منتديات بنات فلسطين - حرب غزة الشاملة فى الربيع المقبل

خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
لأول مرة في تاريخ الجيش الإسرائيلي، يخرج أحد كبار دولة الاحتلال، ويحدد موعدًا زمنيًا للحرب المقبلة على غزة.

هذا التصريح أطلقه، الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي، ووزير البناء الإسرائيلي الحالي، يوءاڤ غالانت، الذي قال لإذاعة الجيش عقب التصعيد الأخير على القطاع، "إنني أحدد موعدًا زمنيًا بأن الربيع المقبل، يجب أن نكون جاهزين للمعركة مع حماس".

وهاجم غالانت، حماس، عقب التصعيد الذي حدث الأحد في قطاع غزة، مضيفًا أنه ينبغي على الجيش الإسرائيلي، الاستعداد الجيد للمواجهة المقبلة مع قطاع غزة، في الربيع المقبل.

هذا التصريح الخطير، كيف يمكن تصنيفه في عرف وعقيدة الجيش الإسرائيلي، لا سيما وأن هذا التصريح يعتبر ضربًا للأسرار العسكرية، لكن ربما لأن ننياهو وليبرمان وبينت وكل قادة إسرائيل يهددون بالحرب على غزة، ويكون هذا التصريح طبيعياً في ظل هذه الظروف المعقدة.

الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، واصف عريقات، ذكر أن الجنرالات المتقاعدين من جيش الاحتلال يستطيعون أن يصرحوا بما يتمنونه طالما كانوا خارج الجيش، حتى لو تهوروا في التصريحات، لكن عندما يصرحون داخل الجيش تكون تصريحاتهم متزنة نوعًا ما، وهكذا غالانت".

غالانت أحد عوامل الخسارة
وأضاف عريقات لـ"دنيا الوطن"، أن غالانت يعرف أن ما صرح به لا ينطبق على أرض الواقع، وخاصة أنه هو نفسه كان جزءاً من إخفاقات ثلاثة ماضية [في إشارة للحروب الثلاثة الأخيرة على قطاع غزة].

وأشار إلى أن القيادة العسكرية الإسرائيلية، تدرك تمامًا أن فاتورة الحرب مرتفعة، وليس بالإمكان أن يتحمل شخص ما هذه التكلفة لا سياسيًا ولا عسكريًا.

وبيّن أن الجيش الإسرائيلي، من حيث ميزان القوة من أكثر الجيوش المتفوقة على نظرائها، وهو الأكثر جهوزية في الشرق الأوسط، مستدركًا: أداء الجندي الإسرائيلي في الميدان أصبح يضعه في ضغوط بسبب القيود المفروضة عليه من قادته.

رسالة لحماس

بدوره، الخبير في الشأن الإسرائيلي، هلال جرادات، أكد أن رسالة التصعيد الإسرائيلي الأخير هو لحركة حماس، "أننا نريد الأسرى الذين لديكم، سواء أكانوا أحياء أم أمواتاً، ولا بد من تحريك ملفهم".

وأضاف جرادات لـ"دنيا الوطن"، أن إسرائيل تصدر أزماتها الداخلية، لإبعاد الأنظار عن قضايا الفساد التي تلاحق نتنياهو والليكود في إسرائيل، إضافة لتردي علاقات إسرائيل الدولية بخصوص ملف الاستيطان بالضفة والقدس، فإسرائيل خسرت على كافة المستويات السياسية والاقتصادية، وخسرت العديد من الحلفاء، ولم يبق سوى دعم يتيم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأوضح أنه لا مصلحة لحركة حماس بالدخول في معركة جديدة، وكذلك إسرائيل لا دوافع لديها من أجل خوض الحرب، فالظروف التي يمر بها القطاع وإسرائيل تؤجل الحرب، مستدركًا: لكن إسرائيل لم تسقط فرضية الحرب أبدًا فهي قائمة على الحروب، لكن سيصبح موقفها أمام أصدقائها العرب ضعيفاً نظرَا لعدم وجود أي مبرر لأن تخوض الحرب، كون أن بعض العرب كانوا يلتزمون الصمت في الحروب الثلاثة الماضية.

وتابع: "الحرب حال شنت ستكون وخيمة وكارثية على إسرائيل أكثر من المقاومة، نظرًا لحالة المجتمع الإسرائيلي المتردية، وعدم وجود ثقة لدى الجمهور الإسرائيلي بقيادته السياسية أو العسكرية".

الضوء الأخضر الأمريكي

بدوره، أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عمر جعارة، أن مواعيد الحروب في الشرق الأوسط تحددها الولايات المتحدة الأمريكية، فإن أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل أن ابدئي الحرب ستلبي الأخيرة، فالسلاح والمال والفيتو والدعم الهائل كله أمريكيًا.

وأضاف جعارة لـ"دنيا الوطن"، أنه "لو كان هناك أسباب للحرب لن تحدث الحرب إلا إذا أرادت أمريكا، واذا كان هناك مسببات للحرب وقالت الولايات المتحدة لا للحرب، فلا للحرب، وإسرائيل لن تحارب".

ولفت إلى أن شكل التصعيد الأخير، كان شبيهًا لما حدث قبل بدء الجولات الثلاث الماضية، ضربة بضربة صاروخ بصاروخ، ثم الذهاب إلى الحرب الشاملة.

وحول ما صدر عن الإعلام والتصريحات التي أطلقها المحللون، اتفق معظمهم بأن القذائف التي مصدرها غزة، لم تكن حركة حماس هي التي أطلقتها على مجمع مستوطنات (أشكول) بغلاف غزة، وأن حماس غير معنية الآن بالتصعيد على جبهة غزة، فالخيارات التي وضعها الإعلام العبري عن مصدر الصواريخ، وإما مجموعات تناصر تنظيم الدولة، أو مجموعة تتبع لإيران، أو فصائل صغيرة، مستدركًا: لكن القادة الإسرائيليين قالوا إن المسؤول الأول والأخير هي حركة حماس بحكم أنها تسيطر على غزة، وفق جعارة.

وأشار إلى أنه في الحروب الثلاثة الماضية، فوفق استطلاعات رأي، فإن الجمهور الإسرائيلي انقسم بالتوازي وأعطى 50% الانتصار لحماس، و50% الانتصار لإسرائيل، وهذه ضربة لدولة الاحتلال، بكل ما تملكه من مقومات، وجيش هو الأقوى في المنطقة، ولم يستطع أن يهزم فصيل فلسطيينى