اخطآء لآ منطقية في المناهج الجديدة

وأكد معلمون في أحاديث منفصلة لـ"دنيا الوطن" أن الأخطاء في المنهاج الجديد كثيرة وغالبيتها في منهاج التربية المدنية في المراحل الأولى، معتبرين أن ذلك يغير من قناعات الطلاب حول القضية الفلسطينية.

ونشر عدد من المعلمين صورا لخرائط فلسطين المنشورة في كتب التربية الوطنية في الصف الثاني على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر أخطاء في مواقع المدن الفلسطينية على الخارطة، فيما نشر آخرون صورا لبعض الرسومات المخيفة في كتب التربية الدينية مثل صورة المرأة الساحرة والمشعوذة.

ويؤكد المدرس خالد البرعي إن المنهاج الجديد يحتوي الكثير من الأخطاء الفادحة مثل كتابة سورة الصمد

في كتاب التربية الإسلامية للصف الثاني، متسائلا "مين سمع بسورة الصمد من قبل في القرآن الكريم؟".

ويقول لـ"دنيا الوطن" كما أن هناك ما أصفه بالهزة الأرضية في المنهاج الجديد أدت إلى تغيير في جغرافية فلسطين في كتاب التربية الوطنية للصف الثاني حيث تظهر مدينة بيت لحم على البحر وقطاع غزة في الضفة الغربية ومدينة عكا بدل حيفا، وما خفي كان أعظم".

وحمّل مسؤولية هذه الأخطاء للمجلس التشريعي الذي كان لابد أن يراقب عمل وأداء الحكومة وكل الوزارات واللجان العاملة في تأليف المناهج الدراسية في وزارة التربية والتعليم.

وأعرب البرعي عن استغرابه من اللجان التي وضعت المنهاج الفلسطيني الجديد، وكيف يقعون في أخطاء مثل هذه الأخطاء الفادحة، داعيا وزارة التربية والتعليم لاستدراك هذه الأخطاء والحيلولة من تكراراها.

أما المدرس عوض أحمد فيرى أن المنهاج الجديد خفيف جدا، ولا يحتوي على الكم المطلوب من المعلومات اللازمة للطلبة، بالاضافة إلى أنه يحتوي على أخطاء في أمور تعتبر من المسلمات البديهية للشعب الفلسطيني مثل خارطة فلسطين وجغرافية المدن فيها.

ويقول لـ"دنيا الوطن" :"كما أن المنهاج الجديد يشمل تغييرا في طريقة عرض الدروس والتي تحتاج إلى وقت أكبر من الوقت المخصص للحصة الواحدة -إذا تقيدنا فيها-.

ولم يخف المدرس أحمد أن المنهاج يحتوي على أمور ايجابية لصالح الطلبة مثل الألوان والرسوم الجذابة في الكتب واحتواء منهاج اللغة العربية على قصص كثيرة في هيئة درس، وبالتالي تعلق في ذهن الطالب ولا ينساها بسرعة.

وفي ذات السياق توقّع مدرس الصف الثاني الابتدائي أسامة الزعانين أن يواجه هو وزملائه بعض الصعوبات في تدريس المنهاج الجديد، نظرا لأنه يحتوي على بعض الأمور التي بحاجة إلى تعديلات، مبينا أنه تفاجأ من كم الأخطاء الموجودة في المنهاج.

وأضاف لـ"دنيا الوطن" "على الرغم من أن المنهاج الجديد يحتوي على أمور ايجابية إلا أنه يحتوي على أخطاء يبدو أن أغلبها خطأ مطبعي وغير مقصود، نظرا لأن الأخطاء في أمور بديهية يعرفها الصغير والكبير، فمثلا خارطة فلسطين ومواقع المدن فيها الكل يعرفها"، مبينا أن السبب في هذه الأخطاء هو سرعة انجازه من قبل وزارة التعليم.

ودعا الزعانين وزارة التربية والتعليم إلى تعديل الأخطاء الواردة في المنهاج ولفت انتباه اللجان المخصصة لتعديل المنهاج للمراحل الأخرى التي من المتوقع أن يكون لها منهاج جديد خلال الفترة المقبلة.

وكان وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم أكد في تصريحات صحفية سابقة أن المنهاج الجديد للصفوف من الأول وحتى الرابع الأساسي هو منهاج تجريبي قابل للتعديل، مبينا أن المنهاج بطبيعة الحال سيحمل أخطاء وسيتم أخذها بعين الاعتبار.

من جهته، أكد مدير عام المناهج في وزارة التربية والتعليم العالي ثروت زيد أن ما حدث هي أخطاء مطبعية وتصميمية سيتم العمل على تعديلها من خلال دراسة لجنة فنية من الوزارة لهذه المغالطات.

وقال زيد لـ"دنيا الوطن" إن الأخطاء المطبعية مثل خارطة فلسطين سيتم العمل على تعديلها، كما أن تعديل وتطوير المنهاج سيكون بما يتلاءم مع مصلحة التعليم وأطفالنا.