منتديات بنات فلسطين - حماس وإيران.. فرص التقارب قوية في عهد ترامب

https://images.alwatanvoice.com/news...9998799168.jpg

من الصعب الإحاطة بتفاصيل ومراحل فتور العلاقة بين إيران وحماس، لكن المتابعات تشير إلى أنها بدأت مطلع عام 2012 بالتزامن مع تباعد مواقف الطرفين من ثورات الربيع العربي مع وصولها إلى المحطة السورية؛ لتصل إلى تباين لا يخطئه أحد عندما ابتعدت حماس بلا ضجيج عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فيما ألقت ايران بوزنها كاملاً بجانبه.

وفي الوقت الذي لم تنقطع "شعرة معاوية" بين الطرفين، فإن مراقبين يرون أن عهد الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب، ستكون فرصة كبيرة جداً للتقارب بين حماس وإيران، خاصة وأن ترامب يكن الكره للطرفين بل وللشرق الأوسط أجمع.

ووفقاً لمراقبين وسياسيين تحدثوا لـ"دنيا الوطن"، فإن تحسين العلاقة بين حماس وإيران ضرورة للطرفين، خصوصاً وأن جوانب الالتقاء أكثر من الخلاف بينهما.

كلا الطرفين

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر ناجي شراب، أكد أنه توجد عوامل مساعدة لتحسن العلاقة بين الطرفين، مثل زيادة دور إيران في المنطقة، والأزمات المالية التي تواجه حركة حماس، واحتمالات الحرب علي غزة.

وقال شراب لـ"دنيا الوطن": "العلاقة مع إيران لا تضر علاقة حركة حماس مع قطر ولا تركيا أو روسيا، وحتى التوجه الجديد مع مصر، وتوجه ترامب باعتبار حماس وحزب الله تنظيمات إرهابية، والتوجه نحو تكتل جديد أمريكي بريطاني إسرائيلي، يوجب على حماس البحث عن تكتل جديد محوره إيران".

أما الكاتب والمحلل السياسي حمزة أبو شنب، فأكد أن هناك خطوات سبقت عهد ترامب لتطوير العلاقة بين حركة حماس وايران، غير أنها ستزداد تطوراً في عهد الرئيس الأمريكي الجديد.

وقال أبو شنب لـ"دنيا الوطن": "أعتقد أن كلا الطرفين بحاجة ماسة إلى بعضهم البعص، لأن إيران مازال لديها إشكالية مع إسرائيل، وتحتاج قوى المقاومة الفلسطينية كحليف لها بالمنطقة، وحماس تحتاج إيران كونها الدولة الوحيدة التي تمدها بصورة واضحة وعلنية بالأسلحة وتطوير قدراتها القتالية والتقنية".

وأضاف "العلاقات ستزداد تطوراً في عهد ترامب، وإن كان هناك توجه قبل عهده بزيادة العلاقة، فالعلاقات لم تنقطع بين حماس وإيران، بل بقي هناك تواصل حتى بين الجناح العسكري للحركة مع إيران، وشهدت مراحل تراجع للعلاقات في بعض الأحيان وتطور في أخرى، لكن باعتقادي في السياق العام نعم ستتحسن العلاقات وتزداد قوة".

فيما أكد الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني في تغريدة له على "فيس بوك" أن فرص التقارب بين حركة حماس وإيران أصبحت قوية جداً بعد تولي الرئيس الأمريكي ترامب.

وظهر خلاف حماس وإيران إلى العلن مع مغادرة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل دمشق -التي أقام بها سنوات- إلى جانب وقف إيران دعم الحركة الفلسطينية وجناحها العسكري.

وتعزز خلافهما مع انتقال الحوثيين في اليمن نهاية عام 2014 إلى مرحلة السيطرة على مؤسسات الدولة، فوقفت إيران علناً إلى جانب الحوثيين، في حين أعلنت حماس دعمها شرعية نظام الرئيس عبد ربه منصور هادي.

ضرورية للطرفين

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، أن العلاقة بين حماس وإيران علاقة ضرورية للطرفين لا يمكن لطرف أن يتجاوز الآخر، ومواقع الالتقاء بينهما أكثر من مواقع الخلاف، خصوصاً وأنهم متفقون على أن إسرائيل عدو لهما.

وقال المدهون لـ"دنيا الوطن": "ترامب الذي يعلي وتيرة التوتر بين الولايات المتحدة ودول المنطقة، والمشروع الصهيوني بالمنطقة بالتأكيد سيؤدي إلى القفز عن أي خلافات في وجهة النظر بين حماس وإيران، وفي حال استمر ترامب في سياساته التوتيرية؛ فسيكون لصالح تعزيز دعم فضائل المقاومة الفلسطينية وخصوصاً حماس".

وأشار إلى أن إيران تقف مع المقاومة الفلسطينية وتدعمها في مجالات من الصعب على حماس أن تجد أحداً آخر يدعمها بها مثل المجال العسكري، كما أن حماس تحرص على بقاء العلاقة مع إيران.

وأوضح المدهون أن الأحداث الأخيرة في المنطقة هي التي أربكت العلاقة بين الطرفين قليلاً، غير أنها لم تنقطع، إنما كان الخلاف في التوجهات السياسية، مبيناً أن حماس مازالت توازن بين علاقتها بإيران وعمقها العربي وإبقاء قنوات الدعم مع الكل، في ظل تعاظم التهديدات الإسرائيلية الأخيرة ضد قطاع غزة.

ولفت إلى أن أكثر عقبة تواجه العلاقة بين إيران وحماس ليست ترامب، بقدر حضور إيران بالمنطقة وموقفها من الصراع فيها.