منتديات بنات فلسطين

منتديات بنات فلسطين (http://www.bntpal.com/vb/)
-   ▪« قطوُفٌ دَآטּـيَة ]≈● (http://www.bntpal.com/vb/f2/)
-   -   لماذا شجَّع الإسلام على التَّفاؤل ومنع من التَّشاؤم (http://www.bntpal.com/vb/t71920/)

بنت شيوخ 07-05-2018 05:53 PM

لماذا شجَّع الإسلام على التَّفاؤل ومنع من التَّشاؤم
 

التّفاؤل والتّشاؤم ..

لماذا شجَّع الإسلام على التَّفاؤل ومنع من التَّشاؤم؟ لأن التَّفاؤل يشحذ الهمم للعمل، ويغذِّي القلب بالطَّمأنينة والأمل، ولا شكَّ أنَّ هذا من أكبر عوامل النَّجاح، فالآن إذا تفكِّر في حال إنسانٍ عاملٍ ذهب ليعمل شيئاً أو ينجز مهمَّةً، ونفسه منشرحةٌ وهو راج للخير، وعنده أملٌ بإنجازها فكيف حال همَّته وانطلاقه؟ قويةٌ أليس كذلك؟ فهذه القوَّة النَّاتجة من التَّفاؤل ستكون أحدُ أكبر أسباب النَّجاح وإنجاز المهمَّة، وإذا ذهب بشعورٍ متشائمٍ وهو لا يرجو أن يُفلح ولا أن ينجح ولا أن ينجز الأمر؛ فكيف تكون همَّته؟ فاترةٌ ضعيفةٌ وهذا الفتور والضَّعف في الهمَّة سيكون من أكبر أسباب الفشل، إذاً: التَّفاؤل خُلُقٌ مهمٌّ أن يكون في النَّفس لأجل إنجاز العمل المطلوب، فهذا من أسرار الشَّريعة التي يتبين للإنسان إذا تأمَّل فيها عظمة هذه الشَّريعة، وكيف أنَّ هذه الشَّريعة تؤدِّي بمن يتَّبعها إلى النَّجاح وتوفِّر أسبابها، فالشَّريعة توفِّر للمسلم أسباب النَّجاح، تأمَّل مثلاً في طالبٍ وهو داخلٌ إلى امتحانٍ شفويٍّ أو مناقشة رسالة وهو متفائلٌ وحسن الظَّن بالله، فحتى لو ما سمع شيئاً فهو متفائل، فكيف سيدخل قاعة الامتحان؟ أو يدخل إلى اللجنة التي ستناقشه؟ يدخل وفيه همَّةٌ ورجاء وأمل ويغلب على ظنِّه النَّجاح، وهذا سينعكس على طريقة نقاشه وإجابته وإقناعه بأعضاء اللجنة في الاختبار، وعلى تثمينهم لإجابته وتأويلهم لوضعه وحالته، لكن إذا الإنسان دخل إلى قاعة الامتحان وهو يقول أكيد أنَّهم سيسألوني أسئلةً لا أعرفها، فأنا متأكدٌ أنني سأفشل، فهذا واضح من وجوه أعضاء اللجنة الكالحة، فمستقبلي أسودٌ في هذا النِّقاش، فإذا كان هو ذاهبٌ بنفسيةٍ متشائمةٍ إلى قاعة الاختبار، فهذا لو كان يعرف الجواب الصَّحيح فسينساه بسبب تأثير نفسيته، فليست قضية الاختبارات والامتحانات هي قضية معلومات فقط؛ لأنَّ الطَّالب في قاعة الاختبار يمكن يضيِّع معلوماتٍ هي عنده بأسباب أخرى، فالمسألة إذاً فيها عاملٌ كبيرٌ من عوامل النَّجاح، وهو التَّفاؤل والأمل، ولو أنَّك نظرت في غالب التُّجَّار والنَّاس النَّاجحين؛ غالبهم عنده أملٌ وتفاؤلٌ، يعني: من أسباب نجاح كبار رجال الأعمال وكبار النَّاس النَّاجحين في أعمالهم تجد أنَّ عندهم جانب الأمل في نفوسهم قويٌّ، وحتى الدُّعاة النَّاجحين الذين تنفتح لهم القلوب يكتب الله لهم التَّأثير على النَّاس، يسلمون مقاليدهم إليهم ويتبعونهم ويتأثرون بهم، ويسمعون منهم ويلتزمون بما يقولون، ويجتمع إليهم العدد من النَّاس دائماً ما شاء الله، فهؤلاء لا بُدَّ أن يكون عندهم جانبُ التَّفاؤل والأمل قويٌّ، فهذا من أسباب وصوله للنَّتيجة هذه، ولو كانوا شخصيات متشائمة سيقول: سأذهب إليه الآن وأجده نائماً وأطرق عليه ويفيق من نومه مكفهرُّ الوجه ويصك الباب في وجهي، يا أخي تفاءل أنَّه سيكون الآن ضائقٌ صدره ينتظر فقط من يأتي إليه ويطرق الباب ويتحدَّث إليه، تفاءل أنَّ الرَّجل الآن ينتظر من ينتشله ويأخذ بيده، فحتى في مجال الدَّعوة إلى الله فعملية التَّفاؤل والتَّشاؤم هذه من أكبر أسباب النَّجاح أو الفشل، وكثيراً ما يكون التَّشاؤم مبعثه عدم الثِّقة بالله عزَّ وجلَّ، يعني: من عدم حسن الظَّنِّ بالله يقول: هذا سيردُّني كما ردَّني الآخر، هذا يسكن في نفس البيت الذي يسكن فيه الذي ردَّني من أول مرَّة، وما علاقة هذا بهذا نفس البيت؟ ورُبَّما تشاءم بالأرقام الفردية، وإلَّا بعض الأشياء التي تحصل عند بعض المشركين والجهلة.
فالإسلام ينفِّر من التَّشاؤم ويريد أن ينصرف المسلمون عنه؛ لأنَّه عنصرٌ نفسيٌّ سيئٌ، يبطِّئ الهمم عن العمل، ويشتِّت القلب بالقلق، ويميت فيه روح الأمل، فيدبُّ اليأسُ، وتضعف الإرادة، إنَّ التَّفاؤل من أسباب إشراق الوجه، ولا تجد أحداً دائمَ البشر والابتسامة وهو متشائمٌ، فدائمُ البشر والابتسامة هو الإنسان الذي يكون عنده تفاؤل، وتجد الشَّخص المتشائم مكفهرَّ الوجه عابساً، ولا تلقى عنده ابتسامةً ولا بِشراً في المحيَّا ولا نضارةً؛ بسبب تشاؤمه، فتأمل في موقفين لمتفائل وآخر متشائم، خرجا في سفرٍ وغابا عن أولادهما، فتجد المتفائل يقول: أرجو من الله أن أولادي بخير، وأن الله لن يضيعني وأنني قد قلت في الدُّعاء أنَّني استودعتهم ربِّي، وأنَّ الله لا يضيع من استودعه فإذا استودع شيئاً حفظه سبحانه وتعالى، وتجد الآخر المتشائم يقول: يا تُرى من الذي انكسرت يده؟ يا ترى ما حالهم؟ أكيد أحدهم الآن مريضٌ، ويا ترى هل أحدهم يعاني في مشكلة، وهكذا دائماً مع أنَّ كلاهما لا يدري عن أهله ولا عن أولاده، لكن أحدهما متشائمٌ فهو يعيش عيشةً ضنكا، كلمَّا غاب عن شيءٍ دخل الشَّيطان ولعب به، وحسب الإنسان التفاؤل أن يعيش سعيداً بالأمل، والأمل لا شك هو جزءٌ من السَّعادة، أمَّا التَّشاؤم فيكفيه ذمَّاً وقبحاً أنَّه يشقي صاحبه ويقلقه ويعذبِّه قبل أن يأتي المكروه، فيعجل لصاحبه الألم، والتَّفاؤل لا شكً أنَّ فيه رجاءً من الله سبحانه وتعالى، والفأل والطِّيرة قد صارت عند النَّاس في أشياء كما سبق أن قلنا لا علاقة لها بالشِّيء، لكن بعضها مأخوذةٌ من الجاهلية ومن بعض المعتقدات أو الخرافات الموجودة عند النَّاس، فتجد أنَّ بعضهم يتشاءمون كما حال أهل الجاهلية بالأيام والأشهر، مثل: شهر صفر وشوال فيتشاءمون به، ولذلك كانت عائشة رضي الله عنها تدخل نسائها في شوال مضادَّةً لأهل الجاهلية، ويستحبُّ النِّكاح في شوال مضادَّةً لأهل الجاهلية.

بنت شيوخ 07-05-2018 05:57 PM



بعض المجلَّات اليوم التي فيها عالم الفلك أو النُّجوم أو الأبراج والحظُّ مكتوبٌ فيها أيَّام السعد محدَّدةً وذلك حسب البرج، فيقولون: أنت في أيِّ برج ولدت؟ هل ولدت في برج الجوزاء أو في برج الجدي أو في برج التَّيس أو في برج الثَّور، ويكتب البرج أيَّام السعد كذا وكذا وكذا، وأيَّام النَّحس كذا وكذا وكذا، حتى لا تعمل الأعمال التي تريدها -مثلاً- في أيَّام السعد وتتلافى أيَّام النَّحس، والذي كتبها هو النَّحس؛ لأنَّ هذا دجَّالٌ وكذَّابٌ أشرٌ أفَّاكٌ، وأيَّام السعد تختلف في برجٍ الجوزاء عن برج العقرب وهكذا يختلف برج لآخر، ولا يكون من أيَّام السعد في هذا البرج يكون من أيَّام النَّحس في ذلك البرج، فتجد أنَّ المسألة ضالعةٌ ومنتشرةٌ وداخلة حتى في المجلات التي تدخل البيوت يقرأها النَّاس، فبعض النَّاس مثلاً: يتشاءمون بالقطِّ الأسود والقرد والبوم، وبعض النَّاس يتشاءمون بالأشخاص الذين عندهم عيوبٌ: كالأعور، والأحدب، والقبيح، والأسود، والمجذوم، بعض النَّاس مثلاً: يتشاءمون -كما قلنا- بالأرقام في المستشفيات، فالنَّصارى يمكن ليس عندهم جناح أوغرفة برقم ثلاثة عشر، وبعض أهل الجاهلية من البادية يتشاءمون بالرَّقم 7،كما أنَّ أهل الرَّفض يتشاءمون بالرَّقم 10 عليهم لعنة الله؛ لأنَّهم يبغضون العشرة المبشرين بالجنَّة، حتى إذا أرادوا أن يقولوا عشرةً قالوا: تسعةٌ وواحدٌ، فأغبى من كذا لا تجد، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام رحمه الله، وبعض النَّاس يتشاءمون من أصوات المطافي وسيارات الإسعاف، فإذا سمع الونَّان تشاءم فوراً، وكذلك بالألوان فرُبَّما يكون هناك لوناً كلون الدَّم –مثلاً- فيعتبرون هذا اللُّون لونٌ أحمرٌ غامقٌ هذا موت، والمقص إذا كان مفتوحاً صار عند بعضهم شرَّاً، وإذا قلَّمت أظافرك بالليل فمصيبة عند البعض، وبعضهم إذا رفَّت العين الشَّمال أو طنَّت الأذن الشَّمال فهذا عندهم تشاؤمٌ، وإذا طنَّت الأذن اليمين ورفَّت العين اليمين وحكَّت اليد اليمين فستقبض قريباً مالاً، وهذا التَّفاؤل مأخوذٌ من الفقر الذي يعانونه، فبعض النَّاس أيضاً لا يسمِّي المولود حديثاً على اسم ولدٍ ميِّت، ويقول إذا سمَّيناه فيمكن أن يلحق بأخيه، فلا علاقة في ذلك، وإطلاق لفظة –مثلاً- هذا منحوس أو نحيس أو نحس، وهذا كذا أيضاً فيه إنباءٌ عن التَّشاؤم الذي في قلوبهم، وبعضهم إذا شاهد أمَّ زوجته في الصَّباح فهذا عنده قمَّة النَّحس.
فعلى أيِّة حال: هذا الموضوع يكثر كثيراً في النَّاس أنَّهم يفعلونه ويعتقدون به، ولكن المسلم يعرف أين الحقُّ في هذه الأشياء؟ وحدثت قصصٌ حتى في القديم، كما جاء في بعض كتب الأدب، وهنا إشارةٌ قبل أن نذكر بعض القصص أنَّ قدر الله تعالى قد يُوافق كلمةً حسنةً أو كلمةَ سوءٍ، قد يتفاءل الإنسان بالخير فيجده، فيكون وافق قدر الله تعالى هذه الكلمة، وقد يتشاءم ويجد ما تشاءم به فعلاً، فيكون قدر الله عزَّ وجلَّ قد وافق هذه الكلمة، والبلاء موكلٌ بالنُّطق، فالإنسان أحياناً يتكلَّم بالكلمة على نفسه، فتكون كذلك فيوافق قدر الله هذه الكلمة، وكان بعض العرب مشهورين جداً بالتَّشاؤم حتى يقرءون الوجه، يقول: أنت وجهُك يقرأ فيه كذا وكذا، وقد يخبرونه بتوقُّعٍ ويوافق قدر الله هذا التَّوقُّع، فلا نقول هم يعلمون الغيب؛ لكنَّه هكذا سوء ظنِّه بربِّه، وهكذا قسم الله له، وهكذا هذا حسن ظن بربِّه فأعطاه الله على ظنِّه بربِّه، فأحياناً يأتي القدر موافقاً لحسن الظنِّ وسوءه، فهذا حسن ظنٍّ بربِّه، وقد سبق الكلام وقلنا: بأنَّ بعضهم قد يتشاءمون على أنفسهم بأشياء فيجدونها في الواقع هكذا، فيكون هذا من عقوبة التَّشاؤم، فذكر ابن قتيبة رحمه الله تعالى في عيون الأخبار[عيون الأخبار1/ 63] قال: "خرج كُثيِّر عزَّة إلى مصر يريد عزَّة، فلقيه أعرابيٌّ من نهد، فقال: يا أبا صخر أين تريد؟ قال أُريد عزَّة بمصر، قال فهل رأيت في وجهك شيئاً قال: لا، إلَّا أنَّي رأيتُ غراباً ساقطاً فوق بانةٍ ينتف ريشه، هذا أخبره عن المشهد وذاك تشاءم له به، فقال: رأيت غراباً ساقطاً فوق بانةٍ ينتف ريشه، قال: توافي مصر وقد ماتت عزَّة! فانتهره كثيِّر ثُمَّ مضى، فوافى مصر والنَّاس ينصرفون عن جنازة عزَّة، فقال:
فما أعيف النّهديُّ لا درّ درّه *** وأزجره للطير لا عزَّ ناصره
رأيت غراباً ساقطاً فوق بانة *** ينتِّف أعلى ريشه ويطايره
فأمَّا غرابٌ فاغترابٌ ووحشةٌ *** وبانٌ فبين من حبيب تعاشره
وتشاءم له ذلك الرَّجل بهذا وكان كما قال. قال: وهوي بعد عزَّة امرأةً من قومه يقال لها أُمُّ الحويرث، فخطبها فأبت وقالت: لا مالك ولكن اخرج فاطلب فإنِّي حابسةٌ نفسي عليك، فخرج يريد بعض بني مخزوم فبينما هو يسير عنَّ له ظبيٌّ فكره ذلك ومضى، فإذا هو بغراب يحثو التُّراب على وجهه، فكره وتتطيِّر منه، فانتهى إلى بطن من الأزد يقال لهم بني لهب، قال: أفيكم زاجرٌ؟ قالوا: نعم، فأرشدوه إلى شيخٍ منهم فأتوه فقصَّ عليه القصَّة، هذا الزَّاجر هو الذي يعمل بالزَّجر، فقال: قد ماتت أو خلف عليها رجلٌ من بني عمها، فلمَّا انصرف وجدها قد تزوَّجت وأنشد شعراً يقول:
تيممت لهباً أطلب العلم عندهم *** وقد ردَّ علم العائفين إلى لهب
فقال جرى الطَّير السّنيح ببينهم *** فدونك فاهمل جدّ منهمر سكب
فإلَّا تكن ماتت فقد حال دونهم *** سواك خليلٌ باطن من بني كعب
كما قلنا من أنَّه قد يكون ما يحدث لبعض النَّاس من المصيبة بسبب سوء ظنِّهم، ويوافق القدر كلمةً قالها إنسانٌ لآخر، أو قال الإنسان عن نفسه، وكما قال لنا بعضهم: بعض العرب ذهبوا إلى موقعةٍ فرأى أحدهم أعوراً في الطَّرق، فقال: إنٍ صدقت العيافة يقتل نصفنا وهذا أعور، قال: فقُتل نصفهم في تلك الموقعة، فإذاً: الإنسان قد يتشاءم على نفسه بأمرٍ ويوافق قدر الله هذا الشَّيء الذي تشاءم به، فالبلاء موكل بالنُّطق.




أعتذر عن طول الموضوع ,حاولت الاختصار
غير منقول من المنتديات

حبيب العمر 07-05-2018 09:28 PM

دائما التفاؤل والرضى
بعطو ثقه وأمل للحياه
بعكس التشاؤم
بارك الله بكِ للتوضيح

قمر الماما 07-06-2018 12:55 AM

حسن الظن بالله وتفائل بنعيش جمال الحياةجزاك الله خيرا


⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️

رهينة الخيال 07-06-2018 01:55 PM

بارك الله فيك

ملك روحي 07-06-2018 08:34 PM

حسسن الظن بالله كفيل بابعاد التششاؤم

مقال طويل وحلو


مشكورة غلاتي

عزتي فوق الخيال 07-07-2018 12:06 AM

طرح رائع
بارك الله فيك


الساعة الآن 01:40 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.