!~ آخـر مواضيع المنتدى ~! |
|
إضغط علي
![]() ![]() |
|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
![]() جهزتُ نفسي .. حملتُ كل أسلحتي معي ،كُنت على أتم التوقع بأن النهاية ستأتي ، لقد جاءت نهاية الحرب العالمية أيعقل ألاتنتهي حربي ؟ ! كان هذا أمراً لا يمت للمنطق بصلة ..كُنت متوقعاً تماماً بأنه سيأتي يوماً وأفقدك للأبد به ، وليس أيما فقد .. كُنتأعلم بأنني سأفقدك وأنا مدركاً بأنك أحقر المخلوقات على وجه هذه الكوكب ، كُنتمدركاً بأنك خُلقت رجلاً عن طريق الخطأ ، من يدري ربما كانت أمك تحظى بأنثىوأبدلوها لامرأة أخرى ..ربما كان أمك امرأة سيئة جداً لذلك وهبها الله بطفلِ مثلك، أعتذر على نعتك بالطفل و أنت تُشارف على الثلاثين من عمرك ..يقول الناس عنك رجل، لكنني لم أراك يوماً بهذه الصورة أبداً ، إنك تُفتن في لحظة، تفرح لوجود أي لعبةمهما كانت حقيرة بجانبك كطفل الخادمة الجائع الذي يلعب بالألعاب التالفة عند يمّلمنها طفل الأميرة ، آه كم هو محزن أن تجد شخصاً مُتأخراً دهراً كاملاً من عمره ،إنه أمر مُخزي البقاء طويلاً مع شخص لازال يعبث بكل الألعاب حوله ، وقدّر الله لكمن زاوية ما أن تكون مغترباً ، إنك لا تستقر في وطن واحد ، لا تروقك فكرة الأوطان، تظل تدور من مدينة لأخرى ، يُعجبك التشتت ، يروقك الاغتراب لأنك لا تساوي ورقةحكومية واحدة في الوطن ، إنك لا تساوي لحن النشيد الوطني ، لا تساوي ورقة في بريدجارتك العجوز ، لا تساوي الشهيد الذي يموت هنا .. إنك فاشل يا حبيبي ، فاشل جداً وجبان، لم يمر على خاطري رجلاً جباناً مثلك أبداً ، كنت قد قررتُ أن ألعنك في كل كتبي ،أن أصرخ في وجهك على ملأ جوفي ، أن أشعرك بأنك لا شيء وبأن الله سيقوم بوضعك ضيفاًمُقيماً في جهنم ، قررتُ بأن أجهش باكياً لحظة فراقك ، قررتُ بأن أسقط وأمارس ترفالحزن بهدوء ، أن أدوس على ظلك وأنت تمضي لأتوسل إليك ألا ترحل ، ألا أفلت كفي عنقلبك أبداً ، وأحتفظ بشغفي في حرب الحصول عليك لآخر لحظة .. لكنه حدث،أنا حقاُفقدتك بنفس الصورة التي كنت أخافها طوال الوقت ، حدث في أكثر الأيام حزناً فيالتاريخ ، كُنت صامتاً تماماً ، لم تعتريني دمعة واحدة على الأقل ، لم أصرخ في وجهصديقتي و أخبرها بأنني لا أحبها أبداً ، لم أخبر أحداً لِمَ أنا مُنغمساً بالنعاسطوال الوقت ، كُنت صامتَ كمن أخذ ميثاقاً مع الله ألا يكلم الناس ثلاث ليالِ سويا،كمن لا يعرف للحديث أي سبيل ، انسحبت..لم أسأل، لم أناقش ، لم أبكي ، كل ما فعلتُهبأنني اغتنمتُ فرصة خروج أبي لصلاة الفجر وتبعتُه على النافذة ، نظرتُ للسماء وهي في أكثر حالاتها طهراً ، سألتُالله ..سألتُه وأنا لا أسخط أبداً عليه كما كُنت في السابق ، سألتُه وأنا في أكثرحالاتي يأساً وكسراً ، كمن يقيم عزاء على ألفِ كسر في روحه ويحضر الجميع بأحمرالشفاه ، سألته وأنا أعلم بأنني لستُ كليم الله ذلك ، وبأن دعاء أمي لم يكن جداراًقوياً للحد الذي ظننتُه ، سألته ! سألتُ الله .. ليش هيك صار ؟ المصدر: منتديات بنات فلسطين - من قسم: حصريـات بـنات فلٍسطين gda id; whv ? |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ليش, صار, هيك |
| |