حتى أن مُقتنيات أُمي تُشبه قلبها، هاتفها لا تنفذ بطاريته مهما استهلكته وانهكته، حقيبتها لا ينضب خيرها، تأكل و تشرب و تتدواى منها وقد تتسع لتحملك فيها، معطفها قادر على أن يُدفيء شتاء لندن، يداها تُجيد الطبخ، وخياطة ثوبي، وإصلاح الآشياء، وحملي ♡

‏- لماذا أحببتها كثيراً ؟
لأنها الوحيدة التي أذهب إليها مثقلاً بحزني وأرجع وكأن الحزن لم يمرّ بقلبي أبداً

هذه أوّل ليلة أشعر بقدوم الشّتاء، الهواء ينتزع الستار عن نافذة غرفتي بَل قلبي ، مُشرعاً ذلك الضّجيج الذي حبسته طوال اليوم،وراء ضحكة مُهترئة.
برودة المكان، صقيع الجُدران أجبراني أن أخبّئ نفسي تحت غطائي كشرنقَة مهزومة، أطرافي ترتجف ، وصوت الحنين يعزف مقثورته على تلك الكمنجة الحزينة، الأشياء من حولي تدور ما عداي.
زاد كُحل المساء، وتكات الساعة تخبرني بمَوعد الاستسلام للنّوم، وحديثٌ يدور بداخلي: كيفَ لي أن تغفى عيوني وصقيع الغياب أتلف روحي والآه تخرج من فِيهي ولا شيء معي الآن .. سواي

قَالتْ : اليَومْ أنهيتُ حِداديْ عَليكَ وَسألبسُ الأحمَر لِنسيَانكْ .

.