منتديات بنات فلسطين - سرطان يلهو بها أطفالنا.. البطاريات منتهية الصلاحية

https://images.alwatanvoice.com/news...9998789996.jpg

صغيرة الحجم، توجد في كل منزل وكل حقيبة يد وفي ألعاب الأطفال أو في الجيب أحياناً، تستعمل في الساعات وأجهزة التصوير والحاسبات، تبدو في مظهرها غير مؤذية، إلا أنها في حقيقة الأمر تشكل خطراً كبيراً على الإنسان، خاصة الأطفال، إذ إنها قد تسبب لهم الإصابة بالسرطان على المدى البعيد بمجرد اللعب بها أو لمسها.

وبالرغم من صغر حجمها، نتفاجأ بكمية الأخطار الكبيرة التي تحتويها ألا وهي "البطاريات" ومدى ما تحويه من آثار سمية تفتك بصحة الإنسان ولو علمت ربة البيت مالها من تأثير؛ لفكرت ألف مرة قبل أن ترميها عشوائياً ليلعب بها أطفالها.

ماذا تحتوي؟

للتعرف على ضررها الكبير، وجب علينا أولاً أن نعلم مم تتكون هذه البطاريات التي هي عبارة عن سموم قاتلة، تحتوي البطاريات على عناصر عديدة منها الكادميوم والنيكل، والتي قد تسبب السرطانات والاضطرابات التنفسية والاضطرابات الهضمية، كما أنها تحتوي على الزنك الذي يؤدي إلى تهيج الأغشية المخاطية، والمنغنيز الذي يؤدي إلى اضطرابات عصبية وتنفسية، والزئبق الذي يؤدي إلى اضطرابات هضمية وكلوية ويؤثر على الجهاز العصبي.

رأي طب الأطفال

يعلق الدكتور خالد ثابت، أخصائي الأورام في مستشفى الرنتيسي للأطفال بقوله: "نعم التعرض لهذه المواد السامة يؤثر على الأطفال على المدى البعيد ويؤدي إلى حدوث سرطان، ولكن على المدي البعيد وليس بمجرد التعامل معها".

دائرة الصحة والبيئة في بلدية غزة

حول هذه الموضوع يقول المهندس عبد الرحيم أبو القمبز، مدير عام دائرة الصحة والبيئة في بلدية غزة: "تندرج البطاريات منتهية الصلاحية تحت بند النفايات الخطرة، نحن في قطاع غزة وبكل صراحة لا نولي اهتماماً كبيراً بعملية فصل النفايات الخطرة، لذلك تطالب بلدية غزة كافة المؤسسات سواء الوزارات ذات العلاقة كوزارة الصناعة ووزارة الصحة والزراعة، أن تبذل مجهوداً أكبر فيما يتعلق بموضوع الفصل".

ويضيف، "استشعرت بلدية غزة هذا الخطر منذ ما يقارب العشرين عامأ، وقامت بتخصيص مكان لاستقبال النفايات الخطرة، فالبطاريات بشكل عام تصنع من مواد خطرة على صحة الإنسان وعلى البيئة أهمها مادة الرصاص والليثيوم والنيكل والكروم والزئبق، وكلها مواد خطرة شديدة السمية".

"وحذر ابو القمبز بشديد من أن يلهو أطفالنا بهذه المواد لأنها مواد خطرة، وما يزيد من خطورتها أنها تتراكم في الجسم ولا يتم التخلص منها عبر الفضلات أو الكلى، وبالتالي تسبب أمراضاً لا يحمد عقباها لأنها تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وقد تؤدي إلى السرطان في بعض الحالات".

من المسؤول وما الحل؟

أما فيما يتعلق بالحل وإبعاد هذا الخطر الداهم، فيؤكد أبو القمبز، أن هذه البطاريات يجب أن يتم تجميعها بالتنسيق مع سلطة جودة البيئة والتخلص منها في مناطق خاصة بهذا الغرض ونتوجه إلى ربات البيوت بضرورة إبقاء هذه البطاريات بعيداً عن متناول يد الأطفال".

ويختم المهندس حديثه بالقول: "المطلوب هو توعية وإرشاد لربات البيوت، بالإضافة إلى ضرورة وجود تشريع خاص بهذه البطاريات للحماية من هذه العناصر الخطرة، ومن ثم نحتاج إلى لوائح تشريعية لضمان تنفيذ وتطبيق تلك التشريعات، كما أن سلطة جودة البيئة مطالبة بنظام للتخلص من البطاريات منتهية الصلاحية بكل أشكالها عبر إدارة سليمة مصممة لهذا الغرض".

دور التشريعي

يعلق الأستاذ أمجد الأغا، مدير الإدارة العامة للشؤون القانونية في المجلس التشريعي بالقول: "إن النصوص التي تناولت هذا الموضوع متناثرة وغير مباشرة، حيث تضمن قانون البيئة رقم 7 لسنة 1999 أحكاماً خاصة بإدارة النفايات الصلبة ومن ضمنها الخطرة، أما المادة 23 من القانون فقد نصت على حظر إلقاء النفايات إلا في الأماكن المخصصة لها، وفقاً للشروط المحددة من قبل سلطة جودة البيئة".

وأضاف الأغا، "هناك تشريعات بهذا الصدد لكنها للأسف غير مطبقة وهذه مسؤولية سلطة جودة البيئة وبلدية غزة، وينص قانون الهيئات المحلية في المادة 15 على مسؤولية البلدية في جمع النفايات، ونقلها وإتلافها كما تنص المادة في بند متعلق بمراقبة المساكن والمحلات للتثبت من تصريفات النفايات بصورة منتظمة وفق تصريف معين".

وكما يؤكد الأغا، فإن المشكلة لا تكمن لدى التشريع بل في التنفيذ ولا نغفل أيضاً دور ربات البيوت في ضرورة جمع هذه البطاريات و تصريفها خارج المنزل كي لا تصل إلى أيدي الأطفال، نحن بحاجة لمشروع لجمعها وإتلافها لأنها تشكل خطراً لا يقل عن خطر الأسلحة الحربية.

سلطة جودة البيئة تعلق

المهندس بهاء الأغا، مدير عام جودة البيئة في سلطة جودة البيئة، يعلق بقوله: "لقد قمنا بعمل مسحٍ مخاطبين كافة البلديات بتزويدنا بكافة المعلومات عن الورش التي تتعامل مع هذه البطاريات، وذلك للتقليل من تأثيرها السيئ على الإنسان، ووضعنا شروطاً بيئية معينة لتدوير هذه البطاريات منتهية الصلاحية أولها وجود الترخيص".

وبالتخصيص عن تأثير هذه البطاريات على الأطفال يؤكد الأغا، أن هناك برامج توعوية أصدرتها سلطة جودة البيئة للشرائح التي لها علاقة بهذا الموضوع منهم ربات البيوت، وأوضحنا أن هناك مكونين سامين في هذه البطاريات هما الرصاص والذي هو عبارة عن عنصر ثقيل، وملامسته تؤدي إلى مشاكل صحية جمة، بالإضافة إلى الأحماض المكونة لقطبي البطارية.

ويختم حديثه بالقول: "ننصح ربات البيوت وأولياء الأمور، أن يبعدوا أطفالهم عن ملامسة أقطاب البطارية لاحتوائها على الرصاص، الذي يسبب مشاكل صحية كبيرة لدى الأطفال".

تنبيه.. وللفائدة

إلى ذلك، فقد قال منشور للدكتور عمر عبد الكافي، داعية إسلامي، عبر صفحته على "الفيس بوك" بعنوان تنبيه.. وللفائدة: "البطاريات الجافة عند نهاية استخدامها تبدأ مكوناتها بالتأكسد والتفاعل، وللعلم فهي تحتوي على عنصر اليورانيوم المشع!! معظم دول العالم لديها آلية للتخلص منها وهي جمعها منزلياً في مرطبان زجاج محكم الإغلاق ومن ثم تسليمها لجهة تجمعها، ومن ثم يقوموا بصبها في مكعب إسمنتي كبير لتحاشي إشعاعاتها! ونحن نعطيها للأطفال ليلعبوا بها بعد انتهاء صلاحيتها! ونتساءل من أين يأتي السرطان؟".

يشار الى أن البطاريات مصدر مهم من مصادر الطاقة، حيث تخزن فيها الطاقة الكهربائية في صورة طاقة كيميائية، لكن البطاريات المستعملة أو منتهية الصلاحية، تندرج ضمن النفايات الخطرة، لما تحتويه من معادن ثقيلة شديدة السمية، تشكل خطراً كبيراً على صحة الإنسان والبيئة نتيجة تداولها بطريقة خاطئة، وبالتالي فالمطلوب هو ضرورة تصريفها بشكل صحي يضمن عدم تهديدها لحياة الإنسان وخاصة الأطفال.