلَى الأَرْضِ، وَأَنْذَرَهُمْ وَذُرِّيَاتِهِمْ بِأَنَّهُ سَيَبْعَثُ الرُّسُلَ، وَيُنَزِّلُ الكُتُبَ وَيَفْرِضُ التَّكَالِيفَ، فَمَنْ آمَنَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الكِتَابِ، وَبِمَنْ بَعَثَ مِنَ الرُّسُلِ، وَاهْتَدَى وَاسْتَقَامَ عَلَى الهِدَايَةِ، وَقَامَ بِمَا فُرِضَ عَليهِ مِنَ التَّكَالِيفِ.. فَهؤُلاءِ لا خَوْفٌ عَلَيهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَلا يَحْزَنُونَ عَلَى مَا فَاتَهُمْ مِنَ الدُّنيا.

دولة الرئيس 09-20-2018 05:59 PM

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)}
{بِآيَاتِنَآ} {أَصْحَابُ} {خَالِدُونَ}
(39)- أَمَّا الذِينَ سَيَكْفُرونَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى مِنَ الكُتُبِ، وَبِمَنْ بَعَثَهُمْ مِنَ الرُّسُلِ فَهؤُلاءِ سَيَكُونُونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَيَخْلُدُونَ فِيها أَبَداً، لا يَمُوتُونَ فِيها وَلا يَحُولُونَ عَنْهَا أَبَداً.

دولة الرئيس 09-20-2018 05:59 PM

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)}
{إِسْرَائِيلَ} {وَإِيَّايَ}
(40)- يَأْمُرُ اللهُ تَعَالى بِنِي إِسْرَائِيلَ (وَهُمُ اليَهودُ- وَإِسْرَائِيلُ هُوَ يَعْقُوبُ عَلَيهِ السَّلامُ) بِالدُّخُولِ في الإِسلامِ، وَمُتَابَعَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَيَحُثُّهُمْ عَلَى ذلِكَ بِتَذْكِيرِهِمْ بِالنِّعَمِ التِي أَنْعَمَهَا عَلَيهِمْ، بِأَنْ جَعَلَ فِيهِم النُّبُوَّةَ، وَبِأَنْ أَنْجَاهُمْ مِنْ فِرْعَوْنَ، وَفجَّرَ لَهُمُ المَاءَ مِنَ الحَجَرِ في سَيْنَاءَ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِم المَنَّ والسَّلْوَى. وَيُطَالِبُهُمْ بِالوَفَاءِ بِالعَهْدِ الذِي أَخَذَهُ عَلَيْهِمْ فِي التَّوْرَاةِ بِوُجُوبِ اتِّبَاعِ النَّبِيِّ الذِي سَيَبْعَهُهُ اللهُ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ.
فَقَدْ جَاءَ في التَّورَاةِ في صِفَةِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّه يُقِيمُ مِنْ إِخْوَتِهِمْ نَبِيّاً يُعِيمُ الحَقَّ)، وَجَاءَ في سِفْرِ تَثْنِيَةِ الاشْتِرَاعِ: (قَالَ لِيَ الرَّبُ: أَحْسِنُوا فِيمَا تَتَكَلَّمُونَ سَوْفَ أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلامي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ، وَيَكُونُ الإِنسَانُ الذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي، وَالذِي يَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ، وَيَكُونُ الإِنسَانُ الذِي لا يَسْمَعُ لِكلامِي، وَالذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أَكُونُ المُنْتَقِمَ مِنْهُ). وَلكِنَّ اليّهُودَ حَرَّفُوا هذِه البِشَارَاتِ وَأَوَّلُوهَا بِمَا يُوَافِقُ أَهْوَاءَهُمْ.
وَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى: إِنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا مَا أَمَرَهٌمْ بِهِ أَوْفَى بِعَهْدِهِ إِلَيْهِمْ بِأَنَّهُ سَيُكَفِّرُ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَسَيُدْخِلُهُم الجَنَّةَ. أَمَّا إِذا لَمْ يَفْعَلُوا مَا أَمَرَهُم اللهُ بِهِ، فَلْيَحْذَرُوا أَنْ تَحِلَّ بِهِمْ نِقَمُ اللهِ التِي أَنْزَلَهَا بمَنْ قَبْلَهُمْ مِنْ آبَائِهِمْ، مِنَ المَسْخِ وَغَيْرِهِ مِنَ العُقُوبَاتِ.
فَاللهُ تَعَالى يُرغِّبُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الإِيمَانِ، وَيُحَذّرُهُمْ مِنَ الكُفْرِ وَالمُعَانَدَةِ (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ).
فَارْهَبُونِ- فَخَافُونِي فِي نَقْضِكُمُ العَهْدَ.


دولة الرئيس 09-20-2018 05:59 PM

{وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)}
{آمِنُواْ} {بِآيَاتِي} {وَإِيَّايَ}
(41)- يَأَمُرُ اللهُ بَني إِسْرَائِيلَ بِأَنْ يُؤْمِنُوا بالقُرْآنِ الذِي أَنْزَلَهُ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ مُصَدِّقاً لِمَا جَاءَ بِهِ مَا سَبَقَهُ مِنَ الكُتُبِ- التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ- وَهِيَ الكُتُبُ التِي وَرَدَتْ فِيها إِشَارَةٌ إِلى نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَإِلى أَوْصَافِهِ. وَيَقُولُ اللهُ لِبَني إِسْرائِيلَ لا تَكُونُوا أَوَّلَ مَنْ يَكْفُرُ بِالقُرآنِ وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّاسِ، لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ مَا لا يَعْلَمُهُ غَيْرُكُمْ مِنْ الإِيمَانِ بِاللهِ، وَتَصْدِيقِ رُسُلِهِ. وَيَتَوَعَّدُ اللهُ اليَهُودَ فِيمَا يَتَعَمَّدُونَهُ مِنْ كِتْمَانِ الحقِّ وَالمُعَانَدَةِ، وَمُخَالَفَةِ رَسُولِهِ، وَيَتَوَعَّدُ اللهُ اليَهُودَ فِيمَا يَتَعَمَّدُونَهُ مِنْ كِتْمَانِ الحقِّ وَالمُعَانَدَةِ، وَمُخَالَفَةِ رَسُولِهِ، وَيَطْلُبُ مِنَ اليَهُودِ أَنْ يَعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ، رَجَاءَ الفَوْزِ بِرَحْمَتِهِ {وَإِيَّايَ فاتقون}.

دولة الرئيس 09-20-2018 05:59 PM

{وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)}
{بالباطل}
(42)- يَنْهَى اللهُ اليَهُودَ عَنِ القِيَامِ بِمَا كَانُوا يَتَعَمَّدُونَهُ مِنَ التَّمْوِيهِ (إِلبَاسِ الحَقِّ بِالبَاطِلِ)، وَعَنْ خَلْطِ الحَقِّ المُنْزَلِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، بِالبَاطِلِ الذِي يَخْتَرِعُونَهُ وَيَكْتُبُونَهُ لِيُمََوِّهُوا بِهِ عَلَى النَّاسِ وَيُضِلُّوهُمْ بِهِ، وَيَأْمُرُهُمُ اللهُ بِأَلا يَكْتُمُوا الحَقَّ، وَهُوَ المَعْرِفَةُ بِرَسُولِ اللهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَبِمَا جَاءَ بِهِ، وَهُمْ يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي كُتُبِهِمْ.
لا تَلْبِسُوا- لا تَخْلُطُوا وَلا تَسْتُرُوا.



دولة الرئيس 09-20-2018 06:00 PM

{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}
{الصلاة} {وَآتُواْ الزكاة} {الراكعين}
(43)- وَيَأْمُرُهُمُ اللهُ بِأَنْ يُصَلُّوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَبِأَنْ يُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَيَدفَعُوهَا إِلى النَّبِيِّ، وَبِأَنْ يُصَلُّوا مَعَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، أَيْ إِنَّهُ يَأْمُرُهُمْ بِأَنْ يَكُونُوا مَعَهُمْ وَمِنْهُمْ.

ميمآآ 09-20-2018 06:00 PM

جميل
في ميزان حسناتك

دولة الرئيس 09-20-2018 06:01 PM

{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)}
{الكتاب}
(44)- يَنْعِى اللهُ تَعَالَى عَلَى اليَهُودِ- وَهُمْ أَهْلُ الكِتَابِ- أَنْ يَأْمُرُوا النَّاسَ بِالخَيْرِ وَالبِرِّ وَطَاعَةِ اللهِ، فِي حَالِ أَنَّهُمْ يَنْسَوْنَ وَعْظَ أَنْفُسِهِمْ، وَحَمْلَهَا عَلَى طَاعَةِ اللهِ، فَلا يَأْتَمِرُونَ بِمَا يَأْمُرُونَ بِهِ غَيْرَهُمْ مِنَ النَّاسِ، مَعَ أَنَّهُمْ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ المُنْزَلَ إِلَيْهِمْ، وَيَعْلَمُونَ مَا فِيهِ مِنْ عَقَابِ يَحِلُّ بِمَنْ يُقَصِّرُ فِي القِيَامِ بمَا أَمَرَ اللهُ. وَلكِنَّ الأَحْبَارَ وَالرُّهْبَانَ مِنْهُمْ لا يَذْكُرُونَ مِنَ الحَقِّ إِلا مَا يُوَافِقُ أَهْوَاءَهُمْ، وَلا يَعْمَلُونَ بِمَا فِيهِ مِنَ الأَحْكَامِ إِذَا عَارَضَ شَهَوَاتِهِمْ.
البِرِّ- التَّوَسُّعِ فِي الطَّاعَاتِ.


دولة الرئيس 09-20-2018 06:01 PM

{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)}
{الصلاة} {الخاشعين}
(45)- وَيَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِالاسْتِعَانَةِ عَلَى أَدَاءِ التَّكَالِيفِ، وَمَا فَرَضَهُ عَلَيْهِمْ، بِالصَّبْرِ عَلَى الفَرَائِضِ، وَضَبْطِ النَّفْسِ عَنِ المَعَاصِي، وَبِالصَّلاةِ، لَعَلَّهُمْ يَبْلُغُونَ مَا يُؤمِّلُونَ مِنْ خَيْرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ. وَيُنَبِّهُهُمُ اللهُ تَعَالَى إِلَى أَنَّ القِيَامَ بِهذِهِ الوَصِيَّةِ التِي يَطْلبُ مِنَ النَّاسِ الأَخْذَ بِهَا مِنْ صَبْرٍ وَصَلاةٍ... أَمْرٌ شَاقٌ ثَقِيلٌ عَلَى النُّفُوسِ، إِلا النُّفُوسَ المُؤْمِنَةَ الخَاشِعَةَ المُسْتَكِينَةَ لِطَاعَةِ اللهِ، المُتَذَلِّلَةَ مِنْ مَخَافَتِهِ.
إِنَّها لَكَبِيرَةٌ- إِنَّهَا لَشَاقَّةٌ صَعْبَةٌ.
الخَاشِعِينَ- المُسْتَكِينِينَ للهِ.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:01 PM

{الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)}
{ملاقوا} {رَاجِعُونَ}
(46)- وَهؤُلاءِ الخَاشِعُونَ، المُطْمَئِنَّةُ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ، يَعْتَقِدُونَ بِأَنَّهُمْ سَيُحْشَرُونَ إَلى اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَأَنَّهُمْ سَيُعْرَضُونَ عَلَيهِ، وَأَنَّ أُمُورَهُمْ سَتَرْجِعُ إِلى مَشِيئَتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِيَحْكُمَ فِيهَا بِمَا يَشَاءُ بِعَدْلِهِ. وَإِنَّ إِيمَانَهُمْ بِأَنَّهُمْ سَيَرْجِعُونَ إِلى اللهِ هُوَ الذِي يُسهِّلُ عَلَيهِمْ طَاعَةَ اللهِ، وَتَرْكَ مُحَرَّمَاتِهِ.
يَظُنُّونَ- يَعْلَمُونَ وَيَسْتَيْقِنُونَ.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:01 PM

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)}
{يَابَنِي إِسْرَائِيلَ} {العالمين}
(47)- يُذَكِّرُ اللهُ تَعَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ (اليَهُودَ) الذِينَ كَانُوا فِي زَمَن الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم بِمَا أَنْعَمَهُ اللهُ عَلَى آبائِهِمْ مِنَ النِّعَمِ وَالأَفْضَالِ، وَيَقُولُ لَهُمْ: لإِنَّهُ فَضَّلَهُمْ عَلَى النَّاسِ مِنْ أَهْلِ زَمَانِهمْ إِذْ جَعَلَ فِيهِم النُّبُوَّةَ، وَمَعْرِفَةَ اللهِ تَعَالَى.
العَالَمِينَ- النَّاسِ مِنْ أَهْلِ زَمَانِكُمْ.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:02 PM

{وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)}
{شَفَاعَةٌ}
(48)- وَبَعْدَ أَنْ ذَكَّرَهُمُ اللهُ تَعَالى بِنِعَمِهِ الكَثِيرَةِ عَلَيهِمْ، عَادَ فَحَذَّرَّهُمْ مِنْ طُولِ نِقَمهِ عَلَيهِمْ، يَوْمَ القِيَامَةِ (وَاتَّقُوا يَوْماً)، وَهُوَ اليَوْمُ الذِي لا يُغنِي فِيهِ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ شَيْئاً، وَلا يُقْبَلُ مِنَ الكَافِرِينَ شَفَاعَةٌ، وَلا أَنْ يُنْقِذَهُمْ مِنْ عَذَابِ اللهِ تَعَالَى.
العَدْلُ- الفِدْيَةُ لأَنَّهَا تُعَأدِلُ المَفْدِيَّ قِيمَةً وَقَدْراً.
النُّصْرَةُ- العَوْنُ لِدَفْعِ الضُّرِّ.
لا تَجْزي- لا تُغْنِي وَلا تُؤدِّي.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:02 PM

{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)}
{نَجَّيْنَاكُم} {آلِ فِرْعَوْنَ}
(49)- يُذَكِّرُ اللهُ تَعَالَى بَنِي إِسْرائِيلَ بِنِعْمَتِهِ عَلَيهِمْ إِذْ أَنْجَاهُمْ مِنْ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ (آلِ فِرْعَوْنَ) الذِينَ كَانُوا يُذِيقُونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَسْوَأَ العَذَابِ جَزَاءَ مَا اقْقَرَفُوهُ مِنْ جَرَائِمَ وَآثَامٍ، إِذْ كَانُوا يَقْتُلُونَ الذُّكُورَ مِنْ أَبْنَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الذِينَ كَانُوا في مِصْرَ، وَيَسْتَبْقُونَ البَنَاتِ مِنْهُمْ، زِيَادَةً فِي القَهْرِ وَالإِذْلالِ، وَإِنَّ هذا الذِي قَامَ بِهِ فِرْعَوْنَ وَقَوْمُهُ مِنْ ذَبْحِ الأَبْنَاءِ، وَإِرْهَاقِ بَني إِسْرَائِيلَ بِشَأقِّ الأَعْمَالِ، إِنَّمَا هُوَ بَلاءٌ عَظِيمٌ، وَشَرٌ كَبِيرٌ، ابْتَلَى اللهُ بِهِ اليَهُودَ.
سَامَهُ العَذَابَ- أَذَاقَهُ العَذَابَ، وَأَوْلاهُ إِيَّاهُ.
يَسْتَحْيُونَ- يَسْتَبْقُونَ البَنَاتِ عَلَى قَيْدِ الحَيَاةِ.
بَلاءٌ- امتِحَانٌ وَاخْتِبَارٌ.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:02 PM

{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)}
{فَأَنجَيْنَاكُمْ} {آلَ فِرْعَوْنَ}
(50)- وَيُذَكِّرُهُمُ اللهُ تَعَالَى بِأَنَّهُمْ بَعْدَ أَنْ غَادَرُوا مِصْرَ بِصُحْبَةِ مُوسَى عَلَيه السَّلامُ، تَبِعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ، وَكَادَ أَنْ يُدْرِكَهُمْ، فَإِنَّهُ تَعَالَى أَمَرَ مُوسَى فَضَرَبَ البَحْرَ بِعَصَاهُ، فَانْفَلَقَ، وَمَرَّ مُوسَى وَقَوْمُهُ إِلى الجَانِبِ الآخَرِ، وَلَمَّا اتَّبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ أَطْبَقَ اللهُ عَلَيهِمْ جَانِبَي البَحْرِ، فَأَغْرَقَهُمْ، وَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يُشَاهدُونَ هَذِهِ المُعْجِزَةَ الإلهِيَّةَ الخَارِقَةَ بِأَعْيُنِهِمْ.
فَرَقْنَا- فَلَقْنَا وَشَقَقْنَا وَشَطَرْنَا.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:02 PM

{وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51)}
{وَاعَدْنَا} {ظَالِمُونَ}
(51)- وَيُتَابِعُ اللهُ تَعَالَى تَذْكِيرَ بَنِي إِسْرَاءِيلَ بِأَنْعُمِهِ وَأَفْضَالِهِ عَلَيْهِمْ، وَعَلَى آبائِهِمْ، فَيَقُولُ لَهُمْ: اُذْكُرُوا نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ بِعَفْوِي عَنْكُمْ حِينَمَا عَبَدْتُمُ العِجْلَ. وَقَدْ كَانَتْ عِبَادَتُهُمُ العِجْلَ بَعْدَ أَن اجْتَازُوا البَحْرَ هَرَباً مِنْ فِرْعَوْنَ، فَسَأَلُوا مُوسَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بِكِتَابٍ مِنْ رَبِّهِمْ، فَوَاعَدَهُ رَبُّهُ أَنْ يُعْطِيَهُ التَّورَاةَ، وَعَيَّنَ لَهُ مِيقَأتاً لِذلِكَ، بَعْدَ أَنْ صَامَ ثَلاثِين لَيْلَةً، وَأَتَمَّهَا بِصِيامِ عَشرِ لَيَالٍ أُخَرَ، وَلَمَّا ذّهَبَ مُوسَى لِمِيقَاتِ رَبَّهِ اسْتَبْطَأَهُ قُومُهُ، فَاتَّخَذُوا عِجْلاً مِنْ ذَهَبٍ جَعَلُوهُ لَهُمْ آِلهاً، وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بِإِشْرَاكِهِمْ، وَبِعِبَادَتِهِم العِجْلَ.
اتَّخَذْتُمُ العِجْلَ- جَعَلْتُمُوهُ إِلهاً مَعْبُوداً.



دولة الرئيس 09-20-2018 06:02 PM

{وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)}
{آتَيْنَا} {الكتاب}
(53)- ثُمَّ يُذَكِّرُ اللهُ تَعَالَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِفَضْلِهِ عَلَيْهِمْ إِذْ أَنْزَلَ عَلَى مُوسَى التَّورَاةَ والفُرقَانَ (وَالفُرْقَانُ هُنَا هُوَ الآيَاتُ التِي أَيَّدَ اللهُ بِهَا مُوسَى لِلدَّلالَةِ عَلَى صِدْقِ رِسَالَتِهِ، وَسُمِّيَتْ فُرْقَاناً لأَنَّهَا تَفْرِقُ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، وَبَيْنَ الهُدَى والضَّلالِ)، لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ بِنُورِها إِلى طَرِيقِ اللهِ القَوِيمِ. وَكَانَ ذلِكَ بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِنَ البَحْرِ، وَإِغْرَاقِ فِرْعَوْنَ.
الفُرْقَانَ- الشَّرْعَ الفَارِقَ بَيْنَ الحَلالِ وَالحَرَامِ، أَوْ هُوَ الآيَاتُ التِي أَيَّدَ اللهُ بِهَا مُوسَى.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:02 PM

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)}
{يَاقَوْمِ} {بَارِئِكُمْ}
(54)- وَلَمَّا أَنْجَى اللهُ تَعَالَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَذَابِ فِرْعَوْنَ وَوَصَلوا إِلى سينَاءَ مَرُّوا بِقَوْمٍ هُنَاكَ يَعْبُدُونَ البَقَرَ، فَوَقَعَتْ في نُفُوسِهِمْ عِبَادَةُ العِجْلِ، فَاتَّخَذُوا لأَنفُسِهِمْ عِجْلاً عَبَدُوهُ، فَلَمَّا عَادَ مُوسَى غَضِبَ لَمَّا رَآهُمْ يَعْبُدُونَ العِجْلَ، وَقَالَ لَهُمْ: إِنَّكُمْ يَا قَوْمُ ارْتَكَبْتُمْ ظُلْماً بِحَقِّ أَنْفُسِكُمْ إِذْ اتَّخَذْتُمُ العِجْلَ رَبّاً، فَتُوبُوا إِلى اللهِ الذِي خَلَقَكُمْ وَبَرَأَكُمْ.
وَبَيَّنَ اللهُ لَهُمْ سَبِيلَ التَّوْبَةِ التِي تَكُونُ بِقَتْلِهِمْ أَنْفُسَهُمْ، لأَنَّ القَتْلَ يُطَهِّرُ النُّفُوسَ مِنَ الرِّجْسِ الذِي دَنَّسُوا أَنْفُسَهُمْ بِهِ، وَيَجْعَلُهُمْ أَهْلاً لِلتَّوْبَةِ.
وَكَانَ ذلِكَ عَنْ أَمْرِ اللهِ تَعَالَى، وَذلِكَ بَأَنْ يَقْتلَ البَرِيءُ مِنْهُمُ المُذْنِبَ، حَتَّى قُتِلَ مِنْهُمْ جَمْعٌ كَبِيرٌ، فَدَعَا مُوسَى وَهَارُونُ رَبَّهُمَا فَأَمَرَهُمْ بِالكَفِّ عَنِ القَتْلِ، وَتَابَ اللهُ عَلَيهِمْ. وَاللهُ تَعَالَى هُوَ الذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ مِنْ عِبَادِهِ، وَهُوَ الرَّحِيمُ بِهِمْ. فَاذْكُرْ يَا مُحَمَّدُ هذِهِ القِصَّةَ لِبَني إِسْرَائِيلَ وَغَيرِهِمْ مِنَ العِظَاتِ.
بَارِئِكُمْ- خَالِقِكُمْ وَمُبْدِعِكُمْ.
فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ- فَلْيَقْتُلِ البَرِيءُ مِنْكُمُ ا

دولة الرئيس 09-20-2018 06:02 PM

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55)}
{ياموسى} {الصاعقة}
(55)- وَيُتَابِعُ اللهُ جَلَّ شَأْنُهُ تَذْكِيرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِانْعَامِهِ عَلَيهِمْ فَيُذَكِّرُهُمْ بِإِحْيَأئِهِ إِيَّاهُمْ بَعْدَ أَنْ صَعَقَهُمْ، حِينَما قَالُوا لِمُوسَى إِنَّهُمْ لَنْ يُصَدِّقُوا قَوْلَهُ بِأَنَّ هذا كِتَابُ اللهِ، وَأَنَّ مُوسَى سَمِعَ كَلامَ رَبِّهِ حَتَّى يَرَوا اللهَ عِيَاناً، بِدُونَ سَاتِرٍ بَيْنَهُم وَبَيْنَهُ، فَصَعَقَهُمُ اللهُ، وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى مَا حَلَّ بِهِمْ مِنْ بَلاءٍ سَاتِرٍ بَيْنَهُم وَبَيْنَهُ، فَصَعَقَهُمُ اللهُ، وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى مَا حَلَّ بِهِمْ مِنْ بَلاءِ وَعَذَابٍ، وَكَانُوا سَبْعِينَ رَجُلاً اخْتَارَهُمْ مُوسَى مِنْ قَومِهِ لِيَذْهَبُوا مَعَهُ إِلى مِيقَاتِ رَبِّهِ للاعْتِذَارِ إِليهِ عَنْ عِبَادَةِ قَوْمِهِم العِجْلَ.
جَهْرَةً- عِيَاناً بَالبَصَرِ.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:03 PM

{ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)}
{بَعَثْنَاكُم}
(56)- ثُمَّ إِنَّ اللهَ تَعَالَى أَحْيَاهُمْ بِدُعَاءِ مُوسَى عَلَيهِ السَّلامُ، فَقَامُوا يَنْظُرُونَ كَيفَ يُحْييهِم اللهُ، وَكَانَتْ تِلْكَ مِنْ أَنْعُمِ اللهِ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ الله.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:15 PM

{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)}
{خَطَايَاكُمْ}
(58)- وَيُذَكِّرُ اللهُ تَعَالَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِأَمْرِهِ إِيَّاهُمْ بِالجِهَادِ مَعَ مُوسَى لِدُخُولِ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ، لَمَّا قَدِمُوا مِنْ مِصْرَ، وَقِتَالِ أَهْلِهَا العَمَالِيقِ الكَفَرَةِ فَنَكَلُوا عَنْ قِتَالِهِمْ وَضَعُفُوا، فَرَمَاهُمُ اللهُ في صَحْرَاءِ التِّيهِ أَرْبَعِينَ سَنَةً عُقُوبَةً لَهُمْ، وَلَمَّا خَرَجَ بِهِمْ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ مِنَ التِّيهِ، وَكَانَ مُوسَى قَدْ مَاتَ، وَدَخَلَ بِهِمْ إِحْدَى مُدُنِ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ أَمَرَهُمْ تَعَالَى بِأَنْ يَدْخُلُوا بَابَ البَلَدِ رُكَّعاً شُكْراً للهِ، وَبِأَنْ يَقُولُوا (حِطَّةٌ) (أَيْ اللَّهُمَّ حُطَّ عَنَّا خَطَايَانَا، وَاغْفِرْ لَنَا) فَإِذا فَعَلُوا ذَلِكَ بِإِخْلاصٍ وَصِدْقِ نِيَّةٍ، فَإِنَّ اللهَ يَسْتَجِيبُ لَهُمْ دُعَأءَهُمْ، وَيُكَفِّرُ عَنْهُمْ ذُنُوبّهُمْ، وَيُضَاعِفُ لَهُمْ حَسَنَاتِهِمْ.
رَغَداً- أَكْلاً هَنِيئاً لا عَنَاءَ فِيهِ.
قُولُوا حِطَّةٌ- اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَحُطَّ عَنَّا.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:15 PM

{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}
(59)- فَلَمْ يَدْخُلِ الذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُم البَلَدَ خَاشِعِينَ سُجَّداً للهِ كَمَا أَمَرَهُمُ اللهُ، بَلْ دَخَلُوهُ زَاحِفِينَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ (أَيْ أَدْبَارِهِمْ) وَبَدَّلُوا قَوْلَ اللهِ اسْتِهْزاءً وَتَمَرُّداً، فَقَالُوا (حِنْطَةٌ) بَدَل (حِطَّةٍ)، فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيهِمْ بَأْسَهُ وَعَذَابَهُ بِسَبَبِ فِسْقِهِمْ، وَخُرُوجِهِمْ عَنْ طَاعَةِ رَبِّهِمْ.
الفِسْقُ- الخُرُوجُ عَنِ الطَّاعَةِ.
بَدَّلَ قَوْلاً غَيْرَ الذِي قِيلَ لَهُ- جَاءَ بِذلِكَ القَوْلِ مَكَانَ القَوْلِ الأوَّلِ.
رِجْزاً- عَذَاباً.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:16 PM

{وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)}
(60)- وَيُذَكِّرُ اللهُ تَعَالَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا امْتَنَّهُ عَلَى أَسْلافِهِمْ إِذْ اسْتَجَابَ لِدَعْوَةْ مُوسَى عَلَيهِ السَّلامُ، حِينَ اسْتَسْقَى لِقَوْمِهِ المَاءَ وَهُمُ عِطَاشٌ فِي صَحْرَاءِ التِّيهِ، فَأَوْحَى اللهُ إِلْيهِ أَنْ يَضْرِبَ بِعَصَاهُ حَجَراً مِنْ أَحْجَارِ الصَّحْرَاءِ، فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً، لِكُلِّ سِبْطٍ مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَيْنٌ، عَرَفَها وَأَخَذَ يَشْرَبُ مِنْهَا، مَنْعاً لِلتَّزَاحُمِ والتَّنَافُسِ بَيْنَهُمْ عَلَى وُرُودِ المَاءِ. فَصَارَ بَنُو إِسرائِيلَ يَأْكُلُونَ مِنَ المَنِّ وَالسَّلْوَى وَيَشْرَبُونَ مِنَ المَاءِ. وَأَمَرَهُمُ اللهُ أَنْ لا يُقَابِلُوا هذِهِ النِّعَمَ بِالجُحُودِ وَالعِصْيَانِ وَالإِسْرَافِ في الإِفسادِ.
السِّبْطُ- وَلَدُ الوَلَدِ.
اسْتَسْقَى- طَلَبَ السُّقْيا عِنْدَ عَدَمِ تَوَفُّرِ المَاءِ.
العُثِيُّ- مُجَاوَزَةُ الحَدِّ فِي كُلِّ شَيءٍ، ثُمَّ غَلَبَ اسْتِعْمَالُهُ فِي الفَسَادِ.
فَانْفَجَرَتْ- فَانْشَقَّتْ وَسَالَتْ بِكَثْرَةٍ.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:16 PM

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)}
{ياموسى} {وَاحِدٍ} {وَقِثَّآئِهَا} {وَبَآءُو} {بِآيَاتِ} {النبيين}
(61)- يُذَكِّر اللهُ، جَلَّ شَأْنُهُ، بَنِي إِسْرَائِيلَ بِضَجَرِهِمْ مِنَ الرِّزْقِ الكَرِيمِ الذِي مَنَّ بِهِ عَلَيهِمْ إَذْ أَنْزَلَ عَلَيهِم المَنَّ وَالَّلْوَى، وَفَجَّرَ لَهُمُ المَاءَ، فَطَلَبُوا مِنْ مُوسَى أن يَدعُوَ رَبَّهُ لِيُخْرِجَ لَهُمْ مِمَّا تُنْبِتُ الأَرضُ مِنَ الثُّومِ والبَصَلِ وَالبقُولِ والعَدَسِ، وَمَا ألِفُوا العَيْشَ عَلَيهِ حِينَما كَانُوا فِي مَصْرَ. فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى مُقَرِّعاً وَمُوَبِّخاً، وَمُسْتَنْكِراً سُؤَالَهُم الأَطْعِمَةَ الدَّنِيئَةَ مَعَ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ العَيْشِ الرَّغِيدِ: أَتَسْتَبْدِلُونَ الذِي هُوَ أَدْنَى (العَدَسَ وَالبَصَلَ والثُّومَ وَالفومَ..) بِالذي هُوَ خَيْرٌ (المَنُّ وَالسَّلْوَى)؟.
ثُمَّ قَالَ لَهُم ادْخُلُوا مِصْراً مِنَ الأَمْصَارِ (أَي ادْخُلُوا أَيَّ بَلَدٍ مِنَ البُلْدَانِ) فَإِنَّكُمْ وَأجِدُونَ فِيهِ مَا سَأَلْتُمْ، وَهُوَ لا يَسْتَحِقّ أَنْ يَسْأَلَ رَبَّهُ فِيهِ.
وَقَدْ عَأقَبَهُمُ اللهُ تَعَالى عَلَى كُفْرَانِهِمْ تِلْكَ النِّعَمَ بِأَنْ ضَرَبَ عَلَيهِم الذِّلَّةَ التِي يَهُونُ مَعَها عَلَى النُّفُوسِ قَبُولُ الضَّيْمِ وَالاسْتِكَأنَةِ، فَأَصْبَحَ يَسْتَذِلُّهُمْ كُلُّ مَنْ رَآهُمْ، فَلا مُنْقِذَ لَهُمْ، وَاسْتَحَقُّوا بِذَلِكَ غَضَبَ اللهِ.
وَكَانَ مِنْ أَسْبَابِ مَا قَضَى اللهُ بِهِ عَلَيهِمْ مِنَ الذِّلَّةِ وَالمَسْكَنَةِ أَنَّهُمْ كَأنُوا يَكْفُرونَ بِآيَأتِ اللهِ، وَوَصَلَ بِهِمْ كُفرهُمْ إِلى حَدِّ قَتْلِ أَنْبِياءِ اللهِ ظُلْما وَعُدْواناً، فَلا أَحَدَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ إِثْماً. ثُمَّ إِ، هُمْ عَصَوا اللهَ وَارْكَبُوا مَأ حَرَّمَهُ عَلَيْهِمْ، وَتَجَاوَزُوا الحُدُودَ التِي أَبَاحَهَا اللهُ.
الاسْتِبدَالُ- طَلَبُ شَيءٍ بَدَلاً مِنْ شَيءٍ.
ضُرِبَتْ عَلَيهِ/- أَحَاطَتْ بِهِمْ كَمَا تحِيطُ الخَيْمَةُ بِمَنْ تُضْرَبُ عَلَيهِ.
بَاؤوا بِغَضَبٍ- اسْتَحَقُّوا الغَضَبَ أَوْ رَجَعُوا بِهِ.
المَسْكَنَةُ- الفَقْرُ، أَيْ فَقْرُ النُّفُوسِ وَشُحُّهَا.
الاعْتِدَاءُ- تَجَأوُزُ الحُدُودِ.
الفُومُ- الحِنْطَةُ أَوِ الثُّومُ.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:16 PM

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}
{آمَنُواْ} {والنصارى} {والصابئين} {آمَنَ} {صَالِحاً}
(62)- (هذِهِ الآيَةُ مَنْسُوخَةٌ بالآية 95 مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ) يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى، أَنَّ أَهْلَ المِلَلِ السَّابِقَةِ لا يُضَيِّعُ اللهُ إِيمَانَهُمْ، وَلا يَبْخَسُهُمْ ثَوابَ أَعْمَالِهِم الصَّالِحَةِ، وَيَسْتَ/ِرُّ ذّلِكَ جَائِزاً حَتَّى ظُهُورِ النَّبِيِّ الذِي يَلي نَبِيَّهُمْ. فَاليَهُودُ الذِينَ آمَنُوا بِمُوسَى وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، لا يُبْخَسُونَ ثَوَابَ أَعْمَالِهِم الخَيِّرَةِ حَتَّى بُعِثَ عِيسَى، عَلِيهِ السَّلامُ. والنَّصَارَى الذِينَ أَحْسَنُوا العَمَلَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ حَتَّى جَاءَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم. فَالمَفْرُوضُ أَنْ يُؤْمِنَ أَتْبَاعُ الدِّينِ السَّابِقِ بِالنَّبِيِّ الجَدِيدِ (الذِينَ عَاصَرُوهُ وَالذِينَ جَاؤُوا بَعْدَهُ).
الصَّابِئُونَ- أُناسٌ يَعْبُدُونَ الكَواكِبَ. وقِيلَ إْنَّ اللَّفْظَةَ تُطْلَقُ أيضاً عَلَى مَنْ يُقَدِّسُونَ المَلائِكَةَ.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:16 PM

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)}
{مِيثَاقَكُمْ} {ءاتيناكم}
(63)- يُذَكِّر اللهُ تَعَالَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا أَخَذَهُ عَلَى أَسْلافِهِمْ مِنَ العُهُودِ وَالمَواثِيقِ بِأَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَبِأَنْ يَتَّبِعُوا رُسُلَهُ. وَأَخْبَرَهُمُ اللهُ تَعَالَى بِأَنَّهُ لَمَّا أَخَذَ عَلَى أَسْلاًفِهِم المِيثَاقَ رَفَعَ جَبَلَ الطُّورِ فَوْقَهُمْ تَرعِيباً لَهُمْ وَتَهْدِيداً، لِيُقِرُّوا بِمَا عُوهِدُوا عَلَيهِ، وَلِيأْخُذُوا بِهِ بِقُوَّةٍ وَحَزْمِ وَامْتِثَالٍ، كَمَا أَمَرَ اللهُ. وَقالَ لَهُمْ: اذْكُرُوا مَا فِي التَّورَاةِ مِنْ أَحْكَامٍ وَتَعَالِيمَ وَحَثَّ عَلَى الإِيمَانِ بِاللهِ. ثُمَّ أَمَرَهُمْ بِتَدَارُسِهَا وَالعَمَلِ بِهِا، لَعَلَّهُمْ يَكُونُونَ مِنَ المُتَّقِينَ.
مِيثَاقَكُمْ- العَهْدَ عَلَيْكُمْ بِالعَمَلِ بِمَا فِي التَّورَاةِ.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:17 PM

{ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)}
{الخاسرين}
(64)- وَيُقَرِّعُهُمُ اللهً، جَلَّ شَأْنُهُ، عَلَى كُفْرِهِمْ، وَيَقُولُ لَهُمْ: إِ، هُم تَوَلَّوْا عَنْ طَاعَةِ اللهِ، وَنَقَضُوا العَهْدَ وَالمِيثَاقَ، رَغْمَ جَمِيعِ مَا رَأَوْهُ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَمُعْجِزَاتِهِ، وَرَغْمَ مَا أَخَذَهُ اللهُ عَلَيهِمْ مِنْ مِيثَاقٍ عَظِيمٍ، فَلَوْلا لُطْفُ اللهِ بِهِمْ، وَإِمْهَالُهُ إِيَّاهُمْ، وَتَوْبَتُهُ عَلَيْهِمْ، وإِرْسَالُهُ النَّبِيِّينَ والمُرْسَلِينَ إِلَيهِمْ، لَكَانُوا مِنَ الخَاسِرِينَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةٍ، بِسَبَبِ نَقْضِهِمْ ذلِكَ المِيثَاقَ، وَانْهِمَاكِهِمْ فِي المَعَاصِي.
الخُسْرَانُ- هُوَ ضِيَاعُ رَأْسِ المَالِ كُلاً أَوْ بَعْضاً.
التَّوَلِّي- الرُّجُوعُ إِلى الوَرَاءِ.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:17 PM

{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65)}
{خَاسِئِينَ}
(65)- ويُذَكِّرهُمُ اللهُ بِمَا عَلِمُوهُ مِن، أَمْرِ أَهْلِ القَرْيَةِ التِي كَانَتْ عَلَى سَاحِلِ البَحْرِ. وَكَانَ اللهُ تَعَالَى قَدْ أَخَذَ عَلَيهِم المِيثَاقَ بِتَعْظِيمِ حُرْمَةِ يَومِ السَّبْتِ، والقِيَامِ فِيهِ بِعِبَادَةِ اللهِ وَأَمْرِهِ، فَخَرَقُوا حُرْمَةَ السَّبْتِ بِاحْتِيالِهِمْ عَلَى صَيْدِ الحِيتَانِ، إِذْ كَانُوا يَنْصُبُونَ لَهَا الشِّبَاكَ والحَبَائِلَ قَبْلَ دُخُولِ السَّبْتِ، وَفي ظَنِّهِمْ أَنَّ، مِثْلَ هذَا التَّحَايلِ يُمْكِنُ أَنْ يَجُوزَ عَلَى اللهِ فَمَسَخَهُمْ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ عِقَاباً عَلَى كُفْرِهِمْ بِاللهِ. وَتَجَاوُزِهِمْ حُدُودَ مَا أَمَرَ.
وَقَالَ بَعْضُ المُفَسِّرينَ إِنَّ اللهَ لَمْ يَمْسَخْ صُورَهُمْ، وَلَمْ يَجْعَلْهُمْ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ حَقِيقَةً، وَإِنِّمَا مَسَخَ قُلُوبَهُمْ فَجَعَلَهَا كَقُلُوبِ القِرَدَةَ وَالخَنَازِيرِ فِي شَهَوَاتِهَا بَعِيدِينَ عَنِ الفَضَائِلِ الإِنْسَانِيَّةِ يَأْتُونَ المُنْكَرَاتِ جِهَاراً وَعِياناً بِبا حَيَاءٍ وَلا خَجَلٍ.
وَيَرَى الإِمَامُ مُحَمَّدٌ عَبْدُه أَنَّ سُنَّةَ اللهِ في خَلْقِهِ لَمْ تَجْرِ بِمَسْخِ كُلِّ عَاصٍ، وَبِإْخْرَاجِهِ عَنْ نَوْعِ الإِنْسَانِ، وَالعِبْرَةُ الكُبْرَى تَكْمُنُ فِي العِلْمِ بِأَنَّ مَنْ يَفْسُقُ عَنْ أَمْرِ اللهِ، وَيَتَنَكَّبُ الصِّرَاطَ الذِي شَرَعَهُ، يَنْزِلُ بِهِ عَنْ مَرْتَبَةِ الإِنْسَانِ إِلَى مَرْتَبَةِ العَجْمَاوَاتِ.


دولة الرئيس 09-20-2018 06:18 PM

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)}
{الجاهلين}
(67)- كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائيِلَ رَجُلٌ كَثِيرُ المَالِ وَلا وَلَدَ لَهُ، وَكَانَ وَارِثَهُ الَوحِيدَ ابْنُ أَخِيهِ، فَاسْتَعْجَلَ ابْنُ الأَخِ المِيرَاثَ. وَقَتَلَ عَمَّهُ، ثُمَّ حَمَلَهُ وَأَلْقَاهُ عَلَى بَابِ رَجُل مِنْهُمْ. وَادَّعَى عَلَى صَاحِبِ البَيْتِ أَنَّهُ قَاتِلُهُ، وَتَسَلَّحَ النَّاسُ، وَتَثَاوَرُوا حَتَّى كَادَ الشَّرُّ أَنْ يَقَعَ بَيْنَهُمْ. فَدَعَاهُمْ ذَوُو الرَّأْيِ فِيهِمْ أَنْ يَذْهَبُوا إِلى مُوسَى يَسْأَلُونَهُ الرَّأْيَ، فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً. فَقَالُوا لَهُ: أَتَسْخَرُ مِنَّا، وَتَتَّخِذُنا مَوْضِعاً لِلْهٌزْءِ وَالسُّخْرِيَةِ؟ فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ الذِينَ يَسْخَرُونَ مِنَ النَّاسِ، أَوْ يَأْمُرُونَ بِشَيءٍ لا فَائِدَةَ مِنْهُ.
الهُزْءُ- السُّخْرِيَةُ.
عَاذَ- اعْتَصَمَ وَلاذَ.
الجَهْلً- فِعْلُ مَا لا يَنْبَغِي.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:18 PM

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68)}
(68)- وَفِي هذِهِ الآيَةِ وَالآيَاتِ التَّالِيَاتِ يُبيِّنُ اللهُ سُبْحَانَهُ مَدَى تَعَنُّتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ لِرَسُولِهِمْ، فَضَيَّقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَضَيَّقَ اللهُ عَلَيْهِمْ. قَالُوا لَهُ: ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ هذِهِ البَقَرَةنُ، وَأيُّ شَيءٍ وَصْفُها؟ فَقَالَ لَهمْ مُوسَى، إِنَّ اللهَ يَقُولُ: إِنَّها بَقَرةٌ لا مُسِنَّةٌ هَرِمَةٌ انْقَطَعَتْ وِلادَتُها (فَارِضٌ)، وَلا صَغِيرَةٌ لَمْ يَلْحًقْها الفَحْلُ بَعْدُ، وَإِ، ما هِيَ نَصَفٌ بَيْنَ الكَبِيرَةِ والصَّغِيرَةِ (عَوانٌ)، فَهذِهِ تَكُونُ أَحْسَنَ الدَّوَاب وَأَقْوَاهَا، فَاذْبَحُوها وَافْعَلُوا مَا أَمَرَكُمُ اللهُ.
الفَارِضُ- المُسِنَّةُ التِي انْقَطَعَتْ وِلادَتُها.
البِكْرُ- الصَّغِيرَةُ التِي لَمْ تَحْمِلْ بَعْدُ.
العَوَانُ- النَّصَفُ أَيْ لَيْسَتْ بِالصَّغِيرَةٍ وَلا الكَبِيرَةِ.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:18 PM

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69)}
{الناظرين}
(69)- فَأَلَحُّوا فِي السُّؤالِ، وَطََلَبُوا أَنْ يُبَيِّنَ اللهُ لَهُمْ لَوْنَهَا، فَرَدَّ اللهُ عَلَيهِمْ قَائِلاً: إِنَّها بَقَرةُ صَفْراءُ صَافِيَةُ اللَّونِ، تُعْجِبُ النَّاظِرِينَ إِلَيهَا، وَتَسُرُّهُمْ بِحُسْنِ مَنْظَرِهَا.
فَاقِعٌ لَوْنُها- لَوْنُهَا صَافٍ أَوْ شَدِيدُ الصُّفْرَةِ.


دولة الرئيس 09-20-2018 06:18 PM

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)}
{تَشَابَهَ}
(70)- فَعَادُوا إِلى السُّؤالِ، وَطَلَبُوا مِنْ مُوسَى أَنْ يَسْأَلَ رَبَّهُ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ مَا هِيَ صِفَاتُ هذِهِ البَقَرَةِ، لأَنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيهِمْ، فَلَمْ يَعْرِفُوا أَيَّها المقصودَ، وَإِنَّهُمْ سَيَهْتَدُونَ إِلَيهَا بِمَشِيئَةِ اللهِ.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:22 PM

{قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)}
{الآن}
(71)- فَرَدَّ عَلَيهِمْ مُوسَى قَائِلا: إِنَّ اللهً تَعَالَى يَقُولُ لَهُمْ: إِنَّها بَقَرَةٌ لَيْسَتْ مُذَلَّلَةً بِالحِرَاثَةِ، وَلا مُعَدَّةً للسِّقَايَةِ، وَهِيَ سَالِمَةٌ مِنَ العُيُوبِ والأَمْرَاضِ، لَوْنُها وَاحِدٌ، وَلَيْسَ فِيها لَوْنٌ آخَرُ. فَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: الآنَ قُلْتَ الحَقَّ وَبَيَّنْتَهُ، فَبَحَثُوا عَنْها، وَاشْتَرَوهَا مِنْ صَاحِبِها، وَذّبَحُوهَا وَكَادُوا آَنْ لا يَقُومُوا بِمَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ ذَبْحِهًا، لِمَا لاحَظُوهُ مِنْ غَلاءِ ثَمنِهَا.
الذَّلُولُ- المُذَلَّلَةُ والمُرَوَّضَةُ التِي زَالَتْ صُعُوبَتُها.
الحَرْثَ- الأَرْضَ المُهَيَّأَةَ لِلزِّرَاعَةِ.
مُسَلَّمَةٌ- سَالِمَةٌ مِنَ الأَمْرَاضِ وَالعُيُوبِ.
لاشِيَةَ فِيها- لَوْنُها وَاحِدٌ، وَلا لَوْنَ آخَرَ مَعَ لَوْنِهَا.
تُثِيرُ الأَرْضَ- تَقْلِبُها لِلزِّرَاعَةِ.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:22 PM

{وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72)}
{فادارأتم}
(72)- وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَاخْتَلَفْتُمْ وَتَخَاصَمْتُمْ فِيها، وَاللهُ مُظْهِرٌ مَا تَكْتُمُونَ فِي سَرَائِرِكُمْ مِنْ أَمْر حَادِثِ القَتْلِ، وَمَعْرِفَة القَاتِلِ.
ادَّارِأْتُمْ- تَدَافَعْتُمْ، وَاخْتَلَفْتُمْ فِيهَا.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:22 PM

{فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)}
{آيَاتِهِ} {يُحْيِي}
(73)- فَأَمَرَهُمُ اللهُ تَعَالَى بِضَرْبِ المَيْتِ بِأَيِّ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ البَقَرَةِ التِي أَمَرَهُمُ اللهُ بِذَبْحِهَا فَفَعَلُوا، وَحَصَلَتِ المُعْجِزَةُ بِخَرْقِ العَادَةِ، فَأَحْيَا اللهُ المَيْتَ، وَذَكَرَ اسْمَ قَاتِلِهِ، ثَمَّ أَمَاتَهُ اللهُ فَسَكَنَتِ الفِتْنَةُ، بَعْدَ أَنْ كَشَفَ اللهُ القَاتِلَ. وَهَكَذَا يُحْيِي اللهُ المَوْتَى، وَيُرِي بَنِي إِسْرِائِيلَ آيَاتِهِ، لَعَلَّهُمْ يَعْقِلُونَ بِأَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى بَعْثِهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَأَنَّ عَلَيهِمْ إِطَاعَةَ أَوَامِرِ رَبِهِمْ، وَالانْتِهَاءِ عَمَّا نَهَاهُمْ عَنْهُ، وَحَرَّمَهُ عَلَيهِمْ.

دولة الرئيس 09-20-2018 06:22 PM

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)}
{الأنهار} {بِغَافِلٍ}
(74)- يُقَرِّعُ اللهُ، جَلَّ شَأْنُهُ، بَنِي إِسْرَائِيلَ الذِينَ شَهِدُوا قُدْرَةَ اللهِ أَكْثَرَ مِنْ مَرَةٍ، وَتَحَقَّقُوا مِنْ آيَاتِهِ وَعِبَرِهِ، ثُمَّ عَادُوا إِلى الكُفْرِ وَالجُحُودِ وَالفَسَادِ، فَيَقُولُ لَهُمْ تَعَالَى: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ وَأَصْبَحَتْ كَالحِجَارَةِ قَسْوَةً. وَيَسْتَدْرِكُ تَعَالَى، فَيَقُولُ: إِنَّ بَعْضَ الحِجَارَةِ أَكْثَرُ لِيناً مِنْ قُلُوبِ بَني إِسْرَائِيلَ، فَبَعْضَ الحِجَارَةِ تَنْشَقُّ فَتَفَجَّرُ مِنْها المِيَاهُ، وَتَسِيلُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنَّهَا لا تَتَأَثَّرُ بِمَوْعِظَةٍ، وَلا تَلِينُ لِذِكْرِ اللهِ، وَلا يَزْدَادُونَ إلا فَسَاداً وَعُتُوّاً فِي الأَرْضِ، فَلَهُمُ الوَيْلُ عَلَى ذلِكَ، فَاللهُ لَيْسَ بِغَافِلٍ عَنْ أَعْمَالِهِمْ، وَسَيَجْزِيهِمْ عَلَيهَا الجَزَاءَ الأَوْفى، يَوْمَ القِيَامَةِ.
يَتفَجَّرُ- يَتَفَتَّحُ بِسَعَةٍ وَكَثْرَةٍ.
يَشَّقَّقُ- يَتَصَدَّعُ بِطُولٍ وَعَرْضٍ.


دولة الرئيس 09-20-2018 06:22 PM

{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}
{كَلامَ ا}
(75)- كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالمُسْلِمُونَ شَدِيدِي الحِرْصِ عَلَى دُخُولِ اليَهُودِ في الإِسْلامِ، لأَنَّ شَرِيعَة مُوسَى- كَمَا نَزَلَتْ مِنْ عِنْدَ اللهِ- تَدْعُو مِثْلَ الإِسْلامِ إِلى التَّوْحِيدِ الخَالِصِ، وَإِلى الإِيمَانِ بِالبَعْثِ وَالنُّشُورِ وَالجَزَاءِ عَلَى الأَعْمَالِ، وَكِتَابُهُمُ التَّورَاةُ يُبَشِّرُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَبِعْثَتِهِ وَرِسَالَتِهِ، وَيُصَدِّق القُرآنَ فِيمَا جَاءَ بِهِ، فَكَشَفَ اللهُ لِنَبِيَّهِ الكَرِيمِ وَلِلْمُسْلِمِينَ حَالَ اليَهُودِ وَعِنادَهُمْ وَكُفْرَهُمْ، فَقَالَ تَعَالَى مُخَاطِباً النَّبِيَّ وَالمُسْلِمينَ: أَتَطْمَعُونَ أَنْ يَنْقَادَ اليَهُودُ إِليكُمْ بِالطَّاعَةِ، وَقَدْ شَاهَدَ آباؤهم مِنْ آيَاتِ اللهِ وَمُعْجِزَاتِهِ الكَثِيرَ، ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ بَعْدَ ذلِكَ، وَكَانَ فَرِيقٌ مِنْ أَحْبَارِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يَتَأوَّلُونَهُ، وَيُعْطُونَهُ مَعْنىً آخَرَ غَيْرَ مَعْنَاهُ الصَّحِيحِ (يُحَرِّفُونَهُ) مِنْ بِعْدِ مَا عَرَفُوهُ، وَفَهِمُوا مَعْنَاه عَلَى حَقِيقَتِهِ. وَمَعَ ذلِكَ فَإِنَّهُمْ يُخَالِفُونَ عَنْ عِلْمٍ وَبَصِيرَةٍ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ أّنَّهُمْ عَلَى غَيْرِ الحَقِّ فِيمَا ذَهَبُوا إِليهِ مِنْ تَأوُّلٍ وَتَحْرِيفٍ.
الطَّمَعُ- تَعَلُّقُ النَّفْسِ بِإِدْرَاكِ مَا تُحِبُّ تَعَلُّقاً قَوِيّاً.
يُحَرِّفُونَهُ- يُعْطُونَهُ مَعنىً غَيرَ مَعْنَاهُ الصَّحِيحِ.


الساعة الآن 07:41 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.