![]() |
عندمآ نعيش من غير هدف واضح حـياةٌ غـامـضةٌ ، غائبةُ المعـالمِ غيرُ واضحـةِ الرّسـومِ صـاحبُها يعيـشُ فـي حـيرةٍ عـــــميقةٍ ، إنّهـا الحـياةُ بغـيرِ هدفٍ . لا فرقَ بين حـياةِ السّوائمِ وحياةِ منْ يأكلُ ويشربُ وينامُ دونَ أن يـعرفَ مـنْ هــوَ؟ ولماذا هـو هـنا؟ وماذا عليهِ أن يفعلَ؟ كثيرةٌ هي تلكَ المُلَهياتُ التِّي تَشغِلُنا عن أمورٍ كثيرةٍ , لكن لا تدعْها تَشغلكَ عن نفسِكَ . فإن لنفسِكَ عليكَ حقاً . قالَ -جلَّ وعلاَ-: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) (115) سورةُ المؤمنون الذّاكرةُ مليئةٌ بذكرياتِ الأمجادِ والتّفوقِ والنّجاحِ ودفترُ مذكراتِهِ يحوِي توثيقاً لكلِّ لحظاتِ نجاحِه . بدأَ يُقلِّبُ صفحاتِهِ صفحة ًصفحة ً, أنفاسُهُ الحارةُ بدأتْ تتصاعدُ كلّما نظرَ في صفحةٍ من تلكَ الصّفحاتِ بدا كأنهُ غريبٌ عليهِ , وكأنهُ للمرةِ الأولى يقرؤهُ . أحقاً هذا أناَ !! إيهٍ ما الّذي غيَّرَ كلَّ هذا؟ ما الّذي هدَمَ كلَّ هذا؟ قالَ اللهُ تعالَى : ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ) الآية "2" منْ سورةِ العنكبوت . ومالبثَ أن طفرتْ دمعةٌ من عينهِ بدأَ يُداريهَا خوفاً أن يراهُ أحدٌ ولِسانُ حالِهِ: إيهٍ يا قلبُ ، يا مناطَ الهُمومِ ...يا مرتعَ الرّسومِ البوالِي! حسبُك اللهُ إن عَتَتْ فيكَ الأحزانُ ، وإن لوَّحت بأشرعتِهَا في بحرِ حياتِكَ . تبدّلتْ مـعالمُ حياتِهِ، وتغـيّرتْ أحـوالُه ، بدا خاوياً من لمحـاتِ البشرِ . الحـيرةُ والقلقُ ينازعـانِ قلبَه وكَفُّ الصّــدمـةِ لايــزالُ مرسومـاً على وجههِ . ويسيطرُ عـلى لُبابِ تفكـيرهِ: مـاذا يصـــنعُ؟ أين يذهــــــــبُ؟ لحظـاتٌ قـــــــاتلةٌ وهو يصارعُ أشـباحَ الأحزانِ التِّي وطـِــئتْ قلبَهُ يحـاولُ دفعهَا ، يضيقُ بهِ الكونُ المتَّسعُ ..أينَ كانَ ! وإلى أينَ صارَ ! فهـــــــلْ من سـبيلٍ للنجــاةِ؟؟؟ قالَ تعالَى : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ). (133) آل عمران . هناكـَ .. تحتَ جُنحِ الظلامِ وعلى وسادتِهِ الرّقيقةِ بينما كانَ يستعرضُ أشلاءَ ذكرياتِه ، هَمَسَ لنفسهِ التِّي مَزقتْها وخزاتُ الآلامِ: إلىَ متىَ تكوينِي الجّراحُ ، وإلى متى هذا العبثُ؟؟ سنونٌ ضاعتْ وماوجدتُ لها وقعاً كلّها صارت في طيِّ النسيانِ ولم يبقَ منها غير الأسى والأحزانِ . أريدُ أن أجدَ ذاتِي وأعرفَ طريقَ حياتِي . تَسلَلَ إلى مسامعهِ صوتُ الحقِّ منادياً: حَيَّ على الصلاةِ ,, حَيَّ على الفلاحِ وَقعُ النداءِ كان مُجلجلاً على قلبهِ . الصلاةُ !! لماذا؟ اهتزتْ حَيرَتهُ وبَدا مَذهولاً كأنَّما عثرَ على ضالتِهِ . نَعمْ إنّه الحقُّ نادانِي . إنه ُرحيمٌ بعبادِه، كأنها رسالةٌ لِي فالجميعُ يسيرُ لهدفِه ِفي هذهِ الحياةِ , حتَّى السّفينةُ تُبحِرُ إلى مرساها . لكنَّ الغايةَ منْ وراءِ الأهدافِ واحدةٌ . فالربُّ واحدٌ . والدّينُ واحدٌ.. إنَّها الغايةُ التِّي خُلقنا من أجلِها قالَ تعالَى" وماَخلقتُ الجِنَّ والإِنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ". الذاريات. بــدأتْ مــــــعالِمُ الطّريقِ تتضِحُ وتتبيّنُ ، والقلـــقُ بدأ يزولُ وينجَـلِي . وراحـــــتِ الثّقةُ تَتبَوأُ مكــانَها ، وتُوقِدُ مشاعـلَ الحماسِ والحيويةِ . وتَشِعُ الحـياةُ مِن جديدٍ بعدَ ضـُمورٍ شديدٍ . وطريقُ الأملِ المسدودُ أمامَ عينيهِ ينفرجُ مـن جديدٍ . إنّهـاَ حياةٌ جديدةٌ مُفعَمَةٌ بالأمَـلِ . تَعرّفَ فيهاَ على نفسِـه وفجَّرَ فيها طاقاتِه ولاَ تُغلِقهَـا تَعرّفْ على نفـسِكَ ، افتحْ لهاَ السدَّادةَ لتنطلِقَ مِن جـديدٍ |
دائما متميز في الانتقاء سلمت على روعه طرحك دمت ودام لنا روعه مواضيعك محبتي لك |
كلام سليم رآق لي اشكرك ع الادراج ما ننحرم |
اقتباس:
نورت يا عيوني |
اقتباس:
شكرا الك ميما |
موضوع حلو حبيته شكرا ع جمال انتقاءك وعوافي ع جهودك مؤيد |
اقتباس:
مروركِ الرائِع يفرحني كثيرًا نورتِ |
كلام رائع و جميل يعطيك العافيه مبدع في طرحك كالعادة دمت ودام ابداعك |
الساعة الآن 07:17 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.