منتديات بنات فلسطين - جدول صفر كهرباء..وقف دفع الفاتورة يضع غزة على حافة الهاوية!

حذر مختصون في الشأن الاقتصادي وآخرون في الشأن السياسي من سقوط قطاع غزة في الهاوية المجهولة، في حال طبقت السلطة الفلسطينية قرارها بوقف دفع فاتورة خطوط كهرباء القطاع البالغة 10 خطوط والتي نتنج 125 ميغاوات، خصوصاً بعد توقف محطة الكهرباء الوحيدة عن العمل مؤخراً.

وبحسب المختصين الذين تحدثوا لـ"دنيا الوطن"، فإن تطبيق مثل هذا القرار سيوقف الحياة الإنسانية والاقتصادية في القطاع، بدءاً من المستشفيات والوضع الصحي، ومروراً بتكبد التجار خسائر فادحة، وليس انتهاء بتدهور الوضع الاقتصادي المتدهور أصلاً.

وأبلغت السلطة الوطنية الفلسطينية بشكل رسمي الخميس، مكتب منسق شؤون المناطق الإسرائيلي، توقفها عن دفع فاتورة كهرباء قطاع غزة، التي تمثل 30% من إمدادات الطاقة بغزة، وتبلغ تكلفتها نحو 40 مليون شيكل.

ويشهد قطاع غزة منذ أسبوعين أزمة خانقة جراء توقف محطة الكهرباء عن العمل بعد نفاد الوقود، وتعطل الخطوط المصرية من فترة إلى أخرى ما يضاعف الأزمة.

كارثة

واستهجنت سلطة الطاقة في قطاع غزة في بيان لها وصل "دنيا الوطن" نسخة عنه قرار السلطة، معتبرة أنه يمثل خطوة كارثية على وضع تزويد الطاقة في غزة في ظل أزمة الكهرباء المستفحلة أصلاً منذ أكثر من عشر سنوات.

بدوره، أكد رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية بغزة محمد أبو جياب، أن الحديث عن تداعيات لهذا القرار هو تبسيط من حدة الأزمة إذا ما تم التطبيق بشكل فعلي.

وقال أبو جياب لـ"دنيا الوطن": "لا يمكن الحديث عن تداعيات بقدر الحديث عن كارثة على الوضع الإنساني في قطاع غزة، وإذا كنا سابقاً نحذر من أن غزة على وشك الانهيار، فأعتقد أن تطبيق هذا البند سيكون الانهيار بحد ذاته، ولا يفيد الحديث عن التداعيات بقدر الحديث عن ضرورة وقف هذا القرار والتراجع عنه".

وأوضح أن تأثير القرار سيكون على المستوى الإنساني والصحي والبيئي والمياه والمستوى الاقتصادي بشكل عام، مبيناً أن الأمن الغذائي الذي يحتاج إلى تواصل الكهرباء واللحوم والمجمدات والمواد الغذائية الأساسية، سيكون الضحية المباشرة لتطبيق هذه الخطوة.

أما المحلل الاقتصادي أمين أبو عيشة، فيرى أن كل هذه الخطوات ذات صبغة سياسية سواء من السلطة الفلسطينية أو من قبل حركة حماس في غزة، معتبراً أن الحل سيكون سياسياً بالدرجة الأولى لمثل هذه الأزمات.

وقال أبو عيشة لـ"دنيا الوطن": "سيكون لهذا القرار انعكاساته على كافة المنظومة التجارية في قطاع غزة، في ظل تضرر تجار اللحوم على اعتبار أن تخزين اللحوم يحتاج إلى الكهرباء، وتكبد جميع التجار خسائر جمة وفادحة وتعمل على انهيار هذا القطاع بشكل كامل".

وأشار إلى أن المستهلك سيتضرر أيضاً بشكل مباشر، على اعتبار أنه سيشتري بعض المنتجات الفاسدة نتيجة انقطاع الكهرباء المستمر، متوقعاً أن تصل الكهرباء إلى أقل من 4 ساعات في حال بقيت الخطوط المصرية أما في حال قطعت هي الأخرى فسنصل إلى جدول صفر كهرباء.

وأضاف أبو عيشة "هناك متضرر أساسي هو المواطن الفلسطيني من كل هذه الأزمات، كما أن تجار الخضراوات سيتلقون خسائر فادحة نتيجة انقطاع الكهرباء، وطلاب المدارس والجامعات خصوصاً وأن الامتحانات أصبحت على الأبواب".

وأوضح أن عدم الدفع من قبل السلطة الفلسطينية فاتورة الكهرباء لإسرائيل ناتج أساساً عن التنسيق مع حكومة غزة وشركة الكهرباء بالقطاع، لافتاً إلى أن هناك جباية لم تدفع لرام الله على مدار الـ 6 شهور الماضية.

وتساءل أبو عيشة بقوله: "أين ذهبت هذه الأموال؟ حيث كان هناك منحة قطرية وتركية في هذا المجال بنحو 200 مليون دولار على مدار الـ 6 شهور، أين ذهبت ولماذا لم تحول إلى خزينة رام الله؟".

مزيد من التصعيد

من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر ناجي شراب أن هذا القرار يعطي مؤشراً على أن السلطة والرئاسة الفلسطينية تتجه نحو اتخاذ مزيد من الإجراءات بهدف الضغط على حركة حماس لمراجعة مواقفها مما يقال عنها المبادرة المقدمة لها لإنهاء الانقسام.

وقال شراب لـ"دنيا الوطن": "نحن ذاهبون لمزيد من التصعيد والأزمات التي ستولد أزمات أخرى، ونحن الآن في مرحلة الانتظار، لأن هذه الأزمات تحتاج إلى وقت حتى تؤتي نتائجها، وبالتالي المؤشرات تؤكد أن هناك اتجاه لمزيد من الإجراءات مقبلة".

وأشار إلى أن السلطة والرئاسة تتبع استراتيجية "حافة الهاوية"، بمعنى دفع حماس وقطاع غزة تجاه الهاوية، فإما أن تتراجع حماس خطوة للوراء تفادياً للسقوط أو الوقوع والسقوط.

وأضاف شراب "الإشكالية الكبرى في هذه الاستراتيجية أنها لا تتفهم الواقع السياسي في غزة، والسلوك السياسي لحماس، وبالتالي فإن حماس ستتجه نحو مزيد من انتهاج استراتيجية التحدي والصمود والرفض، وبالتالي دخلنا مرحلة الفعل ورد الفعل انتظاراً إلى استجابات من الرئاسة أو حماس أو طرف ثالث".

وتوقع شراب أن يتدخل طرف ثالث لحل هذه الإشكالية بين الرئاسة وحماس، متمثل في الطرف القطري الذي قد يتدخل لاحتواء الأزمة، خصوصاً وأن هناك مبادرة قطرية موجودة على الطاولة.