منتديات بنات فلسطين - سسساخبرككم قصصتي ~~

سأخبركم بقصتي ..
أنا أجلس منذ زمنٍ طويلٍ في قلب امرأةٍ مسكينة، تعتقد أنني أيضاً أُسكِنها قلبي وذاكرتي، وأفكر بها دوماً، وما زالت ترفض الرجال واحداً بعد الآخر، بانتظار وصولي الذي تأخر وبات مُستحيلاً .. لكنها ما زالت متعلقةً بقشةٍ بائسةٍ ستُغرقها حتماً، وما زالت تحتفظ بأملٍ لا مُبرر له، ولا طريقاً منطقياً لتحقيقه..

وفي ذات الوقت ..
تجلس امرأةً مستحيلةً في ذاكرتي، كل الذي أتذكره من صورتها أنني فشلت أن أكون ملائماً لها .. ورفض وجودي كُل شيءٍ من حولها، فركلني الدهر بعيداً عنها، وجلستُ أنتظر معجزةً تحصل، على الرغم من أنني الآن لا أتذكر وجهها جيداً !

وأثناء ذلك، قلبي مشغولٌ بامرأةٍ ربما دثر الدهر صورتي وصوتي من ذاكرتها، ومن المؤكد أنها ستجد صعوبةً في تذكر طباعي وتصرفاتي، وحتى أن تذكر إسمي سيكون معضلةً كبيرةً بالنسبة لها، أما أنا .. فأبحث عن كل تفصيلٍ في حياتها وأغرق فيه، أتحرى أخبارها باستمرار، أحاول حشو نفسي بداخل حياتها عنوةً، وأرمي بالسنارة في محيطها بين الفينة والأخرى، وهي بكل بساطةٍ تعيش حياةً كاملةً من واقع، وأنا لغاية هذه اللحظة أعيش قصةً من وهمٍ كبيرٍ معها !

هل فهمتم شيئاً من هذا التشويش !
حسناً .. سأخبركم بشيءٍ آخر، ولكن قبل ذلك علي أن أؤكد بأنني مملٌ جداً، وأصاب بالملل بسرعةٍ أيضاً، حتى أنني كنت قد مللت من إكمال هذا النص ثم عاودت الكتابة حين وجدت أن لدي وقت فراغ ( كالعادة ) .
أريد أن أخبركم بأنني أعاني إنفصالٍ بداخلي، جسدي يُشكل معضلةً كبيرة، عقلي ما زال بطيئاً جداً في استيعاب الأحداث، لدرجة أنني يوم ماتت أمي كُنت أشعر بأنه يومٌ عاديٌ لا يشوش مزاجي فيه سوى أشعة الشمس، ثم بكيتُ بحرقةٍ بعد شهرين من وفاتها، حين أدركت أنها تركتني وماتت !
أما قلبي، فهو فندقٌ كامل، يدخلهُ نُزلاء يُشكّلون شيئاً ثميناً في بداية الأمر، ثم بعد فترةٍ من الزمن يبدأ بريق النزلاء بالزوال، فأرغب بجدّيةٍ بأن يذهبوا، ويأتي غيرهم ..