منتديات بنات فلسطين

منتديات بنات فلسطين (http://www.bntpal.com/vb/)
-   قصص أدبية , روايات , حكايات , تاريخ الأدب والأدباء (http://www.bntpal.com/vb/f74/)
-   -   قلعة ماليبو (http://www.bntpal.com/vb/t61924/)

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 03:25 PM

قلعة ماليبو
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

تحياتي الى كافة أعضاء منتدى بنات فلسطين الكرام....

حبيت انزلكم هذه الرواية وبصراحة الرواية رائعة جداااااااااا ولقد استمتعت بقرائتها وبتمنى انكم تستمتعو بقرآئتها

كاتب هذه القصة توفي منذ فترة ( ربنا يرحمه ) وبعد قرآئتي لقصصه وجدت انه كاتب مبدع ما شاء الله عليه مو بس هاي الرواية مذهلة .... كل الروايات الي كتبها رائعة جدا ...

لهيك راح انزل اول فصل من الرواية ولو عجبتكم راح بكمل ولو لأ راح أتوقف....

طبعا الرواية منقولة....

لنبدأ .... بسم الله
.....

في زمن مختلف عن زمننا هذا ، بعيد كل البعد ،، ربما ينتمي للمستقبل ، ولكنه في المستقبل يجسد الماضي عندما يحين وقته ، وهو بالتأكيد .. الحاضر لشخصياته ، حدثت قصة عجيبة وسأحكيها لكم بنفسي ...


قلـــــــعة ماليبــــو



في إحدى الأيام جلس أبو سامي يرشف قهوته ويقرأ الصحف الصباحية كالعادة عندما دخلت زوجته وهي تبتسم وجلست إلى جواره ثم التقطت صحيفة أخرى وهي تقول:
- ماذا عن أخبار اليوم؟
ابتسم أبو سامي ووضع الجريدة إلى جانبه ثم قال بعد رشفة أخرى من كوب القهوة:
- كما هو العالم يتسارع بقدر تلك الشعرات البيضاء التي تتسارع في غزو شعري ..
ضحكت أم سامي وقالت مازحة :
- وشعري ، ولكن الأصباغ لم تعد تترك شعر أي امرأة منا علي حاله!
تبادل أبو سامي تلك الضحكة مع زوجته ، وبعد برهة من الصمت قال :
- أنت تعلمين يا أم سامي أننا لا نملك في هذه الحياة أغلى من سامي و سارة ،، والحمد لله خطب سامي فتاة مؤدبة وجميلة يصعب الحصول على مثلها في هذا الزمن ..
ابتسمت أم سامي وتابع الأب كلامه :
- في الحقيقة لقد حضر بالأمس شاب كفؤ وطلب يد ابنتي سارة ..
رفعت الأم حاجبيها بفرحة وقالت بفضول:
- من هو يا عامر؟ ... أخبرني بالله عليك!
ابتسم الأب وقال متفائلا:
- لا تعرفينه ، لكنه شاب محترم وثري ومستعد لفعل أي شيء من أجل الحصول على فتاة محترمة وجميلة ..
نظرت أم سامي متفحصة وجه زوجها المستبشر ثم قالت بخفوت:
- لكن يا عامر ... هل أنت متأكد من أخلاقه .. هل تعرفه منذ زمن؟
- أعرف والده ، كان صديقي المخلص في الجيش أيام الشباب ولكن الحرب فرقت بيننا ،و ... ومات والده منذ زمن ...
تسائلت أم سامي بقلق :
- أتعني أن والده متوفٍ منذ مدة طويلة؟
- لقد فقد عائلته كلها ،، إنه وحيد ... لكنه يعيش في قصر ولديه خدم ومساعدين وأصدقاء .. وهو في حاجة ماسة إلى شريكة مخلصة لحياته ...
أومأت الأم بالإيجاب وهي تستمع إلى كلام زجها عنه ..
ذلك القادم الجديد الذي يطلب يد ابنتها الوحيدة ... والمدعو " كمال " ...

***********************************

أسندت سارة ظهرها على كرسي مكتبها بعد أن أنهت قراءة أحد الكتب ..
كانت سارة فتاة جميلة جدا ، لديها شعر بني طويل وبشرة بيضاء وعينان بنيتان فاتحتان ، شعرت سارة بخطوات وهي تدلف إلى غرفتها فالتفتت مبتسمة لتواجه والدتها بتلك الابتسامة الجميلة ...
دخلت أم سامي وجلست أمام ابنتها على السرير وقالت باسمة :
- ألم تسمعي آخر الأخبار؟
- ماذا يا أمي ؟؟
ابتسمت الأم ونظرت لابنتها الشابة نظرة لها مغزى ثم قالت :
- هناك شاب رائع تقدم لخطبتك ..
لم يظهر أي تعبير على وجه سارة وقالت وهي تغلق كتابها :
- أتمنى أن يكون كذلك بالفعل !
تعجبت الأم من تصرف ابنتها وقالت باستغراب:
- ما بك؟ كأنك مصابه برهاب الزواج .. كلما سمعت أي خبر عن شخص تزوج أو خطب يظهر السأم على وجهك ... هل هناك أية مشكلة؟
صمتت سارة لبرهة قبل أن تجيب بشرود :
- إنه الحلم يا أمي!
هزت الأم رأسها بيأس وقالت وهي تربت على كتف ابنتها:
- لقد كان الخوف من الأحلام يراودك وأنت صغيرة ،، لقد أصبحت الآن آنسة ... لا أريد للشاب الذي تقدم ليطلب يدك أن يظن أنك غريبة الأطوار ... مفهوم؟
- لكن..
- لكن ماذا .. حبا بالله أجيبي على سؤالي ... هل هناك أي حلم مكرر من أحلامك العجيبة الغريبة تحقق يوما ما؟

نظرت سارة نحو والدتها بشرود ولم تجب ...
ابتسمت أمها مجددا لتزيح جو الكآبة عن كاهل ابنتها ثم قالت:
- ليس لدينا أغلى منك في هذه الدنيا ... نريد أن نفرح بك انا وأبوك!
ظلت سارة غارقة في ذلك الصمت وهي تتذكر مأساتها النفسية ، وقفت والدتها واتجهت نحو باب الغرفة راحلة ولكن صوت سارة قاطعها وهي تقول:
- لكن ، أمي ... أنتم لن تخبروه أنني كنت أتعالج نفسيا ، أليس كذلك؟؟
التفتت الأم وهي تنظر بخوف نحو ابنتها وقالت محاولة إخفاء عصبيتها :
- كان هذا في الماضي يا ابنتي ... أنت الآن بخير...
خرجت أم سامي وهي تحاول إخفاء قلقها بشأن كلام ابنتها سارة ، في المساء جلست إلى جوار زوجها وقصت له ما دار بينها وبين سارة في ظهر ذلك اليوم ... لم تخف قلقها عنه أبدا ، وكان أبو سامي يستمع بهدوء وقال برقة بعد أن أنهت زوجته حديثها:
- لا تخافي يا نور .. سارة فتاة ذكية وستتأقلم على الوضع الجديد ... لكن أخشى أنه لن يعجبها ..
تعجبت الأم وسألت:
- ولماذا؟
صمت الأب للحظة وتنهد قبل أن يجيب :
- الشاب رائع فعلا، إنه يأسرني بابتسامته وبحديثه وأخلاقه .. ولكن .. لقد ... فقد إحدى عينيه في شجار قديم ..
شهقت الأم بخفوت وقالت منفعلة :
- هل تعني انه أعور؟ وكنت تريد تزويجه لابنتنا!!
نظر الأب عامر نحو زوجته باستياء وقال:
- وما المشكلة، تلك العين المفقودة لا تؤثر على جوهره ولا على مظهره! إنه أنيق وثري وأخلاقه عالية .. لما تشهقين هكذا!
شعرت الأم باستياء كبير وكان هذا واضح جدا فقال الأب:
- انتظري غدا ، سوف يأتي ليطلبها رسميا مني ومن أخوها ويجلسان معا لبعض الوقت لقد دعوته على الغداء .... أظن انك سوف تحبينه يا نور!
عدل الأب من وضع نومه ثم وضع رأسه على الوسادة وقال بود:
- تصبحين على خير ..
- تصبح على خير ..

لم تستطع أم سامي النوم ذلك اليوم، كانت تفكر بقلق ... لم تنسى يوما أن ابنتها كانت تعالج نفسيا بسبب تلك الأحلام والهلاوس التي تسيطر عليها ، كان الجميع يعرف بذلك ولذلك فقد تعدت سن العشرين ولم يتقدم أحد لخطبتها سوى ( أمين) زميلها بالجامعة .. ولكنه تراجع عن الزواج بسبب ملاحظته لشخصية سارة الغريبة وصراحتها الزائدة في تذكر الماضي أمامه ..
تنهدت الأم بألم والقلق يعتصر كبدها على ابنتها الوحيدة ...
ابنتها البريئة جدا ... الغريبة الأطوار ، ولهذا فإن عليها الموافقة على ذلك الشاب الكريم أيا كان مظهره لأنه الأمل الوحيد لابنتها قبل ان يفوتها قطار الزواج ..

لم تستطع النوم تلك الليلة ...

تْـۄلَيْـنّ 10-02-2016 04:08 PM

رواية رائعة
وانا ايضا استمتعت بقرائتها
يعطيك العافية حبيبتي
ما ننحرم جديدك

ra7al 10-02-2016 04:41 PM

رواية حلوة كتير

يعطيكي العافية ام العز


بانتظار رجووعك ^^

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 05:35 PM

@تْـۄلَيْـنّ& @ra7al
شكرا لكم على مروركم الرائع
اسعدني تواجدکم
نورتوا

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 05:39 PM

البـارت نمبر 2 ^^

--------------------------------------------------------

جاء موعد ( كمال) في اليوم التالي ..
سارة تجلس على مكتبها وتكتب كالعادة، دخلت عليها والدتها وقالت مبتسمة:
- حبيبتي، يجب ان تتجهزي .. فالشاب الذي سيخطبك قادم بعد قليل ...
التفتت سارة نحو والدتها وقالت:
- أنظري إلي، أنا هكذا دائما .. كيف أتجهز؟
- أريدك أن ترتدي الثوب الوردي، وأن تتركي شعرك منسدلا .. هيا ..
قالت سارة بعند:
- لا يا أمي ... لن أقابله ...
خرجت الأم وتركت سارة بمفردها ثم توجهت نحو غرفة أخيها الذي كان يقرأ كتابا فقالت الأم مازحة:
- ما هذه العائلة العبقرية .. كلمة دخلت على شخص رأيته يقرأ أو يكتب!!


ابتسم سامي ابتسامة جميلة وقال وهو ينزل رجليه من فوق الطاولة احتراما لوالدته:
- تفضلي يا أمي ... أجلسي بجانبي هنا ..
جلست الأم بجوار ولدها وقالت ببعض القلق:
- سامي، أريدك أن تذهب لسارة ، وتخبرها ان لا تتكلم عن نفسها بصراحة زائدة مثلما فعلت مع أمين هيا ... أرجوك يا بني ، إنها لا تستمع لي مثلما تستمع لك!
نظر سامي بقلق وقال :
- سأحاول .. ولكن ..
- هيا يا بني ...
وقف ثم وضع كتابه على الطاولة وخرج متجها إلى غرفة أخته ... عندما وصل إليها كان هناك صوت جرس الباب الذي يدعوه لمقابلة كمال ..
نظرت سارة نحو شقيقها الذي قال بسرعة:
- أرجو ان لا تفتحي فمك أمامه!
وتوجه لفتح الباب ،، رأى والده وكمال معا، وتفاجأ سامي للحظة عندما نظر لوجه كمال الذي يضع عصابة دائرية على عينه اليسرى كالقراصنة ولكن ..
للحظات فقط أزالت ابتسامة كمال ذلك الاستغراب وبدا شابا واثقا من نفسه ، وقد نال إعجاب سامي منذ اللحظة الأولى ..
كان كمال شابا وسيما ، لديه صوت عميق ولديه شعر ناعم أسود يسدل قليل منه قرب عينه المصابة ليخفي تلك العصابة التي تغطي عينه ، عندما دخلت أم سامي ، كانت تتوقع رؤية شخص تشفق عليه ولكنها رأت أمامها إنسانا رائعا يستحق موافقتها عن جدارة ..
حان دور سارة .. خرجت والدتها لتحضرها ،، دخلت إلى غرفتها فراتها جالسة على مكتبها فقالت الأم:
- وكأن الأمر لا يعنيك .. هيا تعالي معي ..
التفتت سارة نحو أمها والدموع تملأ عينيها وقالت بانفعال:
- أمي .... لا أريد ان أتزوج .. وإذا أرغمتموني على ذلك ... فسوف ... فسوف ..
اقتربت الأم وقالت بسرعة:
- اخفضي صوتك !! والدك لن يحتمل صدمة قلبية أخرى بسببك !
صمتت سارة وهي تلتقط أنفاسها من البكاء وعادت تقول وهي تهز رأسها بعصبية:
- لقد حلمت بذلك الحلم ... وأنتم لن ترغموني !
وضعت الأم يدها على رأسها الذي أصابه الصداع وحاولت أن تقول بهدوء اكبر:
- حبيبتي، أنت ستقابلينه الآن حتى لا تحرجي والدك وأخوك ، وبعد أن يرحل اصرخي وارفضي كما تشائين، هذا من حقك .... لا يمكن لأحد أن يرغمك على الزواج!

ثم مسحت الأم دموع ابنتها التي استسلمت أخيرا وأمسكت بيدها ثم اتجهتا معا نحو غرفة الجلوس ..
دخلت سارة وجلست إلى جوار والدها بدون ان تقول شيئا، لم تنظر حتى إلى كمال وظهر التوتر على وجه والدتها ولكنها حاولت إخفاؤه فقال كمال بمبادرة لطيفة :
- كيف حالك يا سارة؟؟
لم ترفع سارة عينيها نحوه وظلت صامته وآثار الدموع في عينيها .. فعاد كمال يقول بلطف:
- هل هناك شيء أغضبك؟ أخبريني ...
كان الجميع يراقب بصمت ولم يستطع أحدهم تحريك الجو المشحون، ولكن كمال كان ودودا جدا ويجيد التعامل مع الآخرين فعاد يقول بخفوت:
- هل تفاجأت أنني بعين واحدة ..؟؟
رفعت سارة عينيها ونظرت نحو وجه كمال ببطء فظهرت ملامح الاستياء على وجهها لكنها لم تقل شيئا وحدقت بالعصابة التي تغلف عينه اليسرى لفترة حتى قال كمال:
- هل أنا مفزع إلى هذه الدرجة؟؟
وقفت سارة بطء وقالت بهدوء:
- أنا ،أعرفك ..أنت ..
نظر الجميع باستغراب نحو سارة وشعرت الأم بقلق شديد فقال كمال بترقب:
- ماذا؟
- أنت .. ماليبو؟

ضحك كمال مستغربا وهو ينظر إلى سامي الذي ضحك أيضا، فقال الأب مخاطبا ابنته بانفعال:
- ما الأمر يا سارة؟؟ هيا أجلسي وتكلمي كآنسة ..
نظرت سارة نحو والدها ثم خرجت من الغرفة مسرعة وهي تقول بحزن:
- أنا آسفة ..
ركضت سارة نحو غرفتها وقد تشنجت يداها وألقت بنفسها على السرير ،، في المقابل اعتذرت الأم ولحقت بابنتها إلى الغرفة ..
وقفت الأم إلى جوار السرير وقالت بغضب:
- أنت لن تتزوجي في حياتك!
لم تستدر سارة لرؤية والدتها و عادت الأم إلى الضيوف ، كان الأب يحاول تغيير الموضوع حتى لا يشعر كمال بالإحراج ..
دخلت الأم وقالت بالقليل من التوتر مع ابتسامة :
- انا آسفة لتصرف سارة ولكنها ...
قاطعها كمال قائلا بلطف والابتسامة لم تغادر وجهه:
- إنها فتاة رائعة حقا، لا داعي للاعتذار .. فهي تبدو ... متعبة ..

تنفس الجميع الصعداء عقب كلمة كمال الأخيرة فقال الأب:
- إذن سنذهب لتناول الغداء فقد دعوتكم في مطعم رائع!
ابتسم سامي وقال:
- نعم يا أمي .. أم أن سارة لن تأتي معنا ؟؟
هزت الأم رأسها موافقة وقالت:
- سنتجهز حالا ..


خرجت الأم عائدة إلى ابنتها التي كانت تجلس على الأريكة في غرفتها وهي تتكلم مع نفسها وتبكي ... شاهدتها أمها في تلك الحالة التي يرثى لها فاقتربت ومسحت على شعرها ثم قالت:
- أبنتي .. حبيبتي .. هل تعتقدين أننا سنفعل شيئا يضر بك؟؟
أومأت سارة بالرفض وقالت:
- انا آسفة لأني خذلتكم ... لقد ظننته ماليبو فعلا .. إنه يشبهه .. إنه هو تقريبا ! أنا آسفة!!
ابتسمت الأم وقالت:
- هل تعلمين ماذا قال عنك عندما خرجت؟
لم تجب سارة ونظرت لأمها بهدوء فتابعت الأم :
- قال أنك فتاة رائعة ولكنك تبدين مرهقة ..
- حقا؟
- نعم ، هيا قفي الآن وبدلي ملابسك، لأن والدك دعانا جميعا إلى المطعم ..
تساءلت سارة وهي تمسح دموعها :
- وهل سيأتي معنا .. ماليبو؟؟
- يدعى كمال .. كمال يا سارة ...
- حسنا .. كمال هل سيأتي مـعـ ..
- نعم .. تصرفي بنبل لمرة في حياتك ...
- حاضر ..
قامت سارة بتجهيز نفسها كما أمرتها والدتها ، وكان الرجال بانتظارهن في الخارج ...
عندما وصلوا جميعا إلى المطعم كان كرسي سارة قريبا من كرسي كمال ، تعمد الجميع فعل ذلك لأنها كانت آخر الجالسين ...
تبادلوا في المطعم أحاديث عادية، ظلت سارة صامتة طوال الوقت لم تشترك في أية حوارات بينما كان كمال ينظر إليها بين الفينة والفينة ..
قالت الأم مخاطبة كمال:
- وأنت يا كمال، علمت انك تعمل بالتجارة .. لكنك لم تخبرني عن شهادتك؟؟
ابتسم كمال وألقى نظرة خاطفة على سارة ثم قال:
- أنا طبيب ..
دهشت الأم وابتسمت فقال سامي :
- وماهو تخصصك؟
ابتسم كمال مجددا ثم قال وهو يتبادل نظرة مع أبو سامي :
- الأمراض النفسية ..
اندهش الجميع بينما نظرت سارة نحوه بحدة وتكلمت لأول مرة:
- طبيب نفسي؟ أنت ماليبو حتما!!
نظرت الأم نحو ابنتها بيأس بينما قال الأب:
- سارة! هذا يكفي ..
نظر كمال نحو الأب وقال باسما :
- لا بأس، دعها تقل ما تريد ..
ظلت سارة صامتة وهي تحدق في الملعقة فعاد كمال يتساءل برفق:
- سارة .. أخبريني من هو ... ماليبو؟
رفعت سارة رأسها ونظرت لوالديها بتردد ثم نظرت نحو كمال وقالت بهدوء:
- إنه شاب يزعجني .. وقد فقد إحدى عينيه في الحرب العالمية ..
وضعت والدة سارة يدها على رأسها مستاءة لما تقوله ابنتها ولكن كمال تساءل بدون ان تفارق الابتسامة شفتيه:
- الحرب العالمية الأولى .. أم الثانية؟؟
ابتسمت سارة ثم قالت:
- لا اعلم بالتحديد ..
- لكن .. ألا تجدين أنه لم يعد شابا؟
- ماذا تقصد ..
صمت كمال للحظة وقال:
- لقد .. انتهت الحرب العالمية منذ عشرات الأعوام .. كيف له أن يظل شابا كل تلك الفترة ..؟؟


صمتت سارة للحظة ثم عادت تقول بهدوء:
- نعم، لكنه ليس حقيقيا .. إنه شبح!

سقطت الشوكة من يد كمال على الأرض فابتسم بارتباك ثم انحنى ليحضرها ، في تلك الثانية نظر الكل نحو سارة بانفعال وغضب واستياء شديد ...
بدأ الأب يغير دفة الحديث،، وانتهى ذلك اليوم حيث ودعوا كمال الذي عاد إلى منزله ، ثم رجعوا إلى منزلهم أيضا...

عندما وصلوا إلى المنزل، نزل سيل من التوبيخ واللوم على رأس سارة من والديها وشقيقها ، لكن والدتها كانت الأكثر انفعالا وغضبا بينهم ووبختها بشدة وأمرتها بأن لا تخرج من غرفتها حتى تسمح لها بذلك ..

***************************

في اليوم التالي استيقظ الجميع والتفوا حول سفرة الإفطار وقال سامي باستغراب قبل ان يجلس:
- أين سارة؟
جلس أبو سامي على السفرة ولم يتكلم بينما قالت أم سامي وهي تضع الخبز على السفرة:
- ستأتي حالا، إنها مستاءة قليلا لأني وبختها بالأمس ...
أردف أبو سامي مازحا:
- وبختها وبلا رحمة !!
ابتسم سامي ابتسامة خفيفة وقال وهو يجلس:
- سأذهب اليوم لزيارة " فرح"،، هل ستوافق سارة إن طلبت منها المجيء معي؟؟
في تلك اللحظة كانت سارة تقترب من السفرة وجلست وبدا عليها كأنها لم تسمع أخيها ، ولكن سامي كرر السؤال مجددا فنظرت سارة وقالت بهدوء:
- تريدني ان أذهب معك إلى خطيبتك ؟؟ هذا غريب ..
قال سامي:
- ولماذا هو غريب؟
- لم تأخذني من قبل معك وقد زرتها بمفردك كثيرا ..
ابتسم سامي وتبادل نظرة مع والده ثم قال:
- اعرف ... ولكني وددت لو تخرجين قليلا ..
قالت سارة وهي تتناول فطورها:
- لقد خرجت بالأمس ومللت من الشوارع والمطاعم ..

صمت سامي وبدأ بتناول فطوره،، وبعد انتهاء الفطور دخل إلى غرفة شقيقته بعد أن طرق برقه على بابها ونظر بلطف فرآها تجلس على سريرها بصمت فابتسم وقال:
- هيا .. ما بك،، ألن تخرجي معي ؟؟ هنا شخص يتحرق شوقا لرؤيتك ..
نظرت سارة باندهاش نحو شقيقها وتمتمت:
- من؟؟
ابتسم سامي وقال :
- كمال ..

تابعت سارة كلامها بنفس نبرة الاندهاش:
- كمال! .. يريد رؤيتي مجددا؟؟
جلس سامي على السرير إلى جوار أخته وقال بخفوت:
- إنه معجب بك جدا .. ومتمسك بك أيضا على الرغم من الفزع الذي شعر به من حديثك ..

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 05:40 PM

--------------------------------------------------------------------------------------
لم تقل سارة شيئا فقال سامي:
- سأنتظرك إذا حتى تتجهزي!
خرج بهدوء وأغلق الباب خلفه بينما جلست سارة تفكر والحيرة لا تفارق نظرة عينيها ..
لم تمر دقائق حتى خرجت سارة من غرفتها وهي ترتدي ملابس أنيقة فابتسم شقيقها الوسيم ومد يده فأمسكت بها وخرجا سويا ..
عندما اقتربا من الجسر رأت سارة كمال يقف وينظر إلى البحر الأزرق ونادى سامي بلطف:
- هيييه كمال!!
نظر كمال وابتسم ابتسامة جميلة وهو ينظر إلى سارة التي تسير خلف شقيقها بخجل وتوتر واضحين،، صافح سامي كمال وتبادلا الابتسامات ثم نظر كمال إلى سارة التي توارت خلف شقيقها وقال مبتسما:
- ما بك يا سارة؟؟ هل انت خائفة مني؟
أخرجت سارة رأسها من فوق كتف أخيها ونظرت إلى كمال ولم تقل شيئا ولكن سامي ابتعد قليلا ثم قال وهو يمشي بعيدا:
- سأشتري شيئا من هناك وأعود في الحال..
نادت سارة:
- سامي!
صاح سامي وهو يعبر الشارع المليء بالسيارات المارة :
- سأعود حالا..
تمتمت سارة بفزع وهي تراقب شقيقها :
- السيارة .. السيارة .. الحمراء ... التـ ..

كان كمال ينظر لسارة الخائفة بتفحص وهو يحاول تفسير ما تشعر به،، وفجأة ،، سمع كمال صوت مكابح سيارة فنظر إلى الشارع ليرى سيارة حمراء تنزلق على الشارع وتوقفت في اللحظة الأخيرة قبل أن تصطدم بسامي بينما ركضت سارة نحو سامي بهستيريا دون أن تنظر إلى السيارات التي توقفت فجأة فكادت تصطدم ببعضها ...

راقب كمال ذلك الحدث الغريب باندهاش وهو ينظر إلى السيارة الحمراء ..
السيارة الحمراء التي تكلمت عنها سارة حتى ... قبل أن تظهر في الشارع ..

لحق كمال بسارة و سامي وحاول اختراق دائرة البشر التي التفت حول سامي وسارة التي تبكي ،، أمسك كمال بسامي وسارت سارة خلفهما وابتعدوا قليلا ثم عاد الشارع مجددا إلى السير الطبيعي ،، كان سامي مفزوعا بعض الشيء وقال لكمال أن حياته كانت على المحك!!
مشت سارة خلفهما ،، بينما توقف كمال ونظر إلى سارة مستغربا ثم قال بصراحة:
- كيف عرفت أن هناك سيارة حمراء .. و .. كيف .. ؟؟
كانت الدموع ما تزال تملأ عينيي سارة البريئتين وأجابت بسرعة:
- لقد حلمت بذلك يوما ما .. لقد كان ماليبو هناك!

هز سامي رأسه بيأس وهو يعض شفته السفلى ،، بينما اقترب كمال من سارة وقال بصرامة :
- مازلت تظنين أنني ماليبو؟
قالت سارة بغضب:
- أنت تشبه ماليبو ..
- أين هو ذلك الوغد!!
ضحك سامي وقال ساخرا:
- أنتما مجنونين مثل بعضكما!!
نظرت سارة نحو شقيقها بصمت بينما قال كمال بابتسامة:
- ألا يعجبك هذا؟؟ نحن متشابهان إذن!
ابتسم سامي وقال:
- بلى،، يعجبني كثيرا ..

سار سامي وكمال وتبعتهم سارة بهدوء،، لم يتكلم أي منهم حتى اقتربوا من المنزل فقال كمال:
- سأذهب الآن ..
قال سامي مصرا:
- اكتفيت من ترهاتك ستدخل مكرها!!
- لا،، يكفيني اليوم رؤية سارة..
ثم نظر إليها نظرة لطيفة فشعرت سارة بالخجل وقالت:
- شكرا!
قبل أن يقول كمال شيئا،، ارتفع رنين هاتف سامي المحمول فقال:
- لحظة! سأجيب المكالمة ...
التفت كمال مواجها سارة وقال بخفوت:
- مهما كنت،، و.. وكيفما تشعرين .. أنت جميلة، ونبيلة .. وأنا ....
صبغ وجه سارة باللون الأحمر فتابع كمال بتردد:
- أنا ....
نظرت سارة إلى وجه كمال فشعرت بشعور غريب سيطر عليها وتابع كمال بتلكؤ:
- أنا معجب بك جدا ... وأتمنى أن توافقي على .. أن ...

توقف كمال عن الحديث ، ونظر إلى سارة نظرة عميقة ..
مرت اللحظة كأنها سنوات حتى انتبه كلاهما وأرخى كمال عينيه بينما نظرت سارة لشقيقها الذي كان يتحدث في هاتفه بعصبية ،، فقال كمال:
- لم هو غاضب هكذا؟
نظرت سارة مجددا إلى وجه كمال ولم تقل شيئا فعاد كمال ونظر إليها بود ..
لم تمر ثوان حتى أنهى سامي المكالمة وعاد يحاول إزالة الغضب من ملامحه ثم قال:
- أصدقاء غريبوا الأطوار حقا!!
تساءل كمال بلطف:
- ما الأمر؟ هدئ من غضبك قليلا ..
- لا تشغل بالك، إنها مشاكل عادية..

في هذه الأثناء ودع كمال الشقيقين ثم انصرف بهدوء، بينما عادا إلى المنزل،، عندما وصلت سارة إلى المنزل ذلك اليوم .. كانت مختلفة ...
لم تحبس نفسها في غرفتها كالعادة، خرجت وألقت نظرة على المطبخ فـ تفاجأت والدتها التي قالت بانشراح:
- مرحبا بالفتاة التي لا تعرف شيئا عن الطهي ولا الأعمال المنزلية!!
ابتسمت سارة وقالت وهي تنظر داخل وعاء الطهي:
- أريد ان أتعلم كل شيء ... لكي أصبح ...
توقفت سارة عن الكلام بينما ضحكت والدتها وقالت بسعادة:
- لكي تصبحي زوجة رائعة .. أليس كذلك؟
نظرت سارة إلى أمها بخجل ثم قالت ببعض التردد:
- أمي .. أشعر بشعور مختلف نحو .. ماليـبـ ... أ... كمال..
ابتسمت الأم سعيدة بينما تابعت سارة بعد نظرت نظرة أخرى لوجه والدتها:
- أشعر أنني أود رؤيته مجددا ... إنه يفهمني ..
احتضنت الأم ابنتها والفرحة تملؤها وقالت:
- أنا سعيدة جدا بذلك التفاهم ..
ثم افلتتها ونظرت لوجهها قائلة:
- كمال مناسب لك ..

صمتت سارة وهي تفكر ملياً وهمست تكلم نفسها :
- يفهمني لأنه يعرفني .. منذ .. زمن ..

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 05:40 PM

البارت نمبر 3

***************************************

مضت أيام عديدة وسارة لم تسمع شيئا من أخبار كمال، سألت سامي ولكنه أجاب بأنه مختف منذ أيام ولم يتصل به حتى ...

شعرت سارة بقليل من القلق ولكنها سرعان ما حاولت تناسي الأمر وعادت إلى غرفتها منطوية كعادتها ،، تصفحت مذكرتها وأمسكت بقلمها وكتبت :
" اليوم،، هو اليوم التاسع .. حلمي يتحقق بحذافيره، وماليبو .. سيظهر غدا، وسيكون على ثقة أكبر بحبي له، سوف أستمر في ذلك حتى أضع حدا لهذا الحلم ، في الحقيقة .. أنا أتمنى أن أرى نهاية لأحلامي مهما كانت نتيجتها"
أغلقت سارة مذكرتها التي امتلأت بكل ما تراه وما تحلم به ..
في اليوم التالي ، استيقظت سارة مبكرا جدا،، فتحت مذكرتها وكتبت :
" اليوم سيأتي ماليبو،، سأخبر والدي أنني موافقة على الزواج منه،، سوف أذهب وأرى قلعته الكبيرة .. سأكتشف مخبئه السري وأعثر على مساعده "

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

تناول الجميع إفطارهم ووقفت سارة وقالت بابتسامة:
- أنا من سيحمل أطباق الفطور ..
ابتسم الجميع وتبادلوا النظرات بينما حملت سارة أطباق الفطور وتوجهت نحو المطبخ فقالت الأم:
- إن سارة تتحسن كثيرا ..
وقف سامي وتوجه للداخل وخاطب سارة قائلا :
- أين الرواية التي أخذتها مني بالأمس..؟؟
قالت سارة وهي تغسل الأطباق:
- ستجدها على مكتبي ..
توجه سامي من فوره نحو غرفة سارة وبحث على مكتبها ،، سقطت مذكرتها على الأرض وانفتحت على صفحة ما، من وسط المذكرة الكبيرة ..

نظر سامي بدافع الفضول فقرأ:
" من قال له أنني أحبه؟؟ أنا لا أحبه .. ليس لأنه فقد عينه اليسرى في الحرب العالمية، لا .. ولكن لأنه يكذب علي ويزعجني بتلك الأحجار التي يقذفها على زجاج نافذتي حتى أنظر إليه .. إنه مزعج .. ويقول لي أنه يمتلك قلعة في استراليا ولكنني لم أرها أبدا .. إنه لا يمتلك عائلة ولديه مساعد قوي جدا يدعى ( الحفار)، ولا أدري لماذا أطلق عليه هذا الاسم ولكن ... ربما لأنه قوي لدرجة أنه يستطيع الحفر حتى في الصخور... لا أعرف لماذا أصدقه؟ .... !!!!"

توقف سامي عن القراءة لبعض الوقت وهو يحدق بالمذكرة مذهولا ،، ثم تصفحها ليصل إلى الصفحات الأخيرة وقرأ:
" ظهر ماليبو ليوفي بوعده ويأخذني إلى قلعته .. لا أصدق أنني سأتزوج ذلك اللئيم ، ولكن لا بأس به فهو يحبني جدا ولن يؤذيني .. إن عالمه جميل جدا ويعجبني ... "

نظر سامي إلى الباب ليتأكد من أن سارة ليست قادمة وعاد وفتح الصفحة الأخيرة:
" إنه يحاول أن يخبرني أنه ( كمال) وليس ماليبو ، لكنني أعرف جيدا من يكون ... اليوم سيأتي ماليبو،، سأخبر والدي أنني موافقة على الزواج منه،، سوف أذهب وأرى قلعته الكبيرة .. سأكتشف مخبئه السري وأعثر على مساعده "

سمع سامي خطوات سارة متجهة إلى الغرفة ، فأغلق المذكرة بسرعة ووضعها على المكتب بارتباك ثم بدأ في البحث مجددا عن الرواية أسفل المكتب ..
فتحت سارة الباب وقالت مندهشة:
- لا أصدق أنك لم تعثر عليها .. انظر إنها أمامك ..
رفع سامي رأسه مرتبكا وقال:
- حـ .. حقا؟؟
نظرت سارة بشك نحوه ، ثم التقطت الرواية وأعطتها لشقيقها الذي أخذها وخرج بسرعة وهو يفكر في ذلك الكلام الذي قرأه في مذكرة سارة ... أهي مجرد هلاوس ...؟؟
وقفت سارة تنظر إلى مذكرتها التي وضعت مقلوبة وسقط القلم من داخلها ، علمت أن شقيقها عبث بالمذكرة، ربما قرأ شيئا ..
تركت غرفتها متوجهة إلى المطبخ وتجاهلت ما فعله سامي ...
بعد قليل من الوقت كان سامي يجلس في غرفته ويتذكر ما قرأه في المذكرة فسمع طرقا على باب غرفته فأجاب وهو يفيق من سهاده:
- نعم ؟؟ ادخل!

فتح والده الباب وقال بخفوت:
- لقد اتصل كمال ،، وهو قادم اليوم ليسمع ردها الأخير ..
اتسعت عينا سامي مندهشا ، وحدق في والده لبعض الوقت قبل أن يهتف بذهول :
- أبي ... إنها تعرف عنه كل شيء .. إنهما يعرفان بعضهما منذ فترة طويلة ...!!

نظر الأب باستغراب ثم اقترب من سامي وتحسس جبينه عله يهلوس بسبب مرض أصابه ثم قال مستغربا وفي صوته نبرة من السخرية:
- ماذا؟ أهي عدوى وتنتقل في هذا البيت؟ لم يبق سوى أنا وأمك ..
نزل سامي من فوق سريره وتكلم بانفعال وكأنه لم يسمع ما قاله أبوه للتو:
- لقد .. لقد قرأت مذكراتها القديمة .. إنها تصفه باسم ماليبو!
- ماليبو مجددا!!
- انتظر يا أبي ،، لقد كتبت أنه سوف يأتي اليوم ...... كيف تعرف؟؟
صمت الأب ونظر لابنه متعجبا .. ثم تدارك نفسه وقال بسرعة:
- بني .. هل فقدت صوابك ؟؟

صمت سامي مستسلما ونظر لوالده بثقة، بينما كان والده حائرا جدا، ولكنه نادى بأعلى صوته:
- سارة ...
سمعا صوت سارة:
- قادمة يا أبي ..
دخلت سارة وهي مستغربة من ذلك الاجتماع في غرفة أخيها .. وبلا مقدمات سألها والدها:
- سارة .. هل تعلمين أن كمال قادم اليوم؟
لم تتردد سارة وقالت بصراحة:
- أجل!
- كيف تعرفين ذلك بينما لا نعرفه؟
- لقد حلمت بذلك ...
- حلم؟؟
وقف الأب صامتا للحظات قبل أن يقول :
- حسنا ، انصرفي إذا أردت ..
نظرت سارة إلى سامي نظرة غاضبة وخرجت بسرعة فقال الأب مخاطبا سامي:
- إنها أحلامها القديمة ..
أمسك سامي ذراع والده الذي هم بالخروج وقال والانفعال واضحا في صوته:
- لكن! أبي أنا لن أوافق على هذا الزواج!!


نظر الأب نحوه باستغراب وقال:
- كنت تتمنى أن تتخلص من مشكلاتها وتتزوج .. ما الذي جرى لك؟ أنت تعرف أنها مريضة وأن كمال خير زوج لها لأنه الوحيد الذي يستطيــ ...
- أبي أرجوك! إنها تعرفه جيدا .. لقد تقابلا مرات ومرات وهو يحكي لها الكثير من الخرافات وأن لديه قلعة في استراليا و و و ....

صمت الأب مستمعا لكلام ولده وتابع سامي:
- سارة ليست مريضة، إنها تحلم بأحلام غريبة وحسب وهذا ليس مرضا ... ، إنها جميلة جدا وبريئة ومازالت في العشرين من عمرها ... ستجد غير كمال العديد من الشبان اللطفاء ليحبونها وسأبدأ بأخذها معي إلى الأماكن التي أزورها لكي تتخلص من انطوائها وأحلامها ..
قال الأب معارضا:
- ولكن .. كمـال ..
- أبي! أنت لا تعرف ذلك الغريب الأطوار! لقد جاء إليك وادعى أنه كمال ماجد ابن صديقك الذي توفي في الحرب ... هل أنت متأكد من كلامه؟؟ أجبني بالله عليك!
صمت الأب لدقائق ثم قال مستسلما:
- حسنا ... لقد فهمتك!

خرج الأب تاركا ابنه خلفه وهو يفكر بجدية، أما سارة التي سمعت كل الحوار الذي دار بينهما فقد ركضت بخفة عائدة إلى غرفتها ..
لم تكن حزينة ، لكنها كانت غاضبة لأن سامي قرأ مذكراتها بدون أخذ إذن منها ، فكرت ..
ثم فتحت مذكراتها وكتبت:
" قرأ سامي بعضا من مذكراتي،، سيأتي ماليبو اليوم، من الجيد أن والدي سيرفض، لكن من السيئ جدا أنني لن أرى قلعته ومساعده القوي .. هذا لا يهم .. كل ما يهمني الآن هو ما سيقوله أبي وأخي لماليبو .. سيخبرونه أنني فتاة لا تصلح للزواج .. وأنني متلكئة وأنني لم أوافق ....... والعديد من هذا الكلام الذي أعرفه ،، الغريب أنني حلمت أنني أزور قلعة ماليبو في استراليا ..
كيف؟ لا أعلم!"


*******************************

قمر بين البشر 10-02-2016 05:41 PM

دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك


لكـ خالص احترامي

شــام 10-02-2016 06:25 PM

يسلمو ايديكي
أكيد ما أريتها كلااا
بس البدايةةة شدتني
نشالله برجع وبتابع
يسلمووو ايديكي حبابةةة
جورياااتي

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 07:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر بين البشر (المشاركة 2524988)
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك


لكـ خالص احترامي

نورتي غاليتي
شكرا لک على المرور:136:

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 07:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شــام (المشاركة 2525009)
يسلمو ايديكي
أكيد ما أريتها كلااا
بس البدايةةة شدتني
نشالله برجع وبتابع
يسلمووو ايديكي حبابةةة
جورياااتي

اسعدني مرورك شام
باي وقت بتنوري شام

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 07:16 PM

البارت نمبر 4- - - - - - - - - - - - - - - - - -

وقف سامي ينظر لكمال الذي وقف عند باب بيتهم قبل ان يقول بابتسامة:
- تفضل ..
جلس كمال وقال يكلم الأب بابتسامة:
- آسف لأنني غبت فترة من الوقت فقد كنت مسافرا، وأظن أن هذا الوقت قد أعطاكم فرصة للتفكير في الأمر بجدية ...
سأل سامي بفضول :
- آه .. وإلى أين سافرت؟
- لقد سافرت إلى استراليا ..

تفاجأ سامي وبقي صامتا وتنحنح والد سامي قبل أن يقول بتردد:
- في الحقيقة يا كمال, أنت شاب رائع ... تستحق كل الخير، أنت تعلم أنني أحبك مثل سامي ، ولكن سارة فتاة غريبة قليلا وهي .. لا تعرف كيف تتصرف أو ماذا تقول .. إنها رافضة للزواج ..

صمت الأب للحظة ونظر إلى وجه كمال المترقب ثم تابع:
- صدقني أنت أفضل من سأضمن حياة ابنتي معه ... لكنها تحرجني دائما، لأنها .. هي لا تريد ...
صمت الأب مجددا فقال كمال بنبرة حزينة:
- فهمت .. تقصد أنها لا تريد الزواج بي ...
قال الأب بسرعة:
- لقد رفضت مبدأ الزواج عموما ... وليس أنت!

ظهر الحزن على وجه كمال الذي وقف وقال:
- حسنا إذن .. سأرحل!
ظل سامي صامتا بينما وقف الأب وأمسك بكتفي كمال وقال بإلحاح:
- لا يمكنك .. نحن لم نرك إلا دقائق .. أجلس أرجوك ولا تحرجني ..
جلس كمال وجلس الأب إلى جانبه بينما قال سامي:
- هل تعيش في استراليا؟
- آ .. أجل .. لا .. لقد ذهبت لزيارتها وحسب..
كانت سارة تنصت من خلف الباب إلى ما قاله والدها لكمال ،، لم تشعر بأي شيء وتركت الباب وعادت إلى غرفتها بينما دخلت والدتها لتقدم للضيف العصير والحلوى..

بعد أن رحل كمال سمعت سارة صوت والديها،، كان صوتهما مرتفعا وقالت الأم بعصبية:
- لا أصدق ما فعلته ... لقد رفضت أفضل شاب يمكنك مقابلته في حياتك!
- اسمعي يا نور ... سيأتي غيره!
- لن يفهموا ابنتك أبدا،، إنها معقدة يا عامر ..
- ابنتي ليست معقدة!
- لا أعرف لما تصرفتما مع الشاب بتلك الطريقة !!
تدخل سامي في الحوار قائلا:
- إنه غريب الأطوار!
قالت الأم بعصبية :
- إنهما مناسبان لبعضهما .. أنتم لم تأخذوا برأيها حتى!
- هذا لن يجدي نفعا!
- لقد كانت موافقة .. وهو .. كان معجبا بها!
- أمي أنت لا تعرفين شيئا ..

فتحت سارة باب غرفتها ونظرت للجميع بهدوء فتوقفوا عن الصراخ والغضب ونظروا إليها فقالت بنفس الهدوء:
- لم تتركوا لي تقرير أي شيء في حياتي، لم تسألوني عن أي شيء .. وتتهموني بالانطوائية والعزلة .. ! والآن لم تتركوا لي حتى التفكير في حياتي الشخصية ... مجرد التفكير! إذا أعجبكم وافقتم وأجبرتموني عليه .. وإذا لم يعجبكم أجبرتموني أيضا على رفضه! كنت أتساءل متى سيكون لي رأي يوما من الأيام؟

قالت ذلك وتوجهت مسرعة إلى غرفتها، بينما خيم الصمت عليهم وتبادلوا نظرات تحمل الحزن واللوم لما فعلوه دون استشارتها ..
شعرت بالحزن ودخلت إلى غرفتها وأغلقت خلفها بابها بالمفتاح ..
لم تمض بضعة أيام واستيقظت سارة في الليل على صوت ما .. كان الجميع يغط في النوم وفتحت عينيها ونظرت إلى نافذتها بخوف فرأت الأحجار الصغيرة تصطدم بزجاج النافذة الواحدة تلو الأخرى ..
تمتمت تحدث نفسها :
- ماليبو!

تطلعت إلى ساعة الحائط التي كانت تشير إلى الثالثة والنصف صباحا .. اقتربت بهدوء من النافذة ونظرت من الزجاج ولكنها لم تتمكن من الرؤية ولذلك قامت بفتح النافذة بهدوء ونظرت إلى الشارع ...

تأملت سارة جيدا فرأت كمال الذي أشار لها بأن تنزل إليه .. ظهر الغضب على وجهها وهزت رأسها نفيا فتوسل إليها ولكنها أغلقت نافذتها وعادت إلى سريرها متجاهلة كل شيء ..
سمعت أصوات الأحجار الصغيرة وهي تصطدم بنافذتها فسدت أذنيها حتى لا تسمع،، كانت تريد أن تفتح ولكنها تحلت بالإرادة القوية حتى توقف كمال عن إلقاء الأحجار ..
لم تستطع النوم طوال الليل .. فكرت فيه طويلا ، لم عاد إلى تلك العادة القديمة؟ لم ييئس أبدا ..

تذكرت إحدى عاداته في إلقاء أوراق جرائد من أسفل الباب وهي تحتوي رسالة ما من أجلها، فتحت سارة باب غرفتها بهدوء ونزلت الدرج ثم توجهت إلى باب المنزل و تفاجأت عندما رأت الصحيفة ملقاة من أسفل فتحة الباب الضيقة فأخذتها وهي تتمتم:
- تبا لك يا ماليبو!!

عادت مسرعة إلى غرفتها وتصفحت الجريدة حتى سقطت ورقة من داخلها .. ورقة شفافة ليس عليها حرف واحد .. وعليها بعض الخدوش البيضاء ..
التقطت سارة الورقة الشفافة ووضعتها على ورقة زرقاء كانت موجودة في درجها فظهرت الكتابة :

" إلى حبيبتي ... سارة ،،
اعترف لكي أنني ماليبو ، كنت أعلم أنك ستكتشفين ذلك، وأعلم لم رفضتني، لأنك تظنين أنني شبح .. لكن هذا غير صحيح .. أنا مجرد شاب أحببتك .. بجنون ، لقد حلمت بك دائما .. كنت سأتزوجك وكنا سنجعل معرفتنا الوطيدة ببعضنا سرنا الصغير ..
لقد أصبتك بالأرق والحيرة منذ سنوات .. كنا مراهقين ،، لكننا الآن أصبحنا أكثر نضجاً، أنا لست كمال ولست طبيبا نفسيا .. ولكنني أيضا لم أفقد عيني في الحرب العالمية .. لقد كنت أحاول لفت انتباهك فحسب .. سارة .. أرجوك لن استطيع العيش بدونك، سأسافر إلى استراليا نهائيا هذا الأسبوع، ولذلك فسوف أعود مساء غد لنهرب سويا ..

إذا رفضت فلن استطيع رؤيتك مجددا .. وإلى الأبد .. وسوف أدع " الحفار" يقتلني لأنني لن أعيش من بعدك، وإذا وافقت على ما أخبرتك به فسأراك غدا في التاسعة مساء عند محطة القطار قرب منزلكم ولا تحملي معك أي شيء لأنني سأحضر لك أي شيء تريدينه في العالم ....... مع حبي ..
ماليبو أليخاندرو رسالة 279 "

قرأت سارة رسالة ماليبو مرات ومرات ...
ولكنها لم تفكر كثيرا في الأمر فقد ألقت بالورقة الشفافة والورقة الزرقاء أيضا في سلة المهملات وتمتمت " لن أتقبل منك رسائل مجددا أيها الماليبو" ، وعادت إلى سريرها وقد قررت شيئا واحدا فقط ..

في اليوم التالي ساعدت سارة والدتها في أعمال المطبخ، كانت هناك دعوة مقدمة من أبيها لبعض الأصدقاء لحضور الغداء في منزلهم .. كانت العاملات يعملن بجد وكانت سارة تشرف على بعض ما يفعلنه ..

لم تقص شيئا لوالدتها فهي لا تخبرها في العادة .. أيضا لم تكتب عن ذلك في مذكراتها وقد انشغل جزء كبير من تفكيرها حتما بهذا الأمر ..
بدأ الجميع بالتوافد إلى ذلك الحفل وجلست النساء في مكان منفصل عن الرجال ورغم ذلك كانت سارة تشعر بالكثير من الحرج والتوتر .. كانت النساء معجبات بجمالها ورقتها وكن يسألنها عن اسمها ودراستها وكانت تجيب بخجل وهدوء ..
بعد وقت قصير نسيت سارة ربطة شعرها فرفعت فستانها الحريري وصعدت على الدرج نحو غرفتها تاركة ورائها والدتها والضيوف ..
ركضت نحو غرفتها وهي تنظر إلى حذائها فاصطدمت بشيء ما أشبه بالجدار ..
رفعت عينيها المذهولتين فرأت رجلا ملثما قويا ينتظرها على باب غرفتها، قبل أن تقوم بغمضة عين .. أمسكها بقوة ووضع منديلا مبللا بمخدر على أنفها بعد لحظات من المقاومة .. فقدت سارة وعيها تماما ..

امير القلوب 10-02-2016 07:21 PM

رواية رائعة يعطيكي ربي الف عافية عزتي ع الطرح

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 07:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امہير القہلہوب (المشاركة 2525133)
رواية رائعة يعطيكي ربي الف عافية عزتي ع الطرح

الله يعافيك
نورت

ريما غزة 10-02-2016 07:26 PM

رائعة حبيبتي
مجهود حلو
يسلمو ياقلبي
ابدعتي
ودي

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 07:26 PM

فتحت سارة عينيها .. كانت نظراتها مشوشة ولم تر حولها جيدا ولكن بعد دقائق استطاعت رؤية الغرفة التي تنام على سريرها .. شهقت بفزع وهي تتذكر ما حصل لها ..
خرجت بسرعة وسارت في أرجاء المنزل، كان منزلا صغيرا نوافذه مكسوة بورق لاصق أسود اللون والظلام يعم المكان،، نظرت إلى ساعة يدها التي أشارت إلى الثانية ..
الثانية؟؟

إنها لا تعرف أهي الثانية صباحا أم مساءا ..
حاولت فتح إحدى النوافذ ولكن ذلك كان مستحيلا .. ولذلك عادت إلى الغرفة مجددا وجلست على السرير وهي تجهل ما يحصل لها ..

نظرت تتأمل الغرفة فشاهدت حقيبتها ومذكراتها وكتبها ..
أقبلت مندهشة ووقفت تتأمل أشيائها وسمعت صوتا خلفها فالتفتت وأدركت أن الصوت قادم من خارج الغرفة ..
وقفت منتظرة حتى رأت ماليبو الذي دخل وهو يحمل في يده حقيبة صغيرة وتبعه ذلك الرجل القوي الملثم ..
تلاشى الخوف الذي كان يغلف قلب سارة وتحول إلى صدمة ، وعندما رآها ماليبو قال باسما:
- لقد أفاقت !!
قالت سارة باندهاش:
- ما هذا!! كـ .. كيف يمكنك أن ..
اقترب ماليبو ووضع يده على فم سارة ثم قال :
- أهدأي يا حلوة!
اتسعت عينا سارة وأبعدت يده بسرعة بينما تابع:
- لقد حجزنا نحن الثلاثة على طائرة اليوم المتوجهة إلى استراليا...
لم تعرف ماذا تقول ولكنها تمتمت ودموعها تملأ عينيها:
- لكنني لم أوافق على ذلك!
ثم جلست على الأرض وهي تبكي ... جلس ماليبو مقابلها ورفع وجهها وهو يقول فزعا:
- أنت تبكين؟ هل تكرهينني إلى هذا الحد ..؟؟
- أنا مكرهة على فعل ذلك .. أ .. أنا خائفة جدا..
- لماذا!!
- لأننا لسنا متزوجين .. وأنت تحاول خطفي بلباقة!
- سوف نتزوج عندما نصل إلى استراليا .. لقد أعددت لك حفلا ضخما..
وقفت سارة وقالت بعصبية:
- لا ..... إن والداي لا يعرفان ذلك .. وهذا لا يجوز أبدا ، سيموتان من القلق بينما سأهرب معك عنوة!

وقف ماليبو وبدأ الغضب يظهر على ملامحه ثم التفت نحو الشاب الملثم وقال:
- كابتر ... إذهاب وصوب بندقيتك على رأس (سامي) بدون أن يشعر .. إذا حاولت تلك الجميلة الهرب أو التصرف بشكل يلفت النظر سأعطيك إشارة ولا تتردد في قتله ..
لم تصدق سارة ما تسمعه وشهقت وهي تهز رأسها نفيا وقالت باندهاش:
- أنت تهددني !!
ابتسم ماليبو بخبث وقال وهو يشير بسبابته نحوها:
- وستنفذين كل ما آمرك به .. وهناك.. في استراليا .. لن يمكنك الهرب أبدا ..
ألقت سارة نظرة على " كابتر" وقالت:
- أرجوك لا تفعل أيها الشاب ..

لم يتحرك كابتر ونظر بطرف عينيه الزرقاوين القاسيتين نحو سارة بينما قال ماليبو ضاحكا:
- إنه لا ينفذ إلا أوامري ، وهو ... أفضل قناص يمكنك أن تحصلي عليه في العالم أناديه دائما " كاب" وهو محترف .. فقد جربته من قبل لم يخذلني قط!
صاحت سارة بغضب:
- أنت حقير!!
التفت ماليبو مجددا إلى القناص كابتر وقال:
- هيا اذهب ، والحق بنا فيما بعد ..
خرج القناص بعد أن ألقى نظرة أخرى على سارة، وقفت سارة وهي تشعر بيأس عجيب ... كانت تنظر إلى ماليبو بغضب وقالت وهو يضع الحقائب إلى جوار بعضها :
- لقد فاجأتني حقا ... لقد ... ظننت أنك أفضل شخص يمكنني أن أحبه، لكن من الجيد أنك ظهرت على حقيقتك قبل أن أقع في الحب لأول مرة في حياتي!!

التفت ماليبو نحوها والذهول يملأ عينه .. ثم تدارك نفسه وقال:
- أنت لن تحبينني أبدا .. لقد رفضتني وأنا أعرف لماذا!
قالت سارة بانفعال:
- لم أرفضك أيها الغبي .. لقد قرأ سامي مذكراتي و .. وعرف .. أنـك ..
وقف ماليبو منصتا بينما توقفت سارة عن الكلام للحظات، مسحت دموعها ثم سألت:
- ولماذا تظن أنني رفضتك!؟
تلكأ ماليبو للحظات قبل أن يقول:
- إنني بعين واحـدة ..!
نظرت سارة إلى العصابة التي تغطي عينه المصابة وابتسمت ساخرة قبل أن تقول:
- وهل تظن أنني سأكرهك من أجل شيء سخيف كهذا ... تلك العين المصابة .. لم تؤثر أبدا على قراري .. لكن نفسك الحقيرة هي التي اوحت لك بذلك!
- أنا لست حقيرا!
- بلى أنت كذلك ..
- اصمتي!

صمتت سارة بينما حاول ماليبو أن يهدأ ولكنه قال بعصبية أكبر:
- أنت تكذبين .. تريدينني ان أشعر بالذنب وأتركك تعودين إلى منزلك ولكن هذا لن يحصل أبدا!
قالت سارة بهدوء وقد استندت على الجدار:
- أنت الكاذب الوحيد ... أنت تدعي أنك تحبني .. وأثبتت لي أنك إنسان شريف! لـكنك .. لـ .. لقد قمت بعمل شنيع! ... لو كنت تحبني حقا، لما فعلت ذلك بي ...
اقترب ماليبو وأمسكها من ذراعها بعنف وقال بخفوت:
- وسأفعل بك أكثر من ذلك ...
شعرت سارة بالخوف وترك ماليبو الغرفة وخرج وهو يقول:
- وأرجو أن لا تنسي بندقية القناص الموجهة إلى رأس أخيك ..

جلست سارة على الأرض لوقت طويل لم تتحرك من مكانها،، حمل ماليبو الحقائب ووضعها في السيارة ثم عاد ووقف أمامها وقال ببرود:
- هيا بنا .. إنها الساعة الرابعة ستقلع طائرتنا في الخامسة والنصف لقد تأخرنا ..
نظرت سارة إليه بقرف واشمئزاز ... ولكنه تجاهل ذلك وسحبها من ذراعها فسحبت يدها بعنف ووقفت وهي تقول:
- دعني! سأسير خلفك..
- بل أمامي .. وأرجو أن لا تنسي ....
قاطعته بغيظ:
- الهراء الموجه إلى رأس أخي، أعرف!
قال مبتسما:
- أحسنت! هيا يا أميرتي ..
- أميرة! أم أسيرة !!

ركبت سارة وتوجها معا إلى المطار،، أنهيا كل شيء بهدوء وركبا الطائرة ..
قال ماليبو وهو ينظر في جواز سفرها:
- لقد وجد كاب تلك الأشياء بسهولة في حقيبة يدك .. ألا تتحلين ببعض المسؤولية؟ ماذا لو فقدت حقيبتك.. هل سيضيع كل شيء معها؟
- هذا ليس من شأنك!
ضحك ماليبو بصوت منخفض وقال وهو يلوح بجواز السفر خاصته:
- أليس لديك الفضول لتعرفي اسمي الحقيقي؟
كانت سارة تشعر بالحزن وهي تنظر إلى وطنها الذي تبتعد عنه شيئا فشيئا ولم تصغي لما يقوله ماليبو أبدا ونزلت دمعة من عينيها على خدها ..

قال ماليبو وهو يرى دموعها:
- لا بأس .. يمكنك البكاء،، لكن إذا بقيت هكذا لوقت طويل فيبدو أنني سأجعلك تبكين فعلا!
نظرت سارة نحوه شزرا .. فتابع مبتسما وهو يأكل بعض الحلوى:
- أتمنى أن تلتزمي بالهدوء حتى يصل كابتر إلى القلعة حتى لا أضطر لأعطاه أي أوامر ..
ثم مد قطعة شيكولا نحوها وقال بسماجة:
- تفضلي ..
تجاهلته سارة وعادت تنظر من نافذة الطائرة بينما استرخى ماليبو وابتلع قطعة الشيكولا ثم قال:
- كنت أعرف أنك لا ترغبين بالحلوى ..

بعد مرور ساعتين من الزمن .. غفا ماليبو ومالت رأسه على كتف سارة ، نظرت سارة إلى شعره الأسود ثم عادت ونظرت من زجاج النافذة وهي تفكر في خدعة ما، يجب أن تهرب منه قبل أن يحبسها في قلعته ويؤذيها يجب أن تفكر ...
لكن ،، ماذا عن ذلك الكابتر ؟؟ ذلك الشهم الذي يصوب بندقيته القناصة نحو أخيها ويراقبه أينما ذهب ؟!! هل ستستسلم له وتذعن بدون أدنى مقاومة!!
شعرت سارة باليأس الشديد .. ولكنها التقطت بهدوء من حقيبتها قلما وكتبت باللغة الانجليزية في ورقة وهي تراقب ماليبو الذي يغط في النوم:
(( أنقذوني، ذلك الشاب يهددني بقتل أخي إذا هربت منه ... أرجوكم ساعدوني بأي طريقة،، لديه قناص يصوب بندقيته نحو قلب أخي أينما ذهب وينتظر الإشارة، وأظنه يحمل محمولا ليتحدث به))
مرت المضيفة وهي تبتسم وقالت:
- ماذا تريدون من الطعام؟
فقالت سارة بخفوت:
- أرجوك أنه مرهق ويريد النوم .. شكرا لك ..

ثم مدت يدها بخفة وأعطت المضيفة الورقة وهي تنظر إليها في عينيها ...
فتحت المضيفة الورقة واتسعت عيناها مفزوعة وأسرعت بإخفائها ثم ألقت نظرة إلى سارة وعادت إلى سؤال الركاب الآخرين وكأن شيئا لم يكن ...
علمت سارة أن المضيفة ستفعل شيئا ما .... يجب ان تفعل تلك المضيفة أي شيء!!
رحلت المضيفة ومرت ساعة أخرى ..
استيقظ ماليبو ونظر حوله لثوان ثم نظر إلى وجه سارة المرتعب وقال:
- كم مضى من الوقت؟
أجابت بهدوء:
- لا أعلم!
قال بنبرة تهديد:
- حسنا سوف تعلمين كل شيء قريبا! يا .. حبيبتي!

بقيت سارة صامته حتى وطئت قدماهما الأ**** الاسترالية ، في المطار أخرج ماليبو جهازه المحمول المتطور جدا.. كان يتكلم بلغة غريبة وكان كلامه حادا وعصبيا، نظرت سارة يمنة ويسرة وهي تشعر بالعجز وتساءلت في نفسها ماذا يمكن للمضيفة أن تفعل ..
قبل أن يتم ماليبو كلامه كانت هناك رصاصة تخترق هاتفه المحمول وتحوله إلى ركام متناثر ببراعة قناص محترف .. نظر ماليبو بذهول حوله وظهر الاستياء على وجهه وهو يرى دائرة من جنود الأمن الاسترالي يطالبه بالاستسلام ..
رمق ماليبو سارة بنظرة حادة وهمس:
- لقد تصرفت بشكل سيء وهذا في غير مصلحتك ألبته ..

فتح ماليبو حقيبة يده وأخرج بطاقة وهو يقول:
- إنها مصابة بالانفصام .. وهي شقيقتي ..
نظرت سارة بذهول إليه ولكن اقترب أحد الضباط و أخذ ماليبو، حضر ضابط آخر واصطحب وسارة معه بينما تجمهر الناس حول المكان يتساءلون ..
في مركز شرطة كانبرا المحلي ، تفقد الضابط بطاقاتهم وهوياتهم ..

وتأكد أن سارة إليخاندرو هي شقيقة المدعو ماكسميليان أليخاندرو أسبانيان ويحملان الجنسية الأمريكية وجواز سفر أمريكي وأنهما يقدمان إلى استراليا للمرة الأولى ومتوجهان إلى مدينة برث ..
أخرج ماليبو شهادة مرضية تحمل اسم سارة وقال:
- انظر، إنها مصابة بانفصام وتتخيل أحيانا أنني لست شقيقها، إنها لا تدري عن تصرفاتها .. لقد تحملت ذلك كثيرا من أجل أن تشعر بالرضا وهي تضعني في مآزق شتى!!

توجه الضابط إلى الغرفة التي تقل سارة بينما كان يستجوبها الضابط المساعد الذي سألها باللغة الانجليزية:
- هل أنت من كتب تلك الورقة؟
أجابت سارة بخوف:
- أجل ..
- ما هو اسمك ..
- سارة عامر ..
- هل انت اسبانية؟
- لا .. أنا عربية ..
- حسنا .. هل السيد أليخاندرو شقيقك؟
- لا .. إنه لص وقد حاول تهديدي واختطافي!

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 07:26 PM

فتحت سارة عينيها .. كانت نظراتها مشوشة ولم تر حولها جيدا ولكن بعد دقائق استطاعت رؤية الغرفة التي تنام على سريرها .. شهقت بفزع وهي تتذكر ما حصل لها ..
خرجت بسرعة وسارت في أرجاء المنزل، كان منزلا صغيرا نوافذه مكسوة بورق لاصق أسود اللون والظلام يعم المكان،، نظرت إلى ساعة يدها التي أشارت إلى الثانية ..
الثانية؟؟

إنها لا تعرف أهي الثانية صباحا أم مساءا ..
حاولت فتح إحدى النوافذ ولكن ذلك كان مستحيلا .. ولذلك عادت إلى الغرفة مجددا وجلست على السرير وهي تجهل ما يحصل لها ..

نظرت تتأمل الغرفة فشاهدت حقيبتها ومذكراتها وكتبها ..
أقبلت مندهشة ووقفت تتأمل أشيائها وسمعت صوتا خلفها فالتفتت وأدركت أن الصوت قادم من خارج الغرفة ..
وقفت منتظرة حتى رأت ماليبو الذي دخل وهو يحمل في يده حقيبة صغيرة وتبعه ذلك الرجل القوي الملثم ..
تلاشى الخوف الذي كان يغلف قلب سارة وتحول إلى صدمة ، وعندما رآها ماليبو قال باسما:
- لقد أفاقت !!
قالت سارة باندهاش:
- ما هذا!! كـ .. كيف يمكنك أن ..
اقترب ماليبو ووضع يده على فم سارة ثم قال :
- أهدأي يا حلوة!
اتسعت عينا سارة وأبعدت يده بسرعة بينما تابع:
- لقد حجزنا نحن الثلاثة على طائرة اليوم المتوجهة إلى استراليا...
لم تعرف ماذا تقول ولكنها تمتمت ودموعها تملأ عينيها:
- لكنني لم أوافق على ذلك!
ثم جلست على الأرض وهي تبكي ... جلس ماليبو مقابلها ورفع وجهها وهو يقول فزعا:
- أنت تبكين؟ هل تكرهينني إلى هذا الحد ..؟؟
- أنا مكرهة على فعل ذلك .. أ .. أنا خائفة جدا..
- لماذا!!
- لأننا لسنا متزوجين .. وأنت تحاول خطفي بلباقة!
- سوف نتزوج عندما نصل إلى استراليا .. لقد أعددت لك حفلا ضخما..
وقفت سارة وقالت بعصبية:
- لا ..... إن والداي لا يعرفان ذلك .. وهذا لا يجوز أبدا ، سيموتان من القلق بينما سأهرب معك عنوة!

وقف ماليبو وبدأ الغضب يظهر على ملامحه ثم التفت نحو الشاب الملثم وقال:
- كابتر ... إذهاب وصوب بندقيتك على رأس (سامي) بدون أن يشعر .. إذا حاولت تلك الجميلة الهرب أو التصرف بشكل يلفت النظر سأعطيك إشارة ولا تتردد في قتله ..
لم تصدق سارة ما تسمعه وشهقت وهي تهز رأسها نفيا وقالت باندهاش:
- أنت تهددني !!
ابتسم ماليبو بخبث وقال وهو يشير بسبابته نحوها:
- وستنفذين كل ما آمرك به .. وهناك.. في استراليا .. لن يمكنك الهرب أبدا ..
ألقت سارة نظرة على " كابتر" وقالت:
- أرجوك لا تفعل أيها الشاب ..

لم يتحرك كابتر ونظر بطرف عينيه الزرقاوين القاسيتين نحو سارة بينما قال ماليبو ضاحكا:
- إنه لا ينفذ إلا أوامري ، وهو ... أفضل قناص يمكنك أن تحصلي عليه في العالم أناديه دائما " كاب" وهو محترف .. فقد جربته من قبل لم يخذلني قط!
صاحت سارة بغضب:
- أنت حقير!!
التفت ماليبو مجددا إلى القناص كابتر وقال:
- هيا اذهب ، والحق بنا فيما بعد ..
خرج القناص بعد أن ألقى نظرة أخرى على سارة، وقفت سارة وهي تشعر بيأس عجيب ... كانت تنظر إلى ماليبو بغضب وقالت وهو يضع الحقائب إلى جوار بعضها :
- لقد فاجأتني حقا ... لقد ... ظننت أنك أفضل شخص يمكنني أن أحبه، لكن من الجيد أنك ظهرت على حقيقتك قبل أن أقع في الحب لأول مرة في حياتي!!

التفت ماليبو نحوها والذهول يملأ عينه .. ثم تدارك نفسه وقال:
- أنت لن تحبينني أبدا .. لقد رفضتني وأنا أعرف لماذا!
قالت سارة بانفعال:
- لم أرفضك أيها الغبي .. لقد قرأ سامي مذكراتي و .. وعرف .. أنـك ..
وقف ماليبو منصتا بينما توقفت سارة عن الكلام للحظات، مسحت دموعها ثم سألت:
- ولماذا تظن أنني رفضتك!؟
تلكأ ماليبو للحظات قبل أن يقول:
- إنني بعين واحـدة ..!
نظرت سارة إلى العصابة التي تغطي عينه المصابة وابتسمت ساخرة قبل أن تقول:
- وهل تظن أنني سأكرهك من أجل شيء سخيف كهذا ... تلك العين المصابة .. لم تؤثر أبدا على قراري .. لكن نفسك الحقيرة هي التي اوحت لك بذلك!
- أنا لست حقيرا!
- بلى أنت كذلك ..
- اصمتي!

صمتت سارة بينما حاول ماليبو أن يهدأ ولكنه قال بعصبية أكبر:
- أنت تكذبين .. تريدينني ان أشعر بالذنب وأتركك تعودين إلى منزلك ولكن هذا لن يحصل أبدا!
قالت سارة بهدوء وقد استندت على الجدار:
- أنت الكاذب الوحيد ... أنت تدعي أنك تحبني .. وأثبتت لي أنك إنسان شريف! لـكنك .. لـ .. لقد قمت بعمل شنيع! ... لو كنت تحبني حقا، لما فعلت ذلك بي ...
اقترب ماليبو وأمسكها من ذراعها بعنف وقال بخفوت:
- وسأفعل بك أكثر من ذلك ...
شعرت سارة بالخوف وترك ماليبو الغرفة وخرج وهو يقول:
- وأرجو أن لا تنسي بندقية القناص الموجهة إلى رأس أخيك ..

جلست سارة على الأرض لوقت طويل لم تتحرك من مكانها،، حمل ماليبو الحقائب ووضعها في السيارة ثم عاد ووقف أمامها وقال ببرود:
- هيا بنا .. إنها الساعة الرابعة ستقلع طائرتنا في الخامسة والنصف لقد تأخرنا ..
نظرت سارة إليه بقرف واشمئزاز ... ولكنه تجاهل ذلك وسحبها من ذراعها فسحبت يدها بعنف ووقفت وهي تقول:
- دعني! سأسير خلفك..
- بل أمامي .. وأرجو أن لا تنسي ....
قاطعته بغيظ:
- الهراء الموجه إلى رأس أخي، أعرف!
قال مبتسما:
- أحسنت! هيا يا أميرتي ..
- أميرة! أم أسيرة !!

ركبت سارة وتوجها معا إلى المطار،، أنهيا كل شيء بهدوء وركبا الطائرة ..
قال ماليبو وهو ينظر في جواز سفرها:
- لقد وجد كاب تلك الأشياء بسهولة في حقيبة يدك .. ألا تتحلين ببعض المسؤولية؟ ماذا لو فقدت حقيبتك.. هل سيضيع كل شيء معها؟
- هذا ليس من شأنك!
ضحك ماليبو بصوت منخفض وقال وهو يلوح بجواز السفر خاصته:
- أليس لديك الفضول لتعرفي اسمي الحقيقي؟
كانت سارة تشعر بالحزن وهي تنظر إلى وطنها الذي تبتعد عنه شيئا فشيئا ولم تصغي لما يقوله ماليبو أبدا ونزلت دمعة من عينيها على خدها ..

قال ماليبو وهو يرى دموعها:
- لا بأس .. يمكنك البكاء،، لكن إذا بقيت هكذا لوقت طويل فيبدو أنني سأجعلك تبكين فعلا!
نظرت سارة نحوه شزرا .. فتابع مبتسما وهو يأكل بعض الحلوى:
- أتمنى أن تلتزمي بالهدوء حتى يصل كابتر إلى القلعة حتى لا أضطر لأعطاه أي أوامر ..
ثم مد قطعة شيكولا نحوها وقال بسماجة:
- تفضلي ..
تجاهلته سارة وعادت تنظر من نافذة الطائرة بينما استرخى ماليبو وابتلع قطعة الشيكولا ثم قال:
- كنت أعرف أنك لا ترغبين بالحلوى ..

بعد مرور ساعتين من الزمن .. غفا ماليبو ومالت رأسه على كتف سارة ، نظرت سارة إلى شعره الأسود ثم عادت ونظرت من زجاج النافذة وهي تفكر في خدعة ما، يجب أن تهرب منه قبل أن يحبسها في قلعته ويؤذيها يجب أن تفكر ...
لكن ،، ماذا عن ذلك الكابتر ؟؟ ذلك الشهم الذي يصوب بندقيته القناصة نحو أخيها ويراقبه أينما ذهب ؟!! هل ستستسلم له وتذعن بدون أدنى مقاومة!!
شعرت سارة باليأس الشديد .. ولكنها التقطت بهدوء من حقيبتها قلما وكتبت باللغة الانجليزية في ورقة وهي تراقب ماليبو الذي يغط في النوم:
(( أنقذوني، ذلك الشاب يهددني بقتل أخي إذا هربت منه ... أرجوكم ساعدوني بأي طريقة،، لديه قناص يصوب بندقيته نحو قلب أخي أينما ذهب وينتظر الإشارة، وأظنه يحمل محمولا ليتحدث به))
مرت المضيفة وهي تبتسم وقالت:
- ماذا تريدون من الطعام؟
فقالت سارة بخفوت:
- أرجوك أنه مرهق ويريد النوم .. شكرا لك ..

ثم مدت يدها بخفة وأعطت المضيفة الورقة وهي تنظر إليها في عينيها ...
فتحت المضيفة الورقة واتسعت عيناها مفزوعة وأسرعت بإخفائها ثم ألقت نظرة إلى سارة وعادت إلى سؤال الركاب الآخرين وكأن شيئا لم يكن ...
علمت سارة أن المضيفة ستفعل شيئا ما .... يجب ان تفعل تلك المضيفة أي شيء!!
رحلت المضيفة ومرت ساعة أخرى ..
استيقظ ماليبو ونظر حوله لثوان ثم نظر إلى وجه سارة المرتعب وقال:
- كم مضى من الوقت؟
أجابت بهدوء:
- لا أعلم!
قال بنبرة تهديد:
- حسنا سوف تعلمين كل شيء قريبا! يا .. حبيبتي!

بقيت سارة صامته حتى وطئت قدماهما الأ**** الاسترالية ، في المطار أخرج ماليبو جهازه المحمول المتطور جدا.. كان يتكلم بلغة غريبة وكان كلامه حادا وعصبيا، نظرت سارة يمنة ويسرة وهي تشعر بالعجز وتساءلت في نفسها ماذا يمكن للمضيفة أن تفعل ..
قبل أن يتم ماليبو كلامه كانت هناك رصاصة تخترق هاتفه المحمول وتحوله إلى ركام متناثر ببراعة قناص محترف .. نظر ماليبو بذهول حوله وظهر الاستياء على وجهه وهو يرى دائرة من جنود الأمن الاسترالي يطالبه بالاستسلام ..
رمق ماليبو سارة بنظرة حادة وهمس:
- لقد تصرفت بشكل سيء وهذا في غير مصلحتك ألبته ..

فتح ماليبو حقيبة يده وأخرج بطاقة وهو يقول:
- إنها مصابة بالانفصام .. وهي شقيقتي ..
نظرت سارة بذهول إليه ولكن اقترب أحد الضباط و أخذ ماليبو، حضر ضابط آخر واصطحب وسارة معه بينما تجمهر الناس حول المكان يتساءلون ..
في مركز شرطة كانبرا المحلي ، تفقد الضابط بطاقاتهم وهوياتهم ..

وتأكد أن سارة إليخاندرو هي شقيقة المدعو ماكسميليان أليخاندرو أسبانيان ويحملان الجنسية الأمريكية وجواز سفر أمريكي وأنهما يقدمان إلى استراليا للمرة الأولى ومتوجهان إلى مدينة برث ..
أخرج ماليبو شهادة مرضية تحمل اسم سارة وقال:
- انظر، إنها مصابة بانفصام وتتخيل أحيانا أنني لست شقيقها، إنها لا تدري عن تصرفاتها .. لقد تحملت ذلك كثيرا من أجل أن تشعر بالرضا وهي تضعني في مآزق شتى!!

توجه الضابط إلى الغرفة التي تقل سارة بينما كان يستجوبها الضابط المساعد الذي سألها باللغة الانجليزية:
- هل أنت من كتب تلك الورقة؟
أجابت سارة بخوف:
- أجل ..
- ما هو اسمك ..
- سارة عامر ..
- هل انت اسبانية؟
- لا .. أنا عربية ..
- حسنا .. هل السيد أليخاندرو شقيقك؟
- لا .. إنه لص وقد حاول تهديدي واختطافي!

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 07:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما غزة (المشاركة 2525145)
رائعة حبيبتي
مجهود حلو
يسلمو ياقلبي
ابدعتي
ودي

شكرا لک على المرور
نورتي

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 07:31 PM

وهنا تبداء القصة فعلا

البارت نمبر 5
--------------------------------------------------

نظر الضابط الذي استجوب ماليبو إليها بشك وقال:
- انظري إلى جواز سفرك .. إنه يثبت العكس .. وهو سليم تماما ،، وهناك شهادة مرضية تؤكد أنك مصابة بالشيزوفرينيا ..
سمعت سارة ذلك واعتلى الذهول ملامحها وهي تحدق بجواز السفر خاصتها وهزت رأسها نفيا وهي تقول غير مصدقة:
- مستحيل!!
عاد الضابط إلى سؤالها من جديد:
- هل تشعرين أحيانا أنك شخص آخر؟؟
ارتعد جسدها وسالت الدموع من عينيها وهي تقول:
- إنه يهددني بقتل أخي!
نظر الضباط إلى بعضهم باستغراب وقال الضابط الذي استجوب ماليبو:
- أنا لم أهددك بقتل شقيقك!
تابعت سارة بخوف وهي تبكي:
- هو .. ماليبو .. لا تدعوني أرحل معه إنه كاذب!
تبادل الضباط نظرة أخرى وعاد ذلك الضابط مجددا وتساءل:
- ومن هو ماليبو إذن؟
- الشخص الذي قام باختطافي ..
علا الاندهاش وجه الضابط الذي قال منهيا الأمر:
- آسف جدا .. ولكن شقيقك هنا وسيتصرف معك لا يمكننا فعل شيء بصدد إثباته!

-----------------------------------------------------

- - - - - - - - - - - - - - -

قال ماليبو وهو يجر سارة خلفه خارجين من مركز الشرطة بخفوت والغضب يعتلي ملامحه:
- يستحسن بك أن تخرسي وتنفذي أوامري لأن حياة سامي أصبحت على المحك!

صرخت سارة وهي تبكي:
- ماذا تريد مني .. لماذا أنا!!
أوقف ماليبو سيارة أجرة و تكلم مع السائق ، ولم تمض ثوان حتى دفعها داخل سيارة الأجرة وركب إلى جوارها ثم تكلم مع السائق مجددا وهو يحدد موقعه ..

أومأ السائق برأسه علامة الفهم وانطلق ..
نظرت سارة إلى ماليبو الذي نظر في عينيها وقال:
- كنت تظنين أنك ستفلتين بهذه الخدعة السينمائية السخيفة ؟

لم تتوقف دموع سارة التي قالت بخفوت:
- لم أكن أعلم أنك شرير إلى هذه الدرجة!
- أنا لست شريرا .. أنا أذكى مما توقعتِ فحسب .. وأنا مجرد شاب يحاول الحصول على حبه بالطريقة التي تعجبه ...
صمت لثوان ثم تابع مبتسما:
- و .... تعجبني طريقة الإكراه في الحصول على حبي الوحيد! ويبدو أنني سأتعامل بتلك الطريقة كثيرا!
سرت قشعريرة في جسد سارة وقالت مشمئزة:
- كيف! .. كيف فعلت ذلك .. أنت تثير اشمئزازي!!
أخرج ماليبو منديلا من جيبه ووضعه على يد سارة وهو يقول:
- أنت لم تعرفي بعد من هو أنا! أنني الشخص الأذكى والأوسع نفوذا الذي ستقابلينه في حياتك .. والذي ستعيشين معه حتما،، إلى الأبد! جففي دموعك إنها ليست رخيصة!
أدارت سارة وجهها بعيدا وهي تقول:
- تبا لك ولغرورك الذي سأحطمه بيدي!
ضحك ماليبو واقترب من سارة وهو يزيح خصلات شعرها ويقول:
- تعجبينني! لا أعرف لم أحبك هكذا!!

أبعدت سارة يده بعنف ولم تقل شيئا بينما توقفت سيارة الأجرة ونزل الاثنان أمام محلات تجارية ضخمة، رحلت سيارة الأجرة .. بعد دقائق توقفت سيارة سوداء فارهة ودفع ماليبو سارة داخل السيارة مجددا ثم ركب ..
كان هناك شخص بداخل السيارة ينتظرهم ..
نظرت سارة نحوه فوجدته شاب قوي لديه ملامح قاسية ،عين خضراء واليسرى مغطاة بعصابة مثلثة الشكل ، بشرة سمراء و شعر بني فاتح وقصير،، بعد أن تحركت السيارة تساءل الشاب القوي وقال:
- هل هي سارة؟
أجاب ماليبو مبتسما:
- أجل!

مد الشاب يده لمصافحة سارة ولكن سارة أدارت وجهها وهي تمسح دموعها فأعاد الشاب يده وقال ببرود:
- إنها مستاءة!!
قال ماليبو بمرح مخاطبا سارة:
- إنه "حفار" مساعدي الذي كنت أحكي لك عنه .. والذي كنت تتوقين إلى رؤيته ..

نظرت سارة نحو الشاب بسرعة وتمتمت:
- حفـّـار!
أجاب حفـّـار:
- أجل..
تمتمت سارة بحزن وهي تدير وجهها مجددا:
- لقد أخبرتني انه شاب نبيل!
- إنني كذلك!
عادت تنظر إلى حفار بغضب وهتفت بعصبية:
- لقد اختطفتماني عنوة .. ليس هناك أي نبل فيما فعلتماه .. وذلك الكاستر هناك يوجه مسدسه نحو قلب أخي!

ضحك ماليبو عندما سمع كلمة كاستر وقال وهو غارق في الضحك:
- يدعى كابتر! لكنني سأدعوه كاستر عندما يعود .. لقد أعـ .. أعجبني ذلك الاسم الجديد!!
تابع ماليبو الضحك بينما قال حفار بصوته الهادئ:
- لقد أمرت كابتر بالعودة، وشقيقك بخير .. هل أنت سعيدة الآن؟
ابتسمت سارة بسخرية وقالت:
- للأسف .. لا!

نظر حفـّـار إلى سارة الحزينة لبعض الوقت ثم قال مخاطبا ماليبو بخفوت:
- ماذا ستفعل الآن؟
نظر ماليبو إلى سارة وقال مبتسما:
- سنتزوج!
تطلعت سارة إلى ماليبو بحدة وقالت بعصبية:
- لكنني أكرهك! أنا لست موافقة على ذلك ..
توقفت السيارة الفارهة فجأة مما دفع ماليبو للقول:
- لقد وصلنا إذن يا حلوتي!
نزل ماليبو بينما طلب حفار من سارة النزول خلفه وتبعها،، عندما نزلت سارة شاهدت ذلك البناء الرهيب ..
إن القلعة هي شيء حقيقي فعلا!
وقفت تنظر مبهورة إلى التماثيل الحجرية لحيوانات مفترسة تقبع عند بوابة القلعة.. بينما تمتد الغابة الملتفة حول القلعة بمئات الأمتار ..
سار ماليبو ودخل القلعة عندما اجتمع حوله حراس القلعة ليوفروا له سبل الراحة بينما بقيت سارة تمشي ببطء وهي تنظر وخلفها .. الحفـّـار ..
هدأ المكان وتوقفت سارة ثم التفت تنظر إلى حفار وقالت بهدوء:
- أهو اسمك .. أم لقبك ..
ابتسم حفار وقال وهو ينظر إلى الأشجار البعيدة:
- لا يهم ذلك كثيرا ..
- كم هو عمرك؟ كان ماليبو يقول لي انك ولدت من قديم الأزل .. إنه يكذب أليس كذلك؟

ضحك حفار ضحكة قصيرة وقال:
- هذا غير صحيح أنا مجرد بشر .. لكن عمري غير مهم ..
اقترب حاجبي سارة وقالت :
- أنت مجهول الهوية إذن ولا تريد لأي شخص أن يعرفك على حقيقتك أليس كذلك؟
- لا.. ولكن علي إخفاء نفسي لبعض الوقت ..
توقفت سارة عن الكلام فقال حفار مجددا:
- تفضلي من هنا ..

سار حفار متقدما سارة بخطوتين فقالت سارة دون ان تتحرك:
- حفار .. هل أنت شاب نبيل حقا؟
نظر حفار وعلى وجهه تعبير متسائل .. فتابعت سارة والقلق يعتصرها:
- أرجوك ... أرجوك دعني اهرب، ماليبو سيسيء معاملتي .. وسيتزوجني عنوة .. أرجوك أنا أكره ذلك المكان ..
أخفض حفار رأسه ولم يقل شيئا ..
سادت لحظة صمت قصيرة، مرت وكأنها أيام، ورفع حفار رأسه وقال:
- لا يمكنني تركك تهربين .. أنا آسف .. إنه الملك هنا ..
ثم أقترب منها وأمسك بذراعها وسحبها إلى الداخل .. فقالت سارة وهي تسير معه:
- سوف يؤذيني .. أنت تعرف أنه سيفعل ذلك ولكنك لا تريد أن تخبرني..
توقف حفار ونظر إليها بذهول ..
دمعت عينا سارة وقالت:
- أرجوك لا تسلمني إليه ... أرجوك ..

ظل حفار صامتا وهو ينظر إلى سارة بهدوء ويمسك ذراعها ، فقطعت سارة حبل الصمت الطويل الذي ساد بينهما وقالت بعد أن سحبت ذراعها:
- ما بك ... لم أنت صامت هكذا؟؟
أجاب بهدوء:
- أريــــــد .. ولا أستطيع!

ثم امسك ذراعها بقوة وسحبها بسرعة ولكن سارة لم تستسلم فقالت وهي تركض:
- لماذا لا تستطيع ... هل أنت خائف منه؟ أنت قوي جدا .. يمكنك قتله في لحظة ..
لم يظهر على الحفـّـار انه تأثر بما تقوله سارة وتابع سيره السريع فصاحت سارة بألم:
- أنت تؤلمني ، أترك يدي ...
لم يعرها اهتماما ودلفا معا إلى القلعة، القلعة العظيمة .. عندما دخلا إلى ردهة الاستقبال الشاسعة المساحة كان ماليبو ينتظر هناك وحوله حشد من الحرس والخدم الذين يوجه إليهم الأوامر، وترك الحفـّـار ذراع سارة أخيرا بعد ان كاد يتهشم فقال ماليبو:
- هل أزعجتك سارة يا حفار؟
صمت حفار ونظر إلى سارة ببرود .. فعاد ماليبو يقول وهو يمشي مقتربا من سارة:
- أنظري يا عزيزتي ... هؤلاء الأشخاص .. جميعهم .. سيكونون في خدمتك ..

قالت سارة بغضب:
- أريد أن أرحل من هنا ... هل سمعت أيها اللص!

شهق الخدم والحراس مندهشين بعد أن نعتت سارة ماليبو باللص وظهرت ابتسامة مغتالة على وجه حفار .. فصاح ماليبو وهو يلتفت إلى الحرس والخدم:
- هيا ... عودوا إلى أعمالكم ..
تفرق الجميع وقبل أن يخرج حفار قال ماليبو:
- انتظر أيها الحفـّـار!
التفتت حفار مواجها ماليبو فقال ماليبو مجددا:
- سنأخذها في جولة بالقلعة .. أريدك أن تساعدني ..
- حسنا ماليبو!

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 07:38 PM

نظرت سارة بغل إلى الاثنان اللذان يتفقان عليها، واقترب ماليبو وأمسك يدها فسحبت سارة يدها بعنف ولكن ماليبو قال بهدوء:
- سيري إذا بهدوء .. ولا تحاولي ارتكاب حماقات، لأنك الآن في قلعتي .. هل سمعت!
لم تتحرك سارة من مكانها وقالت بعند:
- كل ما أريد معرفته هو .. ماذا تريد مني؟
ابتسم ماليبو وقال بسماجة:
- سؤال جميل جدا!
قالت سارة بثقة:
- أنت كاذب .. أنت لا تحبني ...
- أنت ذكية جدا .. في الحقيقة أنت جميلة وهذا ما جعلني أستمتع بوقتي معك!
تفاجأت سارة وقالت مذهولة:
- أعد ما قلته أيها الحقير!!
قال ماليبو برود:
- لا تفهمي ذلك خطأ .. لكنك تملكين موهبة لا يملكها أحد غيرك وهي مهمة جدا بالنسبة لي ..

صمتت سارة والتساؤل يعتلي نظراتها بينما كان حفار يراقب الحوار بصمت ...
سار ماليبو حول سارة في شكل نصف دائرة ثم قال وهو يشبك أصابعه :
- ستقولين لي .. كيف عرفتك .. وعرفت عنك كل تلك الأشياء ..
ساد الصمت في المكان قبل أن يتابع ماليبو:
- وسأخبرك بسر خطير جدا عن حفار..
اقترب ماليبو من حفار وتابع:
- إنه يمتلك موهبة مكملة لموهبتك ... وزحل .. هي من أخبرتني أن هناك فتاة جميلة تدعى سيارا .. وتحلم بأشياء لم تحدث بعد ...
لم تفهم سارة شيئا وظهر الضيق على وجه حفار بينما استمر ماليبو يقول:
- زحل هي زوجتي الصغيرة، تدعى "مارينا" وأطلقت عليها تسمية زحل لأنها جميلة جدا، وتملؤني بالذهول، مثل كوكب زحل تماما ..
ظهرت الصدمة على وجه سارة ولكن ماليبو تابع دون توقف:
- لقد أخبرتني تلك العرافة الصغيرة بذلك السر الصغير عنك .. ولكنها لم تخبرني المزيد .. لقد كانت عنيدة جدا ..
اقترب ماليبو من سارة وقال بخفوت:
- مثلك تماما .. عنيدة .. لكن ..
عادت ماليبو بهدوء وتوقف وهو يمسك بذراع حفار ويتابع:
- إنها تتعذب كل يوم، لأنها لم تكن في صفي ... لأنها بالأحرى .. ضدّي .. أما شقيقها الوسيم، أطلقت عليه لقب الحفار .. لأنه حفر قبره بيديه وحفر قبر أخته الجميلة ..
كان حفار صامتا والضيق ظاهر على وجهه وكان ينظر نحو سلالم القلعة، فقالت سارة بقوة مخاطبة حفار:
- ما بك! لم انت ضعيف هكذا .. اقتله وحرر أختك ..
أمسك ماليبو سارة بعنف وثنى يديها خلف ظهرها وقال بغضب:
- لا يستطيع أيتها العنيدة .. هل تعرفين لماذا؟؟
دفعها بقوة فسقطت على الأرض وصاح بغضب:
- لأن أخته تحت رحمتي .. ولدي جنود في تلك القلعة بعدد الأحجار التي بنيت بها ...
التقطت سارة أنفاسها وأزاحت خصلات شعرها من على وجهها وهي لا تقوى على قول شيء .. ولوح ماليبو بسبابته في وجهها وهو يصيح بعصبية:
- إذا لم تطيعيني وتكوني عونا لي حتى أجد ضالتي هنا.. سترين مالم ترينه في حياتك!
وقفت سارة بصعوبة ودمعت عيناها وهي تقول:
- لا يهمني أي شيء .. لن أساعد شخصا شريرا مثلك ..
قال ماليبو وهو يحاول استعادة رباطة جأشه:
- إذا كان لا يهمك .. فأعتقد أن سامي يهمك ..
- دع أخي وشأنه!
- حقا؟ ولكني قررت أن أريه قلعتي قريبا، وكابتر سيقوم بإحضاره إلى هنا!
صاحت سارة بغضب ودهشة:
- لا! لا يمكنك!!
تثاءب ماليبو ثم قال:
- أظن أنني بحاجة إلى النوم، سيشرح لك حفار كل شيء بينما أحصل على قسط من الراحة.. وبالطبع لن يمكنك أن تحاولي الهرب بعد أن عرفت أن سامي سوف يشرفنا قريبا!

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 07:38 PM

نظرت سارة بغل إلى الاثنان اللذان يتفقان عليها، واقترب ماليبو وأمسك يدها فسحبت سارة يدها بعنف ولكن ماليبو قال بهدوء:
- سيري إذا بهدوء .. ولا تحاولي ارتكاب حماقات، لأنك الآن في قلعتي .. هل سمعت!
لم تتحرك سارة من مكانها وقالت بعند:
- كل ما أريد معرفته هو .. ماذا تريد مني؟
ابتسم ماليبو وقال بسماجة:
- سؤال جميل جدا!
قالت سارة بثقة:
- أنت كاذب .. أنت لا تحبني ...
- أنت ذكية جدا .. في الحقيقة أنت جميلة وهذا ما جعلني أستمتع بوقتي معك!
تفاجأت سارة وقالت مذهولة:
- أعد ما قلته أيها الحقير!!
قال ماليبو برود:
- لا تفهمي ذلك خطأ .. لكنك تملكين موهبة لا يملكها أحد غيرك وهي مهمة جدا بالنسبة لي ..

صمتت سارة والتساؤل يعتلي نظراتها بينما كان حفار يراقب الحوار بصمت ...
سار ماليبو حول سارة في شكل نصف دائرة ثم قال وهو يشبك أصابعه :
- ستقولين لي .. كيف عرفتك .. وعرفت عنك كل تلك الأشياء ..
ساد الصمت في المكان قبل أن يتابع ماليبو:
- وسأخبرك بسر خطير جدا عن حفار..
اقترب ماليبو من حفار وتابع:
- إنه يمتلك موهبة مكملة لموهبتك ... وزحل .. هي من أخبرتني أن هناك فتاة جميلة تدعى سيارا .. وتحلم بأشياء لم تحدث بعد ...
لم تفهم سارة شيئا وظهر الضيق على وجه حفار بينما استمر ماليبو يقول:
- زحل هي زوجتي الصغيرة، تدعى "مارينا" وأطلقت عليها تسمية زحل لأنها جميلة جدا، وتملؤني بالذهول، مثل كوكب زحل تماما ..
ظهرت الصدمة على وجه سارة ولكن ماليبو تابع دون توقف:
- لقد أخبرتني تلك العرافة الصغيرة بذلك السر الصغير عنك .. ولكنها لم تخبرني المزيد .. لقد كانت عنيدة جدا ..
اقترب ماليبو من سارة وقال بخفوت:
- مثلك تماما .. عنيدة .. لكن ..
عادت ماليبو بهدوء وتوقف وهو يمسك بذراع حفار ويتابع:
- إنها تتعذب كل يوم، لأنها لم تكن في صفي ... لأنها بالأحرى .. ضدّي .. أما شقيقها الوسيم، أطلقت عليه لقب الحفار .. لأنه حفر قبره بيديه وحفر قبر أخته الجميلة ..
كان حفار صامتا والضيق ظاهر على وجهه وكان ينظر نحو سلالم القلعة، فقالت سارة بقوة مخاطبة حفار:
- ما بك! لم انت ضعيف هكذا .. اقتله وحرر أختك ..
أمسك ماليبو سارة بعنف وثنى يديها خلف ظهرها وقال بغضب:
- لا يستطيع أيتها العنيدة .. هل تعرفين لماذا؟؟
دفعها بقوة فسقطت على الأرض وصاح بغضب:
- لأن أخته تحت رحمتي .. ولدي جنود في تلك القلعة بعدد الأحجار التي بنيت بها ...
التقطت سارة أنفاسها وأزاحت خصلات شعرها من على وجهها وهي لا تقوى على قول شيء .. ولوح ماليبو بسبابته في وجهها وهو يصيح بعصبية:
- إذا لم تطيعيني وتكوني عونا لي حتى أجد ضالتي هنا.. سترين مالم ترينه في حياتك!
وقفت سارة بصعوبة ودمعت عيناها وهي تقول:
- لا يهمني أي شيء .. لن أساعد شخصا شريرا مثلك ..
قال ماليبو وهو يحاول استعادة رباطة جأشه:
- إذا كان لا يهمك .. فأعتقد أن سامي يهمك ..
- دع أخي وشأنه!
- حقا؟ ولكني قررت أن أريه قلعتي قريبا، وكابتر سيقوم بإحضاره إلى هنا!
صاحت سارة بغضب ودهشة:
- لا! لا يمكنك!!
تثاءب ماليبو ثم قال:
- أظن أنني بحاجة إلى النوم، سيشرح لك حفار كل شيء بينما أحصل على قسط من الراحة.. وبالطبع لن يمكنك أن تحاولي الهرب بعد أن عرفت أن سامي سوف يشرفنا قريبا!

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 07:44 PM

البارت نمبر 6

-------------------------------------------------------------------------------

صعد ماليبو على سلالم القلعة وراقبته سارة بنظراتها اليائسة المليئة بالغضب حتى اختفى فالتفتت نحو الحفار وقالت بانفعال:
- أنت أيها الجسد الذي لا يحمل عقلا! ما بك!!

نظر حفار نظرة خاطفة نحوها ولم يقل شيئا .. فأمسكت سارة فجأة بمعطفه الأسود وصاحت بغضب وهي تبكي:
- أنت جبان!!
ظهر الاستياء على وجهه وقال أخيرا:
- هلا تخرسي قليلا!! أنت لا تعرفين شيئا..
- أخبرني إذا بالأشياء التي لا أعرفها..

سار حفار خارجا من بوابة القلعة الضخمة فسارت سارة خلفه مترقبة ما سيفعله ..
نزل الدرج متوجها إلى الحديقة ثم جلس على إحدى كراسيها وجلست سارة أمامه على كرسي آخر بعد ثوان من الصمت بدأ حفار يتكلم قائلا:
- حدث ذلك بسبب أمي .. كانت أمي تعرف أشياء كثيرة، كانت عرافة .. وكان عملها لا يعجبني .. أختي مارينا هي من كانت ملتصقة بأمي وتعلمت منها .. أما أنا وشقيقي "خوسيه" فهجرنا المنزل ورحلنا إلى الشرق الأقصى كنت أدرس هناك في المرحلة الإعدادية .. بعد شهور طويلة عدنا إلى أسبانيا لنكتشف أن أمي توفيت، كان ذلك صعبا جدا علينا، وبحثنا عن مارينا حتى وجدناها تعمل في مطعم ويلاحقها الرجال أينما رحلت فأعدناها إلى المنزل وعشنا جميعا بسلام ..

صمت حفار لثوان ثم تابع :
- حتى اكتشفت مارينا أنني أمتلك موهبة خاصة ... بل جحيما خاصا!! يمكنني بتلك الموهبة استنباط مكان الأشياء المختفية والضائعة.. وضع أخي الأكبر خوسيه عدة اختبارات ونجحت فيها ...
عاد حفار للصمت فقالت سارة بانجذاب:
- أكمل يا ...... صحيح، ما هو اسمك؟
رفع حفار عينيه ونظر إلى سارة ثم قال:
- أرجوك .. الأسماء ليست مهمة ..
- هكذا إذا ... حسنا أكمل أيها الحفار!

دقيقة صمت أخرى مرت ثم تابع حفار بقليل من الانفعال الذي ظهر على وجهه:
- تعرفت أختي على ماليبو أليخاندرو .. إنه شاب ثري ووسيم.. أعجبا ببعضهما وطلب ماليبو من أخي خوسيه أن يوافق على زواجهما وكان ماليبو شخصا لطيفا وطيبا، تزوجا بالفعل وذهبا ليقضيان وقتا في استراليا بعد زواجهما .. وانفتح الجحيم ..
- ماذا حصل؟؟
- لا أعرف ما الذي حصل فعلا لكن أختي مارست هواياتها وأخبرت أليخاندرو عندما مرا بقلعة مهجورة بأنها تحتوي كنوزا نادرة وأنه لن يكتشفها سوى شخصان .. فتاة مجهولة تدعى سيارا و أنا .. كنا نظنها مصادفة ولكن أمي كانت قد أخبرتها بهذا السر منذ فترة طويلة ولذلك فقد اختارت استراليا لتقضي فيه إجازتها ... لقد كانت غبية جدا ... اشترى ماليبو تلك القلعة من مالكيها الأصليين وبدأ يهدد أختي حتى تخبره بمكان الكنز، عندما ظهر على حقيقته وظهر جشعه رفضت أختي مساعدته في أي شيء وعندما هددها بقتل خوسيه لم تصدق أنه سيفعل ذلك، ولكنه ....
تساءلت سارة بترقب:
- هل فعل ذلك؟
- أجل! تشاجرت معه وفقأت عينه اليسرى ... لكي أحاول الدفاع عن خوسيه، كان خوسيه مريضا ذلك اليوم .. ولكن جنود ماليبو قتلوه ثم كبلوني وحملني إلى القلعة ... هددني بقتل أختي إذا لم أساعده على إيجاد الكنز .. وعندما أدرك أنني لا أستطيع فعل ذلك بمفردي،، صنع خطة من أجلك .. لقد استمر ذلك كثيرا .. حدث ذلك منذ خمسة أعوام ..

صمت حفار فقالت سارة بخفوت:
- وهل يظنني سأحلم بمكان الكنز، وأنت ستجده ...
نظرت إلى وجه حفار وتابعت:
- مازالت هناك حلقة مفقودة .. في ماذا يفكر ماليبو؟؟ ..
ثم صمتت للحظة وهمست:
- حفار..
نظر حفار إلى سارة فتساءلت:
- هل فقدت عينك اليسرى أيضا؟؟
ظهر الاستياء على وجه حفار وتمتم:
- نعم! لقد انتقم مني ..
همست سارة مواسية:
- هذا لم يغير منك شيئا!
تفاجأ حفار ثم قال بخفوت:
- لم يخبرني أحد بمثل هذا الكلام الجميل من قبل، إن نفسي تشتعل بالانتقام ليلا ونهارا وأعجز عن فعل أي شيء .. كل همي في هذه الدنيا أن أنقذ أختي من ذلك الـ ... أريد أن أقتله!! لم استطع فعل أي شيء بمفردي ... لقد فشلت كل محاولاتي لكي اعرف أين يحبس مارينا ..

حزن شديد غلف وجه حفار فقالت سارة:
- سننجح معا.. لكن أخبرني باسمك أولا ..
شبك حفار أصابع يديه بتوتر وقال:
- لن يعرف أي شخص بما اتفقنا عليه .. أليس كذلك؟
- أجل ..
- أدعى آندريه ..
ابتسمت سارة وقالت بمرح:
- حسنا يا آندريه .. اسم جميل!
- شكرا ..
وقفت سارة وقالت:
- حسنا إذا ... وما هي خطتك يا أندريه؟؟
وقف آندريه وقال:
- لم أر أختي منذ سبع سنوات .. منذ كنت في الثامنة عشرة من عمري ... كل ما أريد معرفته إن كانت على قيد الحياة .. منذ عامين سمعت صوتها فقط وتوسلت إلي أن أهرب وأترك المكان، لم أعد أثق بشيء .. لو وجدتها فلن يهمني أي شيء بعد ذلك .. أستطيع تدميره، لكنها نقطة ضعفي..
فكرت سارة لدقائق واقترحت خطة جيدة .. جدا ..

--------------------------------------------------------

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 07:49 PM

افتراضي
البارت نمبر 7

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

سار آندريه تتبعه سارة في ممر طويل داخل القلعة مليء بتماثيل المقاتلين .. وعلى أرضيتها سجاد أحمر قاني منقوش بنقوش ذهبية حتى وصلا إلى غرفة في نهايته .. فتحها آندريه وقال وهو ينظر إلى سارة:
- هاهي غرفتك، أتمنى أن تعجبك .. يجب أن تأخذي قسطا من الراحة...

هزت سارة رأسها موافقة ثم تابعت آندريه وهو يرحل وفي عينيها نظرة إعجاب ..
دخلت سارة ونظرت إلى غرفتها الكبيرة وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح ونظرت نحو الكاميرات المثبتة في كل مكان فأطفأت الشموع والأنوار وتوجهت نحو السرير .. وهي تدعوا أن ينجح آندريه فيما اتفقا عليه..
أما آندريه فقد توجه إلى الحديقة مجددا ..
كان هناك حشد من الجنود في المنطقة الشمالية من القلعة فتوجه إلى نهاية سور القلعة الجنوبي ونظر مليا إلى برج المراقبة ثم تمسك بالأشجار المتسلقة وقفز إلى الخارج، بحذر،، تسلل من تحت برج المراقبة و ركض مخلفا القلعة الكبيرة وراء ظهره ...

استقل آندريه سيارة أجرة حتى المطار وهناك راقب الخارجين من المطار حتى شاهد رجلا أشقرا يرتدي ملابس رسمية ويتبعه شاب آخر، علم آندريه أنه كابتر وأن الآخر هو سامي شقيق سارة ، في تلك اللحظة أمر آندريه سائق سيارة الأجرة بالتوجه نحوهما وعندما اقترب كفاية أخرج آندريه رأسه من النافذة وقال:
- هييه كابتر.. اركبا ..

فتح كابتر باب سيارة الأجرة الخلفي بدون تردد ودفع سامي إلى الداخل أولا ثم ركب وتوجهت سيارة الأجرة في طريق مقطوع فقال كابتر:
- إلى أين يا حفـّـار؟
- ستعرف عندما نصل .. إنها أوامر ماليبو ..
صمت كابتر بينما ظل سامي ينظر إليه والغيظ يعتصره ،، في وسط الطريق المقطوع قال آندريه:
- هنا من فضلك ..
تعجب سائق الأجرة ولكنه توقف بناء على طلب آندريه، نزل آندريه ونزل كابتر وسامي خلفه .. وظلا صامتين حتى أعطى آندريه الأجرة للسائق الذي رحل فورا .. فقال كابتر مستغربا بصوته الغليظ:
- ماذا تفعل بالله عليك!! أين نحن الآن ؟؟
اقترب آندريه من سامي وقال متجاهلا كابتر:
- هل أنت سامي؟
قال سامي بلا مبالاة:
- أجل!!
ألتفت آندريه فجأة نحو كابتر وضربه ضربة قوية بقبضة يده أسقطته أرضا، قبل أن يستوعب كابتر ما الذي يحصل له، وجه له أندريه ضربه أخرى ثم أمسك راسه وكسر رقبته في لحظة فسقط كابتر ميتا ...

حصل ذلك في دقائق أمام عيني سامي المندهشتين فالتفت آندريه نحو سامي الذي سيطر عليه الفزع ولكن آندريه قال محاولا تهدئته:
- إنه قناص وحسب! وهو ضخم لا يجيد القتال ..
ظل سامي ينظر إلى آندريه بخوف فقال آندريه وهو يمسكه فجأة من رقبة قميصه:
- اسمع، لقد ماتت أختك ووجودك هنا لا معنى له ...
- ماذا!!
انحنى آندريه بسرعة على جثة كابتر وأخرج النقود وجواز سفر سامي وأعطاه بسرعة وهو يجره في الشارع و يقول:
- سوف تطاردك تلك العصابة حتى يقتلك أفرادها ويقتلون والدك ووالدتك .. أرحل إليهم حالا وغيروا عنوانكم ..
حاول سامي أن يجاري آندريه في ركضه وصاح وهو يلتقط أنفاسه:
- من أنت؟؟ ولماذا تساعدني .. وكيف عرفت أن أختي ماتت .. من قتلها؟
- لا داعي لكل هذه الأسئلة الوقت مهم جدا ..
نزلت دمعات من عيني سامي وهو لا يصدق أن سارة ماتت، بدون ان يعرف لماذا .. ركض خلف آندريه بسرعة حتى شعر بالتعب ..
شجعه آندريه قائلا:
- هيا أسرع .. أنت قوي!
- أخبرني بما يحدث ..
- إذا أردت أن يموت والديك أيضا .. فضيـّع الوقت في الكلام!!

عاود سامي الركض وهو يتساءل في نفسه عن ذلك الشاب القوي الذي يساعده .. هل هو من العصابة المجهولة التي لا يعرف لماذا تلاحق عائلته؟؟ ولماذا يساعده؟؟
خلال خمس عشرة دقيقة من الركض وصلا إلى المدينة مجددا وأوقف آندريه سيارة أجرة وطلب من السائق أن يقل سامي إلى المطار ..


ركب سامي ونظر آندريه من النافذة وقال:
- كما أخبرتك .. عد وأنقذ والديك .. اتركوا منزلكم لأنهم سيلاحقونكم .. وأسرع أرجوك!

انطلقت سيارة الأجرة حاملة معها سامي إلى المطار وهو لا يعي أي شيء مما يحدث له بالفعل !!
عاد آندريه إلى القلعة بسرعة، لم يستغرق غيابه عنها الساعة .. لقد أنهيا الجزء الأول من الخطة بنجاح وقفز من فوق سور القلعة ثم سار في الحديقة وجلس على إحدى الكراسي يلتقط أنفاسه المتوترة .. فهو يفعل ذلك للمرة الأولى في حياته .. وقد قتل كابتر ببساطة وكأنه لا يمتلك أي شعور ..
كان حزينا جدا مما فعله ولكن ذلك كان دفاعا عن نفسه وأخته و .. سارة .. ابتسم وهو يتذكرها عندما كانت تخطط معه ..
وضع أحدهم يده على كتف آندريه ففزع ونظر خلفه ليرى أحد حراس ماليبو الذي قال:
- ماليبو يستدعيك ... لقد كنا نبحث عنك طوال نصف ساعة!
وقف آندريه وسار متجها إلى القلعة وهو يحاول إخفاء توتره بأي طريقة ..

*****
"استيقظت سارة وفتحت باب غرفتها ثم سارت في الممر .. كان هناك ممر جانبي فنظرت إليه وشاهدت في نهايته مرآة شفافة وخلفها عصا عليها آثار دماء .."

فتحت سارة عينيها على طرق رقيق على باب غرفتها، مدركة أن هذا كان مجرد حلم من أحلامها الكثيرة .. توجهت وفتحت باب الغرفة فشاهدت إحدى خادمات القصر التي قالت بأدب:
- آنستي، السيد ماليبو يستدعيك .. هلا تتفضلين معي؟

دلف آندريه إلى مكتب ماليبو ونظر ماليبو نحو آندريه بطرف عينيه ثم قال:
- أين كنت أيها الوسيم؟
صمت آندريه فقال ماليبو مجددا:
- لا تخرج إلى الحديقة مجددا، لأنك تعلم أنها غير مراقبة بآلات التصوير .. ويمكنك أخذ راحتك ..

ظهر الضيق على وجه آندريه ولم يتكلم، وفي تلك اللحظة دخلت الخادمة تتبعها سارة فنظر ماليبو وقال مبتسما:
- أظنك حلمت حلما جيدا جدا .. هيا .. أخبري الحفـّار بما حلمتي به حتى ينتهي الأمر بسرعة وتعودي إلى وطنك ..
ثم التفت ماليبو إلى حارسه وقال:
- أنت أيها النمر ... اذهب واحضر كابتر من المطار، لأن الآنسة الصغيرة ستنكر إنها حلمت ..
ابتسمت سارة بثقة وقالت:
- ولماذا أنكر أنني حلمت؟؟ أنا أريد أن أنهي هذا الأمر وتحصل على كنزك وتدعني وشأني ..
رفع ماليبو حاجبيه وعدل عصابته ثم وقف واتجه نحو سارة وقال مبتسما:
- تعجبينني .. أحب الفتيات العمليات .. وأكره العنيدات ..
خرج الجميع بهدوء من الغرفة ولم يتبق سوى ماليبو وسارة وآندريه، فقالت سارة بمكر:
- ماليبو .. سأطلب منك طلبا في البداية ..
- أطلبي ما تشائين يا حلوتي..
- حسنا، ليخرج حفـّار أولاً ..
تفاجأ آندريه من طلبها ونظر إليهما للحظة باستغراب قبل ان يقول ماليبو بسرعة:
- أخرج يا حفــّار بسرعة ..
تكلمت سارة بدلال وقالت:
- كنت أود رؤيتها ..
- من؟
- زحل ..
- ولماذا ..
صمتت سارة للحظة ثم تأملت رفوف المكتبة وتساءلت برقة:
- هل هي أجمل مني يا ماليبو؟

ابتسم ماليبو وقال بخفوت:
- إنها الغيرة النسائية إذا؟؟
- ربما ..
سار ماليبو خطوتين إلى الخارج فتبعته سارة ولكنه توقف للحظة وقال:
- وستقولين حلمك لحفـّار حتى يستطيع إيجاد ما أريده؟
- بكل سرور!
- ولن تخبريه أنك رأيت شقيقته؟
- لا!
- ولا عن مكانها؟
- لن أخبره إلا بما تطلبه مني ..
- حسنا أنت فتاة مطيعة ...
خرج ماليبو وتبعته سارة بينما كان آندريه ينتظر في الممر سار ماليبو وقال:
- حفـّار .. كن بانتظار كابتر ..

----------------------------------------------

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 08:02 PM

البارت نمبر 8

----------------------------------------------------------

هز آندريه رأسه موافقا فتابع ماليبو طريقه وابتسمت سارة لآندريه وتابعت سيرها خلف ماليبـّو ..
دخل ماليبو إلى الممر الذي يؤدي إلى غرفة سارة ثم دخل إلى الممر الجانبي التي حلمت به وشاهدت المرآة فقال ماليبو:
- أغمضي عينيك ..
ابتسمت سارة وقالت:
- يجب أن تثق بي لأنني حلمت بذلك الطريق الذي يوجد خلف المرآة ..
دهش ماليبو وابتسم بفرحة وقال:
- كنت تفكرين ما إذا كانت أجمل منك قبل نومك! ياللنساء ..!!

ضغط ماليبو على إحدى نقوش المرآة وحفظت سارة مكانها جيدا فانفتحت المرآة ودخلت في الجدار الجانبي بسلاسة ثم دلف ماليبو وتبعته سارة صعدا درجا قديما حتى وصلا إلى بوابة كبيرة، فتح ماليبو البوابة ودخلا إلى ردهة صغيرة وسمعا صوتا أنثويا رقيقا من الغرفة المقابلة للردهة يهتف:
- من هناك؟
قال ماليبو:
- هناك من جاء لزيارتك يا زحل ...
خرجت مارينا الرقيقة تركض وهي تقول بلهفة:
- آندريه؟
توقفت فجأة وهي تنظر إلى سارة، كانت مارينا جميلة جدا وكانت بصحة جيدة وتجلس في مكان مريح، لديها شعر بني وعينان خضراوان تشبهان عين آندريه الجميلة .. تأملت سارة تلك الجميلة بهدوء ثم قالت بلطف:
- مرحبا .. أدعى سارة ..
نظرت مارينا إلى ماليبو باستغراب وتمتمت بخفوت:
- هل هي ...
- أجل!
أجاب ماليبو بابتسامة فنظرت مارينا نحوه بهدوء وقالت لسارة:
- سوف تكونين خلاصي .. أنا مسجونة في هذا المكان منذ ثمانية أعوام ..
ثم التفت نحو ماليبو وتوسلت قائلة:
- أرجوك .. أريد أن أرى آندريه .. ولو لمرة واحدة فقط .. نظرة .. أرجوك يا ماليبو ..
قال ماليبو بقسوة:
- هذه المرة الألف التي تطلبين مني ذلك .. وأنت تعلمين أنني لن أوافق حتى ينتهي الأمر ..
دمعت عينا مارينا فقالت سارة:
- إنه بخير .. وهو شاب قوي جدا ولطيف .. لا تخافي عليه ..

نظر ماليبو باستغراب وقال مخاطبا سارة:
- وهل تعلمين من هو آندريه .. ؟؟
- أعلم أنها تسأل عن شقيقها، هذا الأمر لا يحتاج إلى ذكاء خارق..

ثم صمتت سارة للحظة وقالت :
- أم إنها الغيرة الرجالية ؟؟
لم يقل ماليبو شيئا والتفت نحو بوابة الردهة ثم صاح بالأمر:
- هيا يا سارة ..
قالت سارة ساخرة:
- إنها الغيرة إذا!!
ضحكت مارينا فالتفت ماليبو وقال:
- لم لم تخبريها أنه بعين واحدة أيضا؟
اندهشت مارينا وقالت بقلق:
- ماذا؟؟ تبا لك يا ماليبو ماذا فعلت بصغيري؟؟
قالت سارة عامدة:
- إنه وسيم جدا .. وذلك لم يؤثر فيه .. على عكس بعض الرجال الآخرين الذين يستحقون لقب (أعور) عن جدارة!
صاح ماليبو وهو يفتح البوابة:
- هيا .. لقد انتهت الزيارة!

------------------------------------------------

خرجت سارة وتوجهت إلى الحديقة الخارجية تبحث عن آندريه لتخبره بأنها شاهدت شقيقته .. رفعت فستانها الحريري وركضت وهي تنظر يمنة ويسرة حتى شاهدته يقف عند إحدى الأشجار ويقطع أوراقها بعنف وسرعة فاقتربت وهي تقول:
- ما كل هذه القسوة مع الأشجار؟؟
توقف آندريه عن تقطيع الأوراق والتفت ينظر إلى سارة بهدوء فقالت بفرحة:
- لدي خبر رائع..
- وما هو؟
لم تفارق الابتسامة شفتي سارة وهي تقول:
- شقيقتك! لقد ذهبت لزيارتها، إنها بخير وفي صحة جيدة ... إنها سجينة فندق خمسة نجوم! وأعرف أين هي ..
بدا آندريه هادئا وظهرت على شفتيه ابتسامة صغيرة وفرحة في عينيه يحاول وإخفائها وقال بهدوء:
- شكرا، .. سارة..
- لا تشكرني، إنه أبسط شيء فعلته ..
نظر آندريه بامتنان إلى سارة التي قالت بلطف:
- أن مارينا جميلة جدا .. لك الحق أن تفخر بها ..
ابتسم آندريه وقال بخفوت:
- أنت أروع شيء رأيته حتى الآن ..

شعرت سارة بالخجل وتمتمت:
- شكرا!
سادت لحظة صمت فقالت سارة:
- أراك تبتسم لأول مرة ..

ابتسم آندريه مجددا ابتسامة جميلة، وقال:
- لقد نجحت في إنقاذ شقيقك .. لكنني قتلت شخصا ..
- حقا! لم أرد أن تضطر لذلك!
- لا بأس .. كان يجب فعل ذلك ، لكن سامي سيعود قريبا إلى الوطن ..
قالت سارة باستغراب:
- من الجيد انه وافق على العودة، إنه مجنون!
صمت آندريه للحظة ثم قال:
- لقد أخبرته أنك قتلت .. وأن عليه أن ينقذ والديه ..
ظهر الاندهاش على وجه سارة و كانت ستقول شيئا، ولكنهما سمعا صوت خطوات فصمت الاثنان وأمسك آندريه بكفي سارة، فنظرت سارة إليه باستغراب....
ظهر ماليبو من بين الأشجار ونظر إلى يديهما المتشابكتان وقال محاولا ضبط أعصابة:
- ما ذا يحدث هنا؟
لم تقل شيئا وقال آندريه بهدوء:
- لا يمكنك أن تمنعنا من أن نتكلم معا، ماليبو!
أفلتت سارة يديها والتوتر باد على وجهها فضحك ماليبو وقال:
- ستكون قصة حب جيدة، وستنتهي نهاية تعيسة إذا تكلمتا بكلام لا أريده .. هيا تعالا الآن معي ..

*******
جلست سارة أمام آندريه وماليبو يحدق بالاثنان ثم قال:
- هيا .. أخبريه بحلمك ..
ابتسمت سارة ونظرت إلى آندريه، شعر آندريه بالخجل فقالت سارة:
- لا أستطيع ...
قال ماليبو معترضا:
- ماذا؟؟
وقفت سارة وهمست في أذن ماليبو:
- لا يمكنني أن أخبره بمرآة يقبع خلفها جناح شقيقته ... أمهلني بعض الوقت!
نظر اندريه إلى سارة باستغراب وهي تهمس في أذن ماليبو ..
وقف ماليبو وقبل أن يتابع كلامه دخل " النمر" حارس ماليبو الخاص وقال:
- ماليبو! لقد قـُتل كابتر!


لم يكمل النمر كلمته حتى دخل اثنان يسحبان سامي بقسوة وعنف وشهقت سارة بفزع ونظرت إلى آندريه الذي ظهر الاستغراب والاستياء على وجهه فنظر إلى سارة ثم تنهد وفي عينيه اعتذار كبير!!

نظر سامي نحو آندريه بعد ان شاهد سارة فأمسك برقبته وصاح:
- أيها الحقير .. أخبرتني أن سارة قتلت!! تبا لك!!
شهقت سارة مجددا، ونظر ماليبو نحو آندريه الذي كان في موقف لا يحسد عليه،، أمسك الحرس بسامي الذي نظر إلى سارة المرتعبة وقال ماليبو وهو يخرج مسدسه:
- لقد عرفت الآن أين كنت ..
لم يبد على آندريه أنه تأثر بالمسدس الذي أخرجه ماليبو وقال بهدوء:
- لن أقدم لك مبررات، لم أرد أن تهدد سارة كما تفعل معي الآن ..
رفع ماليبو أحد حاجبيه وقال باسما:
- لقد جنيت على نفسك يا حفـّـار، وبالطبع قبرك جاهز ..
عم الصمت أرجاء المكان ونظر سامي حوله وهو يحاول فهم أي شيء ، ورفع ماليبو مسدسه نحو قلب آندريه وهو يقول ببساطة:
- لم أعد في حاجة إليك ...
لم يتحرك آندريه وتحلى بهدوء شديد فقالت سارة:
- لن أساعدك إذا قمت بأذيته!

وجه ماليبو مسدسه نحو سامي وقال:
- يمكنك أن تساعدينني من أجل شخص آخر .. ما رأيك!
شعرت سارة بالغيظ وأطلق ماليبو فجأة عيارا ناريا أصاب صدر آندريه وأسقطه على الأرض فصاحت سارة بفزع وأغمضت عينيها ..

خرجت الدماء من صدر آندريه وزاغت نظراته فركضت سارة نحوه وجلست على الأرض ودمعت عيناها وهي تقول بانفعال وذهول:
- يا ألهي ساعده!! آندريه .. أنظر إلي أرجوك .. لا ترحل ..
نظر آندريه إلى سارة بصعوبة وقال بخفوت:
- أهربي ...
لم يتم جملته حتى سقطت يده وأغمض عينيه وتوقفت رئتاه عن التنفس ..
التفتت سارة نحو ماليبو وقالت ودموعها تسيل على وجنتيها:
- أقسم أنني سأقتلك يا ماليبو ..
ركضت فجأة نحو ماليبو ودفعته بقوة فأسقطته أرضا، سقط المسدس من يده فالتقطته وصوبته نحو رأسه وهي تقول بغل:
- هذا يكفي .. سأقتلك الآن لنرتاح من شرك...
ابتسم ماليبو ببرود وهو يقول:
- حركة جيدة .. تعجبني قوتك أحيانا!
سمعت سارة خلفها صوت حارس ماليبو المدعو " النمر" يقول:
- اتركي المسدس وإلا!
نظرت بحرص فوجدته يصوب مسدسه نحو رأس سامي .. فألقت بالمسدس على الأرض ووقف ماليبو وأشار نحو آندريه الذي غرق في دمائه وسكنت حركته وقال :
- احملوا هذه الجثة من هنا ..

انطلق اثنان من الحرس وسحبا آندريه من رجليه وجراه خارجا بقسوة وعدم احترام للموت ..
أجهشت سارة بالبكاء وهي تنظر إلى آندريه المسكين .. ونظرت إلى ماليبو وتمتمت بحزن:
- لقد قتلته .. تباً لك!
قال ماليبو موجهاً حراسه الآخرين:
- أكرموا ضيفنا الجديد ..
سحب الحراس سامي بعنف، وتبقى ماليبو ينظر إلى سارة التي كانت تبكي وهي تشعر بالظلم .. فقال ماليبو:
- أنا متأسف جدا .. لقد نسيت قصة الحب التي اغتيلت في بداية الطريق ... أنت حقا فتاة مسكينة ..

اقتربت سارة وصفعت ماليبو على وجهه صفعة قوية وقالت وهي تمسح دموعها:
- أنت إنسان مريض إذا كان الطمع يجعلك تفعل كل هذا!
ثم خرجت تركض إلى غرفتها والغضب باد على وجهها، بينما وقف ماليبو والصدمة بادية على ملامحه ..

--------------------------------------------------------------

ميمآآ 10-02-2016 08:43 PM

ونا متل شام قرات اول جزء
والي رجعه لقراءتها كلها اكيد
شكرا غاليتي
ودي

عزتي فوق الخيال 10-02-2016 08:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميماا (المشاركة 2525227)
ونا متل شام قرات اول جزء
والي رجعه لقراءتها كلها اكيد
شكرا غاليتي
ودي

اسعدني تواجدك ميماا
بتنوري باي وقت :)

حبيب العمر 10-02-2016 11:14 PM

قصه وروايه جميله قرأت اولها
وفيها اكشن حلو
ساتابع باقي الروايه في السهره
كل الشكر الك ام العز
لمجهودك واختيارك

عزتي فوق الخيال 10-03-2016 12:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حبيب العمر (المشاركة 2525415)
قصه وروايه جميله قرأت اولها
وفيها اكشن حلو
ساتابع باقي الروايه في السهره
كل الشكر الك ام العز
لمجهودك واختيارك

اسعدني مرورك حبيب العمر
بتنور باي وقتة

عزتي فوق الخيال 10-03-2016 12:02 PM

البارت نمبر 9

------------------------------------------------------

ظلت سارة تبكي فوق سريرها حتى نامت، لكنها استيقظت فجأة وفتحت باب غرفتها في القلعة، كان آندريه ينتظرها عند الباب وعلى شفتيه ابتسامة مريحة ..
اقتربت سارة غير مصدقة وهمست قائلة:
- آندريه، هل انت بخير ؟؟

اقترب آندريه وقال:
- سأكون بخير طالما أنت بخير ...

نظرت سارة لوجهه وتساءلت بخفوت:
- هل أحلم؟؟
- ربما ...

نظر آندريه في عينيها وقال بالهمس:
- لدي خطة جديدة، من أجل أن تنقذي أخيك .. وأختي ..
- وما هي؟
- راقبي آلات التصوير جيدا .. و .. نسيت أن أخبرك أن شقيقك في البرج الشمالي ..
- آندريه ...
- ماذا؟؟
- كيف عرفت أنـ ..

وضع أندريه طرف أصبعه السبابة على فم سارة وقال بخفوت:
- لقد أحببتك حقا ... تمنيت أن أبقى معك .. وأساعدك... ولكن ..

دمعت عينا سارة وقالت ودموعها تحشرج صوتها:
- هـ .. هل تقصد أنني أحلم الآن ...

اختفى آندريه فجأة من أمام عينيها فبكت سارة وهي تقول:
- لـ .. لم تخبرني .. عن الخطة .. أرجوك! لا ترحل يا آندريه .. أرجوك ..

فتحت سارة عينيها وقد عرفت أنه حلم آخر من أحلامها العجيبة، كانت الدموع تبلل عينيها ...

خرجت من غرفتها وسارت بهدوء في الممر حتى وصلت إلى ردهة القصر .. كان " النمر" حارس ماليبو الخاص يقف وينظر إلى سارة وقال معترضا طريقها:
- ماليبو يريدك..

نظرت سارة شذرا إلى "النمر" وتساءلت:
- أريد أن أعرف اسمك أيها الشاب ..


تفاجأ النمر من السؤال وتردد قليلا قبل أن يقول:
- فيليب ..

ابتسمت سارة ساخرة وقالت:
- ألا تخجل من نفسك وأنت تعمل خادما لهذا الأعور المدعو ماليبو ..؟؟

تفاجأ فيليب مجددا ثم قال بعدوانية:
- لا أسمح لك أن تقولي هذا الكلام عـ ...
قاطعته:
- أليس أعورا؟

صمت فيليب للحظة قبل أن يقول:
- بماذا ترمين من خلف هذا الكلام؟

شبكت سارة أصابعها برقة وقالت بحزن:
- أنا لا أرمي بشيء ... ولكن كنت أريد أن أعرف عن "حفـّار"،، .. هل مات؟؟

- أجل .. لقد توفي من فوره ..

حزنت سارة وهي تتذكر حلم الليلة فقال فيليب :
- كان ماليبـ ..

قاطعته مجددا:
- أخبره أنني لم أحلم بشيء ذا قيمة من أجله ... وأنني لم أكذب عندما قلت ذلك .. لأنني أكثر شخص يتوق إلى انتهاء هذا الكابوس ..

ثم تركت فيليب وتوجهت إلى حديقة القلعة ..

كان فيليب شابا قويا يمتلك عينين زرقاوين قاسيتين ، شعر أشقر وبشرة بيضاء ، وقد أتم الثانية والعشرين من عمره ، لكنه يبدو أكبر من سنه بكثير، وقف فيليب صامتا وهو ينظر إلى سارة وهي تخرج إلى الحديقة ..

دخل النمر فيليب إلى ماليبو وقال:
- لم ترد مقابلتك ... قالت أنها لم تحلم بشيء مفيد وهي لا تكذب لأنها تريد أن ينتهي هذا الـ ...

رفع ماليبو عينيه وقال:
- لماذا لم تكمل أيها القوي؟

صمت فيليب فقال ماليبو وهو يقف:
- اسمع يا أخي الحبيب .. سأعطيك الآن، تلك المهمة المستحيلة، هذه الفتاة (سارة) عنيدة جدا .. إنها تشعرني بقوتها رغم رقتها وضعفها لا أعرف كيف ...

سكت ماليبو للحظة وهو ينظر إلى وجه فيليب المترقب وتابع:
- الخطة تسير جيدا حتى الآن، أريد شخصا تثق سارة به ... وهذا الشخص سيكون ... أنت ..

نظر ماليبو إلى وجه فيليب الهادئ مجددا فقال فيليب:
- هذا ليس سهلا ...
- أعلم .. لكنها مهارة النمر ...

صمت فيليب وهو يفكر فتابع ماليبو:
- أريدها ان تثق بك، تحكي لك عن أحلامها المفيدة وغير المفيدة ... أريدك أن تحميها وتجعلها تعلم أنك في صفـّها حتى نوقع بها ... هل فهمتني ؟؟

- أجل ..
- سأعطيك كل الإمكانيات ... يمكنك أن تخبرها أن حفـّار ما زال حيا وتهربا معا لتراه وتطمئن عليه ..
- حسنا!

ربت ماليبو على كتف شقيقه الأصغر وقال باسما:
- تعجبني أيها القوي! والآن استمع إلى ما سوف تفعله ...

*****

وضعت الخادمات الطعام أمام سارة على السفرة بعد أن أجبرنها فقالت بإصرار:
- لست جائعة ...


دخل فيليب في تلك اللحظة وأشار للخادمات بالانصراف فرحلن .. واقترب فيليب من خلف سارة وقال:
- لم تأكلي منذ فترة، وهذا ليس جيدا ...

نظرت سارة إلى فيليب وقالت بصرامة:
- أظن أن هذا ليس من شأنك ...

سحب فيليب كرسيا مجاورا لسارة وقال وهو يجلس:
- أعلم أنك حزينة من أجل موت حفـّار ..
- هذا أيضا ليس من شأنك ..
- اسمعي .. كنت صديقه ..

نظرت سارة مندهشة للحظة، ولكنها تداركت عواطفها وقالت:
- هذا غير صحيح، ... كان وحيدا ..

ابتسم فيليب وقال:
- حسنا، أنت لا تصدقين ذلك لأنني مساعد ماليبو .. ولكنني أفعل ذلك حتى لا أقتل ..


قالت سارة بعصبية وهي تقف :
- عش ذليلا مدى حياتك إذا، لو كنت مكانك لفضلت الموت!


وقف فيليب أيضا وقال:
- لست ذليلا .. أنا ذكي، لأنني أسعى إلى تحطيم ماليبو بدون أن يشعر، كنت أخطط لذلك مع حفـّار ..

نظرت سارة إليه جيدا وتساءلت:
- هل أنت جاد؟
- أجل ..
- لكن حفـّار لم يخبرني عنك ..
- لأن هذا كان سرا بيننا ..

توقفت سارة عن الكلام ونظرت إلى عينيه ثم قال:
- لكنني ....
- أعلم أنك لا تثقين بي، ولكن اسمعي ، سأخبرك سرا ..
- ما هو؟
- حفـّار ... إنه حي .. لقد أُنقذ!


اتسعت عينا سارة مندهشة وقالت بسرعة:
- حقا، هل هو ..... ؟؟ هل هو بخير؟

ابتسم فيليب قبل أن يقول:
- أجل .. لكن حالته خطرة ..
- ربما يحتاج إلى عناية طبية خاصة ..
- أعلم ذلك..
- هل يمكنني رؤيته؟


صمت فيليب قليلا ثم قال بعد أن ضّم شفتيه وهو يفكر بحيرة :
- يمكنك، لكن سيكون هذا سرنا الصغير، أي أننا سنفعل ذلك بدون أن يعرف ماليبو!
- أنت تتكلم مثله ..


ضحك فيليب ساخرا ثم قال:
- هل اتفقنا؟
- أجل .. لكن .. متى؟؟
- سأخبرك عندما يحين الوقت ..


نظرت سارة حولها وشهقت بخوف ، فقال فيليب مفزوعا:
- ما .. الأمـ .. ما بك؟


قالت سارة بخفوت:
- لقد تكلمنا وهناك آلات تصوير ... سيعرف ماليبو الآن ما اتفقنا عليه ..


ابتسم فيليب وقال:
- لقد قمت بتعطيلها هنا ،، أنا المسئول عن آلات التصوير .. و ماليبو لا يشك فيّ أبدا ..
تنهدت سارة بارتياح وقالت:
- أسعدتني حقا!


قال فيليب وهو يخرج:
- لن يرانا أي شخص معا .. حتى لا يبدأ ماليبو بالشك فيّ ..
أغلق فيليب خلفه الباب، وقفزت سارة سعيدة ثم توقفت وقالت:
- يا ألهي ساعد آندريه!

صعد فيليب إلى مكتب ماليبو الكبير بالدور الثاني .. نظر ماليبو إلى شقيقه الذي قال بابتسامة ثقة:
- يبدو أن خطتنا ستنجح .. ولكن ..
وقف ماليبو وقال بحيرة:
- يجب ان نحذر منها لأنها تحلم بكل شيء ....
- أفهم ذلك ..
- يمكنها أن تعرف أنك أخي .. مثلا!

صمت فيليب وهو يفكر في إجابات لكل سؤال محتمل ..

-------------------------------------


في اليوم التالي سمعت سارة طرقا على باب غرفتها التي حبست فيها نفسها،، قالت وهي تنظر من النافذة إلى الحديقة :

- تفضلي ....
دفع فيليب الباب برفق وقال :
- مرحبا آنسة سارة ..


التفت سارة متفاجأة وقالت مبتسمة:
- آسفة ... ظننتك إحدى الخادمات ..
ابتسم فيليب وقال :
- يريدك السيد ماليبو ...


شعرت سارة بالاستياء وقالت:
- فيليب .. لقد حلمت بأن ماليبو يسقط من أعلى البرج الشمالي ... هل أخبره بهذا الحلم؟


ظهر الخوف على ملامح فيليب ولكنه تدارك ذلك ثم قال:
- أظن أن عليك مقابلته الآن ..
- حسنا ...

سار فيليب خارجا وتبعته سارة في الممر ...
عندما وصلا إلى ماليبو لم يجداه في مكتبه، فسأل فيليب إحدى الحرس الذي قال:
- سيأتي بعد قليل ..
- أعلم لكن أين هو ... ؟؟
- لقد توجه إلى برج القلعة الشمالي ..


ظهر التوتر على وجه فيليب وأسرع عائدا وهو يقول:
- سأحضره!
تعجبت سارة من خوف فيليب الشديد على ماليبو .. ولكنها ركضت خلفه وهي تقول:
- انتظرني .. سآتي معك ..


ركض الاثنان صعودا إلى البرج الشمالي ..
وشاهد فيليب شقيقه ماليبو يقف على حافة البرج مع شاب قوي ويتفقد شيئا بالأسفل .. ركض فيليب نحو ماليبو وقال وهو يمسك بقميص ماليبو :
- أ .. أنزل من هنا حالا ..

وقفت سارة مبتعدة بعض الشيء وهي تراقب ماليبو وهو ينزل من الحافة مستغربا،

قبل أن ينزل فيليب قام الشاب القوي بدفع فيليب فجأة فسقط فيليب من أعلى البرج وصرخت سارة بفزع فالتفت ماليبو نحو الشاب وصاح مفزوعا:
- ماذا فعلت يا جوشوا!!
أخرج الشاب المدعو جوشوا ، مسدسه وأظهره في وجه ماليبو وهو يقول:
- ما رأيك في هذا ...
- لا يا جوشوا استيقظ ..

تركتهم سارة يتكلمون ونزلت بسرعة على السلام وهي مرتعبة لما حصل لفيليب ركضت بسرعة شديدة إلى الحديقة متوجهة إلى المكان المتوقع فيه سقوط فيليب ..


بحثت بين الأعشاب الطويلة وبين الأشجار بدون أن تجد أي أثر له ونادت أخيرا ونبرة الخوف تحتل صوتها:
- فيلييييييييب! فيليب أرجوك!


سمعت سارة فجأة صوت رصاصة أطلقت فنظرت إلى الأعلى وهي تلتقط أنفاسها من الجري، كان هناك شخصا يسقط من أعلى البرج ولم تدرك سارة من هو وظلت تنظر فزعة حتى سقط ذلك الشخص فوقها ففقدت وعيها ..

*****

عزتي فوق الخيال 10-03-2016 07:18 PM

البارت نمبر 10

*************************

بدأت سارة تفيق شيئا فشيئا .. حتى شاهدت أمامها " زحل" وهي تنظر خائفة عليها ثم قالت بفرحة:
- إنها تفيق .. إ .. إنها بخير ..
جلست سارة مفزوعة وشعرت بالدوار قبل أن تشاهد فيليب يقف أمامها بخير وهو يحمل سلاحه كالعاده وابتسم لها فقالت سارة بحيرة وهي تضع يدها على رأسها وتنظر إلى فيليب:
- هل كان ذلك حلما .. أم ..
أجاب فيليب بسرعة :
- كان ذلك حقيقيا، لم أتأذى من السقوط لأنني سقطت فوق الأشجار الكثيفة ..
قالت سارة متلكئة وهي لم تفق من الصدمة بالكامل:
- من الـ .. ــذي .. سـ .. سقط من أعلى البرج؟
أجاب فيليب بهدوء:
- إنه ماليبو ... لكنه بخير، لقد سقط فوقك وأخذت أنت صدمة سقوطه .. لم يحصل له شيء، أصيب برصاصة من مسدس جوشوا في ذراعه ولكنه بخير ..
حزنت سارة وأردفت:
- وسنظل في ذلك الكابوس ما دام ماليبو بخير...!
مرت لحظات من الصمت فقالت سارة مجددا:
- ماذا فعل ماليبو في جونش.. جوشوي .. ما اسمه؟
- أتقصدين جوشوا؟
- أجل ..
- لم يفعل به أي شيء ..

قالت " زحل" بابتسامة رقيقة:
- إن جوشوا شقيق ماليبو الأكبر، وهو مصاب بانفصام ، وتصيبه نوبة من الجنون أحيانا ...
قالت سارة مستغربة:
- لم أكن أعلم أن لديه شقيق أكبر ...

ابتسمت زحل وهي تنظر إلى فيليب ثم قالت:
- إنهم خمس أخوة رجال ...

نظرت سارة إلى فيليب وقالت ببراءة :
- إنهم يسيطرون على القلعة يا فيليب، يبدو أنه لن يمكننا الهرب أبدا ..
اعتلت فيليب دهشة خفيفة وتساءلت زحل باستغراب:
- ماذا تقولين .. إن فيليب ........
تدارك ذلك فيليب وقال مقاطعا زحل:
- حسنا، يبدو أنك بخير يا آنستي، ما رأيك أن نعود إلى الغرفة ..؟

ثم استدار من خلف ظهر سارة ليساعدها على الوقوف ونظر إلى زحل نظرة قاسية ففهمت زحل وتوقفت عن الكلام وقالت :
- عودي لزيارتي يا سارة ..
ابتسمت سارة وقالت :
- بالتأكيد ..
خرجت سارة مع فيليب وأفلتت سارة ذراعها من فيليب وهي تقول بخجل:
- لا بأس فيليب! أنا قادرة على السير ..
- ولكن .. الدرج ..
- أرجوك أنا بخير ..
نزلت سارة الدرج القديم وسار فيليب خلفها فتوقفت سارة في وسط الدرج والتفت مواجهة لفيليب وهي تقول ببراءة:
- هل كنت تعرف أن لديه أربعة أخوة غيره ... أنا يائسة حقا!
حاول فيليب إخفاء توتره وقال :
- يمكننا فعل كل شيء ... أخبريه فقط بمكان كنزه وسنرحل ..
قالت سارة بحزن:
- هل سنرحل حقا!! أم إنه سيترك شقيقه المجنون ليقتلنا جميعا ..
- شقيقه المجنون؟
- أجل جوشوا ...

صمت فيليب وصمتت سارة وبدا على فيليب أنه يشعر بالاستياء ولكنه تساءل فجأة:
- كنت أريد أن أعرف كيف تركتك في البرج حين سقطت، ولم تمض دقائق حتى كنت بالأسفل؟؟
ابتسمت سارة ثم قالت :
- لم تصدق! لقد جن جنوني عندما سقطت من الأعلى فهرولت أبحث عنك ...
- لماذا خفت علي؟
- لأنك أملي هنا .. أنت الشخص الوحيد الذي أثق به .. وموتك يعني نهايتي ..

التفتت سارة لتواري توترها وألمها ونزلت الدرج بينما كان فيليب ينظر إليها بحزن، ويشعر بألم كبير لأنه يخدع تلك الفتاة البريئة، شعر أن قلبه القاسي يتحرك لأول مرة في حياته ...
من أسفل الدرج هتفت سارة بمرح:
- فيليب، لما أوقفت محركك؟ هل نفذ الوقود؟
انتبه فيليب فجأة ونظر بعيدا عن سارة ثم حاول أن يقول بنفس المرح:
- لا بأس، كنت أشحن البطارية قليلا ..

ضحكت سارة وقالت وهي تنتظر فيليب:
- كنت أظن أن محركك يسير بالوقود ...
- هل ترين أنني حافلة مثلا؟؟
- لكنك لست جهاز راديو أيضا ..
ضحك فيليب وسار بقية الممر القصير ليوصل سارة التي التفتت وهمست وهي تنظر إلى آلات التصوير:
- هل هي معطلة؟
- أجل، تكلمي ..
قالت سارة :
- هل تعرف كيف هي صحة حفـّار؟؟
صمت فيليب قليلا ثم قال بعد أن ضم شفتيه بحيرة كالعادة:
- في الحقيقة ... لم أره منذ الحادث ولا أعرف إن كان حيا أم ميتا ..
تعجبت سارة وضمت شفتيها ثم قالت مقلدة فيليب بسخرية:
- لا أعرف إن كان ميتا أو حيا!!

توقفت عن التمثيل ثم قالت:
- لا أصدق أن صديقا يترك صديقه بتلك الطريقة ..

تدارك فيليب كلامه الأخير وقال بخفوت:
- هل تريدينهم أن يكشفوا أمري يا سيارا؟
- سيارا؟
تدارك فيليب ذلك مجددا ثم قال:
- إن ماليبو مريض اليوم بسبب تلك الرصاصة، إنها فرصتنا الوحيدة يمكننا أن نهرب ونذهب لرؤية حفـّار .. ما رأيك؟
- موافقة ..
سار فيليب على أطراف حذاءه الرياضي وتبعته سارة بهدوء شديد ،، خرجا إلى الحديقة وتوجها إلى البرج الشمالي فقالت سارة:
- أعتقد أن أخي سامي هنا أيضا ..
توقف فيليب عن السير ونظر إلى سارة بدهشة قائلا:
- كيف .. عرفت أن شقيقك هنا؟
- لقد حلمت بذلك ..
قبل أن يصل فيليب ومعه سارة إلى بوابة البرج الشمالي عثر عليهما الجنود وصوبوا أسلحتهم إلى رأس فيليب وصرخ أحدهم:
- ماذا تفعل هنا أيها النمر بصحبة الآنسة؟

اصطنع الجنود دهشتهم لرؤية فيليب وسارة تماما مثلما اصطنع فيليب الصدمة والخوف على وجهه وقالت سارة والدموع تملأ عينيها:
- لقد كنا نتجول وحسب، كنت أخبره بشيء خاص بيننا ... أرجوكم صدقوني ..
قال أحد الحرس :
- ماذا تفعلون قرب البرج الشمالي ؟؟ خذوه ..

سحب الجنود فيليب فبكت سارة وهي تشعر بالذنب بينما قال ذلك الحارس:
- أرجو منك أن تعودي إلى غرفتك، لن أخبر السيد ماليبو أنك كنت تتسللين إلى البرج الشمالي ..
لم تعر سارة ذلك الحارس اهتماما وأسرعت تركض إلى جناح ماليبو في القلعة .. عندما وصلت فتحت الباب بدون استئذان فوجدت فيليب يقف بدون الحرس وماليبو يجلس على الكرسي وإلى جانبه شقيقهم المجنون جوشوا ..

قالت سارة وهي تمسح دموعها وتتوسل:
- أرجوك يا ماليبو، إنه لم يفعل شيئا ... لقد كنا نتمشى معا .. ولم نقصد ذلك ..
نظر ماليبو وهو يكتم ضحكة خبيثة وقال:
- ماذا كنتما تفعلان بجانب البرج الشمالي؟
- لقد كنا نتحدث وحسب ...

اقترب ماليبو الذي كان يربط ذراعه وقال:
- أريد ان أعرف فيما كنتما تتحدثان؟
نظر فيليب من خلف سارة إلى ماليبو نظرة حادة لكي يكف عن الأسئلة التي تضايقها ولكن ماليبو ظل صامتا وكأنه مصر على الإجابة فقالت سارة:
- كـ .. كنت أخبره بأنني حلمت بأنك كنت ستسقط من أعلى البرج ... وأن ..
صمتت سارة متوترة فقال ماليبو مجددا:
- هذا غير صحيح ...
نظرت سارة إلى فيليب الذي نظر إليها نظرة مشجعة، وتذكرت آندريه عندما امسك بيديها ليخرجا من الورطة إلى ورطة أخف منها فقالت بسرعة:
- كنت أريد أن أخبره أنني معجبة به، ... ولهذا فجعت عليه عندما سقط من أعلى البرج و.. و كـ ..

تفاجأ فيليب من هذا الرد وابتسم جوشوا باستغراب، فقال ماليبو متعجبا:
- لقد نسيت آندريه بسهولة بعد رحيله؟

توترت سارة مجددا ثم قالت:
- لـ .. لا ، ولكنني لم أكن أحب آندريه ... هو من كان يحبني و .. و فقط .
- حقا؟
نظرت سارة إلى فيليب الذي ظهرت عليه علامات الذهول ولم تختف ثم قالت:
- أرجوك سامحه يا ماليبو! لن نتجول مجددا!

ابتسم ماليبو وهو يدور حول سارة وقال:
- سأغفر لكما لأنكما كنتما السبب في إنقاذي اليوم ... هيا اذهبا ..
خرجت سارة ولحق بها فيليب بسرعة وقال:
- لم قلت ذلك .. لقد ورطتي نفسك!
- لم أورط نفسي ..
- سارة ..
توقفت سارة عن المشي والتفت مواجهة فيليب الذي قال بهدوء:
- هل كنت تقصدين ما قلتيه حقا؟
نظرت سارة وقالت:
- لم أفهم يا فيليب ... لقد فعلت ذلك لتخرج من ورطتك ..
شعر فيليب بالذنب الحقيقي وقال باستياء:
- لـ .. لكن .. سوف يعتقدون أنك تحبينني حقا ...
- دعهم يعتقدون، المهم نخرج من هنا .. و .. أطمئن على سامي وآندريه .. هل هما بخير؟
قال فيليب ببعض الحماس:
- سنحاول في المرة القادمة الوصول للبرج عن طـريـ ...
قاطعته سارة قائلة بصرامة:
- لن أسمح لك بأن تعرض نفسك للخطر مجددا.. كاد ماليبو أن يقتلك ...

نظر فيليب إلى الفتاة التي أسرت قلبه وهو يخدعها، وترقرقت عيناه بدمعة محبوسة، فقالت سارة وهي مذهولة:
- فيليب ما بك؟ هل قلت شيئا ضايقك؟
قال فيليب وهو يحبس دمعته:
- سارة ... لا تصدقيني أبدا .. أنا مجرد شخص حقير .. و .. هو يريد ذلك، يريدك أن تصدقي !!

ثم تركها واندفع راكضا إلى الخارج ، بينما وقفت سارة لبرهة وهي تفكر في تلك الكلمة الأخيرة ببعض التركيز ولكنها لم تفهم شيئا وأشفقت على فيليب وشعرت بأنه قال ذلك لأنه يشعر بالذنب من أجلها .. ثم توجهت إلى غرفتها وهي تفكر ...

عزتي فوق الخيال 10-03-2016 07:28 PM

البارت نمبر 11

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

دخلت سارة إلى غرفتها وكانت الشمس قد أشرقت، نظرت إلى ساعتها مستغربة قبل أن تجلس على سريرها شاهدت فيليب يقف داخل الغرفة فصرخت فزعة وقالت:
- لقد أخفتني .. ماذا تفعل هنا ؟؟
قال فيليب :
- دعينا نذهب إلى البرج الشمالي ...
- مجددا؟؟
- أجل ..
- لكنني لست موافقة، هل تعرف لماذا؟
- لماذا؟
- لأن حرس ماليبو سيرونك وسيقتلك ماليبو ..
- لكنه لن يقتلني ..
- لماذا؟؟
- لأنني شقيقه الأصغر ..

اتسعت عينا سارة باندهاش وقالت:
- ليس هذا صحيحا!
- بلى ... لو كان يريد قتلي لقتلني ...
قالت سارة بذهول شديد:
- هل تقصد أنك كنت تخدعني كل هذا الوقت ؟؟

اقترب فيليب والحزن يعتري ملامحه وقال:
- سأخبرك عن شيء لأكفر عن خطأي ...
لم تقل سارة شيئا وظلت ترمقه باحتقار وحزن في نفس الوقت فتابع فيليب:
- كنز القلعة ... يوجد في سرداب سري في غرفة زحل، إنها تعرف ولكنها تخفي ذلك انتقاما لوفاة شقيقها خوسيه ..
-
******

فتحت سارة عينيها وضوء الشمس يتسلل من النافذة وأدركت من فورها أنها كانت تحلم كالعادة ...
لكن ما هذا الحلم الغريب .. يبدو انه مشوش لأن فيليب هو شقيـ ..
لم تصدق سارة ذلك، وعندما خرجت من غرفتها توجهت إلى الردهة الكبيرة وكان هناك الكثير من الحرس مع جوشوا شقيق ماليبو الأكبر ، والمجنون ..
التفت جوشوا وشاهد سارة قادمة فترك الحرس بعد أن أمرهم بالتفرق ثم قال:
- مرحبا يا آنسة ..
لم ترد عليه سارة واكتفت بابتسامة مقتضبة فعاد يقول جوشوا:
- هل تبحثين عن شيء؟
- أجل .. أين هو فيليب؟
صمت جوش قليلا ثم قال:
- لا أعلم .. لكن ألا تودين زيارة شقيقك؟
قالت سارة بفرحة:
- بلى أود ذلك .. لكن..
ابتسم جوش بلطف وقال برزانة:
- لقد وعدته بأنك سوف تزورينه .. وسوف آخذك ما دام لديك متسع من الوقت ...
- لكن ماليبو .. ألن يغضب؟

ابتسم جوش مجددا ثم قال:
- تفضلي يا آنسة، لا يمكن لماليبو أن يضايقك ما دمت معك، أستطيع رميه من فوق البرج ..
تساءلت سارة بتردد:
- هل تعي ما تفعل؟؟
أجاب جوش بهدوء:
- أجل ... تفضلي من هنا ..

كان جوش شابا قويا يقترب عمره من التاسعة والعشرين، لديه شعر أسود وعينان واسعتان زرقاوتان وهو يشبه ماليبو قليلا ..
ولكن ملامحه طيبة وحنونة ولديه صوت هادئ لا يوحي بأنه شخص مجنون ..
تبعته سارة بهدوء حتى وصلا إلى البرج الشمالي ورآهما الحرس ولم يقوموا بأي ردة فعل غريبة ..
دخلت سارة إلى جناح جميل، وسمعت صوت شقيقها سامي يتكلم .

طرق جوش على الباب برفق ودخل أولا فقال سامي والفرحة تملأ صوته:
- مرحبا جوش .. ظننت انك لن تعود !
ابتسم جوش ثم أخرج رأسه وطلب من سارة الدخول، فدخلت سارة وهي تبتسم وشاهدت سامي وآندريه معا، فابتسم سامي وهرول نحو شقيقته ثم قال:
- سارة .. هل انت بخير ..؟
ابتسمت سارة بسعادة وهي تعانق شقيقها وقالت:
- أجل، وأنت ..
- بخير .. ابقي معي قليلا ..
هز جوش رأسه موافقا وخرج من الغرفة، ونظرت سارة نحو آندريه الذي كان ممددا على السرير وهناك محلول مغذٍ يتصل بساعده الأيسر وقالت:
- أنا سعيدة أنك بخير يا آندريه ..
ابتسم آندريه وقال بلطف:
- وأنا مسرور لرؤيتك ..

قال سامي بقلق:
- أنا لا أفهم لماذا انت؟؟
صمتت سارة وتبادل سامي وآندريه نظرة قلقة فقالت سارة:
- يبدو أنني عرفت فعلا مكان الكنز لذلك .. فأنتم لن تبقوا هنا كثيرا ...
كان آندريه ينظر باندهاش وتساءل سامي:
- وأين هو؟؟
- لست متأكدة بعد إن كان في ذلك المكان الذي حلمت به ..
صمت آندريه وسامي وتبادلا نظرات خوف، وفتح جوشوا الباب قائلا بلطف:
- أرجو من الآنسة أن تتفضل معي ..

خرجت سارة خلف جوشوا بدون أن تقول أي كلمة إضافية، ولكنها كانت سعيدة لأن شقيقها وآندريه بخير ..
في منتصف الطريق فوجئت سارة بماليبو وخلفه فيليب وقال ماليبو لجوشوا:
- لم تخبرني حتى أنك سوف تصطحبها لترى شقيقها ..
ثم نظر ماليبو نحو سارة وقال:
- لقد رأيت آندريه إذن ... ما شعورك؟؟

نظرت سارة إلى فيليب وتجاهلت سخافات ماليبو قائلة:
- فيليب .. هل يمكنني أن أتحدث إليك لحظة؟
تفاجأ فيليب وقال ماليبو:
- اذهب أيها النمر ...
خرجت سارة من الممر على الحديقة وتبعها فيليب حتى ابتعدا عن ماليبو وجوشوا فالتقت سارة وقالت بهدوء:
- فيليب .. اخبرني عن حقيقتك ... أنت تخفي عني شيئا ما ..

تلعثم فيليب ونظر يمينا ويسارا بتوتر عله يخرج من هذا المأزق ..
نظرت سارة إليه قليلا وقد خاب أملها ودمعت عيناها ثم قالت:
- لماذا كذبت علي يا فيليب وأوهمتني بأنك معي ..؟
قال فيليب بتلكؤ:
- لا أفهم ماذا تعنين .... في ماذا كذبت عليك؟
نظرت سارة متعجبة وقالت:
- أنت شقيق ماليبو يا فيليب .. أليس كذلك؟؟
صمت فيليب وقال بتلكؤ أكبر:
- مـ .. ماذا ؟ ليس صحيحا .. إنـ .. فقط ..
كانت سارة تنتظر فصمت فيليب وقال بخفوت:
- صدقيني أنا ..
قاطعته سارة بعد أن تأكدت:
- حسنا، لا داعي للكلام الكثير .. انا متضايقة وأريد التحدث مع زحل ...
ظل فيليب صامتا ثم قال بحزن:
- لن تعودي إلى الثقة بي .. أليس كذلك؟؟

لم تقل سارة شيئا انتظر فيليب أن تقول شيئا ولكنها أدارت ووجها وفضلت الصمت فسار فيليب وتبعته حتى عادا إلى الردهة ..
تبادل فيليب وماليبو نظرة قصيرة، ولاحظ ماليبو أن فيليب متضايق جدا، وسار فيليب متوجها إلى البرج الذي تسكن فيه زحل ..
دخلت سارة وطرقت باب غرفة زحل، ففتحت الباب وابتسمت برقة عندما شاهدتها، لم يتقدم فيليب وأغلق الباب خلفهما فقالت سارة مبتسمة:
- كيف حالك يا مارينا؟؟
- أنا بصحة جيدة .. لكنك تبدين حزينة ..

صمتت سارة ولم تعلق على كلمات مارينا،، ثم قالت:
- مارينا، لقد قلت أنك تريدين الخلاص من هنا .. أليس كذلك؟
- بالتأكيد ..
- حسنا لماذا لا تخبري زوجك عن مكان الكنز وتريحينا جميعا ..
وقفت زحل مندهشة وتمتمت بتلكؤ:
- ماذا تقصدين؟؟
قالت سارة بقوة وهي تقف مواجهة لزحل:
- أقصد أنك تعرفين مكان الكنز ولكنك لم تخبري به أي شخص ... لماذا؟ ألا تدركين أن آندريه تعرض للقتل بسبب حفنة من الذهب اللعين؟؟ ألا تدركين أن أخي سامي تعرض للقتل أيضا؟

هزت زحل رأسها نفيا وقالت:
- أقسم لك أنني لا اعلم شيئا عن مكانه .. و
و قبل أن تكمل زحل جملتها دفع ماليبو الباب يتبعه جوش وفيليب وعلى وجه ماليبو نظرة شريرة جدا ...

عزتي فوق الخيال 10-03-2016 07:28 PM

البارت نمبر 12

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

شهقت زحل مفزوعة واقترب ماليبو منها قائلا بغضب مكتوم:
- مارينا .. أين حدائق المجوهرات التي تكلمت عنها؟؟
دمعت عينا مارينا وقالت متلكئة:
- إ .. إنها مخطئة .. أنا ليس ... لدي فكرة عن ذلك !
وقف ماليبو ونظر إلى سارة فقالت سارة بغضب:
- هل تتجسس على كل شيء؟؟
- نعم ..
- أنت متسرع جدا ... إنها عادة فيك .. لم لا تنتظر حتى أتأكد بنفسي؟؟
صمت ماليبو لدقيقة فقال جوشوا بهدوء:
- ما الذي حلمت به؟ ربما يحتاج حلمك إلى تفسير حفار ..

نظر ماليبو إلى جوشوا وقال مبتسما:
- تعجبني بعض الأحيان يا جوش !!
ثم التفت إلى فيليب الذي كان ينظر إلى سارة وملامح الحزن تعتليه وقال:
- أيها النمر .. أحضر حفار إلى هنا ..
كان الموقف مشحونا بعد خروج فيليب وظل ماليبو ينظر إلى مارينا التي كانت أيضا تنظر إليه وتمتمت مارينا:
- ماليبو ..

نظر ماليبو نحو زحل للحظة ثم أدار وجهه فتمتمت بصوت خفيض:
- سأقول لك شيئا ..
انحنى ماليبو نحو زحل فتمتمت في أذنه بشيء وظهر الاندهاش على وجهه ثم عاد ونظر إلى زحل وقال مبتسما:
- هل تقولين الحقيقة؟؟
ردت زحل بابتسامة:
- أجل يا ماليبو ...
نظر جوش نحو سارة ونظرات التساؤل تشع من عينيهما فقال جوش بالهمس:
- سارة .. هـ .. هل تظنين أنها تخبره بمكان الكنز ؟؟
- ربما يا جوش !! ربما ..
تمتم جوش بصوت خافت:
- وأخيرا سنرحل من هذا المكان!!

نظرت سارة إلى جوش مستغربة نقمته على هذا المكان، وكأنه بقي هنا عنوة .. بعد ثوان من الصمت دخل فيليب وهو يجر حفار الذي لم يقو على السير ...
كان يضع يده على صدره ووقف بصعوبة فصرخت زحل غير مصدقة:
- آندريه!!

رفع آندريه وجهه ونظر إلى أخته مندهشا فركضت نحوه وعانقته وبدأت في البكاء ..
قال ماليبو متحليا ببعض الهدوء وهو يجذب زحل من ذراعيها برفق :
- حسنا .. اهدأي يا زحل .. سوف يكون بخير إنه قوي ..
نظر آندريه نحو ماليبو شذرا ثم قال :
- ماذا تريد يا ماليبو؟
أشار ماليبو نحو سارة فنظر اندريه إلى سارة للحظة وقال:
- سارة .. ما الأمر؟
لم تقل سارة شيئا فقال جوش بلطف:
- لم لا تخبرينه عن حلمك؟؟ أرجوك !!

نظرت سارة إلى جوش اللطيف وقالت بهدوء:
- لقد حلمت .. بـ .. فيليب ..
نظر الجميع نحو فيليب الذي أطرق بحزن فتابعت سارة:
- اخبرني فيليب أنه شقيق ماليبو ،، وأخبرني أن زحل تخفي كنز القلعة في سرداب سري بحجرتها ...
ظهر الاستياء على وجه آندريه بينما نظر إليه الجميع فقال ماليبو:
- ما هو إذا تفسير الحلم .. لأنني أعرف جيدا أنه لا يوجد سرداب سري في غرفتها ..

صمت حفار ونظر إلى شقيقته ثم قال:
- هل تخفي شيئا عنا يا أختي ؟؟
نظرت زحل إلى ماليبو وضحكا هما الاثنان في نفس اللحظة مما أثار عجب الواقفين واستغربت سارة كثيرا وشعرت أنهما متفقان على شيء ما...
قال اندريه باستغراب:
- ما بكما؟؟

توقفت زحل عن الضحك بصعوبة وقال ماليبو وهو يلتقط أنفاسه:
- لا بأس ... لقد كانت تخفي عني شيئا ما وقد أخبرتني عن مكانه ... لكنه ليس الكنز بأي حال ..
عاد الجميع إلى أماكنهم الطبيعية ..

جلست سارة في الردهة وهي تفكر في ذلك الحلم الغريب .. وماهو الشيء الذي تخفيه زحل عنهم ؟
قطع حبل أفكارها رؤيتها لفيليب الذي سار باتجاهها وجلس إلى جوارها ثم قال بهدوء:
- سارة .. صدقيني أنا لست شخصا شريرا ..
ابتسمت سارة وقالت ساخرة:
- ماليبو أيضا ليس شخصا شريرا ..
صمت فيليب قليلا ثم عاد يقول:
- سوف أثبت لك أنني لست كذلك ..
ثم تركها وانصرف ببطء من المكان ..

عزتي فوق الخيال 10-03-2016 07:37 PM

البارت نمبر 13

******

مرت بضعة أيام ثقيلة ...
لم تحلم سارة بأي شيء .. ولم تقابل أي شخص، كان جوش يسألها في بعض الأحيان إن كانت حلمت وكانت تجيب بالنفي ..

سار ماليبو ذهابا وإيابا في غرفته فاقد الصبر وهو يقول لجوش وفيليب:
- إنها تنفي أنها حلمت .. هل أذهب وأقطع رقبتها؟؟


نظر فيليب إلى جوش للحظات وقبل أن يقولا شيئا سمعا طرقا على الباب.. فقال ماليبو بعصبية:
- لقد عاد جاكي ونحن لم ننجز شيئا بعد .. لقد خسرنا التحدي ..

زفر فيليب بضيق وصمت جوش بينما انفتح الباب ليظهر شقيقهم الرابع " جاكي" ..


جاكي يملك شعرا أشقرا وهو أقرب في الشبه إلى فيليب لكنه أكثر مرحا ووسامه ، دخل مبتسما وقال:
- ما هذا يا ماليبو .. ؟؟ ظننت أنني سأجد حفل عيد ميلاد عندما أعود ... لقد أتممت السادسة والعشرين اليوم ولم يقل لي أحد عيد ميلاد سعيد ..

توجه جاكي نحو علبة مشروب صودا موضوعة على الطاولة ثم فتحها وقربها من فمه وعاد يقول:
- وظننت أنني سأجد الكنز المفقود وسأدعوها رئيس استراليا إلى حفلة عيد ميلادي ..

رشف رشفة ثم قال معترضا وهو يضعها مكانها مجددا:
- ما هذا؟ الصودا ساخنة! وتقول لي أن لديك ثلاجات!!

قال ماليبو وهو يجلس على الأريكة:
- هيـّـا كف عن هذا إننا نحاول أن نسيطر على الوضع ... تلك الفتاة العنيدة اكتشفت أمر فيليب، ما رأيك أن نبدأ في خطة جديدة بك ؟؟

أكمل جاكي ما تبقى في علبة مشروب الصودا .. ونظر نحو ماليبو ثم قال:
- دع الأمر لجاكي الساحر ...

ضحك جوش على الرغم منه، فنظر جاكي له نظرة اعتبرها فيه أنه مجرد شخص مجنون .. بينما زفر فيليب مجددا .. وقال:
- ما هذا الذي فعلته بشعرك أيها الشاب الساحر؟؟

قال جاكي مجددا وهو يضحك:
- الساحر رغم أنفك ...

ثم نظر في الثلاجة الصغيرة عله يجد شيئا آخر يشربه وتابع الكلام:
- ألا تعجبك تلك القصة الجديدة؟ على الأقل لم يعد طويلا كالسابق ..

كان جوش يضحك على جاكي ، فقال جاكي وهو يلتقط تفاحة:
- إحذر يا جوش أن تصيبك نوبة الضحك ... أرجوك!!

ضحك جوش بقوة وضحك فقال ماليبو بخوف:
- هيا بنا نخرج من هنا ..

خرج ماليبو وسار فيليب و جاكي خلفه، ثم أغلقوا الباب ..
ظل جوشوا يضحك قليلا ،، ثم توقف، تنصت ماليبو وفيليب على البوابة بينما ابتعد جاكي يقضم تفاحته .. ثم قال ساخرا:
- يؤرقنا ذلك الرجل!! مع أنه أبسط شخص فينا ...

نظر فيليب نحو شقيقه جاكي ثم قال:
- وأنت أعقد شخص فينا ..

أخرج جاكي من جيبه سيجارا بعد أن أنهى تفاحته ثم قال:
- هل معك قداحة؟؟ قداحتي لا تريد أن تعمل ..

زفر فيليب ثم قال:
- تعلم أنني لا أدخن ...

قذف ماليبو بقداحة إلى جاكي فقال جاكي مخاطبا فيليب:
- صدقني ستفعل يوما ما ..

لم يعلق فيليب على ذلك وانسحب تاركا المكان بينما أغلق ماليبو الباب بالمفتاح وهو يقول:
- لقد بدأ يحطم كل شيء بالداخل !!

استند جاكي على الجدار وقال :
- لما لا تخرجونه عندما يكون غاضبا ... ربما هذا ما يستفزه؟؟

قال ماليبو وهو يعدل من وضعية عصابته:
- لم تره في المرة الماضية عندما أطعت ذلك الأحمق فيليب وتركته،، قذف بي من أعلى البرج ..
ضحك جاكي وقال:
- كنت أود أن أكون هنا حتما لأشاهد ذلك!

تساءل ماليبو:
- وماذا عن خوان؟؟ كيف حاله مع زوجته العقرب؟؟
- مازال يطيع أوامرها كما تعلم ..
- أممم ... يؤسفني أنه شقيقنا الأكبر ..

نظر جاكي نحو ماليبو للحظة وقال:
- ألا تلاحظ أن خوان وجوشوا يفتقران إلى أشياء كثيرة،، وهما شقيقانا الكبيران؟؟
- أنا لا أعتبرهما شقيقانا الأكبران حتما،، لكن جوش أحيانا يفيدني بالكثير من الأشياء ولذلك فأنا أجعله إلى جانبي ..

لم يعلق جاكي على الكلام .. فقال ماليبو:
- إن زحل حامل ... هل تصدق ذلك ؟؟

- - - - - - - - - - - -

اندهش جاكي حتى كاد أن يسقط سيجارة وقال بسرعة:
- ألم يخبرك طبيبك بأنك لا تنجب؟؟

ضحك ماليبو ضحكة شريرة وقال:
- لقد قتلت هذا الأفـّاك !!
- وما هو وضعك مع زوجتك؟؟
- إنه بخير .. لا تقلق على أخوك،، ستعود المياه إلى مجاريها حالما أجد الكنز،، أنت تعلم أنني أضغط على آندريه لكي يساعدني .. لكنها متعاونة معي الآن ..

*******

كانت سارة تمشي متوجهة إلى مكتب ماليبو لكي تطلب منه أن ترى شقيقها وتطمئن عليه،،

ولكنها شاهدت جاكي الذي كان يدخن سيجاره وماليبو يتحدثان،، فاقتربت أكثر لكي يلاحظان وجودها فتوقفا عن الكلام في تلك اللحظة وابتسم ماليبو عند رؤيته لسارة ثم قال:
- أعرفك بـ .. سارة ..

نظر جاكي نحو سارة بإعجاب كبير ثم قذف بسيجاره على الأرض وضغط عليه بحذائه قبل ان يقول بتهذيب كبير:
- مرحبا سنيوريتا! لم أتوقع أنك بهذا الجمال..

لم يظهر أي تعبير على وجه سارة ثم قالت بهدوء:
- من هذا؟؟؟
لم يجب ماليبو فقال جاكي بابتسامة:
- جاكي أليخاندرو في خدمة الآنسة ..

تمتمت سارة وهي تحدق بوجهه جيدا:
- أليخاندرو؟؟

تعجب ماليبو لأنه باح بشخصيته بسهولة،، وتبادل مع جاكي نظرة قبل أن يقول جاكي مبتسما:
- أنا لا أخفي عليك شخصيتي لكي أوهمك بأنني رجل نبيل كما فعل ماليبو .. تلاه فيليب ... لأنني حقا رجل نبيل!

قالت سارة ساخرة:
- أنت شخص لبق وحسب!

ضحك جاكي وقبل أن يقول شيئا ضرب جوشوا الباب بعنف من الداخل فقال ماليبو بيأس :
- وهذا يشعرني بأنه لم يتبق سوى الباب سليما ..

كان جوش يصرخ بالداخل طالبا النجدة فتضايقت سارة وقالت لماليبو منفعلة:
- افتح الباب إنه يستنجد!
- لا .. لأنني إذا فعلت فسوف .... أنت تعلمين ..

قالت سارة بانفعال و جاكي يراقب:
- هذه ليست طريقة حسنة لعلاجه ...
أجاب ماليبو بقسوة:
- إنه مريض للأبد .. أظن أن هذا يريحك أكثر ..

اقترب جاكي وأخرج المفتاح من جيب ماليبو ثم ناوله لسارة وهو يقول:
- أرني شجاعتك أيتها الجميلة ..

التقطت سارة المفتاح وتوجهت نحو الباب بلا تردد وقبل أن تفتح هتفت قائلة بحنان:
- جوش يا عزيزي إهدأ ،، سوف تكون بخير .. سـ .. سأفتح لك الباب الآن ولكن عليك أن تهدأ أولا ... هل اتفقنا؟؟

توقف جوشوا عن ركل الباب وهتف:
- سارة أنقذيني ... إنهم يحبسونني في النار ..

ضحك ماليبو باستخفاف بينما راقب جاكي بهدوء، وأدارت سارة مفتاحها في قلب الباب وفتحته بهدوء فخرج جوش يركض نحو ماليبو ولكن سارة أمسكت بقميصه وهي تصيح:
- لا يا جوش ... توقف عن ذلك إنه شقيقك الأصغر ولا يمكنك أذيته .. إنت تحبه أليس كذلك؟؟

توقف جوش والتفت ينظر نحو سارة ، كان يلتقط أنفاسه وكان شعره الناعم مبعثرا وفي عينيه حزن كبير، العرق يتصبب من جبينه وذراعيه مليئة بالدماء والجروح واقتربت سارة قليلا وقالت مبتسمة:
- انت شاب عاقل ..

تمتم جوش بشيء لم تسمعه سارة فقالت :
- لم أسمعك ..

قال جوش ودمعة تنزل من عينيه:
- أنا أحبك أنت!!
راقب جاكي ذلك بعمق، واندهش ماليبو متوقعا ردة فعل سارة القاسية .. ولكن سارة ابتسمت وقالت:
- أنا أيضا أحبك يا جوش،، أنت أفضل شخص هنا .. وأنت طيب القلب ورقيق المشاعر ولا تحطم الأشياء، أليس كذلك؟

قال جوش وهو يبتسم ببراءة:
- بلى!

أمسكت بيده وسحبته وهي تقول:
- تعال إذا أطبب لك جروحك ..
ابتعدت سارة وجوش يسير خلفها فقال ماليبو مندهشا:
- لا أصدق أنها سارة !! إنها ليست بذلك اللين أبدا ..

كان جاكي غارقا في تفكيره وهو يتابع سارة بعينيه وانتبه بعد كلام جوشوا الأخير ثم قال:
- لقد عاملته كأم تعلم طفلها الصغير ... إنها ذكية، وحنونة ... و ...
- ما بك؟ هل وقعت في الغرام أيها الساحر ..؟؟

ابتسم جاكي وقال:
- إنني لا استحقها يا رجل!! إنها نبيلة فعلا!

ترك جاكي المكان وهو يشعل سيجارة أخرى، ووقف ماليبو يحدث نفسه وتمتم:
- لم أتوقع أن جاكي يتخلى عن غروره للحظة!! ما الذي يحصل اليوم؟؟

جلست سارة تطبب لجوش جروحه وقال جوش:
- سارة، أنت لطيفة ...

قالت سارة بابتسامة:
- شكرا .. ولكنني أريد منك شيئا ..
- ما هو..

نظرت سارة إلى جوشوا قليلا ثم قالت:
- أريدك أن تتحكم في أعصابك عندما تغضب ..
دمعت عينا جوشوا وقال:
- لقد حبساني عندما كنت سعيدا .. ورأيت النار تشتعل من حولي وأحرقتني ..
قالت سارة متسائلة:
- لكنني لا أجد آثار حروق في جسدك ..

سحب جوش ذراعه وقال بعصبية:
- أنت لا ترين أي شيء مما أراه .. أنا لست غبيا!
ثم ترك المكان وابتعد ..
راقبت سارة بصمت وسقطت الضمادات من يدها وهي تراه يبتعد

رحيق الجنة 10-04-2016 04:08 AM

شكرا لك ا
لقد جعلتني اسيرا لروعة أسلوبك وحرفك
لقد تمكنت من تسطير اروع المعاني وانبل
المشاعر من ناحية العشق والحب العذري
كلمات واسلوب عذب وبصياغة فريدة من نوعها..
تحياتي وتقديري.


الساعة الآن 12:48 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.