"لا يوجد شيء يمكنه أن يفوز أمام وجهك وحبات لوز في عيناكِ :fg6:https://e.top4top.net/p_1029alqx95.jpg

كل شيء في عالمي منحرف. كل شيء يحتاج ضبطاً، لليمين قليلاً، أو لليسار قليلاً. سكر الشاي الذي أُعده لنفسي دائماً أكثر مما ينبغي، أو أقل مما ينبغي. قائمة الواجبات التي ورائي ولا التفت لها أطول مما يجب. المسافة بين ما أقوله وما أفعله أوسع مما ادعي. كل الورق الذي أصوبه للسلة ينحرف عنها. كل المنبهات ترن في منتصف الحلم، إلا لو كان كابوساً. زملاء العمل لا يلتفتون لي في اجتماع إلا وأنا اتثاءب. كل شيء يعاكسني.


لكني ذكرتكِ اليوم وأنا أعبر رصيفاً من شمسٍ إلى ظلٍ، بتوقيت في محله تماماً، وبتقدير مثالي مُربك، وجميل، حتى أني أصبحت في رضا غريب عن العالم، وكدت أبتسم للمارة في الطريق بغير سبب.

أريد أن أستريحْ. على أيّ كَتِفٍ.. أريدُ أن أستريحْ.. فلقد تعبتُ من المراكب التي لا أشرعةَ لها. ومن الأرصفة التي لا أرصفة لها.

لا أدري لما يألمني حزنها وأنا في الحزن أغرق!

- أتحبها ؟


= لا أدري ..
ولكن غيابها يجعل وجوه الناس شاحبة ..
ورائحة الهواء مُغبره ..


-إذاً فأنت تحبها !


=دعك من تضخيم الأمر ..
فقط غيبتها تبدو كثقب أسود يبتلع ألوان الكون حين يطل عليّ ، ثم يعيد ما اختلسه من البهجه حين تعود !


-بالتأكيد أنت تحبها !


=دعنا لا نتسرع في الحكم ، رجاءاً ..
كل ما في الأمر أن غيابُها .. غربتي !!

منذ رحيلها وهو لا ينم جيداً, يستيقظ مفزوعاً أثناء الليل متقفياً أثرها, كجندي فقد إحدى قدميه في الحرب ويظل يتأكد أن الأخرى ما زالت موجودة.

ما يؤلمك أنك حتى لو نجوت.. لا شيء سيعيد لك روحك التي تهشمت، صورتك التي تشوهت، مبدأك الذي تكسّر، أملك حلمك سعيك الذي تبخر، قلبك الذي تضرر

لون الغُراب عَلى الثَلج جَميل .

“أنا مُعتم يا صديقي، ولست موطناً آمِناً كما تظُنّ، ولا أقدر أنْ أكون لك المَنفى في هذه الحياة، فَأنا أغرق في حُزني كُلّ يوم ولا أستطيع إنقاذ نَفسي.”